السلام عليكم ..
منذ الأزل ، والتباين في التجربة البشرية وتنوعها يقضي بالاختلاف في أنواع التعبير عنها ، والأديب حين ينفعل أمام تجربة ما ، شخصية أو عامية ، لا يتوقف ليستفهم نفسه : هل يعّبر عنها بالشعر أم بالنثر ؟ لكنه يجد مشاعره و إحساسه تدفعه للتعبير عنها أما بهذا أو بذاك . وبالرغم من بعض المعايير التي تقيد الشاعر كالوزن والقافية ، إلا أنه يجوز له مالا يجوز للكاتب في استخدام اللغة ، وعلى الضد فالكاتب لا يقيده سواء الاستخدام الصحيح للغة .
والكاتب أو الشاعر دائبين البحث عن الألفاظ الجديدة والصور المناسبة للتعبير عن كل انفعال يخالج مشاعرهم ، ورغم أن الشاعر يعبر بالشعر عن الوجدان ويحمل الانفعال الوجداني أكثر من الكاتب بالنثر ، إلا أن النثر يتجه هو الأخر في اتجاه يميزه عن الشعر ، أو قلما يوازيه ، حيث يتجه إلى عرض الفكرة والرأي بشكل يستقي فيه الكاتب من الترادف الصوتي والازدواج والمجانسة والسجع وغيرها من فنون النثر ، ما يمكنه من جذب وجدان القارئ لإقناعه بفكرة معينة أو رأي معين .
وقد شاع قديماً أن ما يجوز لك أن تعبر عنه شعراً لا يجوز لك التعبير فيه نثراً ، وعلى النقيض مالا يجوز في الشعر يجوز لك في النثر ، واستشهدوا بمواضيع الحماسة والفخر ، فقالوا أن الأحق والأجدر بها هم الشعراء ، حيث لا يجدر بالكاتب أن يطري نفسه في مقالة أو خطابة أو محاضرة أو غيرها من فنون النثر الغفيرة .
وعلى هذا هل هو فعلاً صحيح أن المواضيع التي تصلح للشعر ، لا تصلح للنثر ؟
وهل تلك الفوارق في مقدار الانفعال قد تجعل من المواضيع تخصيصا لكل فن من فنون الأدب السالفة ؟
13/11/1423هـ
............................................................ ..... تميم القحطاني
منذ الأزل ، والتباين في التجربة البشرية وتنوعها يقضي بالاختلاف في أنواع التعبير عنها ، والأديب حين ينفعل أمام تجربة ما ، شخصية أو عامية ، لا يتوقف ليستفهم نفسه : هل يعّبر عنها بالشعر أم بالنثر ؟ لكنه يجد مشاعره و إحساسه تدفعه للتعبير عنها أما بهذا أو بذاك . وبالرغم من بعض المعايير التي تقيد الشاعر كالوزن والقافية ، إلا أنه يجوز له مالا يجوز للكاتب في استخدام اللغة ، وعلى الضد فالكاتب لا يقيده سواء الاستخدام الصحيح للغة .
والكاتب أو الشاعر دائبين البحث عن الألفاظ الجديدة والصور المناسبة للتعبير عن كل انفعال يخالج مشاعرهم ، ورغم أن الشاعر يعبر بالشعر عن الوجدان ويحمل الانفعال الوجداني أكثر من الكاتب بالنثر ، إلا أن النثر يتجه هو الأخر في اتجاه يميزه عن الشعر ، أو قلما يوازيه ، حيث يتجه إلى عرض الفكرة والرأي بشكل يستقي فيه الكاتب من الترادف الصوتي والازدواج والمجانسة والسجع وغيرها من فنون النثر ، ما يمكنه من جذب وجدان القارئ لإقناعه بفكرة معينة أو رأي معين .
وقد شاع قديماً أن ما يجوز لك أن تعبر عنه شعراً لا يجوز لك التعبير فيه نثراً ، وعلى النقيض مالا يجوز في الشعر يجوز لك في النثر ، واستشهدوا بمواضيع الحماسة والفخر ، فقالوا أن الأحق والأجدر بها هم الشعراء ، حيث لا يجدر بالكاتب أن يطري نفسه في مقالة أو خطابة أو محاضرة أو غيرها من فنون النثر الغفيرة .
وعلى هذا هل هو فعلاً صحيح أن المواضيع التي تصلح للشعر ، لا تصلح للنثر ؟
وهل تلك الفوارق في مقدار الانفعال قد تجعل من المواضيع تخصيصا لكل فن من فنون الأدب السالفة ؟
13/11/1423هـ
............................................................ ..... تميم القحطاني
تعليق