الأقــدام تَـــطرق بــكثرة قُربها... لم يَــكن باستطاعتها تَـــحريك شَـــفتيها ،ليعلموا أنَّــها
مـــا تَـــزال عَــلى قَـــيد الحَــياة!... حـــين رمـــى بـــها والدها مِـــن عـــلو درج مُــــرتفع
نحو ثــــلاثةأو اربــــعة أمتار ...
زحَـــفت الجــيران ،والدِّماء تتَـــدفق مِـــن رأسِــها النَّـد ووجــهها يَـــصرخ بمفاتنها ،رغْم
اللـــون الأصـــفر الشـــاحب عَـــلى وجــــهها الفاتن ، وهـــو واقف كالنسر الجَسور يَنظر
إلـــى مــــا اقترفت يَـــداه ،وعَـــيناه يَـــملأ هما الغضب!... فَــلم يَــكفيه مــا فعل!..
وزوجَــته تَــــهتز ، ولسانها يَـــكاد يَـــقفز مِـــن فَـــمها ،وهِـــي تَــــرمي كالحِــمم
البـــركانية كَــلماتها ،و تقذفُ عائشة تِـــلك المُــحصنة التي لَــطالما كانت نَموذجا
للبنت الرضــية ،فتقول :أيتَّــــها العاهرة تَـــرك لك قَـــميصه وهَـــرب !!....
تَــــرك لكِ قَــــميصه وهَـــرب .....
إندفَـــع مَـــحمود مِــن بين الناس لِــيرى أخـــته والدماء تَـــسيل من رأسها ،وصَــوت
زوجـــة أبـــيه مَـــلأ الـــدار.... فلـــم يَــــشعر إ لا ويداه تَــــحمل أخته لــــينقلها إلى
المستشفى وهــو يُــــردد سامَــحك الله....
هــذه عـــائشة الطاهرة سامَـــحك الله يا ظالمة !...
فـــي اليوم التالي إاستفاقَت عـــائشة والجـــروح أنــهكت جَــسدها ورأسها المثخن
بالأوجـــاع ، فَــوجدت أخــوها قُـــربها !...ينَــظر إليها والــدموع تَـــفر مِــن عَــينيه فَسألها.:
مـــاذا حَـــدث يا عائشة؟؟
قـــالت: هـــو إبـــن الجيران حُــسين وهــو أصغر مـــني تَــعرفه!!...
قال لها نَـــعم
قــالت: طلب مني أن أخيط لَـــه أزرار للقميص ، فأتت بـــه أخته الصُــغرى كَــي أخيط لَــه
الأزرار دخــلت زوجَـــة أبـــيك !.. ورأت القميص بين يدي فصرخت!!.......
تَـــرك لك القميص وهَـــرب !!...
ولَـــم اشعر الا وأبـــي يقذف بـــي مِــن على الدرج ،وهــا أنا هُــنا ، فـــهزَّ رأسه محمود
متألماً مُـــتحسراً عَـــلى أخته الوحـــيدة ، وذهب الى دكـــانه والدموع تَــــتساقط مِـــن
عَــينيه....
التقى بصاحبه فَــسأله: لما الدموع في عَـــينيك يا محمود؟....
فَـــروى لَـــه ما حدث لأخته وظُــلم زوجةأبيه لها الــدائم ، وشكى له مُــصابه مَـــع تلك
الزوجة الظالمة!... وهَـــمُّ أخــــته يـــكاد يتركه في حـــالة جُــنون ،فقد تشوه جبينها
من الجُرح ويَـــدها....
فَــكيف سيعود بها إلى البيت لِــتظلم من جَــديد ، فَــقال له صديقه أتَـــزوجها!..
ظن محمود أنه سَـــيشفق عَـــلى أخته فَـــقط فَـــخاف عَــليها ...
قال: تَـــعلم أن زوجتي ماتت، وتركت لي طفلتين....
سأحـــافظ عليها يا محمود لا تَـــخف
سُـــرَّ مَـــحمود واغـــتبط ....بَـــعد أن شَـــعر الصدق فــي حَــديث صديقه ، وعندما أخبرها
كادت تَـــطير فـــرحاً ، فَـــخرجت مِـــن المستشفى إلى بيَــت زوجها لِــــــتعيش في كنفه
مُـــدللة مُـــكرَّمة وهـــو يَـــكبرها بــخمسة عَــشر عاماً!... وله إبنتين....
لكِّــنها كـــانت زوجة فاضلة، وأماً حَــنونا لبناته، وبين الحين والأخر تَـــــــــحملها الذكريات
الأليمة لِـــتلك الحادثة ....عندما تَــنظر للمرآة وَتــــرى أثر الجرح على جَـــبينها...
