إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

نــــــــــــزوة ســـحــــابــــة 1-3

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • نــــــــــــزوة ســـحــــابــــة 1-3

    المغامرة تحتاج لحظة ضعف .. المغامرة تغييب للمنطق وحضور للجنون . وهذا انا اخرج من سكوني . القي في بحيرة صمتي حجر الجنون . لست نادمة على ما ياتي .. لانني لم اندم على ما كان .
    المرآة تستدعي نرجسيتي .. اتامل تلك العيون السود . ابتسم وانا استحضر كم مرة تغنى الشعراء بالعيون السود . ولكن عيوني لا يسكنها الا الجفاف .. لم تكتحل بالشوق منذ زمن .
    اراه يجلس في صمت .. بين يديه الجريدة هو هكذا دائما عندما يتحايل على صمتنا .. ثلاث سنوات مرت على زواجنا لم تثمر بإحساس يستحق ان نمجد هذا التواجد الدائم .
    أكملت زينتي .. واكتملت ملامح مغامرتي في داخلي . فلأول مرة أراني استخدم مكري الأنثوي المعطل . طلبت منه ان يوصلني الى السوق . كنت اعرف انه سوف يعتذر . لعلمي بان مرتبط بعمل .. ولكن هي فرصتي ان انطلق وحيدة .. أتعثر في مغامرتي . جاء رده طالبا تأجيل الذهاب الى السوق . لارتباطه بموعد . لم اترك له التمادي في الاعتذار .. اقتربت منه وطوقته برجائي .. استدعيت دلالا أنثويا فاترا يفي بانتزاع الموافقة منه .
    في الطريق كنت اختلس النظر اليه . المح في وجهه تعبير مرتبك.. خفت ان ينتقل هذا الارتباك الى داخلي . اشغلت نفسي بالاستماع الى تلك الاغنية التي لا تليق بلحظتنا .
    أوقف السيارة عند باب المجمع . نظرت له نظرة أخيرة ودعت اخلاصي معه . نزلت وانا مبتهجة بتلك الصرامة التي قرضتها على داخلي . انه تجميد لمشاعر من الممكن ان تعيديني الى صوايي .
    البرودة التي استقبلتني عند مدخل المجمع التجاري . انعكست على تلك الحرارة التي تمور في داخلي . على بقايا من خوف وعلى قليل من شجاعة استند عليها . لكي الم بتفاصيل المغامرة .
    أول مرة أفتش عن الوجوه .. أول مرة استعرض مزايا الرجولة .. داهمني شعور بالضيق لم اكن مهيأه لحضوره . طافت بي حكايات مغروسة في الذاكرة . حكايات أبطالها يعيشون بالقرب مني . ملامحهم تدل على انهم يحملون لواء الطهر .. تقدمت بخطواتي ادوس على ما تبقى مني .. بيني وبين مراسم السقوط لحظات . انه ( الصعود الى الهاوية ) هذا قراري وهذا هو الخيار الاستراتيجي الذي اوصلني لهذه الحتمية .
    مزيج من السخط والبهجة الانثوية .. ان تلعب دور الفريسة . كيف اجيد هذا الدور بنجاح وهو غير قابل للتجربة . هذا ما فرضته على نفسي في التعامل مع هذه المغامرة .
    خطوتي تترنح عندما تاتي الهمسات .. عندما تخترق النظرات و تعري المستور . ادخل محل والعيون ترصدني .. البائع بلهجته الشامية يدحرج كلمات محلاة بالبلادة . رغم وسامته الظاهرية الا انني استشعرت فيه قبح داخلي كلما أطلت النظر الى عينيه .
    رايته هناك بعد واقف بنظراته يرصد المارين . سيجارته المشتعلة تمنحه غموضا محببا . لم يكن وسيما .. ولم تكن ملامحه تدل على تميز ما .
    دخل المحل كانت نظراته تشع بثقة مزعومة لكنها تجد القبول . اقترب مني ودون ان يتكلم .. وضع ورقة صغيرة في الكيس الذي احمله .. وفي صمت خرج دون ان يلتفت . كأنه شعر بما داخلي .. كأنه عرف انني أعلنت عن نفسي باكثر مما يجب .شعرت انه ادى مهمته التي اتى من اجلها . وعلي ان انهي لحظتي بمغادرة السوق .
    وجدت نفسي وانا في المنزل .. استعيد ذاكرة اليوم . تلك الاحداث التي مرت وانا اتعامل معها بلذة المغامر . وجدت الاحباط يسكن احساسي . وجدت انني غير قادرة على التعايش مع هذا التغير الطارئ .
    تفحصت الورقة .. كان رقم الهاتف مكتوب بعناية .. وفي اسفل الورقة كان اسم ( فهد ) . داهمتني ابتسامة .. وانا اقول : انهم يختارون اجمل الاسماء .

