هـبـة الـقـلـق سـهـر .. وأطـيـاف مـوجـعـة تكحل الـعـيـن .. وانتظار قـاتـل لأحـلام لا تأتي .. أشاغب صمت المـكـان . استبدل إرهــاق الانتظار بمسرات الـذاكرة .. اسـتـعيد لحـظـتي مـع الـحلـم :
أراه حـنـونـا كما أريـد .. عـطـوفـا كما أتـمـنـى .. عـاشـقـا كما تصورت الـعـشـق.. أو كما حنطته في ذاكـرتي .. وأنا ألقنها العشق في صمت ..
كان في داخـلي ينبت إحـسـاس اخـضـر .... اسـكـب عـلـيه من مـاء الأمـانـي .. يـورق بالأمـل لـمـا سـوف يـأتـي.
خـبـأت كـل عـطـشـي .. فأحسنت الـظـن في الأيـام القادمة .. لعلها لا تخيب آمالي وتهديني رجلا عاشقا .. وعندما جاء الزوج / الرجل لم يحضر العشق .. وعلّي أن اسلم بأن الأشياء لا تأتى مكتملة ..
كثيرا ما رقصت لحلمي بحذر .. كنت اعرف أن الأحلام غواية الصحو .. لذا لم أهدر الوقت وفاجأته بطلب الخلاص .. كان مندهشا وهو يرى بريق الحرية يلمع في عيناي .. ظنه العميق خاب في هذا التواصل الكاثوليكي.
ما أسرع ما انكسر هذا اليابس بيننا .. صرامة الجفاف أطاحت بنا .. نأى عنا بلل العمق ..وتسطحت لحظتي معه .. لذا كان الأمر سهلا جدا أن يـنـزعـنـي او انــزعه من حياتي .
أرهقتني معه الواجبات .. وأقسى أوجاعي كانت في لحظات تدليلي .. كنت اشعر بالألم ليس لأني افتعل هذا التدليل .. ولكن لأني غير قادرة على العفوية .. مؤذية تلك اللحظة التي لا تشعر بقدرتك على تذوق العفوية ..والقسوة تكمن أنني أمارس جلد الذات أسرف في التأنيب : كيف أصبحت بهذا التأزم !! وكيف جلبت لنفسي هذا الهلاك!!
انحنيت له وأنا العصية على الانحناء .. لنت له وأنا الشاهقة … كنت فضحية وكنت احتاج ستره .. وكنت احتاجه بلسما لي ولـ ضعفي .. ضعفي الذي أتوه عن الإمساك بملامحه .. ضعفي السوريالي يستغيث بي وأنا استغيث بالذي لا يحضر : أحلامنا جناية عندما نطلب العون منها ولا تظهر في سماء حقيقتنا . تبدو سراب رائع . يجاهر بمعصية العطش .. قدرنا ان نلهث في هذه المسيرة السرمدية .
لا ادري لماذا تمنيت إطالة المشهد .. ربما لم تروق لي تلك الدرامية المؤقتة التي لم تظهر كل انفعالي / صراخي
النهايات التي نطلبها لا تأتي كما نريد .. تأتي بمذاق آخر وبنكهة اشد مرارة .. وهكذا رأيت قلبي لا يحسن التهيؤ لمثل هذه النهاية التي طالما سعيت لها . تمني النهايات ليس سوى لعبة احتيال نتقنها في أحلام اليقظة وعندما تأتي تصحو ملامح الحقيقة بعنف تهشم أماني آيلة للسقوط .
في الطريق كان صامتا .. وكأن الصمت يلهو بنا .. لا ادري لماذا كنت استرق النظر إليه .. كأنه بدا لي في تلك النظرات المسروقة اكثر وسامة .. وكأنني رأيت في عيناه ملامح لم أشاهدها من قبل .. أهي نظرات تشيع هذا الذي يذهب بي الى الموت .. نظرة الموت الأخيرة تبدو اكثر إجلالا .. تمنحه مهابة الموت .. ونحن عادة نكن للموتى مودة الفراق والرحيل له أجراسه التي تدق ترانيم باكية تخلق تلك الأحاسيس تبعث في القلب سطوة جديرة بالحسرة على مامضى وعلى ما سوف يأتي .
ولا ادري أي جنون أو أي عبث زارني وتمنيت لحظة حميمة تجمعني معه .. وشعرت كم أنا مبعثرة وأنا اقف على حافة الانهيار .. وكم احتاج من الوقت الى نفي هذا الفوضى التي احتلت داخلي .. غابت تلك الفوضى المحببة وحلت مكانه فوضى متوحشة فوضى بدائية فوضى لها نية القتل والتدمير على سكون كان يزين داخلي في لحظات اشعر فيها بضياعي .
