"""مرة أخرى نلتقي ..و ليس لدينا ما نملكه ..سوى حكايات فيها بعض الأمل وفيها قليل من الذكريات المدفونة تحت ركام التعب.
نمنح أنفسنا شئاً من الدفء المستعار عندما نستحضر تلك اللحظات الحميمة التي نأت عن ذاكرتنا بعيدا ..؟
ليل الكآبة يلقي علينا عبئاً إضافياً لا نقوى على تحمله.
أتساءل: "من أين تمطر سماؤنا خيالات ندية تنعش قلوباً أصابها الجدب ;أرهقها التعب" .
"عيونك حلوة ..!"
كم مرة رددت فيها هذى العبارة بصوت يتهدج بالشوق والوله ..
كأنني العاشق الذي تنازل عن كل شيء في الدنيا و وهب نفسه للحب .كل مره أنطقها بإحساس مختلف لكنه من نبع واحد.
يا لهذا الإحساس النادر الذي يجتاحني عندما أبحر في هذا السواد ..
كم هو عميق. إنه العالم الذي تغيب فيه كل احتمالاتي .
تهمس برقة تذيب قلبي الضعيف : "هل تريد أن تتناول طعام العشاء ؟"
أتطلع بلهفة إلى هذا الفم الذي تسيل منه الكلمات كندى الصباح ..
أكبر فيها هذا الاهتمام و الحرص على إبقاء مشاعري في حالتها الطبيعية .. فأشفق على تلك العاطفة التي تهدرها السنين وتهبنا حزنا مجانيا نقتات منه في اللحظات التي نشعر فيها بالهزيمة من أنفسنا ..
عادت لكي تدعوني لطعام العشاء ..لم أرد عليها .. تركت خطواتي المتثاقلة ترد وأنا متجه إلى مائدة الطعام .. كانت الأصناف التي تحتويها المائدة تعبر عن كل شيء ..!
حبات الزيتون .. قطعة من الجبن .. تبحث عن أصناف أخرى غير موجودة .
صرخت و أنا أحدق في شاشة التلفزيون : "أين الشاي ؟؟"
أجابت وفي عينيها نظرة عتاب : "لحظة. إنتظر .. الآن سوف أحضره لك" ..
تناولنا طعام العشاء في صمت ..لم نكن نشعر بأن الكلام سوف يشتعل في حضرة ذلك المشهد الصامت.
أشعلت سيجارتي ..ورشفت من كاس الشاي بلذة مصطنعة .. أحاول أن أخلق جواً من اللذة المفتعلة.
كانت تكره رائحة الدخان .. كانت تقول : أرحم نفسك .. صحتك غالية علينا ..
كان ذلك الخوف والعتاب يتحول في داخلي إلى ضيق وتذمر منها ..
تعود بي الذاكرة إلى نصائح أبي .. إلى عقاب المدرسين في المدرسة ..
إلى كل من كان يهديني نصائح مجانية لا حاجة لي بها من كبار السن .
في داخلي طفل يرفض بعناد كل شيء ..لا يزال يسيطر على كل مواقفي .. فأرضي عناد ذلك الطفل الذي لا يريد أن يكبر.
شدني إعلان تلفزيوني عن عطر نسائي ..أهداني وهماً من الخيال الذي كان رفيقي في ليالي الوحدة..
أحضرت ورقة مكتوب فيها ميزانية الشهر القادم .. أكبرت فيها هذا الإهتمام بدخلي المحدود، لكني لم أغفر لها إنها نبهتني إلى ذلك الصداع الشهري. قلت بضيق: "تصرفي" ..
عندما حان وقت النوم ..أحسست أن كل شيء فيني قد استهلك ..
غابت المشاعر ..صادرها الهم .. هم الإيجار ..الفواتير .. سداد الأقساط ..وأشياء أخرى ..
لم يأت النوم ..ولم يأت الصباح ..
عندما ذهبت إلى العمل تذكرت أنى لم أودعها كعادتي في الشهور الأولى ..
