إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الــتــــســعـــــــاوي !!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الــتــــســعـــــــاوي !!

    التسعاوي يستجيب لصمت الليل .. ينهب الطريق بشراهة .. وكان هو يسلم نفسه لصوت عيسى الاحسائي ..
    زمانك لو صفالك يوم ….. فلا تحسب صفـالـك دوم
    وعينك لا اهتنت بالنوم ….. ترى الأيام غـــدارة

    ورغم رداءة التسجيل إلا انه يطرب .. ويتماهى مع المغني .. بل يشعر بالزهو بين أقرانه من (السواقين ) انه الوحيد الذي يمتلك تسجيلات نادرة لهذا المطرب .. يتنهد بحسرة وهو يردد .. ترى الأيام غدارة .
    مرارة ( الأبيض ) التي يشعر بها في لسانه تجعله اكثر بؤسا .. يستعين بتلك المرارة على نعاس الليل .. هذا السفر الذي لا ينتهي .. وهذا السباق مع الزمن .. يقصيه من حميمة المدينة .. كانت سيجارته المشتعلة .. ويده التي أخرجها من النافذة .. تعانق نسمات الصيف . تلامسه أطياف الحنين .. توغل بلذة في هذا التذكر المنعش :
    لاح له وجه ( سارة ) كـ قمر يضئ ليله الطويل.. يهتدي به من سطوة هذا الضجر الزاحف الى صدره بقوة .. هيمن عليه شجن عتيق .. تسيل شعاب الذاكرة بالحنين .. بالوجد .. تفتت المواجع في صدره .. وهو يتصور انتظارها له في كل مرة . يعبث في صدره ألـم مـا : ماذا تفعل سارة في غيابه .. هل حقا هي صادقة في هذا التشوق الدائم لي .. تذكر حكايات الحارة .. والغراميات التي يسترها ظلام الليل .. وكيف تنجو هذه الفاتنة من ( زكرتية الحارة ) .. توجع بعنف .. لكنه طرد هذا التذكر المؤلم .. وهو يطمئن قلبه بأن سارة استثناء . فهي ليست كبقية النساء .
    لعبة المسافات قاتلة عندما نريد اختصارها . وهذا هو يزيد من سرعة (التسعاوي ) . ينتظره دوره في (السرا ) وينتظره وجه سارة وتنتظره ( زجاجة عرق ) يكافئ نفسه بعد هذا السفر القاتل .
    كان صوت المغنى يتوحد في هذا الصمت الحزين .. الطريق يتراخى للتسعاوي .. والوجوه الآسيوية التي تقبع في الخلف تغرق في نوم عميق . ارتشف كوبا من الشاي البارد أشعل سيجارته وهو يقطع صمت الليل بصرخة تشبه الغناء : ترى الأيام غدارة .
    اراد لنفسه قسطا من الراحة .. توقف عند المقهى الذي عادة ما يكون المكان الذي يستريح فيه .. اخذ مكانه وصرخ في القهوجي : واحد حجر وبراد أبو أربعة .
    تفحص الوجوه في المقهى انزرع في داخله إحساس بالوحشة وهو يرى غياب تلك الوجوه المالوفة التي عادة ما يلتقي بها .. على عجل أنهى لحظة الراحة .
    سيارة الشرطة تقف بجوار التسعاوي .. انقبض صدره بقوة .. كاد ان يتراجع ويعود الى للمقهى مرة اخرى .. تزود بإحساس المغامرة .. ومشى في خطوات الواثق .. ببرود طلب منه العسكري استمارة السيارة ورخصة القيادة . شعر بالفرح فما يخشاه لم يحدث .. ناول العسكري الأوراق بثقة الخائف . واستعد في داخله للانطلاق .. العسكري لم يمهل فرحه كثيرا .. فتش السيارة كمن له ثأر سابق معه . لام نفسه على ثقته وإهماله .. عندما تناسى ( باكيت الأبيض ) في درج السيارة .
    وجه العسكري المزهو بالانتصار يطلب منه صعود سيارة الشرطة .. صعد بانكسار وقبل ان يغلق الباب صرخ صرخة قاتله وهو ينظر الى التسعاوي بحزن مرير : ترى الأيام غدارة


    __________________
    (ما يزين الصحراء ويجملها هو انها تخفي بئرا في جهة ما ..)

  • #2
    عندما ألمح هذا السمحان اعلم ان هناك ما هو مغاير فيستشري بي الفضول
    واقطع دابره بالولوج واسبر اغوار المغاير

    احسنت ترتيب كل المشاهد وزدتها اناقه رغم الابيض والمراره والصوت المعلب الردئ
    لاحظ معي
    الصوت ينبعث من علبه
    والابيض يتقصدر في علبه
    والتسعاوي هو الآخر علبه

    فقط ساره كانت بلا علبه لذلك ......... !

