قصص قصيرة 000
[align=right]
حمولة الرمل..
سَارَ في جنازة جدة إلى المقبرة، وحين أُهيلَ عليها التراب قال في قرارة نفسه:
- كيف لجدي أن يَتَحَمَّلَ كل هذا الحمل من الرمل؟!
صوت الهاتف..
رنَّ هاتفه الملقى على طاولته المهترئة، التفت إليه بانزعاج، ثم عاد لإكمال كتابة مقاله المستعجل، تصاعد صوت الهاتف مرة أخرى، لَكَزَ زِرَّهُ الأحمر، ونهض منصرفاً إلى حيث لا يُعلَم.
سَقَطَ اسمه عمدا..
ضَغَطَ بسبَّابَتِه اليمنى على ورقة أسماء الناجحين ، ثم أخذ يسحب باطن أُنملته إلى أسفل الورقة ببطء متواضع، وعينيه تتفحصان الأسماء الواحد تلو الآخر، حتى توقفت سبباته عند آخر اسمٍ في القائمة المبتهجة، ثم جَمَعَ أصابع يده اليمنى حتى أخذت شكل القبضة الحاقدة، فضرب بها باطن ورقة الأسماء تاركاً تجعدات متناثرةً في باطن الورقة المظلومة، وشقوقاً حادةً على أطرافها، مُعلناً احتجاجه على سقوط اسمه عمداً.
يوميات معلمة..
ما أن يرمي الليل عباءته السوداء، حتى تكون قد سَبَقَت العصافير قبل تغريدها، لاستقبال خيوط الفجر النافذة من نافذة السماء، تسبق الوقت لتكون في ركب السائرات إلى التدريس التعيس.
تقف على قدمِ منهكة حتى تقرع الظهيرة جرس المغادرة، وما أن تصل إلى منزلها المستأجر، حتى تُمَرِّغَ جسدها المنهدم في وَحْلِ همومها حتى الصباح.
ضباب الانفصال..
إلتقت عيناهما في إحدى أزقة الأسواق الشعبية القديمة، ما زال هناك خيطُ من الألفة لم يبرح عين كلٍّ منهما، وما زالت الأعين تعرف بعضها رغم ضباب الانفصال، قال في نفسه:
- أليس لي بعد السير الطويل في صحراء الجفاء من عودة.
بادرته عيناها بوخز جنب الإجابة:
- الضرب في الميت حرام.
صدَّ بوجهه تجاه البائع المقابل له، ناوله نقود البضاعة، وذهب بعيدا.
هَيتَ لك..
كان للماء نصيب الأسد من الانسدال فوقها، وهي تحته تستحم، إلتهمها البخار التائه في داخل المروش، وهي تدعك جسدها الطري، أغلقت الصنبور العاشق ليدها الحنونة، تهادت على مهلٍ تجاه باب المروش، نال (الروب) الأحمر حظه باحتضانها من الخلف، خرجت كالشعرة من العجين.
بدأ قرع كعبها يراود السيراميك عن نفسه، وكأنه بدأ يتأوه من شدة الشوق لها، بدأت تجفف نفسها، وتلقي بملابس الاستحمام قطعة قطعة، كقشور برتقالٍ بعضها فوق بعض، فتراءت كلوزة تُقَشِّرُ نفسها، رفعت سماعة الهاتف، والتقت بشفتيها كلقاء عاشقين، ذابت السماعة بصوتها الدافئ حين قالت:
- هَيتَ لك.[/align]ماجد سليمان
[align=right]
حمولة الرمل..
سَارَ في جنازة جدة إلى المقبرة، وحين أُهيلَ عليها التراب قال في قرارة نفسه:
- كيف لجدي أن يَتَحَمَّلَ كل هذا الحمل من الرمل؟!
صوت الهاتف..
رنَّ هاتفه الملقى على طاولته المهترئة، التفت إليه بانزعاج، ثم عاد لإكمال كتابة مقاله المستعجل، تصاعد صوت الهاتف مرة أخرى، لَكَزَ زِرَّهُ الأحمر، ونهض منصرفاً إلى حيث لا يُعلَم.
سَقَطَ اسمه عمدا..
ضَغَطَ بسبَّابَتِه اليمنى على ورقة أسماء الناجحين ، ثم أخذ يسحب باطن أُنملته إلى أسفل الورقة ببطء متواضع، وعينيه تتفحصان الأسماء الواحد تلو الآخر، حتى توقفت سبباته عند آخر اسمٍ في القائمة المبتهجة، ثم جَمَعَ أصابع يده اليمنى حتى أخذت شكل القبضة الحاقدة، فضرب بها باطن ورقة الأسماء تاركاً تجعدات متناثرةً في باطن الورقة المظلومة، وشقوقاً حادةً على أطرافها، مُعلناً احتجاجه على سقوط اسمه عمداً.
يوميات معلمة..
ما أن يرمي الليل عباءته السوداء، حتى تكون قد سَبَقَت العصافير قبل تغريدها، لاستقبال خيوط الفجر النافذة من نافذة السماء، تسبق الوقت لتكون في ركب السائرات إلى التدريس التعيس.
تقف على قدمِ منهكة حتى تقرع الظهيرة جرس المغادرة، وما أن تصل إلى منزلها المستأجر، حتى تُمَرِّغَ جسدها المنهدم في وَحْلِ همومها حتى الصباح.
ضباب الانفصال..
إلتقت عيناهما في إحدى أزقة الأسواق الشعبية القديمة، ما زال هناك خيطُ من الألفة لم يبرح عين كلٍّ منهما، وما زالت الأعين تعرف بعضها رغم ضباب الانفصال، قال في نفسه:
- أليس لي بعد السير الطويل في صحراء الجفاء من عودة.
بادرته عيناها بوخز جنب الإجابة:
- الضرب في الميت حرام.
صدَّ بوجهه تجاه البائع المقابل له، ناوله نقود البضاعة، وذهب بعيدا.
هَيتَ لك..
كان للماء نصيب الأسد من الانسدال فوقها، وهي تحته تستحم، إلتهمها البخار التائه في داخل المروش، وهي تدعك جسدها الطري، أغلقت الصنبور العاشق ليدها الحنونة، تهادت على مهلٍ تجاه باب المروش، نال (الروب) الأحمر حظه باحتضانها من الخلف، خرجت كالشعرة من العجين.
بدأ قرع كعبها يراود السيراميك عن نفسه، وكأنه بدأ يتأوه من شدة الشوق لها، بدأت تجفف نفسها، وتلقي بملابس الاستحمام قطعة قطعة، كقشور برتقالٍ بعضها فوق بعض، فتراءت كلوزة تُقَشِّرُ نفسها، رفعت سماعة الهاتف، والتقت بشفتيها كلقاء عاشقين، ذابت السماعة بصوتها الدافئ حين قالت:
- هَيتَ لك.[/align]ماجد سليمان
تعليق