ليس من السهل تعريف الشعر فقد كثرت المحاولات ولكنها لم تفض الى نتيجه ملموسه،ذلك لان الشعر لغة العواطف
والمشاعر والرؤى الممتزجه بالمواقف والافكار وهذه اللغه تركيبيه تتمازج فيهل الالوان والظلال ، فهي ليست
مجرد اوزان وقواف ولا صور وايقاعات والفاظ موحيه، بل هي كل ذلك في تشكيل ذي طابع خاص مؤشر يعيد
صياغة التجربه ولا ينقلها.
وقد حاول الكثير من الباحثين ان يلتمسوا السبل الى منابع العبقريه الشعرية ولكنهم لم يبلغوا اليقين فوجدنا بعضهم
يعزونا الى الذكاء الفطري والاخر يرجعها الى حالة او ظرف وفريقا ثالثا يمزج بينها وبين احلام اليقظه.
ولكنهم جميعا يعزونها الى طاقه فطريه كامنه يبلورها الاطلاع ويفصح عنها المران والدربة ويفتقها الوعي
والادراك.
وقد ارجع ارسطو صاحب اول فكر تنظيري منظم الدافع الاساسي للشعر الىعلتين اساسيتين هما :غريزة المحاكاة
او التقليد ،والثانيه غريزة الموسيقى او الاحساس بالنغم ، وينفذ القاضي الجرجاني في كتابه(الوساطة بين المتنبي
وخصومه) الى جهر الملكه الشعرية وطبيعتها حين يقول " ان الشعر علم من علوم العرب يشترك فيه الطبع
والروايه والذكاء ،ثم تكون الدربة مادة له ،وقوه لكل واحد من اسبابه".
وتظل هذه الاشارات في تحليل الموهبة الشعريه والاستعدادات الفطرية والمكتسبه قاصره عن الغوص الى مكامن
الابداع الشعري ، ولكنها تخلص الى حقيقه هامه وهي ان الشعر يستلزم وجود الموهبه اساسا ثم تنميتها بالقراءة
والدربة.
واذا كان النقاد والباحثون قد اختلفوا في تحديد المنابع الاساسية للشعر فقد شجر بينهم الخلاف ايضا حول مهمة الشعر
وغايته وفقا لاختلاف المدارس والاتجاهات ولعل اول من ادلى بدلوه في هذا الميدان على نحو واضح من الشعراء
العرب المحدثين احد رموز مدرسة الديوان وهو المازني في كتاب له حين يقول عن الشعر:
" انه مرآة الحقائق العصرية لأن الشاعر لا قبل له بالخلاص من عصره والفكاك من زمنه ، ولا قدرة له للنظر الى
ابعد مما وراء ذلك بكثير فحكمته حكمة عصره وروحه روح عصره"
ولاجل فهم اعمق لتطور النظر الى فن الشعر من حيث طبيعته وغاياته من تتبع المدارس المختلفه منذ ارسطو الى
الان وهذا امر يصعب علينا.
ولكنني ساحاول ان احصل على ماستطيع واكتبه في الموضوعات القادمه.
تقبلوا خالص تحياتي
اخــــــــوكم/الأصيــــــــــــــــــــــــــــــل
والمشاعر والرؤى الممتزجه بالمواقف والافكار وهذه اللغه تركيبيه تتمازج فيهل الالوان والظلال ، فهي ليست
مجرد اوزان وقواف ولا صور وايقاعات والفاظ موحيه، بل هي كل ذلك في تشكيل ذي طابع خاص مؤشر يعيد
صياغة التجربه ولا ينقلها.
وقد حاول الكثير من الباحثين ان يلتمسوا السبل الى منابع العبقريه الشعرية ولكنهم لم يبلغوا اليقين فوجدنا بعضهم
يعزونا الى الذكاء الفطري والاخر يرجعها الى حالة او ظرف وفريقا ثالثا يمزج بينها وبين احلام اليقظه.
ولكنهم جميعا يعزونها الى طاقه فطريه كامنه يبلورها الاطلاع ويفصح عنها المران والدربة ويفتقها الوعي
والادراك.
وقد ارجع ارسطو صاحب اول فكر تنظيري منظم الدافع الاساسي للشعر الىعلتين اساسيتين هما :غريزة المحاكاة
او التقليد ،والثانيه غريزة الموسيقى او الاحساس بالنغم ، وينفذ القاضي الجرجاني في كتابه(الوساطة بين المتنبي
وخصومه) الى جهر الملكه الشعرية وطبيعتها حين يقول " ان الشعر علم من علوم العرب يشترك فيه الطبع
والروايه والذكاء ،ثم تكون الدربة مادة له ،وقوه لكل واحد من اسبابه".
وتظل هذه الاشارات في تحليل الموهبة الشعريه والاستعدادات الفطرية والمكتسبه قاصره عن الغوص الى مكامن
الابداع الشعري ، ولكنها تخلص الى حقيقه هامه وهي ان الشعر يستلزم وجود الموهبه اساسا ثم تنميتها بالقراءة
والدربة.
واذا كان النقاد والباحثون قد اختلفوا في تحديد المنابع الاساسية للشعر فقد شجر بينهم الخلاف ايضا حول مهمة الشعر
وغايته وفقا لاختلاف المدارس والاتجاهات ولعل اول من ادلى بدلوه في هذا الميدان على نحو واضح من الشعراء
العرب المحدثين احد رموز مدرسة الديوان وهو المازني في كتاب له حين يقول عن الشعر:
" انه مرآة الحقائق العصرية لأن الشاعر لا قبل له بالخلاص من عصره والفكاك من زمنه ، ولا قدرة له للنظر الى
ابعد مما وراء ذلك بكثير فحكمته حكمة عصره وروحه روح عصره"
ولاجل فهم اعمق لتطور النظر الى فن الشعر من حيث طبيعته وغاياته من تتبع المدارس المختلفه منذ ارسطو الى
الان وهذا امر يصعب علينا.
ولكنني ساحاول ان احصل على ماستطيع واكتبه في الموضوعات القادمه.
تقبلوا خالص تحياتي
اخــــــــوكم/الأصيــــــــــــــــــــــــــــــل
تعليق