إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الأنــثــى في قصــائد الــبــدر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الأنــثــى في قصــائد الــبــدر

    ( حبيبتي .. يا حلم ..
    ياللي أعرفك اسم ..
    وجهٍ تصوره الحروف .. واتخيله ..
    نجم ٍ احس انه قريب .. ما اوصله ..

    البدر يصنع الأنثى الحلم .. ويصنع المستحيل معها .. حتى لا يصل إليها !! أنه العطش المفردة التي تكرر في نصوص البدر … العطش الى الارتواء من حقيقة الأنثى الحلم .

    والبدر اكثر إخلاصا للقصيدة من الحبيبة .. بل نقول أن أنثى النص التي تتشكل في تجربة بدر بن عبدالمحسن تظل سحابة مستحيلة يطاردها البدر .. ربما لامسها في لحظة الكتابة لكنها تظل سحاب المستحيل .. ولذا نرى الـنـزف الغزير طوال هذه التجربة الإبداعية .

    البدر نتاج ثقافة صحراوية تقدس الجسد .. أو ترى في الأنثى لغة الجسد .. فكيف جلب البدر هذه الروحانية الصحراوية التي تغرس حلمها وتتماهى مع داخل الأنثى .. وترحل كتداعيات خصبة نحو رؤية شفافة تنتمي للغة الهجير / العطش / الحلم/ المطر .. البدر ينطلق الى عوالم القصيدة وهو يحمل سره الدفين عن الأنثى .. وهذا السر لا تفضحه القصيدة بشكل مباشر .. بل تحيله الى لعبة الاحتمالات .. فتظل أنثى النص محجوبة وان ادعى البعض كشفها .

    والأنثى في نص البدر مغيبة الملامح .. لا أحد يستطيع القبض على فتنتها سوى البدر .. هو لا يمارس الطلسمة أو الشعوذة الشعرية عن عمد .. بل هي تأتي عفوية لتجعل المتلقي : يقترب من تلك الملامح .. وعندما يقترب يشعر ان هذا القرب سراب .. وكأنه نقل لنا شيء من إحساسه الداخلي في التماهي مع أنثى النص .. وبهذا فالمتلقي للنصوص البدر .. يتآلف مع حلم البدر .. ويرضى بطبيعة هذا الحلم العصي على الحضور .

    البدر يتخذ الأنثى جسر للوصول الى القصيدة أظنه قال شيء من هذا في إحدى لقاءات معه .. وربما قال ان الشاعر مبرر له كل الوسائل ليصل بالقصيدة الى الجودة الفنية .

    ميكافيلية البدر الشعرية تأسست بوعي .. فهو يريد الإتقان ولذا يعبر بالقصيدة من خلال عوالم الأنثى .. وغفوة الأنثى في قصيدة البدر ليست غفوة دائمة بل يرشقها إحساس الصحو عندما تكتمل القصيدة فتجد ذاتها كحلم مثقل بسحاب المستحيل .

    البدر دائما ما يدخل في حوارية مع انثى النص يستنطقها ويجعلها في دور المتلقي الإيجابي .. انها المساحة الجميلة التي تلامس صوتها الداخلي .. لذا نجد الوصف الحسي مغيب في قصيدة البدر .. ونادراً ما نجد الملامح الشكلية للأنثى في قصيدة البدر . فهو يتجاوز لغة الاشتهاء ليتوجه الى لغة الامتزاج مع الروح . وعندما يحضر الوصف الحسي للأنثى فهو يحيله الى لغة جمالية يتداخل معها ويمزجها بمعاني الحياة .. الأنثى / الحياة .. وقد نجد أن البدر أحيانا يحملها أدوار إضافية تتجاوز مفهوم الحبيبة العادي .. لتنطلق معه في دروب الإنسانية بشكل اعم وارحب .. أنه فضاء البدر الإنساني( تخير غير هذي الارض مكانٍ به تواعدني ) الذي يبحث عن المطلق .. وعن العصي .. وعن الحلم المستحيل .. بالتأكيد لن تجد حكاية حب ساذجة في قصائد البدر.



    هناك حيلة نرجسية يحتالها البدر في نصوصه مع الانثى .. فهو ظاهريا يوجه الخطاب للانثى .. وهي تبدو ظاهريا كذلك كمحور للقصيدة .. ولكن البدر يعود للبدر .. تتضخم لغة الانا ..لتبرز هاجس البدر .. هم البدر.. وجع البدر .. وغالباً ما يكون هذا الهم غير مرتبط بأنثى النص .. ولكنه يستدعيه ويستحضره من للاوعي .. لتغيب رؤية الانثى تدريجيا في النص.. ليظل البدر ينقش حزنه في النص .. كما يشتهي هو ..