    كنت جميل ومدهش وسمحان


    تحياتي

    تعليق


    • #3
      اهلا مرزوق ...

      اطلالتك العذبة اشعلت قناديل المكان بالبهجة ..

      سارة .. فضاء سرمدي .. وجه مخلوق للتخيل .. قد تأتي به مرارة الابيض .. وقد تغيبه احيانا تلك المراة .. ولكنه يظل يضئ دوما لليالي التي نحتاج فيها لقليل من الفتن النائمة .


      الود لك مرزوق ... ودمت سالما

      تعليق


      • #4
        القلم المبدع الذي اتابعه من بعيد في موقعه

        واخرج صامته بذهولي لابداعه وتفننه
        يعود هنا بوقفه جديده

        الصيغه الخبريه لديك مذهله لا تخالف مقتضى الظاهر وإنما تنقله بصوره مباشره مع بعض الترميز والابهام
        شئ متفرد اختصرت معالمه ولو اسهبت لكانت روايه
        سؤال فقط

        سمحان هل جرب كتابه الروايه الحديثه؟


        اخلاء مسؤليه ظهرت في بعض المنتديات انتحال لاسمي والمشاركه به
        قلم / سحايب فيصل النقدي والشعري على نطاق الانتر نت لا يكتب الا في منتدى النداوي فقط ومنذ سنوات ولا يتجول في أي منتدى اخر

        تعليق


        • #5
          سمحان,

          إسم جدير بالمتابعه و يسعدني دائماً قراءة نصوصه..

          أسلوب ممتع ومغاير للكثير من الكتاب..



          أخوك,
          قلـب الذيــب





          [poem=font="Simplified Arabic,4,#8D1302,normal,normal" bkcolor="" bkimage="" border="none,4,#400000" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]
          لكل شيءٍ إذا ما تم نقصانُ = فلا يغر بطيب العيش إنسانُ
          هي الأمورُ كما شاهدتها دولٌ = من سره زمن ساءتهُ أزمانُ
          وهذه الدار لا تُبقي على أحدٍ= ولا يدومُ على حالٍ لها شانُ [/poem]


          [align=center]أبو البقاء الرندي[/align]



          إضغط هنا لديواني الإلكتروني:

          saeedalhumali@hotmail.com

          تعليق


          • #6
            مساء الخير

            اخوي سمحان

            الله واكبر عليك
            اختصر السنين وألأبداع في هذا المشهد الرائع

            اشكر لك هذا ألأبداع
            تقبل تحياتي

            تعليق


            • #7
              سحايب فيصل ........ الخير صباحك

              عندما يرصدك قلم ناقد .. له قرائته الواعية .. حتما سوف أشعر بمشاعر مختلطة .. لا بد ان يكون من بينها الزهو والارتباك .

              سحايب ....
              هاجس كتابة الرواية هو أمنية لي .. ولكن الكتابة لا تأتي بالاماني .. بيني وبين هذا الفعل الكتابي مسافة ضوئية .

              سحايب ... هل لي أن أسال عن مصطلح الرواية الحديثة . الجهل بهذا المصطلح غيب الاجابة.



              سحايب ..
              لك الشكر على تألق قلمك الشرس .. ودامت لك مسرات التألق .

              تعليق


              • #8
                سعيد الحمالي ........ صباحك كله خير

                مرورك العذب ..يسعدني جدا ... ولكن لم اعتاد منك الاختصار .. دائما ما أجد في مرورك السابق وقفة نقدية .. تضيئ الكثير من عتمة النص .
                مع كل هذا لك ودي اعجابي .. وكل تقديري لك ولحرفك .. دمت سالما .
                التعديل الأخير تم بواسطة سمحان; الساعة 18-03-2002, 07:44 AM.

                تعليق


                • #9
                  لم انتبه لهذا القلم من قبل ...

                  لم اقرءه ...غريب

                  عزيزي اتسمح لي بان اقرا ارشيفك كاملا لاستشف من وراءه ماهية هكذا قلم


                  لي عوده ..،

                  حتما لي عوده ..،

                  تعليق


                  • #10
                    محمد الخطيب ........


                    هل كان الاختصار يكفي .. هل كان المشهد يقول كل التفاصيل .. هذا ما اتمناه .

                    لك كل الود على جميل اطرائك ..




                    النايفة


                    هذا القلم هنا منذ فترة طويلة ... فقط يتدثر الصمت احيانا .. ويشاكس احيانا بهدوء . يلامس جمال الفقصائد ويتحرش بفتنة النصوص دون صخب .

                    أسعدني هذا الحضور ..... وعسى أن تجدي في الارشيف ما يسرك .


                    كل الود لك

                    تعليق

                    يعمل...
                    X