إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

لم يأت النوم ..ولم يأت الصباح ..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لم يأت النوم ..ولم يأت الصباح ..

    """مرة أخرى نلتقي ..و ليس لدينا ما نملكه ..سوى حكايات فيها بعض الأمل وفيها قليل من الذكريات المدفونة تحت ركام التعب.

    نمنح أنفسنا شئاً من الدفء المستعار عندما نستحضر تلك اللحظات الحميمة التي نأت عن ذاكرتنا بعيدا ..؟

    ليل الكآبة يلقي علينا عبئاً إضافياً لا نقوى على تحمله.

    أتساءل: "من أين تمطر سماؤنا خيالات ندية تنعش قلوباً أصابها الجدب ;أرهقها التعب" .

    "عيونك حلوة ..!"

    كم مرة رددت فيها هذى العبارة بصوت يتهدج بالشوق والوله ..

    كأنني العاشق الذي تنازل عن كل شيء في الدنيا و وهب نفسه للحب .كل مره أنطقها بإحساس مختلف لكنه من نبع واحد.

    يا لهذا الإحساس النادر الذي يجتاحني عندما أبحر في هذا السواد ..

    كم هو عميق. إنه العالم الذي تغيب فيه كل احتمالاتي .

    تهمس برقة تذيب قلبي الضعيف : "هل تريد أن تتناول طعام العشاء ؟"

    أتطلع بلهفة إلى هذا الفم الذي تسيل منه الكلمات كندى الصباح ..

    أكبر فيها هذا الاهتمام و الحرص على إبقاء مشاعري في حالتها الطبيعية .. فأشفق على تلك العاطفة التي تهدرها السنين وتهبنا حزنا مجانيا نقتات منه في اللحظات التي نشعر فيها بالهزيمة من أنفسنا ..

    عادت لكي تدعوني لطعام العشاء ..لم أرد عليها .. تركت خطواتي المتثاقلة ترد وأنا متجه إلى مائدة الطعام .. كانت الأصناف التي تحتويها المائدة تعبر عن كل شيء ..!

    حبات الزيتون .. قطعة من الجبن .. تبحث عن أصناف أخرى غير موجودة .
    صرخت و أنا أحدق في شاشة التلفزيون : "أين الشاي ؟؟"

    أجابت وفي عينيها نظرة عتاب : "لحظة. إنتظر .. الآن سوف أحضره لك" ..

    تناولنا طعام العشاء في صمت ..لم نكن نشعر بأن الكلام سوف يشتعل في حضرة ذلك المشهد الصامت.

    أشعلت سيجارتي ..ورشفت من كاس الشاي بلذة مصطنعة .. أحاول أن أخلق جواً من اللذة المفتعلة.

    كانت تكره رائحة الدخان .. كانت تقول : أرحم نفسك .. صحتك غالية علينا ..

    كان ذلك الخوف والعتاب يتحول في داخلي إلى ضيق وتذمر منها ..

    تعود بي الذاكرة إلى نصائح أبي .. إلى عقاب المدرسين في المدرسة ..

    إلى كل من كان يهديني نصائح مجانية لا حاجة لي بها من كبار السن .

    في داخلي طفل يرفض بعناد كل شيء ..لا يزال يسيطر على كل مواقفي .. فأرضي عناد ذلك الطفل الذي لا يريد أن يكبر.

    شدني إعلان تلفزيوني عن عطر نسائي ..أهداني وهماً من الخيال الذي كان رفيقي في ليالي الوحدة..

    أحضرت ورقة مكتوب فيها ميزانية الشهر القادم .. أكبرت فيها هذا الإهتمام بدخلي المحدود، لكني لم أغفر لها إنها نبهتني إلى ذلك الصداع الشهري. قلت بضيق: "تصرفي" ..

    عندما حان وقت النوم ..أحسست أن كل شيء فيني قد استهلك ..

    غابت المشاعر ..صادرها الهم .. هم الإيجار ..الفواتير .. سداد الأقساط ..وأشياء أخرى ..

    لم يأت النوم ..ولم يأت الصباح ..

    عندما ذهبت إلى العمل تذكرت أنى لم أودعها كعادتي في الشهور الأولى ..

    بل إني تذكرت أنني نسيت أكثر من ذلك.."""

  • #2
    أخي سمحان :
    حبكة مليئة بالتكامل ... اجدت استخراج الكرز من اروقته ...وافضت بكم هائل من الغياب الذي كان يعتري ذاكرتنا في خضم ما نحن فيه... هنا اقولها بكل صراحة فلتأذن للكثيرين أن يستشقوا ...وأأذن لي ان احييك واحتفي بما خطته اناملك في قراءة قريبة ... اتشرف بمصافحة حروفك من خلالها ...


