بسم الله الرحمن الرحمن الرحيم .
يقول الشاعر ( أحمد رامي ) في قصيدته " نبعة الشعر ":
إني لأخشى أن تموت عواطفي ........ ويجف ذاك النبع من أشعاري
وتقــر نفـسـي بعـد ثورتـهـا فــلا ........ يهتاجها شئ سـوى التذكاري
وترى مجال الكـون عيني خالـيـا ........ من بهجة الآصال والاسحـــار
وأخاف أن يقضي على قلبي الأسى........ فيناله يأس من الاوطــــار
إني ليحـزنـنـي بقـائي صـامتـا ........ ولـدي هـذا الكنــز من أفكاري
عند التمحيص والتمعن في هذا النص . نجد أن الشاعر هنا قدم مخاوفه في أشياء كثيره . وهي :
1ـ الخوف من موت عواطفه ( فالعاطفه مهمه في قلب الشعر ) .
2ـ الخوف من الاقرار وهو الرضى بالشئ المقدم أو المطروح .
3ـ الخوف من الابتعاد عن التفكير في مخلوقات الله وفي هذا الكون العظيم .
4ـ الخوف من اليأس وهو الشعور بالاحباط وعدم الوصول الى الحلم أو الهدف المرجو والمرسوم عندئذ السقوط في هاوية الهلاك النفسي والضعف الارادي .
الى أن قال :
إني ليحـزنـنـي بقـائي صـامتـا ........ ولـدي هـذا الكنــز من أفكاري
وهنا نجد نوع من الثقه الفكريه المبتعده عن مجال الغرور .
خلاصة القول :
كل ماقيل في هذا القصيده يندرج تحت مسمى ( الشــــاعــر المبــــدع ) .
ومن مواصفات الشاعر المبدع أيضا .. السماع لنقد ومديح منهم أفضل منه في نظره وهذا لايجعله متكبرا على من هم اقل منه في المستوى ولكن لايغتر ولايفرح كثيرا بما يقدمون له من مديح و تصفيق وإن تأثر بنقدهم فلا يتأثر كثيرا( الحذر مطلب حنا ) .. إذن عليه برأي من هم أفضل وأعلى منه .
يقول ( أحمد الصافي ) في قصيدته " عين شاعر " :
ورثى البعض لي , واني لأرثي ........ لعقــول ترثـــي لبــــؤس ظــاهــــر
وغدا البعض حاسـدا لنبوغــــي ......... ونبوغي – ان صح – أحد الخسائر
وارتــأى البعض اني فلـسـفـــي ........ اذا رآنــــــــي حـيـــــران ســــادر
غفـــل الكل عن حقيــقــة نفسي ......... واكتفوا عند حكمــهــم بالمظاهـــر
الى أن أنهى قصيدته بقوله :
نظر الناس لي فـحاروا بأمري ......... وأنا مثـــلـــهم بأمــري حــــائــــــر
أنا إمـا أن لا أكــــــون كغيري ......... شاعـــرا أو أكـون وحـدي شاعــر !!
((( أنا إمـا أن لا أكــــــون كغيري ......... شاعـــرا أو أكـون وحـدي شاعــر !! )))
دعوني أخرج عن مجال الشعر وأتحدث عن المبدع في مجالات أخرى ..
كلنا نعرف أو معضمنا يعرف الناحت العالمي (الامريكي ) : " مايكل آنجلو " هذا الناحت معروف بأنه من أفضل الناحتين على مستوى العالم ككل وسبق له وان حاز على جائزة " أوسكار " .. وكان في كل مره يقدم عمل عملاق يصفق له الجمهور تصفيقا حارا لكنه يقول بأني لم أقدم شي ولم أرضى بما قدمت .. في أواخر عمره و في أخر عمل كان يقوم بنحته عندما انتهى منه سقط عليه وأخذ يبكي فحين سؤل لماذا تبكي وانت تقدم أفضل أعمالك ؟ فقال : أبكي لاني لا أستطيع أن أقدم أفضل من هذا وهذا هو أقصى ما أملك .. أنظرو الى الروح التي يمتلكها هذا الرجل .. أليست روح مبدع .
أخواني الاعضاء والقراء دعونا نحن نتحدث عن المبدع وكل منا يأخذ رأي الآخر ويستمع له ( أو بالأخص نتحدث عن الشاعر المبدع ) .. وسوف انتضر أراء غيري وأتشرف بسماعها .
أما من ناحيتي ... فإن أفضل واقرب ما أعرفه عن الشاعر المبدع هو :
ـ المغرور بموهبته .. المتواضع في طرحه ... بمعنى أخر هو المغرور بما يحمله في نفسه أثناء الكتابه وفي نفس الوقت مهما قدم من أعمال ونجحت لم ترضي غرورا بداخله حيث أنها لا تعتبر شيء بالنسبة للشئ الذي يريد تقديمه .
ـ الشاعر المبدع هو الذي يعرف مكانه بين الشعراء .. أي لا ينتضر أحدا يحدد له مكانه الشخصي بين الشعراء أيّا كان الموقع ( أعلاهم _ أدناهم _ في المنتصف _ .. _ .. ) .. فالصدق مع النفس هنا مطلب مساعد ومهم .
ـ كما أن الشاعر اذا كان بداخله ناقد جيد فإنه سيكون شاعرا جيد ومبدع اذا وجد مع الامور المذكوره أعلاه .
هذا هو ما أملك وهذا هو طرحي ورأيي المتواضعان والذان أتمنى أن نالا اعجابكم وفي انتضار آرائكم الشخصيه .
تقبلوا تحياتي .
