هو عمرو بن مالك الأزدي القحطاني، من قحطان
من شعراء العصر الجاهلي
توفي سنة 70 ق.هـ / 554 م
شاعر جاهلي، يماني، من فحول الطبقة الثانية وكان من فتاك العرب وعدائيهم، وهو أحد الخلعاء الذين تبرأت منهم عشائرهم.
قتلهُ بنو سلامان، وقيست قفزاته ليلة مقتلهِ فكان الواحدة منها قريباً من عشرين خطوة، وفي الأمثال (أعدى من الشنفري).
وهو صاحب لامية العرب، شرحها الزمخشري في أعجب العجب المطبوع مع شرح آخر منسوب إلى المبرَّد ويظن أنه لأحد تلاميذ ثعلب.
وللمستشرق الإنكليزي ردهوس المتوفي سنة 1892م رسالة بالانكليزية ترجم فيها قصيدة الشنفري وعلق عليها شرحاً وجيزاً
[poem=font="Simplified Arabic,6,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أَقِيمُوا بَنـي أُمِّي صُـدُورَ مَطِيَّكُـمْ
فإنِّي إلـى قَـوْمٍ سِوَاكُـمْ لأَمْيَـلُ
فَقَدْ حُمَّتِ الحَاجَاتُ واللَّيْـلُ مُقْمِـرٌ
وَشُدَّتْ لِطِيّـات مَطَايَـا وَأرْحُـلُ
وفي الأَرْضِ مَنْأًى لِلْكَرِيـمِ عَنِ الأذَى
وفيها لِمَنْ خَـافَ القِلَـى مُتَعَـزَّلُ
لَعَمْرُكَ ما بالأرْضِ ضِيقٌ على امْـرِىءٍ
سَـرَى رَاغِبـا أو رَاهِبا وهو يَعْقِـلُ
ولي دُوْنَكُمْ أهْلُـون : سِيدٌ عَمَلَّـسٌ
وَأرْقَـطُ زُهْلُـولٌ وَعَرْفَـاءُ جَيْئَـلُ
هُمُ الأهْلُ لا مُسْتَوْدَعُ السِّـرِّ ذائـعٌ
لَدَيْهِمْ وَلاَ الجَـاني بما جَـرَّ يُخْـذَلُ
وَكُـلٌّ أبـيٌّ بَاسِـلٌ غَيْـرَ أنَّنِـي
إذا عَرَضَتْ أُولَـى الطَرَائِـدِ أبْسَـلُ
وإنْ مُدَّتِ الأيْدِي إلى الـزادِ لم أكُـنْ
بأعْجَلِهِـمْ إذْ أجْشَعُ القَـوْمِ أعْجَـلُ
ومـا ذَاكَ إلاّ بَسْطَـةٌ عَـنْ تَفَضُّـلٍ
عَلَيْهِـمْ وكان الأفْضَــلَ المُتَفَضِّـلُ
وإنّي كَفَانـي فَقْدَ مَنْ ليس جَازِيـا
بِحُسْنَـى ولا فـي قُرْبِـهِ مُتَعَلَّـلُ
ثَلاَثَـةُ أصْحَـابٍ : فُـؤَادٌ مُشَيَّـعٌ
وأبْيَضُ إصْلِيـتٌ وَصَفْـرَاءُ عَيْطَـلُ
هَتُوفٌ مِنَ المُلْـسِ المُتُـونِ تَزِينُهـا
رَصَائِـعُ قد نِيطَـتْ إليها وَمِحْمَـلُ
إذا زَلَّ عنها السَّهْـمُ حَنَّـتْ كأنَّهـا