    سلمت أناملك ،،،،

    أخوك الصغير : طراد الأسمري



    [تم تعديل الموضوع من قبل طراد الاسمري بتاريخ 11-26-2001 الساعة 01:50 AM]

    تعليق


    • #3
      القلم الملئ بتصورات يعجز عنها اي التقاط عدسى عن قرب وبعد

      سمحان
      قلم التصورات الذي ينقل لنا ادق المشاعر واغربها

      قصه مزجت عناصرها بدقه

      من مقدمه وعرض وحبكه وخاتمه رغم انك اغفلت عنصر العقده
      الا انننى اكتفيت بان العقده هي في ماساه الشعور الذي تحول من عمق الرومانسيه الى احساس روتينى

      وتحول الى اهتمام بالاسره و وعندما حان وقت النوم ..أحسست أن كل شيء فيني قد استهلك ..

      غابت المشاعر ..صادرها الهم .. هم الإيجار ..الفواتير .. سداد الأقساط ..وأشياء أخرى ..

      لم يأت النوم ..ولم يأت الصباح ..

      عندما ذهبت إلى العمل تذكرت أنى لم أودعها كعادتي في الشهور الأولى ..

      بل إني تذكرت أنني نسيت أكثر من ذلك.."""

      نعم تغيب المشاعر في هذه الاجواء الملغومه واذا لم يجد الانسان مخرج والا قضت عليه


      بدايه هذا البوح كان رائعآ جدآ وصادق


      سجل اعجابي الشديد بقلمك



      اخلاء مسؤليه ظهرت في بعض المنتديات انتحال لاسمي والمشاركه به
      قلم / سحايب فيصل النقدي والشعري على نطاق الانتر نت لا يكتب الا في منتدى النداوي فقط ومنذ سنوات ولا يتجول في أي منتدى اخر

      تعليق


      • #4
        الاخ العزيز سمحان

        أختلف مع الاخوه كونها قصه سرديه وإنما اقصوصه تضج منها مشاعر

        عميقه ومؤلمه , وفيها يخرج الانسان من الروتين ليرهقه روتين أخر.

        شدنى عنصر الخاتمه الذي اتقنته بدقه حيث جعلت النهايه غير معلقه,

        ولكن لا اعلم لماذا لم تعدد شخوص القصه وجعلتها تدور حول محورك
        دون ان تدخل فيها اطراف ؟ حتى يتشابك الحدث وتظهر العقده الفنيه كما ذكرت الاخت سحايب لا يوجد بها عقده.......


        ومع ذلك


        احيك على هذا الابداع والتألق في سماء النداوى........




        اخوك
        قلـب الذيــب





        [poem=font="Simplified Arabic,4,#8D1302,normal,normal" bkcolor="" bkimage="" border="none,4,#400000" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]
        لكل شيءٍ إذا ما تم نقصانُ = فلا يغر بطيب العيش إنسانُ
        هي الأمورُ كما شاهدتها دولٌ = من سره زمن ساءتهُ أزمانُ
        وهذه الدار لا تُبقي على أحدٍ= ولا يدومُ على حالٍ لها شانُ [/poem]


        [align=center]أبو البقاء الرندي[/align]



        إضغط هنا لديواني الإلكتروني:

        saeedalhumali@hotmail.com

        تعليق


        • #5

          طراد الاسمري ... القلم المستنير ..


          اهلا بحضورك .. ولي ولك ان ان نمشي دون تعثر يغرينا بهواجس الذكرى التي لا تكف عن اغراقنا من جديد في انهيارات الفزع بمغادرة الاماني والاحلام الخجولة .


          طراد الحروف سوف تظل مستقيظة حتى عودتك مرة اخرى ..


          لك كل الود



          تعليق


          • #6
            تجلت بالسواد ...وروحها

            عاشت علي

            الذكري

            وشيد قلبها

            دوله

            من التعذيب / والحيره


            سمحان

            لحروفك رونق خاص ...تملك لمسة سحريه لايملكها الا انت ...

            كلمات وبوح من فكر نيــّر ...

            شكرا لصبااااحك الذي قدم لنا هذا لجمال

            وشكرا للذكري




            تعليق


            • #7
              أيها المرتفع طرحا المتواضع خلقا .

              لن أوفيك حقك ..

              ولكن أنت مبدع ولا تكفيك هذه الكلمه باستباق الصدق لها .

              تقبل تحياتي .





              تعليق


              • #8

                سحايب ....

                كعادتك دوما تذهبين الى العمق .. نعم العقدة تتمثل في الانهماك في روتينة الحياة .. في لعبة الاستهلاك لكل شيء .. عندها تصبح الطرقات موحشة ..ملئية بالضجر .. ولا تنبت سوى الجفاف .. حتى وان جاءت الكلمات مبللة بالحنين للحظة رومانسية غائبة ..



                سحايب لك كل الود

                تعليق


                • #9
                  سعيد الحمالي ... القلم الذي نقف له احتراما ..


                  اشكرك على الحضور .. واصدقك القول بإن ما كتبته كان لغة بوح خالصة .. بعيدا عن شكل ادبي معين ..

                  مع هذا كانت منك الاضاءة لما غفل عني ..


                  تحياتي لك ولك كل الود

                  تعليق

                  يعمل...
                  X