( إن قلتها .. زمهر الوطن .. وتدثر بين القوافي قصيدك .. وافتتحت نافذات الوسن ! .. إن قلتها .. هرولت كلمات الشجن .. سلاسل فجر تضيء المكان .. وبين الزمان يغني السلام المخضب في حلمه .. ويطفو بروحك .. ورود .. ويقرع باب الأمان ) – ميلاد -
قالها عطر على استفاقة نبض " هل لي بوطن يشبهك ؟ .. بوطن داخله أسكنك ؟ " .. حينها .. لم اكن قد صادفت رغبة تتخفى بزي عطر فاضح يكشفها . ولأنها كانت الأولى .. تجاهلت سؤاله وتركته معلقاً بلا رد .. فتركني ورحل دون وداع ؟!
تذكرته وأنا أرقب نورساً حط على خشبة مرسى يرتاح ، بينما تهادت إلى أذني في الوقت ذاته أغنية تقول :
( يا ليلي .. آه .. يا جرحي .. آه .. يا حبي .. آه ..
الحب توّهنا .. تهنا وتوّهنا ..
وتاهت المراسيل .. بين النهار والليل ..
ما فضلش غير دمعة .. مرسومة في المناديل . )
كنت أتمتم " ما فضلش غير دمعة .. مرسومة في المناديل " حين حادثني وسحب كرسياً ليجلس قربي " أفترض أنه أمر عاطفي ؟! " .. لم تسعفني بديهتي بغير هذه العبارة " ربما .. لكن ليس هناك حتى تباشير عاطفة !! " وعدت أبحث عن نورسي بين أشرعة السفن وحبال المرسى .. لكنه عاد وأكمل " تهربين إذن من ارتعاش القلب .. من صخب الحنين ؟؟ " .. لكني بلا تركيز أجبته " بل انتظر اندلاع النور .. في القلب الحزين !! " .
" سأهديها غادة ! " .. كان ذلك ما عزمت عليه في نفسي عندما لامست تقاطعات حدودها الحمراء !
فلم تكن فقط تلك القواسم والاهتمامات المشتركة ما جمعنا فقط .. بل كان الأمر يفوق المشاركة ويتعداها إلى " السحر " !!!!
أهديتها نفسي ذات صدق .. حتى أني ما زلت أراهن " ذاتي " أنها قيمة حياتي الأغلى في هذا الزمان الذي نحاصر فيه بـ بلايين البشر الذين يشبهوننا ولا نشبههم !
كان اخضر بلون الرواء يطالعني بالفضول ذاته الذي جعله يجالسني .. بينما عيناي ما زالتا ترقبان نورس متنقل !
قال لي في إشارة إليه " لا يمل الحركة ، ألا تملين ؟ ".. فرددت " بلى .. حين تمل أنت التحديق !؟ "
وسادنا صمت لبرهة .. حتى كسرته بقولي " هو يذكرني بـ أحاديث جميلة تقاسمتها ذات يوم قلب مع قلب والحلم ثالثنا .. ذكرني بـ أحلام نسجتها خيال مع خيال والأمل ثالثنا .. ذكرني بـ إنسان .. بـ وجه .. بـ نبض .. بـ أشياء كثيرة كانت موجودة .. ولم تعد ! " صمتّ قليلاً حتى أحسست بالأخضر يضغط كفي ببطء ويسألني " من هم ؟ " .. فقلت " كل من امتلك نهايات مفتوحة لي بينما لم أمتلك لهم أي نهاية ! " ما انتهيت من قولي حتى طفرت دمعة بحجم القبور التي خلّفوها في صدري لهم ورحت في نحيب صامت أبكي .. وحدتي !
.. يالله .. كيف أبتدأ كل هذا .. ؟؟؟
كيف بدأ هذا الصعود إلى الإحساس يؤرقني بسعادة أشبه بـ السَكَر ، تلك الحالة الواقفة عند آخر حدود الوعي بنصف خطوة والمستحوذة على جميع نقاط اللاوعي في مصباح صغير عائد إلى علاء الدين .. ؟!
وحَدَها لامست الحدائق السحرية في روحي .. ورأت قوس قزح الممتد مني إليها !!
حتى في أحلامها التعسة .. كانت تقول أني كنسمة تمر منامها .
وفي خيالاتنا الخصبة .. اخترعنا معاً ربيعاً مجنوناً كله نغمات مبتدعة وضحكات مليئة بالصخب وأشجار نتفيأها كلما ضاقت بنا أنفسنا .. وأمان .. جعلناه دثار يدفئ جوانح عقلنا وقلبنا المشترك !