مُـرَزَّأةٌ عَجْلَـى تُـرِنُّ وَتُـعْـوِلُ
وَأغْدو خَمِيصَ البَطْـن لا يَسْتَفِزُّنِـي
إلى الزَّادِ حِـرْصٌ أو فُـؤادٌ مُوَكَّـلُ
وَلَسْتُ بِمِهْيَـافٍ يُعَشِّـي سَوَامَـه
مُجَـدَّعَـةً سُقْبَانُهـا وَهْـيَ بُهَّـلُ
ولا جُبَّـإِ أكْهَـى مُـرِبٍّ بِعِرْسِـهِ
يُطَالِعُهَا فـي شَأْنِـهِ كَيْـفَ يَفْعَـلُ
وَلاَ خَـرِقٍ هَـيْـقٍ كَـأَنَّ فـؤادَهُ
يظَـلُّ بـه المُكَّـاءُ يَعْلُـو وَيَسْفُـلُ
ولا خَـالِـفٍ دارِيَـةٍ مُـتَـغَـزِّلٍ
يَـرُوحُ وَيَغْـدُو داهـنـا يَتَكَحَّـلُ
وَلَسْـتُ بِعَـلٍّ شَـرُّهُ دُونَ خَيْـرِهِ
ألَـفَّ إذا ما رُعْتَـهُ اهْتَـاجَ أعْـزَلُ
وَلَسْتُ بِمِحْيَارِ الظَّـلاَمِ إذا انْتَحَـتْ
هُدَى الهَوْجَلِ العِسّيفِ يَهْمَاءُ هُوَجَـلُ
إذا الأمْعَزُ الصَّوّانُ لاقَـى مَنَاسِمِـي
تَطَـايَـرَ مـنـه قـادِحٌ وَمُفَلَّـلُ
أُدَيمُ مِطَـالَ الجُـوعِ حتّـى أُمِيتَـهُ
وأضْرِبُ عَنْهُ الذِّكْرَ صَفْحـا فأُذْهَـلُ
وَأَسْتَفُّ تُرْبَ الأرْضِ كَيْلاَ يُرَى لَـهُ
عَلَيَّ مِـنَ الطَّـوْلِ امْـرُؤٌ مُتَطَـوِّلُ
ولولا اجْتِنَابُ الذَّأْمِ لم يُلْفَ مَشْـرَبٌ
يُعَـاشُ بـه إلاّ لَـدَيَّ وَمَـأْكَـلُ
وَلَكِنّ نَفْـسا مُـرَّةً لا تُقِيـمُ بـي
علـى الـذامِ إلاّ رَيْثَـما أتَحَـوَّلُ
وَأَطْوِي على الخَمْصِ الحَوَايـا كَمـا
انْطَوَتْ خُيُوطَةُ مارِيٍّ تُغَـارُ وتُفْتَـلُ
وأغْدُو على القُوتِ الزَّهِيدِ كما غَـدَا
أزَلُّ تَهَـادَاهُ التنَـائِـفَ أَطْـحَـلُ
غَدَا طَاوِيا يُعَـارِضُ الرِّيـحَ هَافِيـا
يَخُوتُ بأذْنَابِ الشِّعَـابِ وَيَعْسِـلُ
فَلَمَّا لَوَاهُ القُـوتُ مِنْ حَيْـثُ أَمَّـهُ
دَعَـا فَـأَجَابَتْـهُ نَظَـائِـرُ نُحَّـلُ
مُهَلَّلَـةٌ شِيـبُ الوُجُـوهِ كـأنَّهـا
قِـدَاحٌ بأيـدي يـاسِـرٍ تَتَقَلْقَـلُ
أوِ الخَشْرَمُ المَبْعُوثُ حَثْحَـثَ دَبْـرَهُ
مَحَابِيـضُ أرْدَاهُـنَّ سَـامٍ مُعَسِّـلُ
مُهَـرَّتَـةٌ فُـوهٌ كـأنَّ شُـدُوقَهـا
شُقُوقُ العِصِـيِّ كَالِحَـاتٌ وَبُسَّـلُ
