التسعاوي يستجيب لصمت الليل .. ينهب الطريق بشراهة .. وكان هو يسلم نفسه لصوت عيسى الاحسائي ..
زمانك لو صفالك يوم ….. فلا تحسب صفـالـك دوم
وعينك لا اهتنت بالنوم ….. ترى الأيام غـــدارة
ورغم رداءة التسجيل إلا انه يطرب .. ويتماهى مع المغني .. بل يشعر بالزهو بين أقرانه من (السواقين ) انه الوحيد الذي يمتلك تسجيلات نادرة لهذا المطرب .. يتنهد بحسرة وهو يردد .. ترى الأيام غدارة .
مرارة ( الأبيض ) التي يشعر بها في لسانه تجعله اكثر بؤسا .. يستعين بتلك المرارة على نعاس الليل .. هذا السفر الذي لا ينتهي .. وهذا السباق مع الزمن .. يقصيه من حميمة المدينة .. كانت سيجارته المشتعلة .. ويده التي أخرجها من النافذة .. تعانق نسمات الصيف . تلامسه أطياف الحنين .. توغل بلذة في هذا التذكر المنعش :
لاح له وجه ( سارة ) كـ قمر يضئ ليله الطويل.. يهتدي به من سطوة هذا الضجر الزاحف الى صدره بقوة .. هيمن عليه شجن عتيق .. تسيل شعاب الذاكرة بالحنين .. بالوجد .. تفتت المواجع في صدره .. وهو يتصور انتظارها له في كل مرة . يعبث في صدره ألـم مـا : ماذا تفعل سارة في غيابه .. هل حقا هي صادقة في هذا التشوق الدائم لي .. تذكر حكايات الحارة .. والغراميات التي يسترها ظلام الليل .. وكيف تنجو هذه الفاتنة من ( زكرتية الحارة ) .. توجع بعنف .. لكنه طرد هذا التذكر المؤلم .. وهو يطمئن قلبه بأن سارة استثناء . فهي ليست كبقية النساء .
لعبة المسافات قاتلة عندما نريد اختصارها . وهذا هو يزيد من سرعة (التسعاوي ) . ينتظره دوره في (السرا ) وينتظره وجه سارة وتنتظره ( زجاجة عرق ) يكافئ نفسه بعد هذا السفر القاتل .
كان صوت المغنى يتوحد في هذا الصمت الحزين .. الطريق يتراخى للتسعاوي .. والوجوه الآسيوية التي تقبع في الخلف تغرق في نوم عميق . ارتشف كوبا من الشاي البارد أشعل سيجارته وهو يقطع صمت الليل بصرخة تشبه الغناء : ترى الأيام غدارة .
اراد لنفسه قسطا من الراحة .. توقف عند المقهى الذي عادة ما يكون المكان الذي يستريح فيه .. اخذ مكانه وصرخ في القهوجي : واحد حجر وبراد أبو أربعة .
تفحص الوجوه في المقهى انزرع في داخله إحساس بالوحشة وهو يرى غياب تلك الوجوه المالوفة التي عادة ما يلتقي بها .. على عجل أنهى لحظة الراحة .
سيارة الشرطة تقف بجوار التسعاوي .. انقبض صدره بقوة .. كاد ان يتراجع ويعود الى للمقهى مرة اخرى .. تزود بإحساس المغامرة .. ومشى في خطوات الواثق .. ببرود طلب منه العسكري استمارة السيارة ورخصة القيادة . شعر بالفرح فما يخشاه لم يحدث .. ناول العسكري الأوراق بثقة الخائف . واستعد في داخله للانطلاق .. العسكري لم يمهل فرحه كثيرا .. فتش السيارة كمن له ثأر سابق معه . لام نفسه على ثقته وإهماله .. عندما تناسى ( باكيت الأبيض ) في درج السيارة .
وجه العسكري المزهو بالانتصار يطلب منه صعود سيارة الشرطة .. صعد بانكسار وقبل ان يغلق الباب صرخ صرخة قاتله وهو ينظر الى التسعاوي بحزن مرير : ترى الأيام غدارة
__________________
(ما يزين الصحراء ويجملها هو انها تخفي بئرا في جهة ما ..)