قال لي الأخضر " أتعلمين كيف يكون نزف الأم حناناً ؟؟ وكيف يكون وجعاً يخترق حدود الموت للحياة ؟؟ " .. نظرت إليه بصمت فلم تكن لدي رغبة للحديث ، كنت أود فقط تأمل ما حولي لكن وجوده كان شئ آخر على ما يبدو ، شطحة أخرى من شطحات القدر حينما لا نود تواجد أحد ما حولنا .. أكمل " أو .. تعين كيف يعطي الحب اشتياقاً ؟؟ وكيف يتجاوز حدود العطاء إلى النزف ؟؟ " ولأني لم أود إكمال هذا الحوار سألته " أ بداخلك بقية من كلام ؟؟ " قال بلا اكتراث لسؤالي " فكيف إذن للحياة شكل ومعنى ؟؟ وأمل يتحدى الزلازل والصخور ويقهر تشققات الألم بلا هوادة ؟؟ وأنت .. ما أنت جرح غائر مقبل من ماضي أم جرح ملتئم يخاف المستقبل ؟؟ " ..
من المؤكد أنني كنت فقط أؤمن أن هناك من لا يستحق أن تتعب من أجله .. وهو ما شعر به هذا الأخضر .
قلت له " اللحظات تذوي !! والحب والعطاء نزفاً غباء إن لم يُقدر . بينما تأخذ الحياة شكلها ومعناها من إحساسنا بها وثقتنا بما حولنا وبنا !! " .. قريب منا حط نورس يقتات صيده .. نظرت إليه وقلت للأخضر " لا شئ في البستان يبقى .. حينما الربيع يرحل ؟! " .. وعدت لمراقبته بهدوء .
غادرني الأخضر بيأس من لم يستطع تغيير الكون على وعد بالعودة .. أسفي أنه لم يدرك أن أرض يبابي - بعدهم - محرقة .. موجعة حد القتل وقاتلة حد الحياة وأن هناك أيد تغتال كل القطع الخضراء فيها .. تقطعها وتقتلها بأنانية متفردة .
فقط قال لي قبل أن يذهب " المرء يكشف معاني الحياة عندما يغرس الأشجار وهو يعلم أنه لن يتفيأها أبداً " .
حينما أتت .. ذكرتني بكل تلك الدموع التي أطلقتها مراراً لأغسل ما تراكم في أعماقي من صدأ الأيام وهزائم الحنين لفراق ظللت أحتسي الحزن بعده الكأس تلو الكأس حتى الثمالة .. !
كان وجودها حولي .. ومعي .. ينقذني من خيبات اليأس المتتالية حينما أكتشف أنه ليس هناك من "يستاهل " .
ذات مرة قالت لي أمنيتها .. بينما كان حسي المكابر بالبوح الصادق يقف متردداً عند حدود الأمنية التي أحب .. هنا على سطور ربما لن تقرأها سأقول لها أنني أتمنى فقط .. أن أضع رأسي على كتفها وأبكي كما لو كنت طفلة صغيرة .. لا تعرف غير الدموع " فكلانا تنكب هدى الطريق .. كلانا ينادي يمد اليدا .. لقبضة ريح .. ذرّتنا شهيق " .
<<<<<<<<<< غادة >>>>>>>>>>>
قالها عطر على استفاقة نبض " هل لي بوطن يشبهك ؟ .. بوطن داخله أسكنك ؟ " .. حينها .. لم اكن قد صادفت رغبة تتخفى بزي عطر فاضح يكشفها . ولأنها كانت الأولى .. تجاهلت سؤاله وتركته معلقاً بلا رد .. فتركني ورحل دون وداع ؟!
تذكرته وأنا أرقب نورساً حط على خشبة مرسى يرتاح ، بينما تهادت إلى أذني في الوقت ذاته أغنية تقول :
( يا ليلي .. آه .. يا جرحي .. آه .. يا حبي .. آه ..
الحب توّهنا .. تهنا وتوّهنا ..
وتاهت المراسيل .. بين النهار والليل ..
ما فضلش غير دمعة .. مرسومة في المناديل . )
كنت أتمتم " ما فضلش غير دمعة .. مرسومة في المناديل " حين حادثني وسحب كرسياً ليجلس قربي " أفترض أنه أمر عاطفي ؟! " .. لم تسعفني بديهتي بغير هذه العبارة " ربما .. لكن ليس هناك حتى تباشير عاطفة !! " وعدت أبحث عن نورسي بين أشرعة السفن وحبال المرسى .. لكنه عاد وأكمل " تهربين إذن من ارتعاش القلب .. من صخب الحنين ؟؟ " .. لكني بلا تركيز أجبته " بل انتظر اندلاع النور .. في القلب الحزين !! " .
" سأهديها غادة ! " .. كان ذلك ما عزمت عليه في نفسي عندما لامست تقاطعات حدودها الحمراء !
فلم تكن فقط تلك القواسم والاهتمامات المشتركة ما جمعنا فقط .. بل كان الأمر يفوق المشاركة ويتعداها إلى " السحر " !!!!
أهديتها نفسي ذات صدق .. حتى أني ما زلت أراهن " ذاتي " أنها قيمة حياتي الأغلى في هذا الزمان الذي نحاصر فيه بـ بلايين البشر الذين يشبهوننا ولا نشبههم !
كان اخضر بلون الرواء يطالعني بالفضول ذاته الذي جعله يجالسني .. بينما عيناي ما زالتا ترقبان نورس متنقل !