فَضَـجَّ وَضَجَّـتْ بالبَـرَاحِ كأنَّهـا
وإيّـاهُ نُـوحٌ فَـوْقَ عَلْيَـاءَ ثُكَّـلُ
وأغْضَى وأغْضَتْ وَاتّسَى واتَّسَتْ بـه
مَرَامِيـلُ عَـزَّاهـا وعَزَّتْـهُ مُرْمِـلُ
شَكَا وَشَكَتْ ثُمَّ ارْعَوَى بَعْدُ وَارْعَوَتْ
وَلَلصَّبْرُ إنْ لَمْ يَنْفَعِ الشَّكْـوُ أجْمَـلُ
وَفَـاءَ وَفَـاءَتْ بـادِراتٍ وَكُلُّهـا
على نَكَـظٍ مِمّـا يُكَاتِـمُ مُجْمِـلُ
وَتَشْرَبُ أَسْآرِي القَطَا الكُدْرُ بَعْدَمـا
سَـرَتْ قَرَبـا أحْنَاؤهـا تَتَصَلْصَـلُ
هَمَمْتُ وَهَمَّتْ وَابْتَدَرْنَا وأسْـدَلَـتْ
وشَمَّـرَ مِـنِّـي فَـارِطٌ مُتَمَهِّـلُ
فَوَلَّيْتُ عَنْها وَهْـيَ تَكْبُـو لِعُقْـرِهِ
يُبَاشِـرُهُ منـها ذُقُـونٌ وَحَوْصَـلُ
كـأنَّ وَغَاهـا حَجْرَتَيْـهِ وَحَوْلَـهُ
أَضَامِيـمُ من سَفْـرِ القَبَائِـلِ نُـزَّلُ
تَوَافَيْـنَ مِنْ شَتَّـى إِلَيْـهِ فَضَمَّـهَا
كما ضـمَّ أذْوَادَ الأصَارِيـمِ مَنْهَـلُ
فَغَبَّتْ غِشَاشا ثُـمَّ مَـرَّتْ كأنّهـا
مَعَ الصُّبْحِ رَكْبٌ مِنْ أُحَاظَةَ مُجْفِـلُ
وآلَفُ وَجْهَ الأرْضِ عِنْـدَ افْتَراشِهـا
بأهْـدَأَ تُنْبِيـهِ سَنَاسِـنُ قُـحَّـلُ
وَأَعْدِلُ مَنْحُوضـا كـأنَّ فُصُوصَـهُ
كعَابٌ دَحَاهَا لاعِـبٌ فَهْـيَ مُثَّـلُ
فإنْ تَبْتَئِـسْ بالشَّنْفَـرَى أمُّ قَسْطَـلٍ
لَمَا اغْتَبَطَتْ بالشَّنْفَرَى قَبْـلُ أطْـوَلُ
طَرِيـدُ جِنَايَـاتٍ تَيَاسَـرْنَ لَحْمَـهُ
عَقِيـرَتُــهُ لأَيِّـهـا حُــمَّ أوَّلُ
تَنَـامُ إذا ما نـام يَقْظَـى عُيُونُهـا
حِثـاثـا إلى مَكْـرُوهِـهِ تَتَغَلْغَـلُ
وإلْـفُ هُمُـومٍ ما تَـزَالُ تَعُـودُهُ
عِيَادا كَحُمَّى الرِّبْعِ أو هِـيَ أثْقَـلُ
إذا وَرَدَتْ أصْـدَرْتُهـا ثـمّ إنّهـا
تَثُوبُ فَتَأتـي مِنْ تُحَيْتُ ومِنْ عَـلُ
فإمّا تَرَيْنِي كابْنَـةِ الرَّمْـلِ ضاحيـا
علـى رِقَّـةٍ أحْفَـى ولا أَتَنَـعَّـلُ
فإنّي لَمَولَى الصَّبْـرِ أجتـابُ بَـزَّهُ
على مِثْلِ قَلْبِ السِّمْعِ والحَزْمَ أفْعَـلُ
وأُعْـدِمَ أحْيَـانـا وأغْنَـى وإنَّمـا
