إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

من عجائب الفراسة 00

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • من عجائب الفراسة 00




    قال شيخ الإسلام ابن القيم في كتاب الطرق الحكمية ( 41 ، 42 ) :

    ومن عجيب الفراسة ما ذكر عن أحمد بن طولون : أنه بينما هو في مجلس له يتنزه فيه ، إذ رأى سائلا في ثوب خلق ، فوضع دجاجة في رغيف وحلوى وأمر بعض الغلمان بدفعه إليه ، فلما وقع في يده لم يهش ، ولم يعبأ به ، فقال للغلام : جئني به ، فلما وقف قدامه استنطقه ، فأحسن الجواب ، ولم يضطرب من هيبته ، فقال : هات الكتب التي معك ، واصدقني من بعثك ، فقد صح عندي أنك صاحب خبر .

    وأحضر السياط ، فاعترف ، فقال بعض جلسائه : هذا والله السحر ، قال : ما هو بسحر ، ولكن فراسة صادقة ، رأيت سوء حاله ، فوجهت إليه بطعام يشره إلى أكله الشبعان ، فما هش له ، ولا مد يده إليه ، فأحضرته فتلقاني بقوة جأش ، فلما رأيت رثاثة حاله ، وقوة جأشه ، علمت أنه صاحب خبر ، فكان كذلك .

    ورأى يوما حمالا يحمل صنا وهو يضطرب تحته ، فقال : لو كان هذا الاضطراب من ثقل المحمول لغاصت عنق الحمال ، وأنا أرى عنقه بارزة ، وما أرى هذا الأمر إلا من خوف ، فأمر بحط الصن ، فإذا فيه جارية قد قتلت وقطعت ، فقال : اصدقني عن حالها ، فقال : أربعة نفر في الدار الفلانية أعطوني هذه الدنانير ، وأمروني بحمل هذه المقتولة . فضربه وقتل الأربعة .

    وكان يتنكر ويطوف بالبلد يسمع قراءة الأئمة فدعا ثقته ، وقال : خذ هذه الدنانير ، وأعطها إمام مسجد كذا ، فإنه فقير مشغول القلب . ففعل ، وجلس معه وباسطه ، فوجد زوجته قد ضربها الطلق ، وليس معه ما يحتاج إليه فقال : صدق ، عرفت شغل قلبه في كثرة غلطه في القراءة .

    ومن ذلك : أن اللصوص أخذوا في زمن المكتفي مالا عظيما ، فألزم المكتفي صاحب الشرطة بإخراج اللصوص . ، أو غرامة المال ، فكان يركب وحده ، ويطوف ليلا ونهارا ، إلى أن اجتاز يوما في زقاق خال في بعض أطراف البلد ، فدخله فوجده منكرا ، ووجده لا ينفذ ، فرأى على بعض أبوابه شوك سمك كثير ، وعظام الصلب .

    فقال لشخص : كم يكون تقدير ثمن هذا السمك الذي هذه عظامه ؟ قال : دينار ، قال : أهل الزقاق لا تحتمل أحوالهم مشتري مثل هذا ، لأنه زقاق بين الاختلال إلى جانب الصحراء ، لا ينزله من معه شيء يخاف عليه ، أو له مال ينفق منه هذه النفقة ، وما هي إلا بلية ، ينبغي أن يكشف عنها ، فاستبعد الرجل هذا ، وقال : هذا فكر بعيد ، فقال : اطلبوا لي امرأة من الدرب أكلمها . فدق بابا غير الذي عليه الشوك واستسقى ماء ، فخرجت عجوز ضعيفة . فما زال يطلب شربة بعد شربة ، وهي تسقيه ، وهو في خلال ذلك يسأل عن الدرب وأهله ، وهي تخبره غير عارفة بعواقب ذلك ، إلى أن قال لها : وهذه الدار من يسكنها ؟ - وأومأ إلى التي عليها عظام السمك - فقالت : فيها خمسة شباب أعفار ، كأنهم تجار ، وقد نزلوا منذ شهر لا نراهم نهارا إلا في كل مدة طويلة ، ونرى الواحد منهم يخرج في الحاجة ويعود سريعا ، وهم في طول النهار يجتمعون فيأكلون ويشربون ، ويلعبون بالشطرنج والنرد ، ولهم صبي يخدمهم ، فإذا كان الليل انصرفوا إلى دار لهم بالكرخ ، ويدعون الصبي في الدار يحفظها . فإذا كان سحرا جاءوا ونحن نيام لا نشعر بهم فقالت للرجل : هذه صفة لصوص أم لا ؟ قال : بلى ، فأنفذ في الحال ، فاستدعى عشرة من الشرط ، وأدخلهم إلى أسطحة الجيران ، ودق هو الباب ، فجاء الصبي ففتح . فدخل الشرط معه ، فما فاته من القوم أحد فكانوا هم أصحاب الجناية بعينهم .