ارتميت على صدر أمي .. أمي رحمتي / وطني / سكن أوجاعي / احتوائي المبارك .. دون أن اشعر حدث انهياري / بكائي / نشيج قلبي . كنت أتمتم .. لا كنت اصرخ .. لا كنت اشهق .. كنت غيبوبة قاسية .. ترتمي على صدر أمي .. لا ادري كيف أخبرتها بالنهاية .. من أين بدأت قصتي كيف أنهيتها لا ادري ..
كأني في عينيها لمحت لوماً مؤجل .. تساءلت كمن يريد ان يستجلي حقيقة لا لم يؤمن بعد بتفاصيلها .. وعندما شعرت اني لا املك الرغبة في البوح بالتفاصيل . قالت في عتاب قاتل : لماذا اخفيتي عني كل هذا .. ولأنها تعرف داخلي الذي لا ينثر أوجاعه .. ومنذ طفولتي كثيرا ما احتفيت بتعبي دون أشرك أحد معي .. فهذا الداخل لا يطلب شيئا .. لا يرغب الهزائم المعلنة ..
تذكرت أمي كل هذا العناد .. وابتسمت ابتسامة حزينة موجعة وهي تقول : (عنيدة مثل ابوك ) دثرتني بدعواتها الصالحات .. وهي تمنحني امل بتقبل هذا الوضع الطارئ الان .. والذي ربما اصبح مرافقا لي طوال العمر .
المحمية التي شيدتها لنفسي لأحمي شتاتي حين أتناثر تعبا .. اصد تلك النظرات الشبقة بحرارة الأسئلة الفضولية . واشعر انهم يخوضون في تفاصيل مخبأة في صدري . ولكن لسنا أوصياء على تفهم الآخر لنا !!
هذه صديقة امي (تزن) عليها وتوصيها بمعالجتي عند احد المشائخ .. وتبالغ في توصيف تلك الحالات التي تم علاجها .. وتذكرها بأسماء تم علاجهم وشفائهم .. وامي تصغي لها باهتمام ..وتنسجم معها لتخبرني بحلها .. لتجد رفضي الصارم يحول دون رغبتها .. وكم تمنيت ان أجد الرغبة في الموافقة لكي امنحها شيء من الهدوء اتجاهي .. فخوفها علي جعلها تتعاطف وتظن ان حالتي تستدعي مثل تلك الزيارات .
يزيد تعبك عندما تجد نفسك مضطر لتقديم نفسك للآخرين بما يرغبون . ان تستهلك وقتك وأنت تقنعهم بأنك معافى لا علة فيك . لم يصبك مس ولا جنون .. وان خيار الوحدة والعزلة لا يعني المرض .
بعد فترة من الزمن اعتاد الجميع على انفرادي وعزلتي .. فهدأ الصخب الذي كنت اجنيه من تلك الوحدة .
حرية ما وراء الأسوار تعيسة .. وما اتعس حرية تؤطرها الجدران .. وكل مباهج يجنيها داخلي في تلك اللحظات .. تشكل عبء إضافي على داخلي .. ففي هذا الأفق الضيق . أعيش هزائم عابرة .. وابتسم بمرارة كلما شعرت أنني قادرة على صنع هزائم تليق بداخلي .
هجرت هوايتي المفضلة في الرسم .. وكنت أظن وقتي الفارغ سوف يمتلئ بالرسم .. كنت أفتش عن الوقت .. ولما حضر غادرتني الرغبة .
حاولت ان استعيد طقوسي في الرسم .. ان امتنع عن الأكل واكتفي بفنجان قهوة وحيد .. وان ارتدي قميصي المفضل الذي ارتديه في كل إحساس بسطوة الجنون . فعلت كل شيء ولا بارقة امل في حضور ذاك الإحساس المنعش بقدوم جنون الرسم . اقتنعت بجفاف داخلي . وعادتي لا اغضب هذا الداخل .
جاءت تلك الشبكة العنكبوتية لتقتل الوحدة .. وجدت فيها فتح عظيم للحظات وحدتي .. أصبحت أبحر كثيرا في تلك الشبكة .. وشعرت بمتعة الخفاء في ان تكون شخص آخر مجهول . وان تكتب دون ان تخشى ردة فعل او ان تثير غضب أحد . هذا المأمن النفسي منحني رغبة الكتابة .. أوصلتني تلك الهواية الى التعرف على أسماء مختلفة من هذا العالم . ثم سرعان ما هجرت تلك الهواية .. فلم اكن بحاجة الى وهم الضافي يزيد من شقائي ..