يَنَـالُ الغِنَـى ذو البُعْـدَةِ المُتَبَـذِّلُ
فلا جَـزِعٌ مِـنْ خَلَّـةٍ مُتَكَشِّـفٌ
ولا مَـرِحٌ تَحْـتَ الغِنَـى أتَخَيَّـلُ
ولا تَزْدَهِي الأجْهالُ حِلْمِـي ولا أُرَى
سَـؤُولاً بأعْقَـابِ الأقَاويلِ أُنْمِـلُ
وَلَيْلَةِ نَحْسٍ يَصْطَلي القَـوْسَ رَبُّهـا
وَأقْطُعَـهُ اللاّتي بـها يَـتَـنَـبَّـلُ
دَعَسْتُ على غَطْشٍ وَبَغْشٍ وَصُحْبَتـي
سُعَـارٌ وإرْزِيـرٌ وَوَجْـرٌ وَأَفَكَـلُ
فأيَّمْـتُ نِسْوَانَـا وأيْتَمْـتُ إلْـدَةً
وَعُدْتُ كما أبْـدَأْتُ واللَّيْـلُ ألْيَـلُ
وأصْبَحَ عَنّـي بالغُمَيْصَـاءِ جَالسـا
فَرِيقَانِ : مَسْـؤُولٌ وَآخَـرُ يَسْـأَلُ
فَقَالُوا : لَقَدْ هَـرَّتْ بِلَيْـلٍ كِلاَبُنَـا
فَقُلْنَا: أذِئْـبٌ عَسَّ أمْ عَـسَّ فُرْعُـلُ
فَلَـمْ يَـكُ إلاّ نَبْـأةٌ ثُـمَّ هَوَّمَـتْ
فَقُلْنَا : قَطَـاةٌ رِيعَ أمْ رِيـعَ أجْـدَلُ
فَإِنْ يَكُ مِنْ جِـنٍّ لأَبْـرَحُ طارِقـا
وإن يَكُ إنْسـا ما كَهاالإنسُ تَفْعَـلُ
وَيَومٍ مِنَ الشِّعْـرَى يَـذُوبُ لُعَابُـهُ
أفـاعِيـهِ فـي رَمْضائِـهِ تَتَمَلْمَـلُ
نَصَبْتُ له وَجْهـي ولا كِـنَّ دُونَـهُ
ولا سِتْـرَ إلاّ الأتْحَمِـيُّ المُـرَعْبَـلُ
وَضافٍ إذا طارَتْ له الرِّيحُ طَيَّـرَتْ
لبائِـدَ عـن أعْطَـافِـهِ ماتُرَجَّـلُ
بَعِيدٌ بِمَسِّ الدُّهْـنِ والفَلْـيِ عَهْـدُهُ
له عَبَسٌ عافٍ مِنَ الغِسْـل مُحْـوِلُ
وَخَرْقٍ كظَهْرِ التُّـرْسِ قَفْـرٍ قَطَعْتُـهُ
بِعَامِلَتَيْـنِ ، ظَهْـرُهُ لَيْـسَ يُعْمَـلُ
فألْحَقْـتُ أُوْلاَهُ بأُخْـرَاهُ مـوفيـا
علـى قُنَّـةٍ أُقْعِـي مِـرَارا وَأمْثُـلُ
تَرُودُ الأَرَاوِي الصُّحْمُ حَوْلـي كأنّها
عَـذَارَى عَلَيْهِـنَّ الـمُلاَءُ المُذَيَّـلُ
وَيَرْكُدْنَ بالاصَـالِ حَوْلِـي كأنُّنـي
مِنَ العُصْمِ أدْفى يَنْتَحي الكِيحَ أعْقَـلُ
[/poem]
مع تحيات بحر
منقول
من شعراء العصر الجاهلي
توفي سنة 70 ق.هـ / 554 م
شاعر جاهلي، يماني، من فحول الطبقة الثانية وكان من فتاك العرب وعدائيهم، وهو أحد الخلعاء الذين تبرأت منهم عشائرهم.
