مليكتي وفاء
انا الراهب
ذلك الراهب الذي اعتزل الكون بعد رحيلك
الراهب الذي اعتكف في صومعة الذكرى بعد رحيلك
جلست هناك طويلا أتلو لروحك تراتيل الوفاء
جلست وحيدا ليس معي سوى روحك الطاهرة التي لم تزل ترفرف في أرجاء الصومعة
أنهكت رطوبة المكان عظامي
لم أرَ النور منذ زمنٍ بعيد
وأعلمُ أنّكِ لستِ مسرورة لهذا الحال
اليوم سمعت شدو البلابل في الخارج
نظرت من ثقب الباب
رأيت النور الذي لم تستطع عيناي إبصاره للوهلة الأولى
الوان الربيع زاهية
والفراشات تغازل الورود بطيرانها الذي كان يشابه رقصة عشقٍ مجنونة
وكان غناء العصافير يملؤ المكان سحرا
وهنالك فتاة ٌ لم تزل تنتظر الباب ليفتح من زمنٍ بعيد
إنها ملائكيّة الملامح مثلك
أبصرت البرائة في عينيها التي أنهكها الإنتظار والترقّب
مليكتي وفاء
أيتها الهائمة خلف حدود الزمان والمكان
سأنزع عن نفسي أكفان العزلة
سأغادر تابوت الذكرى لأخرج منه للحياة من جديد كالفراشة التي تغادر ظلمة الشرنقة باحثةً عن دفئ الشمس
سأخرج للحياة
سئمت الموت
سأحيى من جديد
وبعد اليوم ستعيشن في جسدٍ ينبض بالحياة
سأمدّ يدي لتلك الفاتنة الملائكيّة الملامح
سأحيى معها ولها
وسيحيى حبّك بين أضلاع صدري كمملكة مستقلّة أنت الملكة فيها لا ينافسك في ملكها أحد
مراد الشيخ
الظامي
تعليق