إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الشعر الشعبي ذائقة الشعب وسلطة النص

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الشعر الشعبي ذائقة الشعب وسلطة النص

    إذا كان ابن خلدون أول مَن أدرك العلاقة بين الشعر النبطيّ وشعر الجاهلية وصدر الاسلام وعالجها في مقدمته

    الشهيرة فإن هذه العلاقة ظلّت مثار التباس طوال قرون مثلها مثل الشعر النبطي نفسه الذي لم يحظ بما ينبغي أن يحظي به من اهتمام علميّ ونقد موضوعي وتصنيف. وإن لم يسمّ ابن خلدون هذا الشعر الذي عرفته الجزيرة العربية في العصور الغابرة بـ النبطي فهو سمّاه بالشعر البدوي والقيسيّ بحسب لغة أهل المشرق وسمّاه بـ الأصمعيات وفق لسان أهل المغرب. علي أنّ التسمية النبطية لم يبتدعها إلا أهل الجزيرة وبدت مقصورة عليهم. ويفيد معظم الدلائل التاريخية بأن هذه التسمية اشتقت وصيغت داخل الجزيرة علي أيدي العلماء والنسّاخ.
    قد لا يكون كتاب الباحث السعودي سعد العبدالله الصويان الشعر النبطي: ذائقة الشعب وسلطة النص (ہ) أول بحث يتناول قضية الشعر النبطي، لكنه حتماً أول بحث علمي يرسخ ظاهرة هذا الشعر عربياً ويستفيض في معالجة قضاياه المعقدة، مرتكزاً الي مناهج عدة كالمنهج التاريخي والمنهج الاجتماعي والمنهج اللغوي ومنهج المقارنة... ولعل الكتاب الذي تخطت صفحاته الستمئة افترض جهداً بالغاً وسنوات من البحث عن المادة الشعرية في ثنايا المخطوطات ومن العودة الي عيون المصادر الشفوية والمخطوطة. وكان لا بدّ للباحث من أن يتصدي بدءاً للمواقف السلبية التي كثيراً ما تبناها النقاد والمثقفون العرب حيال هذا الشعر وحيال الأدب الشعبي عموماً، ومن أن يناقش بعض المقولات الدينية والقومية والسياسية والنخبوية التي عزلت هذا الشعر الشعبي وعادته وكالت له التهمة تلو الأخري. ويري الباحث ان الشعراء الذين كتبوا الشعر النبطي واعتمدوا اللغة العامية لم يتخلّوا عن التزامهم مبدأ إحياء اللغة الفصحي والحفاظ عليها، ولم يسعوا الي تشجيع العامية علي حساب الفصحي وإنما علي العكس، فشعرهم هو سليل الشعر العربي ووليد اللغة العربية. ولعل التحفظ عن هذا الشعر أو الشك فيه لا أساس واقعياً له بل ان منشأه هو سوء الفهم والمنطق الخاطئ. ولم يؤدّ تجاهل الشعر النبطيّ نخبوياً وسياسياً وقومياً إلا الي رواجه وشيوعه في الأوساط الشعبية والارياف والمناطق وبعض المعتركات الأدبية.
    يعالج سعيد العبدالله الصويان قضية الشعر النبطي في سياقها المفترض وفي صميم الثقافة الشعبية التي ينتمي اليها هذا الشعر. لكنه أيضاً لا يتواني عن ترسيخ هذا الشعر الشعبي في أديم الشعر الجاهلي وشعر صدر الاسلام وهما ينتميان الي تراث اللغة العربية الفصحي. فالعلاقة الوثيقة التي تربط بين الشعر النبطي واللغة العربية هي خير دليل علي شرعية هذا الشعر وعلي جذوره العربية الصافية. وهذه العلاقة لا تدل عليها فقط أوجه الشبه بين بعض القصائد أو الأبيات من هذا الشعر وذاك، بل تؤكدها الرؤية الشاملة التي توحّد بين الشعرين وكذلك وحدة النظرة والموقف. والعلاقة هذه لا تُختصر في الناحية اللغوية والبلاغية أيضاً لأنها علاقة عميقة وذات أبعاد عدة وليست علي قدر من البساطة كما يظن البعض. انها علاقة شائكة وكثيرة المنعطفات والمزالق وتحكمها قوانين متشعّبة . وهي تتفاوت بين مرتبتين ولكن غير منفصلتين واحدتهما عن