إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

اللغه العربيه ..... واصلها

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اللغه العربيه ..... واصلها

    بسم الله الرحمن الرحيم:
    قال تعالى: وعلم ءادم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين، قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنبأهم بأسمائهم قال ألم أقل لكم إني أعلم غيب السموات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون (31-33)البقرة.
    هكذا بدأ ونشأ البيان.فأول وأقدم طور للغة العربية وغيرها بدأ بلسان آدم عليه السلام. وأصل اللغة البشرية هي كما أخبر القرآن، من أسماء آدم التي علمها له الله سبحانه وتعالى ، والله أعلم بها .وهي أساليب لغوية ما،بنيت عليها جميع لغات الشعوب. ولسان آدم شكل الأساس الذي بنيت عليه السنة الجزيرة العربية القديمة وما حولها.فنحن لم نبتكر شيئاً،فكلنا مقلدون لسنة آدم البيانية.
    واللغات الجودية- الجودي هو مرسى سفينة نوح عليه السلام.ومن هذا المكان خرجت ذرية نوح الذين أسميتهم الشعوب الجودية (الأحزاب)،كالعرب وبعض من جاورهم.-
    وعلى رأسها اللغة العربية . ولا نبالغ إن قلتنا أن لغة العرب هي اللغة وهي اللسان، وأن غيرها مجرد لغات وألسنة.فكل ألسنة العالمين هي دون مستوى لسان العرب،وتدور في فلكه .اللغة العربية هي شمس اللغات وغيرها ليست سوى أقمار تدور في فلك لسان العرب. والأمر ليس تعصباً، ولكنه حقّ.
    واللغة العربية وغيرها عموماً ليست سوى مشتقات وفروع عن لسان آدم ، تخضع لقانونه ولأساليبه ولكلماته الأولى. وطبعاً تطورت اللغة مع الزمن واستجدت الكلمات واستحدثت ،ولكن ظلت كل كلمة تُشتق من كلمة (أو بالأدق من حرف أساسي) أقدم منها بنفس الأسلوب والطريقة التي سنّها آدم بعد أن علمه الله كيف يتكلم.
    والمقصود من أن الله قد علّم آدم الأسماء كلها، قد لا نعلمه،ولكن لعله القانون والقاعدة .فتعبير "كل الأسماء " قد يعني كل الأساليب والأسس الأولى التي تبنى عليها اللغة العربية وغيرها.فآدم يستطيع بالأدوات اللغوية التي علّمها الله له أن يسمّي أي شيء ببراعة وسهولة.وليس بالضرورة أن آدم قد سمّى كل الموجودات، لأنه ببساطة لا اللغة العربية ولا غيرها ،مما تحدّث به الناس،استطاعت أن تحصي كل الموجودات حتى الآن.فكل يوم تظهر مسميات جديدة لأمور وأشياء جديدة،وهكذا.وطبعاً لن يستطيع أي مخلوق أن يحصي كل شيء حتى ولو كانت منطقة الأشياء محدودة. فآدم أو غيره من الخلق لن يستطيع أن يسمي كل ما يتواجد حوله ،لأن السبب ببساطة أن خلق الله لا يحصى ولا يُعدّ.ولكن في نفس الوقت ، لن يعجز آدم عن تسمية أي شيء أراد تسميته.فإذن المرجح أن المقصود من "الأسماء كلها " هو الأدوات اللغوية الأساسية الوافية التي بها يستطيع آدم أن يسمي الأشياء. فآدم عليه السلام قد أعطاه الله القانون اللغوي الوافي الذي يستطيع به أن يسمي ما يشاء.
    ونبدأ بالقول أن آدم لابد أنه استقر بجزيرة العرب أو قربها، بعد هبوطه من جنته الأرضية(وهذا المرجح). وعبر الأزمنة السحيقة أخذت البشرية تهاجر من جزيرة العرب، منبع البشرية، نحو أرض الله الواسعة لينتشروا في أرجاء الأرض. فبعدت ألسنتهم بالتدريج عن لسان آدم وضلّت عنه.أما الباقون في الجزيرة وما حولها فلم يضيعوا لسان أبيهم آدم الذي توارثوه برمته، وبنوا عليه لغاتهم .فاللغة الجودية (العربية) مثل الصنعة والمهنة التي يتوارثها الابن عن أبيه وجده ويورثها بدوره لأحفاده وهكذا فتزداد جمالاً ودقّة.أما الأبناء المهاجرون فقد أضاعوا ونسوا صنعة آباءهم بالتدريج لهجرهم منطقة بحر الحجاز إلى مناطق بعيدة. ونجد أن اللغات الغير جودية
