أبالغ في تدليل صباحي . انهض بكسل ..الخطوة المبللة بالنعاس .. تصحو عندما تعانق قطرات الماء جسدي .. الحمام البارد هو افتتاحية صباحي . احضر قهوة الصباح بأناقة .. اناقة انثى تتعاطى مراسم الملل بتودد .
احتفي بصباحي .. صوت فيروز ينبت في لحظتي بزهو .. وأنا اغرق بترتيل أبجدية الصباح … هذا البذخ الذي امنحه لداخلي توارى بخجل .. عندما يعلن الداخل رفضه لمحاولة تنويم التعب الذي لا يغيب .
صوت فهد ينمو في داخلي .. يسيل في شعاب الذاكرة .. يرطب جفاف الروح .
أدير الرقم الذي حفظه داخلي :
- سألته بلهفة .. ماذا منحتني هذا الصباح .
- قولي كيف كان صباحك .. وأنا أخبرك.
- لا جديد .. في صباحي . لا يوجد غيرك أنت والصباح .
-هل تجيد تسمية الأشياء !!
-هل هذا سؤال .. ام محاولة للحصول على اعتراف .
كنت اطمح ان أنال من داخله .. وددت لو تخلى عن احترافه في فضح داخلي . لا أريد ان أقع في شرك المبادرة . أخاف من عبء قيادة اللحظة . هو يمنحها لي . ولكن اشعر اني أتهاوى في حضوره .
يعود صوته ليسند داخلي .قائلا : لحظتنا الجميلة ..سوف تنفرط لو سميناها .ليس جميلا ان نستهلك البدايات بالكلمات .. لا زالت لحظة المهابة حاضرة . ولا زلت أراك قمرا أرنو أليه من بعيد.
الأنثى في داخلي لا تعترف بالمنطق .. وان كنت رفعته شعارا لي في معركة الحياة . في هذت اللحظة شعرت بضعفي وددت لو حضنت صوته وسمعت منه كلمة احبك .. كنت اشعر بأنه سوف يقول لها لي بشكل اخر .. بلغة اخرى . بإحساس مختلف يحتوي هذه الكلمة .
حضور فهد غير طقوس صباحي .. اكتفيت بمحادثة امي في وقت مبكر .واختصرت تلك المحادثة التي لا تغادرها النصائح بمراجعة الطبيب . و هي لا تنسى ان توصيني على شرب الماء المقري عليه .. لحل مشكلة عدم الإنجاب . والتي أصبحت قضية الآخرين بعد ان تخليت عنها . بعد ان توصلت الى قناعة ان حضور اطفال في حياتي لن يمنحني بهجة إضافية .
احيانا اشعر بفداحة أنانيتي .. ولكن داخلي يقودني الى مقايضة مع الآخر . هم حصلوا على الرضا من زواجي بخالد .. وانا لي ان اختار كيف يكون هذا الزواج . هل أمعنت في معاقبتهم ام إنني أتحايل على فشلي في التعامل مع هذه الحياة التي كنت أستطيع رفضها لو تمسكت برفضي .
يعود خالد من عمله .. استقبله بظاهري .. ليعانق ملامح الرسمية التي ترتسم على وجهه .. ارضي الطفل الذي في داخله.. عندما يطلب مني بصرامة مفتعلة احتياجاته الشخصية .
ونحن على الغداء .. للمرة الأولى أتأمل خالد .تمنيت لو ظل صامتا .لكنه افسد تأملي بحديثه المكرر عن مشاكله مع مديره في العمل .. ومع صديقه الذي دائما ما يوصفه بالنذالة .
قلت له .. لن تجد لمشكلتك حل .انت مستمتع بهذا الجو المشحون بالمشاكل . باستطاعتك ان تجد حل لهذا القلق اليومي الذي اصبح جزء من حياتنا .
- نهض بتأفف وهو يقول .. ( واللي يرحم والديك فكينا من الفلسفة .)
