( هاهنا ترنو على الشاطئ روح نسجت من شوقها نوارس البحر وأمواج العناقات ، لعل الوقت .. ينساب ويختال وينهال ، لعل الأفق .. لا يكترث الليلة بالعقل .. ويرتادها منفى ) .
قالت السماء : " لا تدعي الأزرق يغضبكِ " ثم أردفت ببكاء المطر ضارعة : " بل .. لا تدعيه يقتلكِ " !!
هكذا أومت لي ولم أفهم ، فكل شئ بدا حولي باهتاً .. حطام غارق في رمال صحراء .
حتى أقرب شئ إليّا غرق .. أصبح ماضي .. ذكرى .. أقرب إلى أن يكون حلم ؟!
حينها .. كنتُ ألوّن الكلمات على كراسة رسم !
حروف كنتُ اجتاز بها على الزرقة .. لربما !!
لكن السماء عادت منبهة " حتى الأزرق .. يمنح الوجع " وظلت ترددها إلى أن غادرتها مضطرة .. وحتى الطريق كان يستحث عقلي بها . وهاهو الأزرق ممتد أمامي .. يفترش كلي .. وأنا ما زلتُ أهذي " ما الذي يمنحه من الوجع ؟؟ " .
حالما اقتربتُ .. وجدتُ طغيانه أنيقاً .. كحضوره !!
ما فتأ – امتداده – يذكرني بنبض اندمل أساه مؤخراً .. مع معافاة قلبي في نسيان !!
ذكرني به .. كان هادئاً !!
مضطرب في سكونه ، بالكاد يفتح عينيه ويرى . ما كان كهلاً .. لكنه تعدى فقط سنواته الأربعون بسنوات تسع !!
أنضجته الهموم كثيراً .. وأشاخته المعارك مبكراً . كان وجهه يشي بالكثير من تعب الحياة .. وكانت يداه تفضحان شغفه بالشقاء .
كان غائباً حتى عن الوجع ، تمد الحياة إلى عروقه أحضانها .. وهو لا يأبه بها .
كان غافياً حتى الموت .. ولا يشبه الزرقة في شئ ؟!
تأملتهما ببطء الدقائق التي أوقفت حياتي عندهما .
ظهرت السماء مجدداً وقالت " الآن .. تمطر أوجاعاً " .. وأبعدتني .. ثم اختفت ؟!
" لم تريد أن تبعدني ؟ " هكذا قلتُ لي ، وتمسكتُ بالرمل تحتي .. وتمددتُ !
بينما كان الأزرق يتثاءب ، ينهض من ثقله ، يتحرك ، يدغدغ قدمي ببرودته .. حتى بدأ يغضب !!
لفحتني موجة برذاذها ، همست لي " إنه قادم ، من أعماقه سيأتي خيال .. يغرقكِ فيه . " .. ورحلت !
عدتُ إلى وجهه .. ما زالت الإغفاءة تحتضنه ، بينما كنتُ احتضن كفه وبداخلي خشوع المساجد وتراتيل الكنائس أن يستفيق مرة أخرى ويحادثني .. يعود إليّا .. يداعب خصلات شعري كعادته حين أهوي برأسي على صدره !
ضغطتُ كفه .. هززتها .. ربما رآني .. ولمّا لم يفعل .. بدأني البكاء !!!
أخبروني انه بقي هكذا منذ أيام وهو لا يعي .. ثم أخرجوني .
زمجر الأزرق مغضباً " لِمَ بددتُ سكونه ؟ " .. دوائر تتسع ببطء ، تنقل لجنباته الوجع .. تغرزه في أحشائه .. بحجر ؟!
ولمّا أدركتني موجة قوية سحبتني إليه .. أفلتّ منها .. وللرمل عدت أتقاطر ملوحة ووجعاً ودماً .. ففي خاصرتي كان ينزف جرح عميق .. .. .. بـ " حجر " ؟! .. ذكرتني السماء " لا تدعيه يقتلك !! "
كنت أتاملها حين سمعت دموعهم تناديني .. ولما أجبتهم بقلق رأيتُ نحيبهم يتعالى .. وبداني بكائهم ودموعي ، قالوا لي " الآن .. جرف ابتلع هاوية .. قد مات !! "
وهـويــتُ أنــــــــــــــــــــــــــــــــــــا .. بـ فززززززززززززززززززززززززززززززززززع !!