    هل يبدو البدر في نصوصه عاشقا مثالياً ؟ ام هو العاشق الحالم ؟ أم القصائد لا تقول لنا شيئاً من هذا ؟

    هل البدر متصالح مع الأنثى في قصائده .. أو لازالت لغة المسافات حاضرة في تلك العلاقة التي تبدو ظاهريا منسجمة ولكن قلق البدر الشعري لا يجعلها بذلك الانسجام .. هل هناك عفوية مشتهاة مع الأنثى في قصائد البدر !! لا اعتقد ذلك .. البدر في قصائده ضد هذه المسلمات العاطفية .. وبرغم أن البدر أنيق جدا في استدعاء لغة الضجيج والصخب في علاقته مع الأنثى .. الا أنه حريص على إظهار ( تعب المسافة ) بينهما بشكل يعكس شفافية النظرة للأنثى بشكل عام وللحبيبة بشكل خاص .


    كل جرحٍ فات لي منك هدية …. وش بلاك تخاف من رد الهدايا

    أنه أقسى بيت شعري قرأته للبدر .. ظاهر البيت يحمل روح التشفي والانتقام .. ولكن لو أخذت الشطر الأول واكتفيت به .. لعرفت انه غير قادر على لعب دور انتقامي مع أنثى النص .. فمن ينظر للجروح القديمة كهدية وأن جاءت كجرح .. فهو لن يقوى على رد الجروح ..بل ان هناك لمحة استفهام وروح مشفقة للأنثى النص يزرعها البدر لتنبت تلك القساوة التي لا تكرر كثيرا في نصوص البدر .

    من هنا نقول أن طقوس المشاعر مع الانثى تأتي مختلفة في قصائد البدر : فلا العتاب عتاب .. ولا هجر هجر .. ولا الزعل زعل .. البدر يشكلها ويمنحها ابعادا اضافية لتكون طقوس تشبه البدر .. وهو الذي يقول دوما انا اللي راس مالي حلم وهم الدنيا قدامي.



    هذه رؤيا عفوية كتبتها على عجل ... وربما تمنح عشاق البدر التحريض على الكتابة في محور الانثى في قصائد البدر .

    )

  • #2
    سمحان

    اسعد الله اوقاتك بالشعر

    موضوع شيّق وجميل

    اسعدتنا بهذا الابحار الجم

    اتحفنا بما لديك لنطرب اكثر فاكثر

    لك ولقلمك كل الاحترام .

    اخوك سعود ......،
    ++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
    ************************************************************ ******************************

    [align=center]ضمائر صحاح خير من ألسن فصاح[/align]

    تعليق


    • #3
      سمحان

      القراءه الانطباعيه وطريقه نقدك هي الاسلوب الحديث الذي يتخذه النقاد ويعجبني فهم لا ينظرون بطريقه تقليديه انما لديهم قاعده وانطباع واسترتيجيه قد تتضح لنا بطرح اسئله من خلال تنظيرهم لتحريك فكره معينه لا يريدالناقد توضيحها.داخل سياق مباشر

      ماطرحته من تقويم للبدر اتفق معك في بعضه وبعضه أجد انه يخالف المعياريه التى اقيم فيها تاريخ البدر الشعري

      مثلا
      البدر نتاج ثقافة صحراوية تقدس الجسد ... حذر البدر جدآ لذلك لا لدينا ممسك على مفرداته او خياله فقط سطوه العشق واجتياح الروح الضمأ هي التي تفسر لنا ذلك

      نعم البدر الانثى في قصائده مغيبه الملامح ولا تنطبع بصور جوهريه فهو حذر في الصور والمخيله ولكنه مجازف في الانطباع

      تتضخم لغة الانا ..لتبرز هاجس البدر .. هم البدر.. لا اتفق معك هنا

      الذات عنده معزوله عن الاخرين وهذا ما جعله غائبآ حتى عن القضايا بيد ان ذات المعشوقه هو من سمح لها بالسيطره فا ذات الشاعر تحاور ذاتها وتلغي المعشوقه بدليل لو تعمقت في قصائده تجد فعل الامر له دور عميق سافري ابعدي .... هو غير متضخم الاناء وأنما عميق التجريه ومعتد ...الخ يترك مساحه لتجربه للطرف حتى ينتظر وقت التشفي وليس الانتقام كما تفضلت في بيته رد الهدايا ولو انه تتضح القراءه الاولى له بالانتقام


      هل يبدو البدر في نصوصه عاشقا مثالياً ؟ ام هو العاشق الحالم ؟

      من خلال متابعتي لنصوصه القديمه والجديده اجد انه ابتدا حالم وانتهى مثاليآ وقصائده الحاليه اعتقد ان المثاليه جعلته مخلصآ وكانه يخرجك من دائرة الانتظار الى دائرة الانتظار وتابع نصه ..سارا رغم تحديده ألا انك تجد متاهه ورفض ......