حاصرني الشوق واستبد بي الحنين لصوته .. خالد غارق في النوم .. وانا غارقة في مطاردة شوقي .. قصيدة تموج بداخلي .. تود لو قرأها فهد في تلك اللحظة . شعرت بعبء الشوق وأنا ارى خالد غارق في نومه .
الوقت يهشم شوقي .. وأنا أترنح ما بين رغبتي و خوفي .اشحن داخلي بالشجاعة أتسلل الى الصالة .
ارفع سماعة الهاتف .. ياتي صوته راكضا ليقول : وصلني خوفك ..
_ وهل وصلك شوقي .
-هذا وقت الخوف .. لماذا غامرتي بالاتصال .
-لم استطع الانتظار الى الصباح .وانت جدير بمغامرتي .
-مع الخوف لن نجني الشوق .
-لا يهم .. داخلي رهن ما استبد به . هو من قرر الحضور إليك في هذه اللحظة .
سمعت صوت خطوات خالد . وسمعت جيوش من الخوف تدب في قلبي . ودون ان اشعر وجدت نفسي أنادى فهد باسم أختي . واصلت حديثي لعدة دقائق .استطعت ان اغير مجرى المحادثة بشكل لا تجعل الشك يدخل قلب خالد . كان فهد على تفهم بلحظتي . ساعدني هدوئه ان أتجاوز تلك اللحظة التي كادت ان تطيح بي .وقبل ان انهي المكالمة .. قلت لخالد بدلال يفرضه الوقت .. اختي تسلم عليك.
سائلني خالد ببرود.. غريبة ليه ما نمتِ .
- لم استطع النوم .. وحادثت أختي .. كنت ارغب في ان تكون معي .. ولكن وجدتك مرهق .
عرضت عليه بتودد ان يجلس معي .. وكانت نظرتي ترسل إشارة اعرف مدى تأثيرها عليه.
عاد خالد الى نومه .. وعاد الى داخلي الالم . كيف للألم ان يحل محل الشوق . شعرت بضعفي . شعرت ان داخلي يبكي بمرارة . لان داخلي لم يعتاد التناقض . شعرت أنني كسرت شموخ داخلي .
يـــتــبع
احتفي بصباحي .. صوت فيروز ينبت في لحظتي بزهو .. وأنا اغرق بترتيل أبجدية الصباح … هذا البذخ الذي امنحه لداخلي توارى بخجل .. عندما يعلن الداخل رفضه لمحاولة تنويم التعب الذي لا يغيب .
صوت فهد ينمو في داخلي .. يسيل في شعاب الذاكرة .. يرطب جفاف الروح .
أدير الرقم الذي حفظه داخلي :
- سألته بلهفة .. ماذا منحتني هذا الصباح .
- قولي كيف كان صباحك .. وأنا أخبرك.
- لا جديد .. في صباحي . لا يوجد غيرك أنت والصباح .
-هل تجيد تسمية الأشياء !!
-هل هذا سؤال .. ام محاولة للحصول على اعتراف .
كنت اطمح ان أنال من داخله .. وددت لو تخلى عن احترافه في فضح داخلي . لا أريد ان أقع في شرك المبادرة . أخاف من عبء قيادة اللحظة . هو يمنحها لي . ولكن اشعر اني أتهاوى في حضوره .
يعود صوته ليسند داخلي .قائلا : لحظتنا الجميلة ..سوف تنفرط لو سميناها .ليس جميلا ان نستهلك البدايات بالكلمات .. لا زالت لحظة المهابة حاضرة . ولا زلت أراك قمرا أرنو أليه من بعيد.
الأنثى في داخلي لا تعترف بالمنطق .. وان كنت رفعته شعارا لي في معركة الحياة . في هذت اللحظة شعرت بضعفي وددت لو حضنت صوته وسمعت منه كلمة احبك .. كنت اشعر بأنه سوف يقول لها لي بشكل اخر .. بلغة اخرى . بإحساس مختلف يحتوي هذه الكلمة .
