إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

[[ يُحتملُ الدفء ]]

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [[ يُحتملُ الدفء ]]

    ( الناس يومضون كالبرق في الليالي المرعدة ولا يهتمون بميلاد الحياة الجديدة .. بالغد . أصبح كل ما يشعر به الانسان من حزن هو الألم المحسوس .. أما الحزن الغائب عن وجدان الانسان .. الحزن الذي اصبح من العسير ان يتعرف عليه هو أن يفقد صديقاُ له ... فهل يكون السؤال هو : أي ميلاد للحياة الجديدة .. في الغد ؟؟ ) - الجفري -

    لافتة حمراء على أول الشتاء نبهتني " هنا .. ليست كل نقطة بيضاء حبة لؤلؤ !! "
    كنت أحزم نبضي حين قرأتها .. وقلتُ لي " هي .. لا تشبه اللؤلؤ " وتابعت آثار قلمي البطيء كسلحفاة توشك أن تتجمد !
    قال أبيض لي " ها نحن نبدأ رحلتنا ! " .. لكن قطرة شاردة وسط المطر كانت تردد طوال المسافة " شئ لم يزل في الخفق ينبض " .. وبنظرة موجعة أكملت " ألم تحزمِ نبضك جيداً ؟؟ " .. قلت .. " بلى " .. قالت " لا أظن " .. وصمتت .
    في كل مرة أتاني صداها ..تطفر من قلبي دمعة .. إلى أن أدركتٌ أنها وحدها لن تفي بعمق الخواء الموحش داخلي .. لذا .. أعانتها بضع دمعات أخر .

    تدفق كل ما بدأ .
    حركة مثل الوقوف فوق أرض الحياة ، وليس الوقوع في جوفها .
    إلى الشمال كانت وجهتنا مباشرة نحو القلب بكل السرعات المتاحة " ضوء وصوت و .. حس " .
    تعقل .. إليه ، واندفاع نحو العمق .. بلا هوادة .. !!
    كنا .. " أنا وهي " .. نعيد اكتشاف المناطق الخضراء فينا بعد أن يبست .. لإروائها .

    حاولت جرح شتاء بخربشة حبري الأسود حين توهمت ملامحها عليه ... لكنه تنبه وبغرور قال " اجرحيني ان استطعتِ " ... ثم مال بقامته نحوي ، همسني باستدراك " احساسكِ .. لن يباعد قليلاً او كثيراً .. حدود نقائي ! " ببساطة الغيظ قلت له " ربما .. لكن حدودها تتخطى حدودك بكثير ! " .. ثم بدأت بقلم أبيض " يشبهها " أخمش وجه الليل .
    حتى أني غمزته بإحدى نقاط الأبيض الأكثر ضراوة .. تلك التي شهد السحاب دوماً بنقائها وسألته إن رأى قبل مثلها .. لكنه كان قد جفل من غمزتي .. ورحت أضحك عليه !

    بين صدى تلك الضحكة .. قالت لي " إن لم أكتب عنكِ .. فما قيمة القلم الذي بيدي ؟؟ .. أحن إلى عينيكِ بحراً .. وأحن إلى حنانكِ دفئاً .. ولا ألبث أن أضمكِ ذكرى في ثنايا روحي . " ... وقبّلت عينيها .. بفرح !
    حتى كان اليوم الذي حملتها السحب بعيداً عن رؤيتي وادراكي .. قالت تغادرني " إن أمطرت .. فاستقبليني ، سأمطرلك دوماً شوقاً شارداً .. يرتوي ملامح اخضراركِ على يباسي المهترئ !! " .. وبحزن ... رحلت .
    بيني وبيني .. ارتكز وعدي لها أن أفعل .. حتى باتت كل قطرات المطر لا تجتمع إلا على وجهي .. بينما تتزاحم حبات البرد عند قلبي .. وابتلعهم جميعاً .. لربما .. روت اختناقات وحدتي .

    سألتُ شتاء عن ميلاد الشمس .. متى يبدأ .. فأخبرني أن الشمس لا تشرق إلا مرة واحدة هنا !؟ .. ذهلت .. حتى كدت أغوص في كوة جليد .. لكن الأبيض سحبني ومسح عني التعب .
    فقط .. حينها .. نزّ .. في رأسي سؤال عن الفرق بين غَادَرَ و غَادِرٌ .. سألتُ الأبيض فقال " عجبي على كلمة يُغيّرُ معناها فتح أو كسر !! " .. ثم أكمل " الأول فعل قد ينحى بالطيبة .. والثاني قتل بإصرار وترصد " .. سكت لبرهة واستطرد " كلاهما .. فعل لئيم !!!!!! " .