زمانك لو صفالك يوم ….. فلا تحسب صفـالـك دوم
وعينك لا اهتنت بالنوم ….. ترى الأيام غـــدارة
ورغم رداءة التسجيل إلا انه يطرب .. ويتماهى مع المغني .. بل يشعر بالزهو بين أقرانه من (السواقين ) انه الوحيد الذي يمتلك تسجيلات نادرة لهذا المطرب .. يتنهد بحسرة وهو يردد .. ترى الأيام غدارة .
مرارة ( الأبيض ) التي يشعر بها في لسانه تجعله اكثر بؤسا .. يستعين بتلك المرارة على نعاس الليل .. هذا السفر الذي لا ينتهي .. وهذا السباق مع الزمن .. يقصيه من حميمة المدينة .. كانت سيجارته المشتعلة .. ويده التي أخرجها من النافذة .. تعانق نسمات الصيف . تلامسه أطياف الحنين .. توغل بلذة في هذا التذكر المنعش :
لاح له وجه ( سارة ) كـ قمر يضئ ليله الطويل.. يهتدي به من سطوة هذا الضجر الزاحف الى صدره بقوة .. هيمن عليه شجن عتيق .. تسيل شعاب الذاكرة بالحنين .. بالوجد .. تفتت المواجع في صدره .. وهو يتصور انتظارها له في كل مرة . يعبث في صدره ألـم مـا : ماذا تفعل سارة في غيابه .. هل حقا هي صادقة في هذا التشوق الدائم لي .. تذكر حكايات الحارة .. والغراميات التي يسترها ظلام الليل .. وكيف تنجو هذه الفاتنة من ( زكرتية الحارة ) .. توجع بعنف .. لكنه طرد هذا التذكر المؤلم .. وهو يطمئن قلبه بأن سارة استثناء . فهي ليست كبقية النساء .
لعبة المسافات قاتلة عندما نريد اختصارها . وهذا هو يزيد من سرعة (التسعاوي ) . ينتظره دوره في (السرا ) وينتظره وجه سارة وتنتظره ( زجاجة عرق ) يكافئ نفسه بعد هذا السفر القاتل .
كان صوت المغنى يتوحد في هذا الصمت الحزين .. الطريق يتراخى للتسعاوي .. والوجوه الآسيوية التي تقبع في الخلف تغرق في نوم عميق . ارتشف كوبا من الشاي البارد أشعل سيجارته وهو يقطع صمت الليل بصرخة تشبه الغناء : ترى الأيام غدارة .
اراد لنفسه قسطا من الراحة .. توقف عند المقهى الذي عادة ما يكون المكان الذي يستريح فيه .. اخذ مكانه وصرخ في القهوجي : واحد حجر وبراد أبو أربعة .
تفحص الوجوه في المقهى انزرع في داخله إحساس بالوحشة وهو يرى غياب تلك الوجوه المالوفة التي عادة ما يلتقي بها .. على عجل أنهى لحظة الراحة .
سيارة الشرطة تقف بجوار التسعاوي .. انقبض صدره بقوة .. كاد ان يتراجع ويعود الى للمقهى مرة اخرى .. تزود بإحساس المغامرة .. ومشى في خطوات الواثق .. ببرود طلب منه العسكري استمارة السيارة ورخصة القيادة . شعر بالفرح فما يخشاه لم يحدث .. ناول العسكري الأوراق بثقة الخائف . واستعد في داخله للانطلاق .. العسكري لم يمهل فرحه كثيرا .. فتش السيارة كمن له ثأر سابق معه . لام نفسه على ثقته وإهماله .. عندما تناسى ( باكيت الأبيض ) في درج السيارة .
وجه العسكري المزهو بالانتصار يطلب منه صعود سيارة الشرطة .. صعد بانكسار وقبل ان يغلق الباب صرخ صرخة قاتله وهو ينظر الى التسعاوي بحزن مرير : ترى الأيام غدارة
__________________
(ما يزين الصحراء ويجملها هو انها تخفي بئرا في جهة ما ..)
تعليق