قتلهُ بنو سلامان، وقيست قفزاته ليلة مقتلهِ فكان الواحدة منها قريباً من عشرين خطوة، وفي الأمثال (أعدى من الشنفري).
وهو صاحب لامية العرب، شرحها الزمخشري في أعجب العجب المطبوع مع شرح آخر منسوب إلى المبرَّد ويظن أنه لأحد تلاميذ ثعلب.
وللمستشرق الإنكليزي ردهوس المتوفي سنة 1892م رسالة بالانكليزية ترجم فيها قصيدة الشنفري وعلق عليها شرحاً وجيزاً
[poem=font="Simplified Arabic,6,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أَقِيمُوا بَنـي أُمِّي صُـدُورَ مَطِيَّكُـمْ
فإنِّي إلـى قَـوْمٍ سِوَاكُـمْ لأَمْيَـلُ
فَقَدْ حُمَّتِ الحَاجَاتُ واللَّيْـلُ مُقْمِـرٌ
وَشُدَّتْ لِطِيّـات مَطَايَـا وَأرْحُـلُ
وفي الأَرْضِ مَنْأًى لِلْكَرِيـمِ عَنِ الأذَى
وفيها لِمَنْ خَـافَ القِلَـى مُتَعَـزَّلُ
لَعَمْرُكَ ما بالأرْضِ ضِيقٌ على امْـرِىءٍ
سَـرَى رَاغِبـا أو رَاهِبا وهو يَعْقِـلُ
ولي دُوْنَكُمْ أهْلُـون : سِيدٌ عَمَلَّـسٌ
وَأرْقَـطُ زُهْلُـولٌ وَعَرْفَـاءُ جَيْئَـلُ
هُمُ الأهْلُ لا مُسْتَوْدَعُ السِّـرِّ ذائـعٌ
لَدَيْهِمْ وَلاَ الجَـاني بما جَـرَّ يُخْـذَلُ
وَكُـلٌّ أبـيٌّ بَاسِـلٌ غَيْـرَ أنَّنِـي
إذا عَرَضَتْ أُولَـى الطَرَائِـدِ أبْسَـلُ
وإنْ مُدَّتِ الأيْدِي إلى الـزادِ لم أكُـنْ
بأعْجَلِهِـمْ إذْ أجْشَعُ القَـوْمِ أعْجَـلُ
ومـا ذَاكَ إلاّ بَسْطَـةٌ عَـنْ تَفَضُّـلٍ
عَلَيْهِـمْ وكان الأفْضَــلَ المُتَفَضِّـلُ
وإنّي كَفَانـي فَقْدَ مَنْ ليس جَازِيـا
بِحُسْنَـى ولا فـي قُرْبِـهِ مُتَعَلَّـلُ
ثَلاَثَـةُ أصْحَـابٍ : فُـؤَادٌ مُشَيَّـعٌ
وأبْيَضُ إصْلِيـتٌ وَصَفْـرَاءُ عَيْطَـلُ
هَتُوفٌ مِنَ المُلْـسِ المُتُـونِ تَزِينُهـا
رَصَائِـعُ قد نِيطَـتْ إليها وَمِحْمَـلُ
إذا زَلَّ عنها السَّهْـمُ حَنَّـتْ كأنَّهـا
مُـرَزَّأةٌ عَجْلَـى تُـرِنُّ وَتُـعْـوِلُ
وَأغْدو خَمِيصَ البَطْـن لا يَسْتَفِزُّنِـي