    ذات مرة سألَتني " متى .. نفترق ؟ " .. .. شهق الوقت .. وصمتُّ أنا .
    أصابتني سكتة نبضية .. ووجدتني خارج حدود الواقع .. أتذكر ما يعنيه الفراق ، فكل اللواتي جئنني .. زرعن بوسط صدري حدائق الياسمين .. ثم رحلن !
    لم أقل لها أبداً .. أن الفراق وجهة يقصدها جميعنا .. ونختلف فقط في توقيت محطاتنا لنرمي بأنفسنا فيها ، تماماً .. كقطارات المترو .. حين تقرر أن ترمي بنفسك على قضبانها .... و .. تنتهي .
    " .. الفراق .. فعل موت .. فقط !! "

    قال الأبيض لي " قرأته ذات سؤال وريث رمل : ترى كيف تنبت هذي الزهور على شرفة .. يتبرأ من ظلها الياسمين ؟ " .. قاطعته " ما زلت أنتظر ... وقلبي مقابر لمزارع الياسمين !!! " وعدت أكمل سيري .
    أتأمل شتاء موحش يحاصرني .. بينما أنتظر شمس لا تشرق إلا .. مرة !!!
    وتارة .. أتذكر اللافتة الحمراء في أول الرحلة .. وقلبها الأشبه باللؤلؤ لولا أنها منه .. أنقى !!
    وهذا الأبيض .. محدّثي .. أفرغ عليه ملامح روحها الساكنة جسدي .. وصدري - مزرعة الياسمين الذابلة - .. ينتظر وجه صديقتي .. ليرتوي !!
    أوقفنا الشتاء فجأة وقال " ستنتظرين الشمس طويلاً .. هاهنا آخر حدودي " .. ومضى .
    بينما قال الأبيض " سنضطر ان نحتمل ثقله .. بدفء ، .. وربما .. يطول الأمر ! " .. قلت لنفسي " يُحتملُ الدفء .. إن .. قَرُبَ ميلاد جديد !! "
    وامتزجت بالأبيض في لوحة حمراء على آخر الحدود .. تقول .. " ليس بوسعها .. ألا تورق مزارع الياسمين " .

    .. غادة ..
    التعديل الأخير تم بواسطة غادة خالد; الساعة 13-04-2002, 01:49 AM.

  • #2
    صادتني سكته نبضيه..عند قرائتي لنص..

    نص رهيييييييييب ياغاده أهنييييك على هذا الإحساااااس المرهف..

    القمه في إنتظارك..ياغاده

    تعليق


    • #3
      ماجد العاطفي ..

      لحضورك وهج لا يخطئ .
      السكتات النبضية ... ارخم بالعادة من السكتات العقلية .

      شكراً لكلامك الطيب .. سيدي


      غادة

      تعليق


      • #4
        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

        الأخت غاده

        أحييـــــــــك على هذا النص الرائع

        فكلماتك جعلتني اتعمق فيما تحمل من احساس مرهف وقلم قادم بقوه ليسطر لنا مشاعرك الراقيه


        وتقبلي تحياتي

        اخوووك..نااااايف الظفيري

        .

        تعليق


        • #5
          غاده ..


          جئت لأسجل أبتسامة فقط ...


          وتحية لحرفك .



          والله يديمك يامطر....

          تعليق


          • #6
            .. نايف الظفيري ..

            شكراً لقدومك نصي ..
            ترف لا يحظى به قلم جديد سجل للتو في أي منتدى بالعادة .

            شكرا مرة أخرى ..


            بمودة

            غادة

            تعليق


            • #7
              .. السيل ..

              حضور بشيه المطر ..
              وأعرفه كما لو أنني أعرف نفسي .

              شكراً لك هذه الابتسامة ... هي أمر لا أتنازل عنه فيمن أعرف .

              بمووووووووووووودة الزمالة هناك

              غادة

              تعليق


              • #8
                هنا فلسفه مغايره ..... !