أخوكم :[تم تعديل الموضوع من قبل عبدالله الملحم بتاريخ 11-04-2001 الساعة 12:17 AM]
يقول الشاعر ( أحمد رامي ) في قصيدته " نبعة الشعر ":
إني لأخشى أن تموت عواطفي ........ ويجف ذاك النبع من أشعاري
وتقــر نفـسـي بعـد ثورتـهـا فــلا ........ يهتاجها شئ سـوى التذكاري
وترى مجال الكـون عيني خالـيـا ........ من بهجة الآصال والاسحـــار
وأخاف أن يقضي على قلبي الأسى........ فيناله يأس من الاوطــــار
إني ليحـزنـنـي بقـائي صـامتـا ........ ولـدي هـذا الكنــز من أفكاري
عند التمحيص والتمعن في هذا النص . نجد أن الشاعر هنا قدم مخاوفه في أشياء كثيره . وهي :
1ـ الخوف من موت عواطفه ( فالعاطفه مهمه في قلب الشعر ) .
2ـ الخوف من الاقرار وهو الرضى بالشئ المقدم أو المطروح .
3ـ الخوف من الابتعاد عن التفكير في مخلوقات الله وفي هذا الكون العظيم .
4ـ الخوف من اليأس وهو الشعور بالاحباط وعدم الوصول الى الحلم أو الهدف المرجو والمرسوم عندئذ السقوط في هاوية الهلاك النفسي والضعف الارادي .
الى أن قال :
إني ليحـزنـنـي بقـائي صـامتـا ........ ولـدي هـذا الكنــز من أفكاري
وهنا نجد نوع من الثقه الفكريه المبتعده عن مجال الغرور .
خلاصة القول :
كل ماقيل في هذا القصيده يندرج تحت مسمى ( الشــــاعــر المبــــدع ) .
ومن مواصفات الشاعر المبدع أيضا .. السماع لنقد ومديح منهم أفضل منه في نظره وهذا لايجعله متكبرا على من هم اقل منه في المستوى ولكن لايغتر ولايفرح كثيرا بما يقدمون له من مديح و تصفيق وإن تأثر بنقدهم فلا يتأثر كثيرا( الحذر مطلب حنا ) .. إذن عليه برأي من هم أفضل وأعلى منه .
يقول ( أحمد الصافي ) في قصيدته " عين شاعر " :
ورثى البعض لي , واني لأرثي ........ لعقــول ترثـــي لبــــؤس ظــاهــــر
وغدا البعض حاسـدا لنبوغــــي ......... ونبوغي – ان صح – أحد الخسائر
وارتــأى البعض اني فلـسـفـــي ........ اذا رآنــــــــي حـيـــــران ســــادر
غفـــل الكل عن حقيــقــة نفسي ......... واكتفوا عند حكمــهــم بالمظاهـــر
الى أن أنهى قصيدته بقوله :
نظر الناس لي فـحاروا بأمري ......... وأنا مثـــلـــهم بأمــري حــــائــــــر
أنا إمـا أن لا أكــــــون كغيري ......... شاعـــرا أو أكـون وحـدي شاعــر !!
((( أنا إمـا أن لا أكــــــون كغيري ......... شاعـــرا أو أكـون وحـدي شاعــر !! )))
دعوني أخرج عن مجال الشعر وأتحدث عن المبدع في مجالات أخرى ..
كلنا نعرف أو معضمنا يعرف الناحت العالمي (الامريكي ) : " مايكل آنجلو " هذا الناحت معروف بأنه من أفضل الناحتين على مستوى العالم ككل وسبق له وان حاز على جائزة " أوسكار " .. وكان في كل مره يقدم عمل عملاق يصفق له الجمهور تصفيقا حارا لكنه يقول بأني لم أقدم شي ولم أرضى بما قدمت .. في أواخر عمره و في أخر عمل كان يقوم بنحته عندما انتهى منه سقط عليه وأخذ يبكي فحين سؤل لماذا تبكي وانت تقدم أفضل أعمالك ؟ فقال : أبكي لاني لا أستطيع أن أقدم أفضل من هذا وهذا هو أقصى ما أملك .. أنظرو الى الروح التي يمتلكها هذا الرجل .. أليست روح مبدع .
أخواني الاعضاء والقراء دعونا نحن نتحدث عن المبدع وكل منا يأخذ رأي الآخر ويستمع له ( أو بالأخص نتحدث عن الشاعر المبدع ) .. وسوف انتضر أراء غيري وأتشرف بسماعها .
أما من ناحيتي ... فإن أفضل واقرب ما أعرفه عن الشاعر المبدع هو :
ـ المغرور بموهبته .. المتواضع في طرحه ... بمعنى أخر هو المغرور بما يحمله في نفسه أثناء الكتابه وفي نفس الوقت مهما قدم من أعمال ونجحت لم ترضي غرورا بداخله حيث أنها لا تعتبر شيء بالنسبة للشئ الذي يريد تقديمه .
ـ الشاعر المبدع هو الذي يعرف مكانه بين الشعراء .. أي لا ينتضر أحدا يحدد له مكانه الشخصي بين الشعراء أيّا كان الموقع ( أعلاهم _ أدناهم _ في المنتصف _ .. _ .. ) .. فالصدق مع النفس هنا مطلب مساعد ومهم .
ـ كما أن الشاعر اذا كان بداخله ناقد جيد فإنه سيكون شاعرا جيد ومبدع اذا وجد مع الامور المذكوره أعلاه .
هذا هو ما أملك وهذا هو طرحي ورأيي المتواضعان والذان أتمنى أن نالا اعجابكم وفي انتضار آرائكم الشخصيه .
تقبلوا تحياتي .
أخوكم :[تم تعديل الموضوع من قبل عبدالله الملحم بتاريخ 11-04-2001 الساعة 12:17 AM]
تعليق