    (لغات المهاجرين) قد أضاعت لسان آدم فضلت عن أسلوبه فلم يعد أمامها لبناء لسانها سوى استخدام ما تبقى لديها من لسان آدم أو الاستعارة من كل مكان ودمج الكلمات المختلفة لجعل كلمة جديدة أو الخضوع للسان الشعوب القريبة من مكة. فالألسنة الضالة لا تستطيع الصمود والبقاء لأنها هشّة وحديثة الأساس أو بدونه. فاللسان غير الجودي لا يدوم في الغالب سوى بضع مئات من السنين لينقرض-( أي منطقة في العالم عدا مناطق بحر الحجاز،لن تستطيع تتبع أصل لغتها الحديثة أو القديمة ،لأن الأصل لا يوجد إلاّ في جزيرة العرب ومناطق بحر الحجاز.فالجزيرة العربية وخاصة غربها هي منبع ومصدر الناس،بينما باقي أرجاء الأرض فهي مستودعات بشرية تتلقى فيضانات غرب الجزيرة البشرية وما حولها.ولذلك نرى أكثر العرب لا هم حُمراً ولا هم سوداً بل ألوان هادئة تتدرج بين السُمرة والبياض،فهم أكثر البشر اعتدالا وهدوءاً في الخلق بينما نرى الشعوب الأخرى قد طغت عليها البيئة الجديدة فأثّرت على حدّة ألوانهم وخلقهم بشكل كبير.فالعرب يصعب تصنيفهم إلى شعوب حمراء أو سوداء أو صفراء أو أي عرق آخر،والسبب أنهم عرق وأصل جامع وشامل لكل شعوب الأرض فكل ألوان الشعوب وأعراقهم دفينة فيهم باعتدال وتوازن بينما الشعب المهاجر قد طغت فيه صفات معيّنة على حساب صفات أخرى)- ويظهر لنفس القوم لسان آخر مختلف عن اللسان الأقدم قليلاً أو كثيراً.قال تعالى:" حتى إذا بلغ بين السدين وجد من دونهما قوما لا يكادون يفقهون قولا"(93) الكهف. وهؤلاء القوم كانوا ببلاد ما وراء النهر تقريباً.فتلك الأصقاع تعتبر بعيدة عن سروات العرب،وبالتالي فالفقد اللغوي لديها عظيم.فالمعادلة البيانية واضحة وهي أنه كلما اقترب الشعب من مكة كلما كانت لغته أفضل ما يمكن.ولغات مناطق العرب خاصة الجزيرة قد ظلت على نفس خط آدم ونوح وتطورت على أساس اشتقاقي سليم حتى وصلت للمستوى العظيم الذي أصبحت به اللغة العربية حين نزل القرآن فزادها شرفاً وحسناً وروعة.
    وبعد فترة ليست بالقصيرة،ومن تلك الأقوام الباقية التي لم تبرح مكانها بغرب الجزيرة، تواجد قوم نوح ثم عاد ثم ثمود. ويتضح من أسماء آلهة قوم نوح التي ذكرها القرآن و هي: ود، سواع، يغوث، يعوق، نسر، ومن أسماء الأنبياء والشعوب والمواطن الأولى مثل:هود،صالح،عاد،ثمود،إرم،الحجر،أحقاف، تشابهها الشديد بالعربية.مما يدل أن لغات تلك الشعوب القديمة مثَلت الأطوار الأولى للغة العربية الفصحى التي بدورها مثَلت الطور الأخير والنهائي.وبعد تلك الأقوام الأولى،بفترة قد لا تكون قصيرة(آلف السنين)، وهي فترة غامضة ، ظهرت بها شعوب وقبائل لا يعلمها إلاّ الله. قال تعالى: " ألم يأتكم نبأ الذين من قبلكم قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم لا يعلمهم إلا الله "(9) إبراهيم.
    وقوم نوح شديدو القدم عن العصور التاريخية أو بالأحرى عن عرب الإسلام،فقد قال تعالى:" وكم أهلكنا من القرون من بعد نوح"(17)الإسراء. وقال تعالى:" وكم أرسلنا من نبيٍ في الأولين"(6) الزخرف .فكلمة "كم" تشير إلى البعد الزمن الكبير لقوم نوح. وقال تعالى:" وءاية لهم أنا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون، وخلقنا لهم من مثله ما يركبون(41-42) يس. فكل السفن الحقيقية ليست سوى تقليد لسفينة نوح ونحن نعلم أن تاريخ السفن بالغ القدم. وطبعاً الأنبياء متتابعون زمنياً في الأغلب ولا يتواجدون في نفس الفترة إلا في حالات نادرة. وقد يظن البعض أن كل الأماكن قد أرسل لها أنبياء وهذا خطأ، فقد قال تعالى:" ولو شئنا لأرسلنا في كل قرية رسول"،فلم يرسل الله رسل لكل القرى ولكن فقط لمناطق الجزيرة وما حولها،كما تدلَ الحقائق. حتى إذا جاءت العصور التاريخية وظهرت الكتابات الأولى لتخبرنا عن أسماء الشعوب والبلدان،جاء بعدها ببضع مئات من السنين الرسول العظيم إبراهيم عليه السلام الذي تواجد واستقرّ ،حوالي الألف الثاني قبل الميلاد، بمكة وبنى بها الكعبة المشرفة.وازداد تلاقي سكان الجزيرة وغيرهم بمكة لأداء فريضة الحج منذ ذلك الحين. وبدأ ذوبان اللهجات العربية المحلية لجزيرة العرب وما حولها،وتهذيبها وتنقيحها.
يعمل...
X