إلى الزَّادِ حِـرْصٌ أو فُـؤادٌ مُوَكَّـلُ
وَلَسْتُ بِمِهْيَـافٍ يُعَشِّـي سَوَامَـه
مُجَـدَّعَـةً سُقْبَانُهـا وَهْـيَ بُهَّـلُ
ولا جُبَّـإِ أكْهَـى مُـرِبٍّ بِعِرْسِـهِ
يُطَالِعُهَا فـي شَأْنِـهِ كَيْـفَ يَفْعَـلُ
وَلاَ خَـرِقٍ هَـيْـقٍ كَـأَنَّ فـؤادَهُ
يظَـلُّ بـه المُكَّـاءُ يَعْلُـو وَيَسْفُـلُ
ولا خَـالِـفٍ دارِيَـةٍ مُـتَـغَـزِّلٍ
يَـرُوحُ وَيَغْـدُو داهـنـا يَتَكَحَّـلُ
وَلَسْـتُ بِعَـلٍّ شَـرُّهُ دُونَ خَيْـرِهِ
ألَـفَّ إذا ما رُعْتَـهُ اهْتَـاجَ أعْـزَلُ
وَلَسْتُ بِمِحْيَارِ الظَّـلاَمِ إذا انْتَحَـتْ
هُدَى الهَوْجَلِ العِسّيفِ يَهْمَاءُ هُوَجَـلُ
إذا الأمْعَزُ الصَّوّانُ لاقَـى مَنَاسِمِـي
تَطَـايَـرَ مـنـه قـادِحٌ وَمُفَلَّـلُ
أُدَيمُ مِطَـالَ الجُـوعِ حتّـى أُمِيتَـهُ
وأضْرِبُ عَنْهُ الذِّكْرَ صَفْحـا فأُذْهَـلُ
وَأَسْتَفُّ تُرْبَ الأرْضِ كَيْلاَ يُرَى لَـهُ
عَلَيَّ مِـنَ الطَّـوْلِ امْـرُؤٌ مُتَطَـوِّلُ
ولولا اجْتِنَابُ الذَّأْمِ لم يُلْفَ مَشْـرَبٌ
يُعَـاشُ بـه إلاّ لَـدَيَّ وَمَـأْكَـلُ
وَلَكِنّ نَفْـسا مُـرَّةً لا تُقِيـمُ بـي
علـى الـذامِ إلاّ رَيْثَـما أتَحَـوَّلُ
وَأَطْوِي على الخَمْصِ الحَوَايـا كَمـا
انْطَوَتْ خُيُوطَةُ مارِيٍّ تُغَـارُ وتُفْتَـلُ
وأغْدُو على القُوتِ الزَّهِيدِ كما غَـدَا
أزَلُّ تَهَـادَاهُ التنَـائِـفَ أَطْـحَـلُ
غَدَا طَاوِيا يُعَـارِضُ الرِّيـحَ هَافِيـا
يَخُوتُ بأذْنَابِ الشِّعَـابِ وَيَعْسِـلُ
فَلَمَّا لَوَاهُ القُـوتُ مِنْ حَيْـثُ أَمَّـهُ
دَعَـا فَـأَجَابَتْـهُ نَظَـائِـرُ نُحَّـلُ
مُهَلَّلَـةٌ شِيـبُ الوُجُـوهِ كـأنَّهـا
قِـدَاحٌ بأيـدي يـاسِـرٍ تَتَقَلْقَـلُ
أوِ الخَشْرَمُ المَبْعُوثُ حَثْحَـثَ دَبْـرَهُ
مَحَابِيـضُ أرْدَاهُـنَّ سَـامٍ مُعَسِّـلُ
مُهَـرَّتَـةٌ فُـوهٌ كـأنَّ شُـدُوقَهـا
شُقُوقُ العِصِـيِّ كَالِحَـاتٌ وَبُسَّـلُ
فَضَـجَّ وَضَجَّـتْ بالبَـرَاحِ كأنَّهـا
