إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مدرستي الأولى : مدرسة لحدان بن صباح الكبيسي ( الجزء الثاني )

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مدرستي الأولى : مدرسة لحدان بن صباح الكبيسي ( الجزء الثاني )

    [align=center] أما المتعة الأخـرى فهي رحـلات القنص ، حيث إصطحبني الكبيسي معه في العديد من رحلاته ، وعلّمني مالم أكن أعلم عن الطير ، كنت أشعر بكل خطوة يخطوها على كل أرضٍ مارس فيها هوايته المفضلة وهي الصيد .. وتكاد لاتخلو أي قصيدة في ديوان الشاعـر من وصف الطير، ورحلات القـنص التي أبدع في وصفها ... وكم كنت أسعـد بتلك الأجـواء وبالطبيعة الجميلة التي جعلني الشاعر أعيش فيها وأستمتع بنسيمها ، حتى سحر أنفي برائحة عـشبها وترابها الذي عطّره المطر وأكسبه رائحة تعجز كل شركات العطور العالمية عـن تقليدها...
    وصفها فقال :
    جينا الرميثة منوره بالأعشابـي ... مع فزّة الخضره وهي تنور أنوار
    فيها القـطيفي كاسيٍ للروابـي .... لبست هدوم العيد من عقب لغبار
    تجـمّلت بمْـشكّلات الثـيابـي ... أرناق خاراتٍ غريـبات الأشجار
    وقال :
    وأحيا رميم العشب من عقب مامات ... والخـد منـباتٍ وزان الدفا له
    فيه القـطيفي والنفـل له خلاطات ... وزاهر عضيده زاهيٍ في رماله
    لك في مرابـيعه إلى تاه سجـات ... تبطي ولاتـطري عليك الشماله


    أما أجمل اللحظات بالنسبة له فهي التي قال فيها :
    محـلا التهـدّد في عـذي البراري ... يازين مشيٍ به وياطيب معـناه
    وياماحلى المقـيال والجـمر واري ... ودلالك الرسـلان فوقه إمراكاه
    فنجالها يشفـي وشـوف الخضاري ... والصيد قـدامك أسطارٍ إمسواه
    الله يـبلغـكم لـذاك الـنهــاري ... اللي تتوق النفس له لي ذكرناه
    سير القـفـور ودوجة بالحـراري ... أنا أشهد إنه غاية النفس ومناه
    مخصوص هد الطير وقت العصاري ... إلى تـولاها بحـزّة إمعـشـاه

    أما المدح فقد صال فيه الشاعر وجال وفاز فيه بالمركز الأول ، فإذا برعت يوما ما في المدح فالفضل يرجع من بعد الله تعالى إلى أستاذي القـدير...
    ومن أعجب ماقرأت له قوله في مدح أحد حكام البحرين :
    لو جمّلوا مدحك بكل الديـاوين ... ماتـم قرطـاسٍ بلـيا كتابه
    هكذا بيت أشهد له شخصياً بالخلود..
    وقال أيضا :
    فلا لـكم ياشـيخ ريـنا ضريـبي ... إلا كـما داوود وإبـنه سـليـمـان
    داوود له لان الحـديد الصعـيـبي ... وإبنه ضفى حكمه على الإنس والجان
    لكـنك إسلـيـمان مافـيك ريـبي ... من له قـدورٍ راسـياتٍ مع أجـنان
    وطوّع وحوش الأرض سبعٍ وذيبي ... والطـير له محـشورةٍ ويـن ماكان

    والأبيات السابقة تدل أيضا على ثقافته الدينيه التي تظهر في قصائده بشكل عفوي غير متصنع وهي حتماً نابعة من الحصيلة المخزنة بداخله..
    وكم أعجزت ذهني حكم الشاعر و(لقمانياته) التي تجعلني أهز رأسي لها عجباً وطرباً .. وتأيـيداً لكل ما جاء فيها ..
    قال الحكيم الكبيسي ، وقد صدق فيما قال :
    لاتزدرون الطيـبـين بلبـسهم ... كم ماضيٍ جوهر وفي غـمده صدا
    لوكان في حسن الملابس مفخر ... إن كان خـير الطايرات الهدهـدا
    لى ريت الهدهـد تـراه إمتوج ... ومشكلٍ ريـشه وياقـع في الردى
    لاشك يقـصر عـن مقام النادر ... خطـوى أشقرٍ مثل الحسام إمجردا