    ومن ذلك : أن بعض الولاة سمع في بعض ليالي الشتاء صوتا بدار يطلب ماء باردا ، فأمر بكبس الدار ، فأخرجوا رجلا وامرأة ، فقيل له : من أين علمت ؟ قال : الماء لا يبرد في الشتاء ، إنما ذلك علامة بين هذين .

    وأحضر بعض الولاة شخصين متهمين بسرقة ، فأمر أن يؤتى بكوز من ماء ، فأخذه بيده ثم ألقاه عمدا فانكسر ، فارتاع أحدهما ، وثبت الآخر فلم يتغير ، فقال للذي انزعج : اذهب ، وقال للآخر : أحضر العملة . فقيل له : ومن أين عرفت ذلك ؟ فقال : اللص قوي القلب لا ينزعج ، والبريء يرى أنه لو تحركت في البيت فأرة لأزعجته ، ومنعته من السرقة00

    ------------------------

    نقلت لكم هذا الموضوع أملاً أن يحوز على رضاكم وأن تعم الفايدة

  • #2
    ابو بدر

    اسعد الله اوقاتك بكل خير ...


    يشرفنا مرورك الكريم في منتدى النـداوي الأدبي .




    الف شكر لك على الموضوع المفيد والطيب .


    لاكن من شدة جمال الموضوع حال بيني وبين التجرؤ بذكر ملاحظاتي عليها....



    تقبل فائق احترامي لك ..




    العنيد

    تعليق


    • #3

      ابو بـــــــــــــدر


      اثرك مانت بسيط يالرياحي

      اختيار موفق ينم عن اتساع ثقافتك كما انه يبين شخصيتك والى ماذا تقرأ و تتوجه.


      هكذا انت دائما ابو بدر وجه ناصع البياض



      تحياتي واشواقي يا صاحبي



      شفق

      تعليق


      • #4


        الأخ الشاعر والاديب الرائع فيصل الرياحي,



        أشكرك على أيراد هذا الموضوع الجميل, فعلاً لقد إشتهر العرب بالفراسه من بين جميع شعوب العالم, وهذه الفراسه موجودة عند أهل الباديه والقرى أكثر من أهل المدن وذلك لطغيان المدنيه وأساليبها مما أدي الى ضعف الغرائز البشريه الخلقيه التي أودعها الله في خلقه, فجميع الحواس البشريه ضعفت من بصر وشم وسمع وتبعها الحواس العقليه وما يسمى بالحاسه السادسه والتي يعبر بها الكثير من المفكرين المتاخرين عن الفراسه.....


        وفي الحقيقه تحفل كتب التراث والأدب والتاريخ العربي بالاف القصص التي تروي العجائب عن قوة فراسة اجدادنا, والتي في قراءتها والتبصر فيها فائدة عظيمه ومتعة فريده....





        أخوك,
        قلـب الذيــب





        [poem=font="Simplified Arabic,4,#8D1302,normal,normal" bkcolor="" bkimage="" border="none,4,#400000" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]
        لكل شيءٍ إذا ما تم نقصانُ = فلا يغر بطيب العيش إنسانُ
        هي الأمورُ كما شاهدتها دولٌ = من سره زمن ساءتهُ أزمانُ
        وهذه الدار لا تُبقي على أحدٍ= ولا يدومُ على حالٍ لها شانُ [/poem]


        [align=center]أبو البقاء الرندي[/align]



        إضغط هنا لديواني الإلكتروني:

        saeedalhumali@hotmail.com

        تعليق


        • #5
          الشاعر فيصل الرياحي

          موضوع مفيد واختيار موفق وجميل
          وفقك الله اخي العزيز ابو بدر
          لك جزيل الشكر

          مع وافر تحياتي
          اخوك نايف العويمري










          تعليق


          • #6
            غفر الله له وأسكنه فسيح جناته
            [align=center]قناة شاعـــر نجد... هنــا
            .
            .
            مدونتـــي.
            .
            ديواني الرسمي "منتزه الحرف" في شبكة الشعر كتابي وصوتي
            [/align]

            تعليق

            يعمل...
            X