فَـــتقول: الحمدلله..... الحمدلله
بقلم ضحى عبدالرؤوف المل
مـــا تَـــزال عَــلى قَـــيد الحَــياة!... حـــين رمـــى بـــها والدها مِـــن عـــلو درج مُــــرتفع
نحو ثــــلاثةأو اربــــعة أمتار ...
زحَـــفت الجــيران ،والدِّماء تتَـــدفق مِـــن رأسِــها النَّـد ووجــهها يَـــصرخ بمفاتنها ،رغْم
اللـــون الأصـــفر الشـــاحب عَـــلى وجــــهها الفاتن ، وهـــو واقف كالنسر الجَسور يَنظر
إلـــى مــــا اقترفت يَـــداه ،وعَـــيناه يَـــملأ هما الغضب!... فَــلم يَــكفيه مــا فعل!..
وزوجَــته تَــــهتز ، ولسانها يَـــكاد يَـــقفز مِـــن فَـــمها ،وهِـــي تَــــرمي كالحِــمم
البـــركانية كَــلماتها ،و تقذفُ عائشة تِـــلك المُــحصنة التي لَــطالما كانت نَموذجا
للبنت الرضــية ،فتقول :أيتَّــــها العاهرة تَـــرك لك قَـــميصه وهَـــرب !!....
تَــــرك لكِ قَــــميصه وهَـــرب .....
إندفَـــع مَـــحمود مِــن بين الناس لِــيرى أخـــته والدماء تَـــسيل من رأسها ،وصَــوت
زوجـــة أبـــيه مَـــلأ الـــدار.... فلـــم يَــــشعر إ لا ويداه تَــــحمل أخته لــــينقلها إلى
المستشفى وهــو يُــــردد سامَــحك الله....
هــذه عـــائشة الطاهرة سامَـــحك الله يا ظالمة !...
فـــي اليوم التالي إاستفاقَت عـــائشة والجـــروح أنــهكت جَــسدها ورأسها المثخن
بالأوجـــاع ، فَــوجدت أخــوها قُـــربها !...ينَــظر إليها والــدموع تَـــفر مِــن عَــينيه فَسألها.:
مـــاذا حَـــدث يا عائشة؟؟
قـــالت: هـــو إبـــن الجيران حُــسين وهــو أصغر مـــني تَــعرفه!!...
قال لها نَـــعم
قــالت: طلب مني أن أخيط لَـــه أزرار للقميص ، فأتت بـــه أخته الصُــغرى كَــي أخيط لَــه
الأزرار دخــلت زوجَـــة أبـــيك !.. ورأت القميص بين يدي فصرخت!!.......
تَـــرك لك القميص وهَـــرب !!...
ولَـــم اشعر الا وأبـــي يقذف بـــي مِــن على الدرج ،وهــا أنا هُــنا ، فـــهزَّ رأسه محمود
متألماً مُـــتحسراً عَـــلى أخته الوحـــيدة ، وذهب الى دكـــانه والدموع تَــــتساقط مِـــن
عَــينيه....
التقى بصاحبه فَــسأله: لما الدموع في عَـــينيك يا محمود؟....
فَـــروى لَـــه ما حدث لأخته وظُــلم زوجةأبيه لها الــدائم ، وشكى له مُــصابه مَـــع تلك
الزوجة الظالمة!... وهَـــمُّ أخــــته يـــكاد يتركه في حـــالة جُــنون ،فقد تشوه جبينها
من الجُرح ويَـــدها....
فَــكيف سيعود بها إلى البيت لِــتظلم من جَــديد ، فَــقال له صديقه أتَـــزوجها!..
ظن محمود أنه سَـــيشفق عَـــلى أخته فَـــقط فَـــخاف عَــليها ...
قال: تَـــعلم أن زوجتي ماتت، وتركت لي طفلتين....
سأحـــافظ عليها يا محمود لا تَـــخف
سُـــرَّ مَـــحمود واغـــتبط ....بَـــعد أن شَـــعر الصدق فــي حَــديث صديقه ، وعندما أخبرها
كادت تَـــطير فـــرحاً ، فَـــخرجت مِـــن المستشفى إلى بيَــت زوجها لِــــــتعيش في كنفه
مُـــدللة مُـــكرَّمة وهـــو يَـــكبرها بــخمسة عَــشر عاماً!... وله إبنتين....
لكِّــنها كـــانت زوجة فاضلة، وأماً حَــنونا لبناته، وبين الحين والأخر تَـــــــــحملها الذكريات
الأليمة لِـــتلك الحادثة ....عندما تَــنظر للمرآة وَتــــرى أثر الجرح على جَـــبينها...
فَـــتقول: الحمدلله..... الحمدلله
بقلم ضحى عبدالرؤوف المل
تعليق