    ..... أقولها وبكل فخر هذا هو أستاذي الأول الذي تلقيت على يده أكمل الدروس وأقواها .. وديوانه هو المدرسة الشعرية الأولى التي تلقيت فيها أبجديات الشعر.
    لقد كانت الساعات التي أتواجد فيها مع أستاذي الجليل تمر عـليّ وكأنها دقائق، ولعل أ تعـس اللحظات بالنسبة لي هي تلك التي أضطر فيها إلى توديعه للذهاب إلى بيت والدي ، تنفيذاً للشرط الذي قبلت به منذ البداية ...
    وقد كنت منتظمة جداً في الحضور إلى بيت جدي، لم لا وأنا بذلك الحضور أتلقّى دروساً في الأدب والبلاغة من دكـتور جامعي حاصل عـلى أعلى شهادة وهي ( حفظ القرآن الكريم) ، ولم أكن أعرف حينها بأنني أضع اللبنة الأساسية الأولى لكياني الشعـري ، ولم أكن أعلم بأنني سوف أمسك القلم يوما ما لأكتب شعرا ، وأحمل لقب شاعـرة ...كما لم أكن أعلم بأن مكتبـتي المتواضعة ستنال شرف وجود ديوان لحدان بن صباح الكبيسي ( الجد) فيها إلى الأبد، وبدون أي شروط
    ....... مرت الأعوام ..وأنا أحمل في أحشاء ذهني كلمات ، كم أرادت الخروج ، ولكنها لم تستطع ، ربما لأن نمّوها لم يكتمل بعد، فلم يأذن الله في خروجها فتركتها لتـنمو بشكلٍ طبـيعي إلى أن تتضح وتتحدّد ملامحها .....
    وفي يومٍ من الأيام شعرت بقرب ولادة تلك الكلمات ..ولم تمضي إلا لحظات حتى وجدت القصيدة الأولى في حجر دفتري .. سعدت بها كثيراً ، فهل أصبحت الآن
    أحمل لقب شاعـرة ؟ كنت أتسائل ، تماما كالتي أصبحت أماً فتراها تمسك بطفـلتها بين ذراعـيها ، وتقـول في نفسها : هل فعلا أصبحت أماً ؟ .. ومضيت أكتب الشعر ، حتى أنجب فكـري العـديد من القصائد التي خُيّل إلي أنه لاغـبار عليها ، ولاينقـصها شيء ، وعـندما قررت نشرها إنصدمت بمن يقـول لي : إن قصائدك بها بعـض الكسور التي قد تعـطّلها عن السير الصحيح ، فإقـترح عليّ الشاعر عبدالله بن خلف الدوسري أن أنضم إلى جمعـية الشعر الشعـبي فلربما وجدت مبتغاي ، فأتـخلص من تلك الـكسور التي كثيرا ماأثارت غضبي ، خصوصاَ وإنني كنت أرفض وبشدّه قيام أي معد صفحة بتجبـير قصائدي من أية كسور حتى ولوكان التجبـير بكلمة واحدة ، وقد خلق ذلك جوا من التوتر بـيني وبين معـدّي الصفحات الشعرية ، فكان الحل الوحيد بالنسبة لي هو البحث عن مدرسة جديدة أتلقّى فيها دروساً تعينني على إجتياز عائق الوزن ، ولكن للأسف لم أجد تلك المدرسة ، لقد وجـدت الجميع على أتم الإستعـداد للقيام بالتعديل ، ولكنني لم أكن أبحث عن التعديل ، بل كنت أبحث عن التعليم...
