--------------------------------------------------------------------------------
- -ادبرت خيوط الظلام , واقبل الصبح المفعم بوهج النور يسبق ظهور الشمس مخضبا بصوت الطيور البريه السارحه في ذلك الجو الربيعي المعطر بريح الخزاما والنفل والقطيفي 0
- - كانت خطواتي هادئه اتفحص مواطئها بعنايه , وعيناي تنظر الى ذلك البساط الاخضر الذي يمتد من تحتي يصافح اشجار العوسج ويحتضن شجيرات الصخبر المنتشره في ذلك الروض الطامن 0
- - بينما انا كذلك عادت بي الافكار الى ماضي السنين البعيده , تذكرت منزلنا في بيت الشعر في ذلك الروض في فصل الربيع , تذكرت والدتي ( رحمها الله ) وهي تدس صرة بها قليل من القرص المفروك وقطعه من التمر , احملها فطورا معي الى المدرسه , كانت تدسها بين كتبي وكراسا تي الغير منتظمه
ويضحك أبناء الحضر في فسحة المدرسه عندما يروني ومعي بعض اقاربي من ابناء البدووقد طوقنا صرة القرص المفروك والتمر نأكل بنهم , وقد زدناهم عجبا عندما نحضر (ام بريد ) فطور لنا في بعض الاحيان ونعزم المدرسين عليها 0
- - سنوات مضت لكن ابن الباديه الذي قدم من أسره بدويه ظاعنه أستطاع ان ينهي دراسته الثانويه بتفوق , ويسافر الى الخارج لاكمال درسته الجامعيه رغم الصعاب وشغف العيش !
- -ودعت ذكريات طفولتي ومددت نظري الى الامام فشاهدت شجيرات العشب المتداخله وقد شكلت فسيفساء , لايستطيع صنعها الا الخالق عز وجل 0
- - كان النسيم يتقاد من الغرب باردا , وعلى مقربه مني أرتفعت الورقا تبنهل بصوتها العذب الجميل الذي أعتدنا عليه منذ سالف السنين , معلنه بدء رحيل الربيع الذي كم تمنينا ان لايرحل , ليبقى لتعانقه الروح الحالمه بالفرح والمرح والسرور
تعليق