في ليلة هادئه
ووحده موحشه
تكالبت على نفسي الهموم
فتداولها القلب الحزين حتى اوشكت ان تفتك به
فتوالت التناهيت
التي احسب انها ستهشم صدري
وكأنني اشقى الخلق
فمر بي شريط الذكريات
وقسوة الواقع
وغياب الاصدقاء
وتقلب الصحبه
حتى ضاقت بي الارض بما رحبت
وتسارعت دقات قلبي
وتعالت الدمعه ان تهوي من علو
كيف لا وانا الرجل
فأبيت الا ان ابقى الرجل الشرقي بكل متناقضاته ومتضاداته التي زرعها المجتمع القاسي به ..حتى وان اختلى بنفسه
فبعبع المجتمع يلاحقه ويتشكل أمامه
وفي لحظة من احتضار الامل
دق الجوال ..واذا بأمي تتصل بي
وكأن الروح قد خالجتها..واستنجدت بها
سمعت صوتها الهادئ ودعواتها الدافئه
سألتني عن حالي
فألجمت طفلا في صدري ..وتجاهلته..حتى لا اضايقها
فطبطبت على اذني بأرق الكلام..واصدق الدعوات
فتناثر الجبل الذي احملة حجرا..حجرا
فطابت النفس ..وهدأت الجوارح
فبادرتها بالسؤال..اين تجلسين يا امي؟؟
فقالت على سجادتي
ادعو لك ولأخوانك..وابوك ذاهب للمسجد
فسابقت كلماتها.. دمعة دافئة من عيني الشحيحه
وعلمت كم انا محظوظ لوجود والدي على قيد الحياه
فشكرت الله كثيرا
وتمنيت لها طولة العمر وحسن الخاتمه..والاستطاعة على برهما
اللهم البس والدّي ثوبي الصحة والعافيه واعني انا واخواني على برهما انك السميع المجيب..والمسلمين اجمعين
بقلم عبدالعزيز بن شري
تعليق