                أنتقائيه .. تتجه إلى أتجاهات الندره .. إنتقاليه تثب بحذر شديد .. تتورط بالإبداع تاره .. وتتعثر بالنفيس تارة أخرى .. حتى في تضمين الجفري هنا .. حساسيه شديده في الحديث المغاير في الاستشهاد ...!
                ميلاد ..أي ميلاد تتحدث عنه .. ؟ ميلاد الغياب !! يا إلاهي !!
                مطر .. مطر ... مطر ... ليس بمطر السياب ... ولا نعت االخليل مطران ....حين قال ..لاتتركوا مستحيلاً على إستحالته .. حتى يميط لكم عن وجه إمكان ! .....فقط صدق هنا ... ونحن لها ! وهي لنا !
                - ( ليست كل نقطه بيضاء حبة لؤلؤ ) ...وليس كل نقطه سوداء تين من صدر كراهيه !!
                البطء دائما .. يقود الى ..الابطأ ..! الى .... التجمد ...؟ ماذا ...؟ التجمد .....! ! ! ....! مساحات مسافات تترك لمن أراد التحليق مبكراً .....!
                .
                .
                .
                .
                لكن

                تعليق


                • #9
                  المبدعه : غاده


                  للمره الثانيه يجبرني ذاتي الي قراءة نص ادبي


                  فهنيئا لنا بوجودك


                  والله لايحرمنا من قلمك



                  وارجو ان تستمري بالكتابه




                  متابع لكي

                  تعليق


                  • #10
                    تدفق كل ما بدأ .
                    حركة مثل الوقوف فوق أرض الحياة ، وليس الوقوع في جوفها .
                    إلى الشمال كانت وجهتنا مباشرة نحو القلب بكل السرعات المتاحة " ضوء وصوت و .. حس " .
                    تعقل .. إليه ، واندفاع نحو العمق .. بلا هوادة .. !!
                    كنا .. " أنا وهي " .. نعيد اكتشاف المناطق الخضراء فينا بعد أن يبست .. لإروائها .



                    قال الأبيض لي " قرأته ذات سؤال وريث رمل : ترى كيف تنبت هذي الزهور على شرفة .. يتبرأ من ظلها الياسمين ؟ " .. قاطعته " ما زلت أنتظر ... وقلبي مقابر لمزارع الياسمين !!! " وعدت أكمل سيري





                    غاده !!!

                    أتساءل :

                    ما علاقتك بهذا الأبيض؟ وما علاقة الأبيض بكل هذه الأحداث؟

                    يبدو لي أن للفلسفة السرياليه تواجد كبير في نصوصك الإبداعيه ...

                    مفرداتك قصيده في حد ذاتها ..
                    عاطفة مشحونة وتدفق إحساس لا يمكن تجاهله أبداً..

                    صدقيني عندما أجد نفسي محاصراً بهذا السيل الهادر من الكلمات العجيبه لا أجد لنفسي مخرجاً الا بخلع ثوب المنطق والهروب الى عالم اللاوعي ...

                    لحظات من اللاتوازن النفسي قد تضع رجلي على بداية الطريق الى فهم نصوص غادة خالد....
                    أو على الأقل تذوقها.

                    هل أوفيت هذه الخاطره حقها من القراءه والفهم؟
                    لا أعتقد بأنه بإستطاعتي الإجابه على هذا التساؤل قبل أن أقرأ النص للمرة العاشره على الأقل...

                    كيف أعبرعن شعوري نحو هذه اللغة المتخفيه خلف وهج الشمس ؟



                    غاده خالد !!

                    شكراً ..
                    قلـب الذيــب





                    [poem=font="Simplified Arabic,4,#8D1302,normal,normal" bkcolor="" bkimage="" border="none,4,#400000" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]
                    لكل شيءٍ إذا ما تم نقصانُ = فلا يغر بطيب العيش إنسانُ
                    هي الأمورُ كما شاهدتها دولٌ = من سره زمن ساءتهُ أزمانُ
                    وهذه الدار لا تُبقي على أحدٍ= ولا يدومُ على حالٍ لها شانُ [/poem]


                    [align=center]أبو البقاء الرندي[/align]



                    إضغط هنا لديواني الإلكتروني:

                    saeedalhumali@hotmail.com

                    تعليق


                    • #11
                      باقتباس من مشاركة السيـل
                      غاده ..


                      جئت لأسجل أبتسامة فقط ...


                      وتحية لحرفك .



                      والله يديمك يامطر....

                      تعليق

                      يعمل...
                      X