أراه حـنـونـا كما أريـد .. عـطـوفـا كما أتـمـنـى .. عـاشـقـا كما تصورت الـعـشـق.. أو كما حنطته في ذاكـرتي .. وأنا ألقنها العشق في صمت ..
كان في داخـلي ينبت إحـسـاس اخـضـر .... اسـكـب عـلـيه من مـاء الأمـانـي .. يـورق بالأمـل لـمـا سـوف يـأتـي.
خـبـأت كـل عـطـشـي .. فأحسنت الـظـن في الأيـام القادمة .. لعلها لا تخيب آمالي وتهديني رجلا عاشقا .. وعندما جاء الزوج / الرجل لم يحضر العشق .. وعلّي أن اسلم بأن الأشياء لا تأتى مكتملة ..
كثيرا ما رقصت لحلمي بحذر .. كنت اعرف أن الأحلام غواية الصحو .. لذا لم أهدر الوقت وفاجأته بطلب الخلاص .. كان مندهشا وهو يرى بريق الحرية يلمع في عيناي .. ظنه العميق خاب في هذا التواصل الكاثوليكي.
ما أسرع ما انكسر هذا اليابس بيننا .. صرامة الجفاف أطاحت بنا .. نأى عنا بلل العمق ..وتسطحت لحظتي معه .. لذا كان الأمر سهلا جدا أن يـنـزعـنـي او انــزعه من حياتي .
أرهقتني معه الواجبات .. وأقسى أوجاعي كانت في لحظات تدليلي .. كنت اشعر بالألم ليس لأني افتعل هذا التدليل .. ولكن لأني غير قادرة على العفوية .. مؤذية تلك اللحظة التي لا تشعر بقدرتك على تذوق العفوية ..والقسوة تكمن أنني أمارس جلد الذات أسرف في التأنيب : كيف أصبحت بهذا التأزم !! وكيف جلبت لنفسي هذا الهلاك!!
انحنيت له وأنا العصية على الانحناء .. لنت له وأنا الشاهقة … كنت فضحية وكنت احتاج ستره .. وكنت احتاجه بلسما لي ولـ ضعفي .. ضعفي الذي أتوه عن الإمساك بملامحه .. ضعفي السوريالي يستغيث بي وأنا استغيث بالذي لا يحضر : أحلامنا جناية عندما نطلب العون منها ولا تظهر في سماء حقيقتنا . تبدو سراب رائع . يجاهر بمعصية العطش .. قدرنا ان نلهث في هذه المسيرة السرمدية .
لا ادري لماذا تمنيت إطالة المشهد .. ربما لم تروق لي تلك الدرامية المؤقتة التي لم تظهر كل انفعالي / صراخي
النهايات التي نطلبها لا تأتي كما نريد .. تأتي بمذاق آخر وبنكهة اشد مرارة .. وهكذا رأيت قلبي لا يحسن التهيؤ لمثل هذه النهاية التي طالما سعيت لها . تمني النهايات ليس سوى لعبة احتيال نتقنها في أحلام اليقظة وعندما تأتي تصحو ملامح الحقيقة بعنف تهشم أماني آيلة للسقوط .
في الطريق كان صامتا .. وكأن الصمت يلهو بنا .. لا ادري لماذا كنت استرق النظر إليه .. كأنه بدا لي في تلك النظرات المسروقة اكثر وسامة .. وكأنني رأيت في عيناه ملامح لم أشاهدها من قبل .. أهي نظرات تشيع هذا الذي يذهب بي الى الموت .. نظرة الموت الأخيرة تبدو اكثر إجلالا .. تمنحه مهابة الموت .. ونحن عادة نكن للموتى مودة الفراق والرحيل له أجراسه التي تدق ترانيم باكية تخلق تلك الأحاسيس تبعث في القلب سطوة جديرة بالحسرة على مامضى وعلى ما سوف يأتي .
ولا ادري أي جنون أو أي عبث زارني وتمنيت لحظة حميمة تجمعني معه .. وشعرت كم أنا مبعثرة وأنا اقف على حافة الانهيار .. وكم احتاج من الوقت الى نفي هذا الفوضى التي احتلت داخلي .. غابت تلك الفوضى المحببة وحلت مكانه فوضى متوحشة فوضى بدائية فوضى لها نية القتل والتدمير على سكون كان يزين داخلي في لحظات اشعر فيها بضياعي .