الأخري. فهي علاقة أدبية (ولغوية) وعلاقة تاريخية - حضارية. العلاقة الأدبية علاقة مصطنعة مبنية علي المحاكاة الشعورية والتقليد الواعي . أما العلاقة التاريخية - الحضارية فهي علاقة طبيعية عضوية عمادها النسب اللغوي والفني وقوامها الاستمرار التاريخي والحضاري بين مجتمعات الجزيرة العربية منذ العصور القديمة حتي العصر الراهن. ليس من المستهجن إذاً ان يلتقي الشاعر النبطي وشاعر الجاهلية أو شاعر صدر الاسلام في وحدة الرؤية الحضارية والحس الفني والمعاني المتقاربة والصناعة المتطابقة. فالشعر هنا، كما يعبر الباحث، هو صدي للحياة نفسها وللظروف الطبيعية والاجتماعية نفسها. أما التشابه الناجم عن هذه العلاقة بين الشعر النبطي وشعر الجاهلية وصدر الاسلام فهو تشابه تلقائي وغير شعوري يمليه تشابه الظروف والمعطيات التي تتكون منها المادة الشعرية. لا تقلد القصيدة النبطية القصيدة الجاهلية أو قصيدة صدر الاسلام ولا تحاكيهما محاكاة عمياء بل هي امتداد لهما وتقوم مثلهما علي الابداع الجديد. والشاعر الجاهلي، كما يعبّر الباحث، لا يتجشم معارضة القصيدة الجاهلية ولا يتكلّف تقليد البيت الجاهلي لكنه يغرف من المعين نفسه ويرد الموارد التي استقي منها الشاعر الجاهلي. ولا يختلف الشعر النبطي كثيراً عن شعر الجاهلية وصدر الاسلام في بعض المفاهيم والمثل والرؤي وفي المعاني التي تمنحها حياة الصحراء القاسية. ويري الباحث ان القصيدة النبطية والجاهلية صورة للواقع ورصد للأحداث وسجل للقيم التي جعلت من حياة الصحراء، علي رغم شظفها وتقلباتها، حياة تليق بالانسان .
    ويرصد الباحث أوجه العلاقة التي تجمع بين الشعر النبطي والشعر العربي القديم ويتطرّق الي مسيرة الشعر في وسط الجزيرة العربية عبر الحقب المتوالية بدءاً من العصر الجاهلي عصر الفصاحة (كما يسمّيه) وانتهاء بالعصر النبطي عصر العامية (كما يسميه أيضاً). وإذا تداخلت حلقات هذه الحقب حيناً وانفصمت حيناً فهي لا تنفي عمق العلاقة اللغوية ورسوخ الاستمرار التاريخي بين الشعر العربي القديم والشعر النبطي الذي هو سليله بامتياز. وعلاوة علي البعدين اللغوي والتاريخي تكتسب هذه العلاقة تجليات أخري ومرتكزات كالرؤية الثقافية والمضمون والشكل الفني والمعجم الشعري والأوزان وسواها.
    يتطلب الكتاب قراءة هادئة ومتمهلة نظراً الي ضخامته وموضوعيته ورحابة آفاقه وكثرة المواضيع والقضايا التي يعالجها بدقة وجرأة. ويصعب بالتالي اختصاره وابراز المفاهيم الجديدة التي أتي بها. فهو أوّل بحث علمي يستفيض في قراءة الشعر النبطي قراءة شاملة تاريخية وحضارية وفلسفية ولغوية وشكلية، انطلاقاً من عيون مصادره ومن المخطوطات المجهولة التي جاءت بها خزائن المكتبات العريقة.
    ويملأ الكتاب فراغاً كبيراً في حقل الشعر النبطي ونقده ويلبّي حاجة القرّاء (علي اختلاف أهوائهم ونزعاتهم) الي إدراك معالم هذا الشعر ومضامينه وأسرار صناعته الفني

  • #2
    ابو صقر


    يا هلا فيك
    الله يعطيك العافيه
    للمعلومية فقط
    الشعر النبطي اول من أختاره هم أهل النبط في الاردن ونسب اليهم
    وهناك فرق بين الشعر النبطي والشعر الشعبي
    لان الشعر الشعبي اشمل من النبطي بل النبطي يصب فيه
    تحياتي واحترامي








    ............................................................ ..... تميم القحطاني

    تعليق

    يعمل...
    X