تلوح أمامي عدة حقائق منذ طفولتي، لم تزدها الايام والليالي إلا ترسيخاً في عقلي الذي انشغل
تأملاً بكل شيء حوله....حقيقة الفقر...الغنى..حقيقة الحسد...حقيقة الظلم...و حقيقة المرض والاقعاد..
لم اكن اعيش وحيدة في حياتي بل ولا حتى تفكيري فقد كانت أمي ولا زالت جزء مساعد في اتخاذ قراراتي وصياغة فكري عن هذه الحقائق..ليس يعتريني أي التواء في التصرف ولكن تعودت أن ازيد من استقامة تفكيري وهندسة قراراتي مع مهندسة القرار لدي...(أمي)...
أياماً كثيرة تمر أتوقف فيها عن اتخاذ القرارات....وتتعطلت مركبة التقدم نحو العمل بسبب ابتعادي عن والدتي...بسبب سفرها أو سفري....احسست في بداية حدوث هذا الأمر الجديد على حياتي بغربة تطويها لفائف متعددة تحتويني بسواد الخوف والقلق والحيرة، ولكن حتى مع تكرار هذا الإبتعاد لم أصل إلى الان لمرحلة التعود على الانفراد بقراراتي بعيداً عن والدتي، ليس لعجز في تفكيري فشهاداتي الدراسية التي تملأ رفوف مكتبتي ،وجوائز التفوق التي كنت احصل عليها من معلماتي وثناء صديقاتي،تمنحني فرص وليست فرصة نحو الانطلاق بمفردي في اتخاذ القرار، ولكن هيهات أن يحصل هذا.
لا أجد في عيد الأم دافعاً لحماسي في توجهي نحو استشارة أمي في اموري ، ولا أجد في نصائح جدتي أطال الله عمرها ببر والدتي أي مزيد يشغل مساحة اندفاعي نحو والدتي فأنا أعيش معها عيدها منذ ان وعيت على هذه الدنيا،وأنا أعيش في روضات برها منذ عقلت من أكون في هذه الحياة.
لا أخفي عليكم انني أحياناً أفسر التصاقي الشديد بأمي وتوقفي في اتخاذ قرارتي قبل الموافقة السامية منها،أفسر كل ذلك أحياناً بلهيب العجز الذي كان يعتيرني وينغص علي أطراف من حياتي....
وأحياناً أفسره بأنه الخوف من اقتحام شيء جديد وأنا كأي بنت تعتقد أنها لا تقوى على مجابهة قوانين الحياة، ولكن بعد ان توالت صفحات السنين أمام عيون زماني واقتحامي لسن الانوثة الكاملة ايقنت ان تلك التفسيرات لا حقيقة لها ، ولم اجد الا تفسيراً واحداً لهذا الالتصاق وهو ان أمي جزء طاهر مني سبق اجزائي الاخرى في حياتي...إنها أيامي التي سبقت وجودي....انها الاشعة التي تسبق شمسي....
فهي مني ولكنها ترى مالا ارى وتعي مالا اعي لذلك لم أشعر بالحيرة ولا التردد أبداً في حياتي الا مرة واحدة، وقعت في حيرة ولم أصل الى جواب الى الان:
دخلت على أمي يوماً وانا انقش الحناء على يدي وانا في الخامسة عشر من عمري وانا احاول أن افعل شيئاً يزيد من جمال يدي ومن صنع يدي – وبدون تدخلات اجنبية- لم تكن الحناء الا رمز ولم تكن يدي الا اداة واليد الاخرى مساحة للعمل وحضرت المراقبة – أمي- تراقب عملي من خلف باب غرفتي المفتوح تراقبني بكل حذر حتى لا يتضائل حماسي بحيائي منها او تعيق اندفاعي بنظرات الرضا والشفقة منها.فمكثت خلف الباب الى أن انتهيت من نقشي لقد كانت زهرة تزين بياض يدي ، لا أبالغ ان قلت لكم ان هذه الزهرة لم تكن الا رمز يذكرني بوالدتي.
كانت جميلة متناسقة الاطراف كأنها زهرة حقيقية لا ينقصها الا العبير الفواح لتصبح زهرة مقطوفة من حديقة ، لم أمكث كثيراً في تأملي جمال صنيعي حتى فاحت غرفتي بأريج أشبه ما يكون بأريج زهرة فتية يانعة باسقة تطل من فوق على زميلاتها من الزهور وتسبقها نحو اشعة الشمس لقد دخلت امي ثم تقدمت نحوي لتقول لي بورك فيك يا ابنتي تسبقها ابتسامة الرضا ، نظرت امي الى نقشي الذي نقشته على يدي ثم اخذت يدي الاخرى وطبعت عليها قبلة الحنان والحب كأنما وضعت زهرة اخرى في يدي الاخرى فلا ادري أي الزهرتين اجمل .حيرتيني يا أمي لا حرمني الله منك.