بل إني تذكرت أنني نسيت أكثر من ذلك.."""
نمنح أنفسنا شئاً من الدفء المستعار عندما نستحضر تلك اللحظات الحميمة التي نأت عن ذاكرتنا بعيدا ..؟
ليل الكآبة يلقي علينا عبئاً إضافياً لا نقوى على تحمله.
أتساءل: "من أين تمطر سماؤنا خيالات ندية تنعش قلوباً أصابها الجدب ;أرهقها التعب" .
"عيونك حلوة ..!"
كم مرة رددت فيها هذى العبارة بصوت يتهدج بالشوق والوله ..
كأنني العاشق الذي تنازل عن كل شيء في الدنيا و وهب نفسه للحب .كل مره أنطقها بإحساس مختلف لكنه من نبع واحد.
يا لهذا الإحساس النادر الذي يجتاحني عندما أبحر في هذا السواد ..
كم هو عميق. إنه العالم الذي تغيب فيه كل احتمالاتي .
تهمس برقة تذيب قلبي الضعيف : "هل تريد أن تتناول طعام العشاء ؟"
أتطلع بلهفة إلى هذا الفم الذي تسيل منه الكلمات كندى الصباح ..
أكبر فيها هذا الاهتمام و الحرص على إبقاء مشاعري في حالتها الطبيعية .. فأشفق على تلك العاطفة التي تهدرها السنين وتهبنا حزنا مجانيا نقتات منه في اللحظات التي نشعر فيها بالهزيمة من أنفسنا ..
عادت لكي تدعوني لطعام العشاء ..لم أرد عليها .. تركت خطواتي المتثاقلة ترد وأنا متجه إلى مائدة الطعام .. كانت الأصناف التي تحتويها المائدة تعبر عن كل شيء ..!
حبات الزيتون .. قطعة من الجبن .. تبحث عن أصناف أخرى غير موجودة .
صرخت و أنا أحدق في شاشة التلفزيون : "أين الشاي ؟؟"
أجابت وفي عينيها نظرة عتاب : "لحظة. إنتظر .. الآن سوف أحضره لك" ..
تناولنا طعام العشاء في صمت ..لم نكن نشعر بأن الكلام سوف يشتعل في حضرة ذلك المشهد الصامت.
أشعلت سيجارتي ..ورشفت من كاس الشاي بلذة مصطنعة .. أحاول أن أخلق جواً من اللذة المفتعلة.
كانت تكره رائحة الدخان .. كانت تقول : أرحم نفسك .. صحتك غالية علينا ..
كان ذلك الخوف والعتاب يتحول في داخلي إلى ضيق وتذمر منها ..
تعود بي الذاكرة إلى نصائح أبي .. إلى عقاب المدرسين في المدرسة ..
إلى كل من كان يهديني نصائح مجانية لا حاجة لي بها من كبار السن .
في داخلي طفل يرفض بعناد كل شيء ..لا يزال يسيطر على كل مواقفي .. فأرضي عناد ذلك الطفل الذي لا يريد أن يكبر.
شدني إعلان تلفزيوني عن عطر نسائي ..أهداني وهماً من الخيال الذي كان رفيقي في ليالي الوحدة..
أحضرت ورقة مكتوب فيها ميزانية الشهر القادم .. أكبرت فيها هذا الإهتمام بدخلي المحدود، لكني لم أغفر لها إنها نبهتني إلى ذلك الصداع الشهري. قلت بضيق: "تصرفي" ..
عندما حان وقت النوم ..أحسست أن كل شيء فيني قد استهلك ..
غابت المشاعر ..صادرها الهم .. هم الإيجار ..الفواتير .. سداد الأقساط ..وأشياء أخرى ..
لم يأت النوم ..ولم يأت الصباح ..
عندما ذهبت إلى العمل تذكرت أنى لم أودعها كعادتي في الشهور الأولى ..
بل إني تذكرت أنني نسيت أكثر من ذلك.."""
تعليق