    وبينما كنت أصارع أمـواج الكسور ـ وهكذا كانت تبدو لي ـ وجدت من يدلّني على سترة النجاة التي حتما ستنقـذني مما أنا فيه ...
    ... وياللغرابة.. تدور رحى الزمان لتعيدني إلى النقطة التي بدأت منها .. لقدعـدت إلى مدرستي الأولى ، فوجدتها لازالت تسير على النهج نفـسه ، مع وجود تطورات ملحوظة في مناهجها ، أما مديرها فكان الشاعر لحدان بن صباح الكبيسي ( حفيد الجد ) ، فأردت الإلتحاق بهذه المدرسة التي كنت يوما ما أجلس على مقاعدها ، ولكن الحفـيد رفض ذلك وبشدّه ، و سبب رفضه هو حرف " الهاء ".. نعم لأنني شاعرة ولست شاعر ،فالمدرسة كانت مقراً للطلاب فقـط ، وليس للطالبات فيها مقعـد واحـد...
    وفي نهاية الأمر وافق الحفيد على قبولي في مدرسته لسببين ، الأول لأنني كنت أسير على نهج جدّه ، وقد بدا له ذلك واضحاً من خلال قصائدي التي كانت تحمل ملامحاً من جدّه من ناحية الإسلوب ، أما السبب الثاني فهو يقينه بأنني لم ولن أجد من يأخذ بـيدي لإكمال دراستي في مجال الشعـر ، خصوصاً وأنه لمح في الساحة وجود من لايروق له وجـود إسم ظما الوجدان فيها . فوافق على فكرة التعليم عن بعد .. أي من خلال " الفاكس " .
    ولم أكن أعلم أن هناك أوزان عديدة في منهج الشعر ، لأنني كنت أكتب قصائدي بالفـطرة من دون الإتكاء على عامل الوزن ، فكان أستاذي "الحفـيد" يرسل لي بيتان ويطلب مني الرد عليهما بنفس الوزن والقافية ، وكثيرا ماأرشدني إلى الإستعانه ببعض الأشرطة ( الكاسيت ) المتوفرة في المكتبات ، حتى أتزود من خلالها بالألحان الخاصة لكل وزنٍ من الأوزان ، ولم يبخـل علي يوماً بالنصح والإرشاد . وكان شديد التركيز عـلى مسألة الإطـلاع والمداومة عـلى قراءة دواوين كبار الشعـراء الأوائل والمعاصـرين ، ومالبثت أن تعـلمت منه الكثير وفي فترة بسيطة ، خصوصا وأن بداخلي تقبع رغبة ملحّة في تعلم المزيد من أساسيات الشعر وقواعده .
    وبعد أن كنت أطمح فقـط في تعـلّم ضبط الوزن ، أصبحت أحرص على التنويع والكتابة على العـديد من الأوزان ، لاسيّما الأوزان الطويلة التي لاتحد من إنطلاقـي في الكتابة ، ومع الوقت بدأت أتخلص حتى من الهنّات الزائدة ، والتي لايزال البعض من الشعـراء والشاعـرات لاتخـلوا قصائدهم منها ، كما تعـلمت من الكبيسي "الحفـيد" فن المساجلات بعجائبه ، وماتتضمنه من التورية التي تنم عن الذكاء الشديد ، والتي تـتطلب الحضور الذهني وسرعة البديهة ،