فتحت عيني على خيال مستلق بجانبي يتأملني .. قال قبل أن أساله " قريب للسماء ، من أعماق الأزرق قدمت ورايتك تنزفين نوماً .. بـ خوف ! " قلت وأنا أتحسس خاصرتي " ولكن .. الحجر .. الدم .. ؟؟ " سألني " أين ؟ " أشرت " هنا " .. تفحصني .. ثم قال " تتوهمين " واستلقى ثانية .. وبحثت أنا عن جرحي .. لكني لم أجده !
حينما عدت لبكائهم .. كان في قمة ألقه ، مغمض عيناه ، وابتسامة خفيفة تعلو قسماته .
بدا لي مرتاحاً بعد عناء طويل . مررت بيدي على شعره الرمادي .. كان مقصوصاً بعناية !
أمسكت كفه .. ووضعتها على وجهي .. وكالأطفال بكيت !!
حكى لي خيال عن لؤم الأزرق .. لكني كنت أفكر كيف أنه وحيد .. حتى السماء لم تحبه ولم تصادقه !!
" اسمع .. حينما أخذوه ليودّعوه أخذوني معهم ، احتفوا به ، وكان في نفسي سؤال كيف يودّعونه هكذا ؟ .. حتى ابتدءوا يمطرونه رملاً .. بزغ حينها سؤال آخر في رأسي عن قلوبهم أين كانت حينما فعلوا ذلك به ؟ .. وأمسكت حبات رمل أخفيها أكثر !! " .. هكذا قلت لـ خيال بألم جحظ في عينيّ أكثر !
لكنه تجاهلني بعد أن وضع يده على خاصرتي ومضى قائلاً " من أين يأتي هذا الدم ؟ " .. نظرت إليه .. كان دمي .. وذاك .. كان وجه أبي !
ولما استدرت أخبر خيال .. كان قد عاد إلى عمق الأزرق .. بينما جاءت السماء بعجل تسحبني وتولول " قلت لكِ قد يقتلكِ الأزرق !! " .
نظرت إليها بغضب .. وإليه - الأزرق - بعطف .. كان وحيداً مثلي .. ومثل أبي .. لكنها لا تفهم .
رميته بـ قبلة قبل أن أختفي .. وأقسم كأني لمحت ابتسامة هادئة تطفو على ملامحه تجاهد الغروب . فقط همس لي " لا تخافي .. هو جرف .. يبتلع هاوية " .
منذها .. عرفت أن الأزرق سيخفي وجعي داخله .. وأن به شبهاً مني ومن أبي .. فأودعته قلبي !!!
قالت السماء : " لا تدعي الأزرق يغضبكِ " ثم أردفت ببكاء المطر ضارعة : " بل .. لا تدعيه يقتلكِ " !!
هكذا أومت لي ولم أفهم ، فكل شئ بدا حولي باهتاً .. حطام غارق في رمال صحراء .
حتى أقرب شئ إليّا غرق .. أصبح ماضي .. ذكرى .. أقرب إلى أن يكون حلم ؟!
حينها .. كنتُ ألوّن الكلمات على كراسة رسم !
حروف كنتُ اجتاز بها على الزرقة .. لربما !!
لكن السماء عادت منبهة " حتى الأزرق .. يمنح الوجع " وظلت ترددها إلى أن غادرتها مضطرة .. وحتى الطريق كان يستحث عقلي بها . وهاهو الأزرق ممتد أمامي .. يفترش كلي .. وأنا ما زلتُ أهذي " ما الذي يمنحه من الوجع ؟؟ " .
حالما اقتربتُ .. وجدتُ طغيانه أنيقاً .. كحضوره !!
ما فتأ – امتداده – يذكرني بنبض اندمل أساه مؤخراً .. مع معافاة قلبي في نسيان !!
ذكرني به .. كان هادئاً !!
مضطرب في سكونه ، بالكاد يفتح عينيه ويرى . ما كان كهلاً .. لكنه تعدى فقط سنواته الأربعون بسنوات تسع !!
أنضجته الهموم كثيراً .. وأشاخته المعارك مبكراً . كان وجهه يشي بالكثير من تعب الحياة .. وكانت يداه تفضحان شغفه بالشقاء .
كان غائباً حتى عن الوجع ، تمد الحياة إلى عروقه أحضانها .. وهو لا يأبه بها .
كان غافياً حتى الموت .. ولا يشبه الزرقة في شئ ؟!
تأملتهما ببطء الدقائق التي أوقفت حياتي عندهما .
ظهرت السماء مجدداً وقالت " الآن .. تمطر أوجاعاً " .. وأبعدتني .. ثم اختفت ؟!