تأملاً بكل شيء حوله....حقيقة الفقر...الغنى..حقيقة الحسد...حقيقة الظلم...و حقيقة المرض والاقعاد..
لم اكن اعيش وحيدة في حياتي بل ولا حتى تفكيري فقد كانت أمي ولا زالت جزء مساعد في اتخاذ قراراتي وصياغة فكري عن هذه الحقائق..ليس يعتريني أي التواء في التصرف ولكن تعودت أن ازيد من استقامة تفكيري وهندسة قراراتي مع مهندسة القرار لدي...(أمي)...
أياماً كثيرة تمر أتوقف فيها عن اتخاذ القرارات....وتتعطلت مركبة التقدم نحو العمل بسبب ابتعادي عن والدتي...بسبب سفرها أو سفري....احسست في بداية حدوث هذا الأمر الجديد على حياتي بغربة تطويها لفائف متعددة تحتويني بسواد الخوف والقلق والحيرة، ولكن حتى مع تكرار هذا الإبتعاد لم أصل إلى الان لمرحلة التعود على الانفراد بقراراتي بعيداً عن والدتي، ليس لعجز في تفكيري فشهاداتي الدراسية التي تملأ رفوف مكتبتي ،وجوائز التفوق التي كنت احصل عليها من معلماتي وثناء صديقاتي،تمنحني فرص وليست فرصة نحو الانطلاق بمفردي في اتخاذ القرار، ولكن هيهات أن يحصل هذا.
لا أجد في عيد الأم دافعاً لحماسي في توجهي نحو استشارة أمي في اموري ، ولا أجد في نصائح جدتي أطال الله عمرها ببر والدتي أي مزيد يشغل مساحة اندفاعي نحو والدتي فأنا أعيش معها عيدها منذ ان وعيت على هذه الدنيا،وأنا أعيش في روضات برها منذ عقلت من أكون في هذه الحياة.
لا أخفي عليكم انني أحياناً أفسر التصاقي الشديد بأمي وتوقفي في اتخاذ قرارتي قبل الموافقة السامية منها،أفسر كل ذلك أحياناً بلهيب العجز الذي كان يعتيرني وينغص علي أطراف من حياتي....
وأحياناً أفسره بأنه الخوف من اقتحام شيء جديد وأنا كأي بنت تعتقد أنها لا تقوى على مجابهة قوانين الحياة، ولكن بعد ان توالت صفحات السنين أمام عيون زماني واقتحامي لسن الانوثة الكاملة ايقنت ان تلك التفسيرات لا حقيقة لها ، ولم اجد الا تفسيراً واحداً لهذا الالتصاق وهو ان أمي جزء طاهر مني سبق اجزائي الاخرى في حياتي...إنها أيامي التي سبقت وجودي....انها الاشعة التي تسبق شمسي....
فهي مني ولكنها ترى مالا ارى وتعي مالا اعي لذلك لم أشعر بالحيرة ولا التردد أبداً في حياتي الا مرة واحدة، وقعت في حيرة ولم أصل الى جواب الى الان:
دخلت على أمي يوماً وانا انقش الحناء على يدي وانا في الخامسة عشر من عمري وانا احاول أن افعل شيئاً يزيد من جمال يدي ومن صنع يدي – وبدون تدخلات اجنبية- لم تكن الحناء الا رمز ولم تكن يدي الا اداة واليد الاخرى مساحة للعمل وحضرت المراقبة – أمي- تراقب عملي من خلف باب غرفتي المفتوح تراقبني بكل حذر حتى لا يتضائل حماسي بحيائي منها او تعيق اندفاعي بنظرات الرضا والشفقة منها.فمكثت خلف الباب الى أن انتهيت من نقشي لقد كانت زهرة تزين بياض يدي ، لا أبالغ ان قلت لكم ان هذه الزهرة لم تكن الا رمز يذكرني بوالدتي.
كانت جميلة متناسقة الاطراف كأنها زهرة حقيقية لا ينقصها الا العبير الفواح لتصبح زهرة مقطوفة من حديقة ، لم أمكث كثيراً في تأملي جمال صنيعي حتى فاحت غرفتي بأريج أشبه ما يكون بأريج زهرة فتية يانعة باسقة تطل من فوق على زميلاتها من الزهور وتسبقها نحو اشعة الشمس لقد دخلت امي ثم تقدمت نحوي لتقول لي بورك فيك يا ابنتي تسبقها ابتسامة الرضا ، نظرت امي الى نقشي الذي نقشته على يدي ثم اخذت يدي الاخرى وطبعت عليها قبلة الحنان والحب كأنما وضعت زهرة اخرى في يدي الاخرى فلا ادري أي الزهرتين اجمل .حيرتيني يا أمي لا حرمني الله منك.
تعليق