حضور فهد غير طقوس صباحي .. اكتفيت بمحادثة امي في وقت مبكر .واختصرت تلك المحادثة التي لا تغادرها النصائح بمراجعة الطبيب . و هي لا تنسى ان توصيني على شرب الماء المقري عليه .. لحل مشكلة عدم الإنجاب . والتي أصبحت قضية الآخرين بعد ان تخليت عنها . بعد ان توصلت الى قناعة ان حضور اطفال في حياتي لن يمنحني بهجة إضافية .
احيانا اشعر بفداحة أنانيتي .. ولكن داخلي يقودني الى مقايضة مع الآخر . هم حصلوا على الرضا من زواجي بخالد .. وانا لي ان اختار كيف يكون هذا الزواج . هل أمعنت في معاقبتهم ام إنني أتحايل على فشلي في التعامل مع هذه الحياة التي كنت أستطيع رفضها لو تمسكت برفضي .
يعود خالد من عمله .. استقبله بظاهري .. ليعانق ملامح الرسمية التي ترتسم على وجهه .. ارضي الطفل الذي في داخله.. عندما يطلب مني بصرامة مفتعلة احتياجاته الشخصية .
ونحن على الغداء .. للمرة الأولى أتأمل خالد .تمنيت لو ظل صامتا .لكنه افسد تأملي بحديثه المكرر عن مشاكله مع مديره في العمل .. ومع صديقه الذي دائما ما يوصفه بالنذالة .
قلت له .. لن تجد لمشكلتك حل .انت مستمتع بهذا الجو المشحون بالمشاكل . باستطاعتك ان تجد حل لهذا القلق اليومي الذي اصبح جزء من حياتنا .
- نهض بتأفف وهو يقول .. ( واللي يرحم والديك فكينا من الفلسفة .)
حاصرني الشوق واستبد بي الحنين لصوته .. خالد غارق في النوم .. وانا غارقة في مطاردة شوقي .. قصيدة تموج بداخلي .. تود لو قرأها فهد في تلك اللحظة . شعرت بعبء الشوق وأنا ارى خالد غارق في نومه .
الوقت يهشم شوقي .. وأنا أترنح ما بين رغبتي و خوفي .اشحن داخلي بالشجاعة أتسلل الى الصالة .
ارفع سماعة الهاتف .. ياتي صوته راكضا ليقول : وصلني خوفك ..
_ وهل وصلك شوقي .
-هذا وقت الخوف .. لماذا غامرتي بالاتصال .
-لم استطع الانتظار الى الصباح .وانت جدير بمغامرتي .
-مع الخوف لن نجني الشوق .
-لا يهم .. داخلي رهن ما استبد به . هو من قرر الحضور إليك في هذه اللحظة .
سمعت صوت خطوات خالد . وسمعت جيوش من الخوف تدب في قلبي . ودون ان اشعر وجدت نفسي أنادى فهد باسم أختي . واصلت حديثي لعدة دقائق .استطعت ان اغير مجرى المحادثة بشكل لا تجعل الشك يدخل قلب خالد . كان فهد على تفهم بلحظتي . ساعدني هدوئه ان أتجاوز تلك اللحظة التي كادت ان تطيح بي .وقبل ان انهي المكالمة .. قلت لخالد بدلال يفرضه الوقت .. اختي تسلم عليك.
سائلني خالد ببرود.. غريبة ليه ما نمتِ .
- لم استطع النوم .. وحادثت أختي .. كنت ارغب في ان تكون معي .. ولكن وجدتك مرهق .
عرضت عليه بتودد ان يجلس معي .. وكانت نظرتي ترسل إشارة اعرف مدى تأثيرها عليه.
عاد خالد الى نومه .. وعاد الى داخلي الالم . كيف للألم ان يحل محل الشوق . شعرت بضعفي . شعرت ان داخلي يبكي بمرارة . لان داخلي لم يعتاد التناقض . شعرت أنني كسرت شموخ داخلي .
يـــتــبع
تعليق