برغم كل ماقدمته المدنية لنا من حضارة,وبرغم أن أغلبنا نال درجة علمية لايستهان بها,وبرغم
كل شيئ نلناه بجهد او بغير جهد,من مكاسبنا او من مكاسب الأخرين,إلا أننا (لانزال أعراب)
تهفو أرواحنا إلى المطر,وإلى الترحال والتنقل من مكان إلى مكان في صحراء الجزيرة العربية
حتى وإن كانت مضاربنا ومخيماتنا خالية من الإبل والأغنام وغيرها من المواشي والطيور,إلا
أن عادات وتقاليدا ,سادت لضرورتها ,زمنا ثم بادت,ماتزال تتحكم بنا وماتزال
مستمرة,ومانزال نمارسها,بغير ضرورة لممارستها حتى يومنا هذا,وهي تقليد الرحيل من
أرض إلى أرض لمجرد المتعة ولاشيئ سواها,وتشييد(مخيمات الربيع)حتى وإن كانت الأرض
مجرد صحراء ممحلة شقق روحها الجدب,حتى لقد صارغبارها تذروه الرياح أنى اتجهت,فتشيع
معه أخبار الفقد.
كان المطر في الماضي حياة البدوي من غيره يتلاشى وتذبل روحه وليس أرضه فقط وتموت من
الجفاف بهائمه التي هي قوام حياته وتجف مياه وينابيع أباره,و(خباريه) ـ جمع(خبراء)وهي
الغدران ـ وتزدهر الكلمات على شفتيه المرتعشة وهو يَسأل فيجيب,او يُسأل فيهز رأسه بألم
أثناء حواره مع الآخرين,عن أخبار وعلوم المطر(الحيا) وهي كلمة مذكرة لـ (الحياة)بسبب أن
البدوي يكره كل مؤنث إلا إناث حيواناته فهي أثيرة لديه,وبسبب أن الحيا يحيي مامات من
أرضه ,وماتشقق من روحه عندما يغيب عنه زمنا طويلا لدرجة أنه يسمي هذا الزمن(دهر)أي
جدبا يعاني خلاله,ويتصارع مع الموت بكافة أشكاله,وألوانه,ومرراته,وغصصه حد الإجهاد
النفسي والبدني,وقد تتفرق الجماعات بسبب البحث عن مواطن بعيدة قد تكون مزهرة.
الآن في زمننا البعيد نسبيا عن زمن أجدادنا البدو الرحل,أصبح(التخييم)حتى بعد أن أصبح
أغلب أفراد المجتمعات الخليجية حضرا,ومدنهم حاضرات يتطاولون خلالها بالبنيان كما وردنا
ذكره في أحاديث رويت منذ ألف وعدد مئين,من دوران الكرة الأرضية حول الشمس وماتحدثه
من تغيير في طبيعة الأرض بما يسمى الفصول الأربعة,مجرد تقليدا يتبارى الناس في السبق له
والسباق إليه,والتباهي بكبر مساحة المخيمات وعدد أفرادها ,ومرتاديها وطريقة توزيع
اضاءتها وكيفية تأثيثها وغيره.
السؤال المربك,لم يحدث كل هذا التباهي والسباق المحموم,وغيره من سلبيات النفس البشرية
عندما يأتي موسم الشتاء وإن كانت الأرض صحراء لا(ماء)ولا(كلأ) فيها؟
نافذة ضوء/للأمير الشاعر/محمد الأحمد السديري/
متى تربع دارنا والمفالي
وتخضر فياض عقب ما هي بيباس
ونشوف فيها الديدحان متوالي
مثل الرعاف بخصر مدقوق الالعاس
وتنثر على البيدا سواة الزوالي
يشرق حماره شرقة الصبغ بالكاس
وتكبر(........) معبسات الشمالي
ويبني عليهن الشحم مثل الاطعاس
http://www.alyaum.com/issue/page.php?IN=12297&P=4
كل شيئ نلناه بجهد او بغير جهد,من مكاسبنا او من مكاسب الأخرين,إلا أننا (لانزال أعراب)
تهفو أرواحنا إلى المطر,وإلى الترحال والتنقل من مكان إلى مكان في صحراء الجزيرة العربية
حتى وإن كانت مضاربنا ومخيماتنا خالية من الإبل والأغنام وغيرها من المواشي والطيور,إلا
أن عادات وتقاليدا ,سادت لضرورتها ,زمنا ثم بادت,ماتزال تتحكم بنا وماتزال
مستمرة,ومانزال نمارسها,بغير ضرورة لممارستها حتى يومنا هذا,وهي تقليد الرحيل من
أرض إلى أرض لمجرد المتعة ولاشيئ سواها,وتشييد(مخيمات الربيع)حتى وإن كانت الأرض
مجرد صحراء ممحلة شقق روحها الجدب,حتى لقد صارغبارها تذروه الرياح أنى اتجهت,فتشيع
معه أخبار الفقد.
كان المطر في الماضي حياة البدوي من غيره يتلاشى وتذبل روحه وليس أرضه فقط وتموت من
الجفاف بهائمه التي هي قوام حياته وتجف مياه وينابيع أباره,و(خباريه) ـ جمع(خبراء)وهي
الغدران ـ وتزدهر الكلمات على شفتيه المرتعشة وهو يَسأل فيجيب,او يُسأل فيهز رأسه بألم
أثناء حواره مع الآخرين,عن أخبار وعلوم المطر(الحيا) وهي كلمة مذكرة لـ (الحياة)بسبب أن
البدوي يكره كل مؤنث إلا إناث حيواناته فهي أثيرة لديه,وبسبب أن الحيا يحيي مامات من
أرضه ,وماتشقق من روحه عندما يغيب عنه زمنا طويلا لدرجة أنه يسمي هذا الزمن(دهر)أي
جدبا يعاني خلاله,ويتصارع مع الموت بكافة أشكاله,وألوانه,ومرراته,وغصصه حد الإجهاد
النفسي والبدني,وقد تتفرق الجماعات بسبب البحث عن مواطن بعيدة قد تكون مزهرة.
الآن في زمننا البعيد نسبيا عن زمن أجدادنا البدو الرحل,أصبح(التخييم)حتى بعد أن أصبح
أغلب أفراد المجتمعات الخليجية حضرا,ومدنهم حاضرات يتطاولون خلالها بالبنيان كما وردنا
ذكره في أحاديث رويت منذ ألف وعدد مئين,من دوران الكرة الأرضية حول الشمس وماتحدثه
من تغيير في طبيعة الأرض بما يسمى الفصول الأربعة,مجرد تقليدا يتبارى الناس في السبق له
والسباق إليه,والتباهي بكبر مساحة المخيمات وعدد أفرادها ,ومرتاديها وطريقة توزيع
اضاءتها وكيفية تأثيثها وغيره.
السؤال المربك,لم يحدث كل هذا التباهي والسباق المحموم,وغيره من سلبيات النفس البشرية
عندما يأتي موسم الشتاء وإن كانت الأرض صحراء لا(ماء)ولا(كلأ) فيها؟
نافذة ضوء/للأمير الشاعر/محمد الأحمد السديري/
متى تربع دارنا والمفالي
وتخضر فياض عقب ما هي بيباس
ونشوف فيها الديدحان متوالي
مثل الرعاف بخصر مدقوق الالعاس
وتنثر على البيدا سواة الزوالي
يشرق حماره شرقة الصبغ بالكاس
وتكبر(........) معبسات الشمالي
ويبني عليهن الشحم مثل الاطعاس
http://www.alyaum.com/issue/page.php?IN=12297&P=4
تعليق