الفصاحة والبلاغة والجزالة

" الفصاحة .........البلاغة ..........الجزالة"

كثيراً ما ترد هذه الكلمات الثلاث في المواضيع والردود الأدبية والشعرية ,وهي ذات مدلولات معينة ومن المفترض انها تحمل معاني محددة.

ولكن لاحظت وربما لاحظ الكثير منكم تداخل وتضارب توظيفها عند من يستخدمها, وربما عدم إستيعاب البعض لحقيقة مدلولات هذه الكلمات الثلاث.


وبعد التفكير فيها ثم البحث في بعض المراجع عن حقيقتها توصلت إلا قناعات معينة نحو هذه المفردات وفهم بودي إشراككم فيه , وبودي أيضاً لو كان هناك تفاعل بيننا في النقاش حولها لأني أعتقد بأن الفهم الحقيقي لهذه الكلمات جد مهم لكل شاعر او مهتم بالشعر والادب..


في رأيكم اخوتي :

الفصاحة والبلاغة ايهما يتعلق باللفظ وايهما يتعلق بالمعني؟ ولماذا ؟

وماهي حقيقة كلمة الجزالة وماذا تعني بالتحديد؟

وهل نستطيع نعت كلام ما بأنه جزل ولو كان غير بليغ او العكس؟

تساؤلات ربما أفادت كمدخل للنقاش حول هذه المفردات والدعوة عامه لكل من لديه ما يثري هذا البحث....

الأخ سعيد الحمالي

موضوع مهم جدا جدا كما قلت ومتشعب (كلمة متشعب هذي للتهرب من التقصير في الرد)

من رأيي الخاص والمتواضع

بأن الفصاحه : فصاحة اللسان خلوه مما يعيب من عجميه والدخيل على اللغه فأرى من الصعب أن نطلق الفصاحه
على اللهجه العاميه

أما البلاغه فهي النبوغ بمجمل القصيده من محسنات وصور وغير

أما الجزاله فهي سمو المعنى

أي

الفصاحه = الكلمه

البلاغه = الأبداع

الجزاله = المعنى

سعيد الحمالي أبغى أوضح أنه بعد ماكتبت كلامي هذا راجعته
وتضاربت عندي الأراء ووجدت بأننا نستخم الكلمات الثلاث في تشربك
ولكن فضلت أن أبقي أول رمعه

ولكم تحياتي

البلاغه


هي حسن البيان وقوة التأثيرر(وعند علماء البلاغة)مطابقة الكلام لمقتضى الحال مع فصاحته



البلاغه والفصاحه مرتبطه ببعضها ارتباط وثيق







ام الجزاله فهي تدل على قوة المعنى


تحياتي وتقديري,,,

اهلا بك أخي عبدالله,


أعجبني في الحقيقة قولك عن الفصاحة " بأنها: فصاحة اللسان خلوه مما يعيب من عجميه والدخيل على اللغه"

وفعلا اوافقك بأن الفصاحة لها علاقة باللفظ والنطق

الا ترى بأن الببغاء مثلاً يقال له فصيح ولا يقال له بليغ والسبب بأنه ينطق بفصاحة كلام البشر وإن كان بدون وعي لمعناه !!!

ولكن لا نقول ابداً بأن الببغاء بليغ لأن البلاغة لها علاقه بالمعني


ولكني أخالفك في قولك:

" فأرى من الصعب أن نطلق الفصاحة على اللهجة العامية"

فالفصاحه تكون في العاميه كما تكون في الفصحي وأعتقد بأن هناك فرق بين كلمة " الفصحي" وهي اللغة العربية الفصيحة والمنضبطة بقواعد النحو والصرف, و كلمة " الفصاحة".
فالفصاحة يراد بها رنين الألفاظ وطريقة نطقها والله أعلم.

الغالي مشعل العتيبي,



أجدت في تعريف البلاغه بأنها :
" حسن البيان وقوة التأثير (وعند علماء البلاغة)مطابقة الكلام لمقتضى الحال مع فصاحته"

وإن كنت أرى بأنك أدخلت البلاغة في مدلول الجزالة بقولك : " ام الجزاله فهي تدل على قوة المعنى"

والحقيقة كما وضحت مسبقاً بأن هذه الكلمات الثلاث لها معاني متداخلة الدلالات عند الكثير ونحن نريد بأن نحدد أبعاد هذه المدلولات ونصل الى الحقيقة وراء هذه المدلولات وبالدليل الواضح..


الجزالة في رأيي وبإختصار لها علاقة بجودة الكلام وانها تدل علي أسلوب الكلام وأعتقد بأنها ذات علاقة قوية بكل ماهو قديم وذو جذور في اللغه سواء كان جاهلي المنشأ أو من الكلام القديم الذي توارثناه عن أجدادنا الأوائل.

وغالباً ما تكون المفردات الجزلة من الكلام الذي يندر تداوله وإستخدامه في اللغة اليومية وبالذات في المدنية وإن كان معروف الدلاله والمعني لكل من سمعه في الغالب وتستطيع الأذن للوهله الأولى التعرف علي جودة المفردة الجزلة بمجرد سماعها ...