وإيّـاهُ نُـوحٌ فَـوْقَ عَلْيَـاءَ ثُكَّـلُ
وأغْضَى وأغْضَتْ وَاتّسَى واتَّسَتْ بـه
مَرَامِيـلُ عَـزَّاهـا وعَزَّتْـهُ مُرْمِـلُ
شَكَا وَشَكَتْ ثُمَّ ارْعَوَى بَعْدُ وَارْعَوَتْ
وَلَلصَّبْرُ إنْ لَمْ يَنْفَعِ الشَّكْـوُ أجْمَـلُ
وَفَـاءَ وَفَـاءَتْ بـادِراتٍ وَكُلُّهـا
على نَكَـظٍ مِمّـا يُكَاتِـمُ مُجْمِـلُ
وَتَشْرَبُ أَسْآرِي القَطَا الكُدْرُ بَعْدَمـا
سَـرَتْ قَرَبـا أحْنَاؤهـا تَتَصَلْصَـلُ
هَمَمْتُ وَهَمَّتْ وَابْتَدَرْنَا وأسْـدَلَـتْ
وشَمَّـرَ مِـنِّـي فَـارِطٌ مُتَمَهِّـلُ
فَوَلَّيْتُ عَنْها وَهْـيَ تَكْبُـو لِعُقْـرِهِ
يُبَاشِـرُهُ منـها ذُقُـونٌ وَحَوْصَـلُ
كـأنَّ وَغَاهـا حَجْرَتَيْـهِ وَحَوْلَـهُ
أَضَامِيـمُ من سَفْـرِ القَبَائِـلِ نُـزَّلُ
تَوَافَيْـنَ مِنْ شَتَّـى إِلَيْـهِ فَضَمَّـهَا
كما ضـمَّ أذْوَادَ الأصَارِيـمِ مَنْهَـلُ
فَغَبَّتْ غِشَاشا ثُـمَّ مَـرَّتْ كأنّهـا
مَعَ الصُّبْحِ رَكْبٌ مِنْ أُحَاظَةَ مُجْفِـلُ
وآلَفُ وَجْهَ الأرْضِ عِنْـدَ افْتَراشِهـا
بأهْـدَأَ تُنْبِيـهِ سَنَاسِـنُ قُـحَّـلُ
وَأَعْدِلُ مَنْحُوضـا كـأنَّ فُصُوصَـهُ
كعَابٌ دَحَاهَا لاعِـبٌ فَهْـيَ مُثَّـلُ
فإنْ تَبْتَئِـسْ بالشَّنْفَـرَى أمُّ قَسْطَـلٍ
لَمَا اغْتَبَطَتْ بالشَّنْفَرَى قَبْـلُ أطْـوَلُ
طَرِيـدُ جِنَايَـاتٍ تَيَاسَـرْنَ لَحْمَـهُ
عَقِيـرَتُــهُ لأَيِّـهـا حُــمَّ أوَّلُ
تَنَـامُ إذا ما نـام يَقْظَـى عُيُونُهـا
حِثـاثـا إلى مَكْـرُوهِـهِ تَتَغَلْغَـلُ
وإلْـفُ هُمُـومٍ ما تَـزَالُ تَعُـودُهُ
عِيَادا كَحُمَّى الرِّبْعِ أو هِـيَ أثْقَـلُ
إذا وَرَدَتْ أصْـدَرْتُهـا ثـمّ إنّهـا
تَثُوبُ فَتَأتـي مِنْ تُحَيْتُ ومِنْ عَـلُ
فإمّا تَرَيْنِي كابْنَـةِ الرَّمْـلِ ضاحيـا
علـى رِقَّـةٍ أحْفَـى ولا أَتَنَـعَّـلُ
فإنّي لَمَولَى الصَّبْـرِ أجتـابُ بَـزَّهُ
على مِثْلِ قَلْبِ السِّمْعِ والحَزْمَ أفْعَـلُ