" لم تريد أن تبعدني ؟ " هكذا قلتُ لي ، وتمسكتُ بالرمل تحتي .. وتمددتُ !
بينما كان الأزرق يتثاءب ، ينهض من ثقله ، يتحرك ، يدغدغ قدمي ببرودته .. حتى بدأ يغضب !!
لفحتني موجة برذاذها ، همست لي " إنه قادم ، من أعماقه سيأتي خيال .. يغرقكِ فيه . " .. ورحلت !
عدتُ إلى وجهه .. ما زالت الإغفاءة تحتضنه ، بينما كنتُ احتضن كفه وبداخلي خشوع المساجد وتراتيل الكنائس أن يستفيق مرة أخرى ويحادثني .. يعود إليّا .. يداعب خصلات شعري كعادته حين أهوي برأسي على صدره !
ضغطتُ كفه .. هززتها .. ربما رآني .. ولمّا لم يفعل .. بدأني البكاء !!!
أخبروني انه بقي هكذا منذ أيام وهو لا يعي .. ثم أخرجوني .
زمجر الأزرق مغضباً " لِمَ بددتُ سكونه ؟ " .. دوائر تتسع ببطء ، تنقل لجنباته الوجع .. تغرزه في أحشائه .. بحجر ؟!
ولمّا أدركتني موجة قوية سحبتني إليه .. أفلتّ منها .. وللرمل عدت أتقاطر ملوحة ووجعاً ودماً .. ففي خاصرتي كان ينزف جرح عميق .. .. .. بـ " حجر " ؟! .. ذكرتني السماء " لا تدعيه يقتلك !! "
كنت أتاملها حين سمعت دموعهم تناديني .. ولما أجبتهم بقلق رأيتُ نحيبهم يتعالى .. وبداني بكائهم ودموعي ، قالوا لي " الآن .. جرف ابتلع هاوية .. قد مات !! "
وهـويــتُ أنــــــــــــــــــــــــــــــــــــا .. بـ فززززززززززززززززززززززززززززززززززع !!
فتحت عيني على خيال مستلق بجانبي يتأملني .. قال قبل أن أساله " قريب للسماء ، من أعماق الأزرق قدمت ورايتك تنزفين نوماً .. بـ خوف ! " قلت وأنا أتحسس خاصرتي " ولكن .. الحجر .. الدم .. ؟؟ " سألني " أين ؟ " أشرت " هنا " .. تفحصني .. ثم قال " تتوهمين " واستلقى ثانية .. وبحثت أنا عن جرحي .. لكني لم أجده !
حينما عدت لبكائهم .. كان في قمة ألقه ، مغمض عيناه ، وابتسامة خفيفة تعلو قسماته .
بدا لي مرتاحاً بعد عناء طويل . مررت بيدي على شعره الرمادي .. كان مقصوصاً بعناية !
أمسكت كفه .. ووضعتها على وجهي .. وكالأطفال بكيت !!
حكى لي خيال عن لؤم الأزرق .. لكني كنت أفكر كيف أنه وحيد .. حتى السماء لم تحبه ولم تصادقه !!
" اسمع .. حينما أخذوه ليودّعوه أخذوني معهم ، احتفوا به ، وكان في نفسي سؤال كيف يودّعونه هكذا ؟ .. حتى ابتدءوا يمطرونه رملاً .. بزغ حينها سؤال آخر في رأسي عن قلوبهم أين كانت حينما فعلوا ذلك به ؟ .. وأمسكت حبات رمل أخفيها أكثر !! " .. هكذا قلت لـ خيال بألم جحظ في عينيّ أكثر !
لكنه تجاهلني بعد أن وضع يده على خاصرتي ومضى قائلاً " من أين يأتي هذا الدم ؟ " .. نظرت إليه .. كان دمي .. وذاك .. كان وجه أبي !
ولما استدرت أخبر خيال .. كان قد عاد إلى عمق الأزرق .. بينما جاءت السماء بعجل تسحبني وتولول " قلت لكِ قد يقتلكِ الأزرق !! " .
نظرت إليها بغضب .. وإليه - الأزرق - بعطف .. كان وحيداً مثلي .. ومثل أبي .. لكنها لا تفهم .
رميته بـ قبلة قبل أن أختفي .. وأقسم كأني لمحت ابتسامة هادئة تطفو على ملامحه تجاهد الغروب . فقط همس لي " لا تخافي .. هو جرف .. يبتلع هاوية " .
منذها .. عرفت أن الأزرق سيخفي وجعي داخله .. وأن به شبهاً مني ومن أبي .. فأودعته قلبي !!!
تعليق