قد يذهب البعض الى أن بعض المفردات الجزلة فيها خشونة أو وحشية أو ربما جلافة ولكن هناك من ينظر لها كألفاظ فخمة وإن كانت معدومة السلاسة والعذوبة...

أعتقد بان هناك الكثير من الجوانب الدلالية لكل من الفصاحة والبلاغة والجزالة ونحن لم نتطرق الا لأقل القليل ومازال النقاش في أوله , وأعتقد أيضاً بأنها مرتبطة إرتباطاً وثيقاً بالجرس الموسيقي للمفردات, وهذا ما سوف نسلط عليه الضوء أكثر من خلال إضافاتكم.

فهل من موافق أو معارض لما ورد هنا من أراء؟؟؟

شكرا لهذا الوعي

ابو ناصر

يا هلا فيك
وكل سنة وانت طيب
والحمد لله على السلامة
الله يعطيك العافية ، موضوع جميل وثري
انا في رأئي الشخصي أن كلاً منها تعني :ــ
1 . الفصاحة : هي فصاحة القول واللفظ ، وخلوها من التكسير والتحريف وضياع الحروف التي يفقدها احيانا البعض فتجده ينطق الكلمة لكنه لا ينطقها كاملة ( يأكل بعض الحروف ) وهي خاصة باللفظ ولا لها اي مدلول في المعنى .

2 . البلاغة : وهي بلاغة المعنى بلفظ صحيح ، والبلاغة في المعنى تدل على قوة المعنى ودلالاته ، ولا اعتقد ان لها فعل في اللفظ .

3 . الجزالة : وانا أعتقد انها تعني المتانة والكثر ، وجزيل الشئ هو أجملة ، وقد تكون الجزالة في اللفظ وقد تكون في المعنى .

هذا على ما أعتقد والله أعلم .
تقبل تحياتي واحترامي






............................................................ .... تميم القحطاني

اخي حمدان القحص,


شكراً للحضور والمتابعه



أخوك,

اهلاً بك أخي تميم,

شكراً علي المشاركة والإضافة الثمينة للموضوع,

إضافة لما ذكرته أخي تميم,
أعتقد والله أعلم بأن الكلمة تكون فصيحة إذا خلت من الغرابة ومن تنافر الحروف وكلنا نذكر في كتاب الأدب والنصوص أيام الثانوية أو المتوسطة كلمة "الهعخع" عندما سأل أعرابي أين مطيتك فقال تركتها ترعى "الهعخع" وهو نبات بري . وكلمة " النقاخ" و"الحيزبون" و " الدردبيس" و " العلطبيس"
وغيرها كثير لا تسعفني الذاكرة لتذكرها ولكن القاسم المشترك بينها هو نفور الأذن والنفس من سماعها بسبب تنافر حروفها وتعقيدها اللفظي وأشدد هنا علي تعقيدها اللفظي وعدم سلاستها في النطق ..

هذا من ناحية المفردة اما من ناحية تنافر الكلمات والتراكيب في الشعر فأذكر مثالاً ايضاً وهو بيت أعتقد بأنه ينسب للجن.
وهو قولهم :

وقبر حرب بمكان قفر ..... وليس قرب قبر حرب قبر
ويقال بأن الجن قالت هذا البيت بعد قتلها لــ "حرب بن أمية" عندما قتلته في عرض الطريق وهو خارج مكة.

ولم يسلم حتي جهابذة الشعراء من هذا الغلو والتعقيد المنفر في شعرهم ,

ومنه قول المتنبي:

جفخت وهم لا يجفخون بهابهم ..... شيمٌ على الحسب الأغر دلائل

والقضية فيها تفصيل كثير

كما أن هناك قضية يثيرها نقاشنا هذا عن الفصاحة الا وهي:

أن الكلام الفصيح لابد من أن تكون مفرداتة فصيحة ولكن ليس بالضرورة ان نخرج من تجميع كلمات فصيحة كلاماً فصيحاً , مثال ذلك البيت المشهور :

سلّت وسلّت ثم سلّ سليلها ........ فغدا سليل سليلها مسلولا

نلاحظ ان المفردات فصيحة ولكنها أبعد ما تكون عن الفصاحة عندما جمعت في بيت لظهور التنافر الواضح في البيت..

والحقيقه فإن نظم الشعر يظهر قبح الكثير من الكلمات الجميلة في ذاتها والحكم في الغالب لحساسية وصفاء الأذن , فكما أن الأذن تطرب لصفير البلبل وصهيل الحصان فإنها تنفر من نهيق الحمار أجلكم الله ومن نقيق الضفدع.
وبالتأكيد فإن الذوق له دور كبير في هذه القضية ولا نتوقع أن يكون الناس جميعاً والشعراء منهم على درجة واحدة من الحساسية السمعية والتذوق الشفاف للكلام بألفاظه ومعانيه...