وأُعْـدِمَ أحْيَـانـا وأغْنَـى وإنَّمـا
يَنَـالُ الغِنَـى ذو البُعْـدَةِ المُتَبَـذِّلُ
فلا جَـزِعٌ مِـنْ خَلَّـةٍ مُتَكَشِّـفٌ
ولا مَـرِحٌ تَحْـتَ الغِنَـى أتَخَيَّـلُ
ولا تَزْدَهِي الأجْهالُ حِلْمِـي ولا أُرَى
سَـؤُولاً بأعْقَـابِ الأقَاويلِ أُنْمِـلُ
وَلَيْلَةِ نَحْسٍ يَصْطَلي القَـوْسَ رَبُّهـا
وَأقْطُعَـهُ اللاّتي بـها يَـتَـنَـبَّـلُ
دَعَسْتُ على غَطْشٍ وَبَغْشٍ وَصُحْبَتـي
سُعَـارٌ وإرْزِيـرٌ وَوَجْـرٌ وَأَفَكَـلُ
فأيَّمْـتُ نِسْوَانَـا وأيْتَمْـتُ إلْـدَةً
وَعُدْتُ كما أبْـدَأْتُ واللَّيْـلُ ألْيَـلُ
وأصْبَحَ عَنّـي بالغُمَيْصَـاءِ جَالسـا
فَرِيقَانِ : مَسْـؤُولٌ وَآخَـرُ يَسْـأَلُ
فَقَالُوا : لَقَدْ هَـرَّتْ بِلَيْـلٍ كِلاَبُنَـا
فَقُلْنَا: أذِئْـبٌ عَسَّ أمْ عَـسَّ فُرْعُـلُ
فَلَـمْ يَـكُ إلاّ نَبْـأةٌ ثُـمَّ هَوَّمَـتْ
فَقُلْنَا : قَطَـاةٌ رِيعَ أمْ رِيـعَ أجْـدَلُ
فَإِنْ يَكُ مِنْ جِـنٍّ لأَبْـرَحُ طارِقـا
وإن يَكُ إنْسـا ما كَهاالإنسُ تَفْعَـلُ
وَيَومٍ مِنَ الشِّعْـرَى يَـذُوبُ لُعَابُـهُ
أفـاعِيـهِ فـي رَمْضائِـهِ تَتَمَلْمَـلُ
نَصَبْتُ له وَجْهـي ولا كِـنَّ دُونَـهُ
ولا سِتْـرَ إلاّ الأتْحَمِـيُّ المُـرَعْبَـلُ
وَضافٍ إذا طارَتْ له الرِّيحُ طَيَّـرَتْ
لبائِـدَ عـن أعْطَـافِـهِ ماتُرَجَّـلُ
بَعِيدٌ بِمَسِّ الدُّهْـنِ والفَلْـيِ عَهْـدُهُ
له عَبَسٌ عافٍ مِنَ الغِسْـل مُحْـوِلُ
وَخَرْقٍ كظَهْرِ التُّـرْسِ قَفْـرٍ قَطَعْتُـهُ
بِعَامِلَتَيْـنِ ، ظَهْـرُهُ لَيْـسَ يُعْمَـلُ
فألْحَقْـتُ أُوْلاَهُ بأُخْـرَاهُ مـوفيـا
علـى قُنَّـةٍ أُقْعِـي مِـرَارا وَأمْثُـلُ
تَرُودُ الأَرَاوِي الصُّحْمُ حَوْلـي كأنّها
عَـذَارَى عَلَيْهِـنَّ الـمُلاَءُ المُذَيَّـلُ
وَيَرْكُدْنَ بالاصَـالِ حَوْلِـي كأنُّنـي
مِنَ العُصْمِ أدْفى يَنْتَحي الكِيحَ أعْقَـلُ
[/poem]
مع تحيات بحر
منقول
تعليق