ارتميت على صدر أمي .. أمي رحمتي / وطني / سكن أوجاعي / احتوائي المبارك .. دون أن اشعر حدث انهياري / بكائي / نشيج قلبي . كنت أتمتم .. لا كنت اصرخ .. لا كنت اشهق .. كنت غيبوبة قاسية .. ترتمي على صدر أمي .. لا ادري كيف أخبرتها بالنهاية .. من أين بدأت قصتي كيف أنهيتها لا ادري ..
كأني في عينيها لمحت لوماً مؤجل .. تساءلت كمن يريد ان يستجلي حقيقة لا لم يؤمن بعد بتفاصيلها .. وعندما شعرت اني لا املك الرغبة في البوح بالتفاصيل . قالت في عتاب قاتل : لماذا اخفيتي عني كل هذا .. ولأنها تعرف داخلي الذي لا ينثر أوجاعه .. ومنذ طفولتي كثيرا ما احتفيت بتعبي دون أشرك أحد معي .. فهذا الداخل لا يطلب شيئا .. لا يرغب الهزائم المعلنة ..
تذكرت أمي كل هذا العناد .. وابتسمت ابتسامة حزينة موجعة وهي تقول : (عنيدة مثل ابوك ) دثرتني بدعواتها الصالحات .. وهي تمنحني امل بتقبل هذا الوضع الطارئ الان .. والذي ربما اصبح مرافقا لي طوال العمر .
المحمية التي شيدتها لنفسي لأحمي شتاتي حين أتناثر تعبا .. اصد تلك النظرات الشبقة بحرارة الأسئلة الفضولية . واشعر انهم يخوضون في تفاصيل مخبأة في صدري . ولكن لسنا أوصياء على تفهم الآخر لنا !!
هذه صديقة امي (تزن) عليها وتوصيها بمعالجتي عند احد المشائخ .. وتبالغ في توصيف تلك الحالات التي تم علاجها .. وتذكرها بأسماء تم علاجهم وشفائهم .. وامي تصغي لها باهتمام ..وتنسجم معها لتخبرني بحلها .. لتجد رفضي الصارم يحول دون رغبتها .. وكم تمنيت ان أجد الرغبة في الموافقة لكي امنحها شيء من الهدوء اتجاهي .. فخوفها علي جعلها تتعاطف وتظن ان حالتي تستدعي مثل تلك الزيارات .
يزيد تعبك عندما تجد نفسك مضطر لتقديم نفسك للآخرين بما يرغبون . ان تستهلك وقتك وأنت تقنعهم بأنك معافى لا علة فيك . لم يصبك مس ولا جنون .. وان خيار الوحدة والعزلة لا يعني المرض .
بعد فترة من الزمن اعتاد الجميع على انفرادي وعزلتي .. فهدأ الصخب الذي كنت اجنيه من تلك الوحدة .
حرية ما وراء الأسوار تعيسة .. وما اتعس حرية تؤطرها الجدران .. وكل مباهج يجنيها داخلي في تلك اللحظات .. تشكل عبء إضافي على داخلي .. ففي هذا الأفق الضيق . أعيش هزائم عابرة .. وابتسم بمرارة كلما شعرت أنني قادرة على صنع هزائم تليق بداخلي .
هجرت هوايتي المفضلة في الرسم .. وكنت أظن وقتي الفارغ سوف يمتلئ بالرسم .. كنت أفتش عن الوقت .. ولما حضر غادرتني الرغبة .
حاولت ان استعيد طقوسي في الرسم .. ان امتنع عن الأكل واكتفي بفنجان قهوة وحيد .. وان ارتدي قميصي المفضل الذي ارتديه في كل إحساس بسطوة الجنون . فعلت كل شيء ولا بارقة امل في حضور ذاك الإحساس المنعش بقدوم جنون الرسم . اقتنعت بجفاف داخلي . وعادتي لا اغضب هذا الداخل .
جاءت تلك الشبكة العنكبوتية لتقتل الوحدة .. وجدت فيها فتح عظيم للحظات وحدتي .. أصبحت أبحر كثيرا في تلك الشبكة .. وشعرت بمتعة الخفاء في ان تكون شخص آخر مجهول . وان تكتب دون ان تخشى ردة فعل او ان تثير غضب أحد . هذا المأمن النفسي منحني رغبة الكتابة .. أوصلتني تلك الهواية الى التعرف على أسماء مختلفة من هذا العالم . ثم سرعان ما هجرت تلك الهواية .. فلم اكن بحاجة الى وهم الضافي يزيد من شقائي ..
تعليق