      البدر حمل الالم في شعره وبقت الانثى في احاطات شرقيه عميقه وبدويه حتى لو أغدق شعوره المفرط .. حددها قابله للانكسار في لحظه صعبه هذه هي الانثى عند البدر




      سعدت جدآ جدآ برؤيتك وانطباعك انت قلم افخر بتواجد عقليته معنا فهو يحمل الكثير ولديه اساسيات ينطلق منها وبثقه




      تحياتي وتقديري لك سمحان


      اخلاء مسؤليه ظهرت في بعض المنتديات انتحال لاسمي والمشاركه به
      قلم / سحايب فيصل النقدي والشعري على نطاق الانتر نت لا يكتب الا في منتدى النداوي فقط ومنذ سنوات ولا يتجول في أي منتدى اخر

      تعليق


      • #4
        سمحان


        الله يعطيك العافيه
        كفيت وفيت
        رسمت لنا ملامح شاعر بكل فن
        الله لا يهينك
        شكرا لك
        تحياتي






        ......................................... تميم القحطاني

        تعليق


        • #5
          سعود واسعدالله اوقاتك بالجمال

          شكرا لمرورك العذب .. اسعدني هذا الاطراء الرقيق من شاعر دوماً يكتب الجميل .

          لك الود ودمت سالماً

          تعليق


          • #6
            اهلا بسحايب ( سحابة الوعي ) التي تمطرنا بالجميل دوماً

            يسرني اختلافك قبل التقاءك معي في هذه القراءة .. لأن الاختلاف يولد التكامل .. والنقد عادة لا يقبل بالاحكام المطلقة .. ولهذا انا اشكر اختلافك معي .

            بداية هنا هناك لبس في فهم عبارة ( البدر نتاج ثقتفة تقدس الجسد ) ولو اكملتي القراءة لوجدتي اني استثنيت البدر من هذه الرؤية التي تتلبس عادة اغلب الشعراء في رؤيتهم للانثى من خلال القصيدة . ولذا نبدو متفقين في هذه النقطة
            الانا عند البدر ليست انا ذات ضرر فهو يعرف كيف يوظفها وكيف يستشمر هذا الاحساس في قصائده . وربما الغياب عند البدر هو الحضور فهو لا يستخدم اللغة المباشرة في الكشف عن الهم الخاص او حتى العام فقط يمنح المتلقي قراءة النص كفضاء مفتوح .. وهنا ربما تكون قصائد البدر تحتاج متلقي متميز له قدرة على القراءة الايجابية .. بحيث يكون عنصر فاعل في خلق النص من جديد .

            هل يبدو البدر في نصوصه عاشقا مثالياً ؟ ام هو العاشق الحالم ؟
            انا طرحت تلك الاسئلة مفتوحة وهذا يدل على ان تجربة البدر غير قابلة للاجابات الجاهزة .. وتحتاج الاجابة الى رصد شامل للقصائد حتى يكون منطقية في الجزم على تلك الاستناجات .
            وليس كما فعلت انا في قراءة جاءت على عجل وبحس متذوق اكثر من عمق ناقد يكتبها بوعي وشمولية النقد .
            سحااااااايب
            سعدت بمداختلك الواعية .. ولنا من وعيك جمرة تشتعل كلما جاد حرفك بهذا التفاعل الجميل .
            ولأضافتك دوما تميز لا ينتهي

            لك كل الود

            تعليق


            • #7
              تميم القحطاني

              اسعدني حضورك .. وابتهج حرفي باطرائك ..

              البدر عمق بعيد المنال .. وجاءت هذه القراءة تتلبس الخجل وهي تلامس هذا العمق الشفيف .

              كل الود لك

              تعليق


              • #8
                سمحان


                الله يعطيك العافيه
                كفيت وفيت
                رسمت لنا ملامح شاعر بكل فن
                الله لا يهينك
                شكرا لك
                تحياتي

                تعليق

                يعمل...
                X