الإتحاد قوة

عندما تأسس مجلس التعاون الخليجي في 25 مايو 1981م استبشر المواطنين ,وغيرهم من مواطني الدول العربية والاسلامية,خيرا وظنوا أن الاتحاد سيكون قوة تربط البلدان الخليجية بعضها ببعض وتوحد أنظمتها وقوانينها,وسيطول كل مايحدث من خير لبلدان الخليج ,البلدان العربية شرقها وغربها ,شمالها وجنوبها,وسيتفيأ ظلال أشجاره الوارفة ,كل عربي مسلم,فصدحت فرحا قنواتنا الإعلاميةعلى اختلاف مشاربنا,بتغريدة واحدة رددناها كلنا بصوت واحد ذات زمن كان ,وقد تمنينا لو أنه يكون ونردد كما كنا وأكثر من ذي قبل(خليجنا واحد وشعبنا واحد,وديننا واحد,دينارنا واحد,وحكامنا واحد.ومع دورة الأيام وتعاقب الأعوام اكتشفنا أن ماكنا نردده كان مجرد وهم,فلا عملة موحدة,ولاقبول لعملة بلد في بلد آخر مهما كان قربه منك,ولاقوانين وأنظمة تتشابه ولاحتى أبنية أو شوارع أو لهجة أو وجوه,بل كلها تردد غربة وأغتراب,كلما اقتربنا..كنا نأمل أن توحدنا كلمة هي أكبر من كل الكلمات وهي كلمة(لاإله إلا الله)ولكنا فشلنا في معرفتها ولم تحقق لنا الوحدة المطلوبة التي كنا نأمل,فقلنا في أنفسنا,ربما في (خليجنا واحد) العوض ولكننا اكتشفنا أن خليجنا متعدد الأطياف والرغبات والميول,ومختلف العقائد والإتجاهات والأشكال والألوان والهوايات والطموحات وغيرها,فأصبنا بالذهول وبالكثير من الإحباطات المتكررة والمتتالية,خاصة مع إيقاف نشاط مؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك ,لدول الخليج العربي,والتي كنا نعتبرها اللبنة الأولى المعطاء في تأسيس ,وتوحيد فكر أطفالنا الخليجيين بصفتهم أبناء منطقة واحدة تجمعهم ربما مرئيات واحدة وافرازات ثقافة نفطية موحدة تجعل اهتماماتهم متشابهة في أكثر من مجال اجتماعي وأدبي واحد ولكن للأسف لم يمتد بها العمر تلك المؤسسة وقضت نحبها ولاندري حتى الآن مالسبب..ولكن وأخيرا وعلى مضض وبعد لأي,وطول انتظار,صدر قرار دخول المواطن السعودي,إلى دولة الإمارات بالبطاقة الشخصية,وأصبح تنفيذه قاب قوسين أو أدنى..ولكن تبقى للمواطن وللضرورة الأمنية عدة رغبات وأمنيات لازالت تعيش بل تعشش في ملفات الصمت وكأنها مطالب من المسكوت عنه ,مع أنها في صالح الوطن الخليجي الواحد ككل حكاما ومحكومين,من غير تماس مع حرية كل وطن في أموره وشؤونه الداخلية التي ليس من حق أي وطن آخر التدخل بها من قريب أو بعيد,ولكن لاشيئ طبق مجرد كلام جرايد وحبر على ورق. ويبقى الوطن الخليجي في منفى عن بعضه البعض شتات على شتات,برغم قربه وتماسه مع بعضه البعض ارضا وانسانا وموروثا وتراثا وعقيدة واشكاليات ومشكلات اجتماعية وسياسة واقتصادية وغيرها مما قد لايحيط بعلمه إلا الله سبحانه وتعالى.الآن عندما نسافر من دولة خليجية إلى أخرى,فنحن نضطر إلى تغيير العملة,مع أن سفرنا يكاد يكون داخل دولة واحدة,لاتباعد بين حدودها ,ولالهجة انسانها ,او ثقافته العامة,ولكن التباعد والبعد في قوانين كل منها منفردة لاأمل إلى مالايكاد يكون في جمعها على قلب وطن واحد وإن إتحدت قلوب مواطنيها وأجناسهم,فقد فرقتهم الجنسيات..وكل إتحاد ونحن بألف خير,وربما نكون.

صحيفة اليوم

الاخت نورة الخاطر .....لا شك أن الاتحاد قوة كما تقولين ...ولكن ماينقص دول المجلس هو تفعيل القرارات والقوانين التي صدرت من دوارت المجلس على مر العقود فقط لا غير ...دمتي بخير

تحياتي لك