    وكان لنصائحه أثراً كبيرأً في تكوين شخصيـتي الشعرية الجديدة المفعمة بالقوة ، والقـدرة على المنافسة ، والتصدي لكل العـوائق التي قد تقـف يوما في طريق مسيرتي الشعـرية...
    إنني على يقين بأن هناك العديد ممن درسوا في مدرسة الكبيسي ، وإستفادوا من خبراته ولكن لم يعترف بذلك إلا من عـرف معنى كلمة ( الأمانة) ، والصدق في القول ، وعدم التنكّر لصاحب المعـروف ....
    هذا هـو أستاذي الثاني في مدرسة ( لكْـبسه) كماننطقـها باللهجة العاميّة ... وختاما أتوجّه إليه بالشكرالجزيل، وأقولها له وبكل مصداقية : من علّمني حرفاً ، صرت له عوناً ، ولن أنسى فضله عليّ أبداً ..
    ظما الوجدان
    مملكة البحـرين[/align]
    نقابي مايغطي من تعابيري ولو كلمة .... حروف العين ماتصعب على عينٍ تترجمها

  • #2
    كم هو جميل تصديك للعوائق كم هو جميل اصرارك وصبرك ، مسيرتك تعطينا شبه تأكيد ان الشعر من نصيب من لديه رغبه في قوله،ويُطبق التوجيهات الصحيحه لضوابط بناء القصيده وليس محصوراً لمن اكتسبه وراثه


    ضما الوجدان

    دمت ِ ودامت مسيرتك الشعريه
    h.al.dolehy@hotmail.com

    تعليق


    • #3
      ضما الوجدان

      لن ننسى هذا الأسم

      فهو قادر على تخليد سيرته مدى القرون .......

      ضما الوجدان ......

      شاعره وأنسانه مثال يحتذى به .........

      مودتي لك .
      [align=center].
      .



      .
      .[/align]

      تعليق


      • #4
        " مدخل "
        [poem=font="Simplified Arabic,5,#A70553,normal,normal" bkcolor="" bkimage="" border="none,4,#400000" type=2 line=1 align=center use=ex num="0,#400000"]
        سَقَى دارَ لَيلى، حيثُ حَلّتْ رُسُومُها، = عِهَادٌ منَ الوَسميّ وُطْفٌ غُيُومُهَا
        فَكَمْ لَيْلَةٍ أهْدَتْ إليّ خَيَالَها، = وَسَهْلُ الفَيَافي دُونَها، وَحُزُومُها
        تَطيبُ بمَسرَاها البِلاَدُ إذا سَرَتْ، = فيَنْعَمُ رَيّاها، وَيَصْفُو نَسيمُهَا
        إذا ذَكَرَتْكِ النّفسُ شَوْقاً تَتابَعَتْ = لذِكْرِاكِ أُحدانُ الدّمُوعِ وَتُومُهَا
        قَضَى الله أنّي مِنْكِ ضَامِنُ لَوْعَةٍ = تَقَضّى اللّيالي، وَهْيَ باقٍ مُقيمُها
        أمِيلُ بقَلْبي عَنْكِ ثُمّ أرُدُّهُ، = وأعْذِرُ نَفْسِي فيكِ ثُمّ ألُومُها[/poem]


        [align=center]
        شاعري " البحتري "


        القديرة والشاعرة الرائعه : ضما الوجدان

        أعجبني كل ما سطر القلم هنا .. مسيرة فاخرة تعطينا إيحاءات وترميزات لشخصية ضما الوجدان العنيده في الوصول لما تريد .. إسمك لم يمحى من ذاكرتنا خلال ظهورك عبر شاشة شاعر المليون لمدة خمس دقائق .. وكنت على يقين تام حتى راهنت على إستحقاق ضما للتأهل بيد ان الرياح تأتي بما لا تشتهي السفن ..
        لا نريد ذلك الايجاز في مسيرتك .. بل نبحث عن المزيد لنتتبع خطوات ذلك الطائر منذ صغره وحتى إكتمال جناحيه وكيف حلّق في سماء الشعر .. !! نريد ان نعرف ما هو أول بيت كتبته ضما وآخر بيت .. ماهو أول كاسيت إقتنته وسمعته .. هل سنرى شروحات ضما لقصائد الكبيسي وإظهار الجوانب البلاغية التي تراها عينك .. !؟
        تقبلي تقديري وإحترامي
        أختك
        معاني الشوق
        [/align]


        لمراسلتي إضغط هنا

        تعليق

        يعمل...
        X