    احتضن الهاتف و بين هاجس التردد وبين احساس يحرضني على البداية . تزيد دقات الوجع في قلبي .
    كلما ضغطت على الرقم اجد اصابعي تتوقف قبل ان يكتمل الرقم . مرة مرتين ثلاث .. عدة محاولات وانا اعيش لحظة الخوف والاقدام .
    لا ادري كيف سمعت صوتا هادئا .. يهمس: الو .. الو
    لحظة من الصمت بل بركان من الصمت يتامر على . اجبته بارتباك : انت فهد
    كان مستعد للحظة الارتباك التي اعيشها . كان خبيرا باحتضان خوفي .
    عشر دقائق من الصمت ومن كلمات مبعثرة .. كانت كفيلة بإنهاء المكالمة .
    اليوم التالي وجدت نفسي اكثر شجاعة . ادرت رقمه ولكن لم يرد .. اين هو حاولت مرة ثانية ولكن هاتفه يغرق في الصمت . وانا اغرق في تعبي الذي اخترته.. ليكون هاجس ايامي القادمة .
    حدثتني نفسي انه ربما اراد لأصابعي ان تعتاد على رقم هاتفه . ثلاثة ايام لم استطع سماع صوته .. وجدت نفسي ادخل في دوامة شوق مبكر غير مبرر .
    اليوم الرابع جاء صوته معتذرا عن غيابه ..ضبطت نفسي متلبسة بعتاب حار له .
    دار الحديث .. كان يقدم نفسه لي بطريقة محببة .. لم يكن فيها تكلف .. وان كانت لا تخلو من الخبث الذي قد استعذبه عندما يثمر هذا الاكتشاف عن احساس نادر نتمنى حضوره . احسست ان يعرف ماذا يريد مني .. وشعرت انه يعرف اكثر ماذا اريد منه .



    محاولة قصصية ـــــــــــ يتبع

  • #2
    أخي العزيز سمحان

    بداية قوية تستثير فضولي للبحث عن بقية القصة

    استخدام مميز للكلمات يجبر القارئ على السفر من خلال اناملك الى نفس المكان والاحساس بنفس الشعور

    لا تتأخر علينا بالمتبقي أخي العزيز وتقبل شكري وتقديري


    تحياتي
    أحزان

    تعليق


    • #3
      احزان ..
      حضورك مجد لحرفي .. دام مجدك ايها الكريم في اطرائه .. لك التحية والتقدير .

      تعليق


      • #4


        الله اللــــــــــــــــــــــــــه يا سمحان


        جميــــــل جميل 0000 مشوقة0000 اسلوب ادبي عذب و مهارة ليست

        بغريبة على سمحان 0


        ولا اود أن أقول أن (اللحظة السابقة لاتصالها ربما كانت بحاجة

        الى إيغال أكثر لاعتقادي بأنها تتحمل ذلك ولاعتقادي فعلا بجمال

        حروف سمحان وقدرته على ذلك )

        هذا فقط احساس وهو ربما لا يمثل شيء 00000 فالقصة رائعة

        وبانتظار اكتمالها يا سمحان 0


        تحيات أخيك // ابو عامر




        تعليق


        • #5
          ابو عامر الرائع ..

          (اللحظة السابقة لاتصالها ربما كانت بحاجة

          الى إيغال أكثر لاعتقادي بأنها تتحمل ذلك ولاعتقادي فعلا بجمال

          حروف سمحان وقدرته على ذلك )


          نعم ابو عامر اتفق معك .. ولكن هي مجرد محاولة اولى وفيها من النقص الكثير ..
          حضورك هنا وهذه القراءة الواعية منك تستحق الشكر والتقدير .. وانتظر حضورك في الاجزاء الاخرى .. تقبل ودي وتحياتي

          تعليق


          • #6

            يعطيك العافيه....


            أسلوب روائي جميل ممتع..



            أنا في إنتظار تتمة هذه القصه..



            قلب الذيب
            قلـب الذيــب





            [poem=font="Simplified Arabic,4,#8D1302,normal,normal" bkcolor="" bkimage="" border="none,4,#400000" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]
            لكل شيءٍ إذا ما تم نقصانُ = فلا يغر بطيب العيش إنسانُ
            هي الأمورُ كما شاهدتها دولٌ = من سره زمن ساءتهُ أزمانُ
            وهذه الدار لا تُبقي على أحدٍ= ولا يدومُ على حالٍ لها شانُ [/poem]


            [align=center]أبو البقاء الرندي[/align]



            إضغط هنا لديواني الإلكتروني:

            saeedalhumali@hotmail.com

            تعليق


            • #7
              قلب الذيب

              شكرا لمرورك .. شكرا للترقب القادم منك .. اسعدني حضورك لك الود والتحية .

              تعليق

              يعمل...
              X