قال لي في إشارة إليه " لا يمل الحركة ، ألا تملين ؟ ".. فرددت " بلى .. حين تمل أنت التحديق !؟ "
وسادنا صمت لبرهة .. حتى كسرته بقولي " هو يذكرني بـ أحاديث جميلة تقاسمتها ذات يوم قلب مع قلب والحلم ثالثنا .. ذكرني بـ أحلام نسجتها خيال مع خيال والأمل ثالثنا .. ذكرني بـ إنسان .. بـ وجه .. بـ نبض .. بـ أشياء كثيرة كانت موجودة .. ولم تعد ! " صمتّ قليلاً حتى أحسست بالأخضر يضغط كفي ببطء ويسألني " من هم ؟ " .. فقلت " كل من امتلك نهايات مفتوحة لي بينما لم أمتلك لهم أي نهاية ! " ما انتهيت من قولي حتى طفرت دمعة بحجم القبور التي خلّفوها في صدري لهم ورحت في نحيب صامت أبكي .. وحدتي !
.. يالله .. كيف أبتدأ كل هذا .. ؟؟؟
كيف بدأ هذا الصعود إلى الإحساس يؤرقني بسعادة أشبه بـ السَكَر ، تلك الحالة الواقفة عند آخر حدود الوعي بنصف خطوة والمستحوذة على جميع نقاط اللاوعي في مصباح صغير عائد إلى علاء الدين .. ؟!
وحَدَها لامست الحدائق السحرية في روحي .. ورأت قوس قزح الممتد مني إليها !!
حتى في أحلامها التعسة .. كانت تقول أني كنسمة تمر منامها .
وفي خيالاتنا الخصبة .. اخترعنا معاً ربيعاً مجنوناً كله نغمات مبتدعة وضحكات مليئة بالصخب وأشجار نتفيأها كلما ضاقت بنا أنفسنا .. وأمان .. جعلناه دثار يدفئ جوانح عقلنا وقلبنا المشترك !
قال لي الأخضر " أتعلمين كيف يكون نزف الأم حناناً ؟؟ وكيف يكون وجعاً يخترق حدود الموت للحياة ؟؟ " .. نظرت إليه بصمت فلم تكن لدي رغبة للحديث ، كنت أود فقط تأمل ما حولي لكن وجوده كان شئ آخر على ما يبدو ، شطحة أخرى من شطحات القدر حينما لا نود تواجد أحد ما حولنا .. أكمل " أو .. تعين كيف يعطي الحب اشتياقاً ؟؟ وكيف يتجاوز حدود العطاء إلى النزف ؟؟ " ولأني لم أود إكمال هذا الحوار سألته " أ بداخلك بقية من كلام ؟؟ " قال بلا اكتراث لسؤالي " فكيف إذن للحياة شكل ومعنى ؟؟ وأمل يتحدى الزلازل والصخور ويقهر تشققات الألم بلا هوادة ؟؟ وأنت .. ما أنت جرح غائر مقبل من ماضي أم جرح ملتئم يخاف المستقبل ؟؟ " ..
من المؤكد أنني كنت فقط أؤمن أن هناك من لا يستحق أن تتعب من أجله .. وهو ما شعر به هذا الأخضر .
قلت له " اللحظات تذوي !! والحب والعطاء نزفاً غباء إن لم يُقدر . بينما تأخذ الحياة شكلها ومعناها من إحساسنا بها وثقتنا بما حولنا وبنا !! " .. قريب منا حط نورس يقتات صيده .. نظرت إليه وقلت للأخضر " لا شئ في البستان يبقى .. حينما الربيع يرحل ؟! " .. وعدت لمراقبته بهدوء .
غادرني الأخضر بيأس من لم يستطع تغيير الكون على وعد بالعودة .. أسفي أنه لم يدرك أن أرض يبابي - بعدهم - محرقة .. موجعة حد القتل وقاتلة حد الحياة وأن هناك أيد تغتال كل القطع الخضراء فيها .. تقطعها وتقتلها بأنانية متفردة .
فقط قال لي قبل أن يذهب " المرء يكشف معاني الحياة عندما يغرس الأشجار وهو يعلم أنه لن يتفيأها أبداً " .
حينما أتت .. ذكرتني بكل تلك الدموع التي أطلقتها مراراً لأغسل ما تراكم في أعماقي من صدأ الأيام وهزائم الحنين لفراق ظللت أحتسي الحزن بعده الكأس تلو الكأس حتى الثمالة .. !
كان وجودها حولي .. ومعي .. ينقذني من خيبات اليأس المتتالية حينما أكتشف أنه ليس هناك من "يستاهل " .
ذات مرة قالت لي أمنيتها .. بينما كان حسي المكابر بالبوح الصادق يقف متردداً عند حدود الأمنية التي أحب .. هنا على سطور ربما لن تقرأها سأقول لها أنني أتمنى فقط .. أن أضع رأسي على كتفها وأبكي كما لو كنت طفلة صغيرة .. لا تعرف غير الدموع " فكلانا تنكب هدى الطريق .. كلانا ينادي يمد اليدا .. لقبضة ريح .. ذرّتنا شهيق " .
<<<<<<<<<< غادة >>>>>>>>>>>
تعليق