بقي كثير من جوانب الموضوع لم نتطرق لها وبالذات في الجزالة والجرس الموسيقي وأيضا في البلاغة وأتمنى أن أقرأ بعض الإضافات عنها منكم حتي تتم الفائدة والمتعة للجميع...

للرفع


لم سألني عن الفرق بين الجزالة والفصاحة



مع الشكر مقدماً لكل من لديه ما يفيد الموضوع من تصحيح أو إضافة

الف شكر لك يا استاذنا الكريم سعيد الحمالي

وعساك بخير وعافية اشتقنا لك وربي


نقاش جميل لك استاذنا المحبوب سعيد الحمالي

ابو ناصر نشكر لقلبك العاطر هذه المائدة الادبية الدسمة

التي يشرفني ان ان اشارك معكم بهذا الراي المتواضع لعلي ان اضفي شيئا ولو يسيرا

اعتقد ان الفصاحة هي الطريق القصير في ايصال المفردات واضحة الدلالة والمعنى ولو بعدم وجود أي محسنات لفظية او
تصويرية على الخصوص وقد تدل على نطق المفردة بفصاحة أي بظهور وعدم وجود شوائب في النطق ولكنها لا تعني
بحال انفصالها التام عن البلاغة اذ الفصيح المتعلم افضل من الفصيح الغير متعلم مع ان الفصيح اقل درجات عن البليغ الفصيح وهي موهبة تقل درجة عن البلاغة لان الفصيح لا يلزم لفصاحته ان يكون بليغا

اما البلاغة فهي المزيج المتنوع من محسنات الالفاظ البلاغية في النص الفصيح وقد يكون البليغ فصيحا ولكن بنسب متفاوته تتداخل مع البلاغة كما ان البليغ قد يكون فصيحا ايضا وهو اكبر من الفصيح اذ البليغ قد يكون فصيحا بليغا وهي وعاء اكبر من الفصاحة لوحدها


اما الجزالة فهي المزيج المشترك بين الفصاحة والبلاغة وهي المداد القادم من الخيال الخصب مضافا الى ما ذكر بنسب متفاوتة ايضا ولكنها لا تقوم على ذائقة فقط كما يحصل في المنتديات
ولا اجزم ان الجزالة اكبر من البلاغة او اقل لكنها اكبر من الفصاحة والله اعلم


كما ان الجمال في الكل متفاوت وهناك من يكون فصيحا بليغا جزلا مبدعا وهم قلة
كما ان الفصاحة لا تعني فصاحة اللغة العربية بل فصيحا عامي اللفظ بليغا عامي اللفظ وهكذا
يتارجح الجميع في هذا المضمار الجميل

امل ان اكون قد اضفت شيئا ولو يسيرا الى هذه المائدة الجميلة

اخوي سعيد .....

كلام العرب معروف بالفصاحه والبلاغه في التشبيه والوصف ........

وكان معجزة الرسول عليه الصلاة والسلام ان انزل الله عليه كتاب فيه من الفصاحه

والبلاغه ماعجزة عن مجاراته قريش وهم اهل الفصاحه والبلاغه في العرب ......

............................................................ ..............

اما الفصاحه فهي متعلقه في نطق الكلامات وارتجال الكلام والخطبه ..... وقد يكون هناك شاعر في شعره

كثير من البلاغه في الوصف والتشبيه ولكن ليس عنده الفصاحه في القائه امام الناس ..... والعكس صحيح قد يكون

هناك من ليس شاعر ولكنه فصيح في القاء الشعر والخطابه ..............

اما البلاغه فهي مختصه في التشبيه ودقة الوصف والتعبير عن المعنى المراد به في القصيده او كلام الخطابه او الخطبه

على مجموعه من الناس وتوصيل المعنى لهم وتفصيله وتشبيه حال بحال والعرب ابدعوا في هذا المجال .....

اما الجزاله فهي قوة المعنى وهي متعلقه باشعر فقط و قدرة الشاعر على تسلسل القصيده دون اخلال بها

ودون الخروج من المعنى الذي تدور حوله القصيده وعدم الأخلال بالكلمات والتشبيه والوصوف.........

وعدم التناقض في المعنى .......

ويمكن القول ان الجزاله تندمج معها البلاغه ...... فأذا اصبح الشاعر بليغ اصبح جزل ......... والله اعلم






<<<<<<<<<< تقبل تحياتي

اخي سعد المشاوي,



إضافتك ثمينة للموضوع


واجد اننا متفقون في مدلول الفصاحة والبلاغة كما علقت أنت في قولك: "لان الفصيح لا يلزم لفصاحته ان يكون بليغا "
والمثال على ذلك طائر الببغاء الذي قلنا عنه: الببغاء يقال له فصيح ولا يقال له بليغ والسبب بأنه ينطق بفصاحة كلام البشر وإن كان بدون وعي لمعناه !!!

اما الجزالة فقد تقدم الشرح عنها في ردودي السابقة



شكرا لتواجدك الجميل ياسعد