/
\
في ليلة الحادي عشره من شهر آذار
أطل علينا ذاك الصغير خرج إلى الدنيا
كان يوما اسود هو يوم ولادته..
وأتعس الأيام على الإطلاق وفأل سيء
فالغراب ينعق بصوته المزعج
فوق نافذة غرفتي الكئيبة
أطل علينا ذاك الصغير
وكم كان قبيح المنظر والجوهر
يبستم لي بكل خبث
بكل دهاء ..
رغم انه لازال في المهد صغيرا
يمسك بيدي أحاول أن أبعده وأبتعد عنه
يتمسك بيدي ويتشبث بها
ياله من قبيح عنيد
يذكرني عناده بذاك الطائر العنيد داخلي
آآآآآآه يا طائري .. !!
يامن علمني الصرامة والكبرياء
يامن علمني القوة والإباء
يامن علمني حتى العناد ..
ليتك لم تطلق روحي الأسيرة
التي كانت تقبع في دهاليز العشيرة
وكان ينال منها كل تخلف مميت من عادت القبيلة
آآآآه ليتك لم تعلمني كل هذا ..
ولم اعرف أن له وجود ..
لان الحياة قاسيه تأبى إلا أن أعيش بائسة
ولكن سأعيش كما أريد ..!
وليس كما تريد دهاليز التخلف العاتية
وبيننا الأيام ..!!
أيقضني صوت فحيح ذاك الصغير في أرجاء روحي من غفوتي
ليخترق قلبي برماح مسمومة نفذت إلى أعماقي
ألفيته ينظر إلي بوجوم ..
تعانقت نظرتنا المغلفة بالتحدي والعناد
وصلتني رسالة عينيه المعبرة
( لن أتركك رغم عن وجهك الصارم )
تركته وحيدا لم التفت إليه وهو لايزال بالمهد صبيا
حتى أتى ذاك اليوم
وأخذ ذاك الصغير يكبر شيئاً فشيئاً
يحبو نحوي معلنا التحدي
أخذت ملامحه تتشكل
وياله من قبيح المنظر
كم يثير اشمئزازي
أنفه الكبير جدا وعينيه الصغيره مثل الخرز
وفمه الغليظ الكبير
برغم انه لايزال صغير
إلا أن ملامح القبح ظاهره فيه
كم اكره النظر إلى وجهه
لماذا هو ليس مثل الاطفال الباقين
أطفال البراءة والجمال الذي يسكنهم
مداعبتهم وشقاوتهم مختلفة
تدخل الفرح والسرور على القلب
هو ليس مثلهم أنه مختلف عنهم ..
وشتان بين فحيح الافاعي وتغريد الطيور
لا ألتفت له إطلاقاً
كان نذير شؤم لي أذا أصبحت وأنا في وجهه
تتعكر جميع الأمور
ويصبح يومي كله كدر وغضب وبكاء
وأيضا هو نذير شؤم لي اذا غفوت وكان آخر
وجه أشاهده هو ذاك القبيح الصغير
أنام ولا أنام
أرى الكوابيس المزعجة التي توقظني كل ساعة أغفو بها
كم اكرهه واكره النظر إليه ..
حاولت جاهده أن اتقبله في حياتي
أن اجعله جزء من نفسي
فهو مني وأنا منه
لكن محاولاتي كانت عبثاً
فالنفس لاترغب به
والقلب ومايهوى ..!!
حاولت مراراً أن أقتله
أن أقضي عليه
أن اخنقه من عنقه بيدي حتى يفارق الحياة
أن انسف به أرضا فتتحطم عظامه ويموت
وأشنقه في مشنقة صدام
أن ألغي صوت العقل.. وأكتم صوت الإحساس ..
واقتله أشر القتل ..
كم كنت أرغب بذاك ..
ليتني كنت مجرمه بالسليقه
لاإحساس ولاشعور ولاضمير
ولكني لم استطيع ..
ولن أستطيع الاقتراب منه حتى أني لا ألمس جلده الجاف
جلده المتشقق الأسمر الخشن
ياله من قبيح ..
كيف أبتليت به .. ؟
كبر ذاك الرضيع
بعد ان امتص مني كل شي
ضحكتي وسعادتي حتى
.. صحتي ..
سلبها مني
اخذ يستطيع السير على قدميه ..
وسيلازمني وسينفذ ماأقسم به
( لن أتركك رغم عن وجهك الصارم )
سيلاحقني إلى أخر العالم
في صحوي ومنامي
في غدوي ورواحي
في غفوتي ويقظتي
وحتى في أحلامي يلاحقني ..!
لن استطيع الفكاك من بين أنيابه
التي احكم غرزها في قلبي
كأفعى الكوبرى التي تنقض على فريستها
تعبت منه
تعبت حتى الثمالة
هو يلازمني ملازمة الظل
لايتركني لحظه ولايغفو عني برهة
وأمام الناس كنت أخاف أن أنفجر بالبكاء
احمله بين يدي وهم يحدقون فيني كالبلهاء
بعضهم ينظر إلينا بذهول وآخرون ينظرون لي بوجوم
والبعض علت وجوههم سيماء الخوف الشديد ..
وبيدي المرتجفة أمسك راسي وشعرت بالدوار
وعيني متسمرة بالنظر إليه
ماذا يريد مني ولماذا أنا آخذه معي إلى كل مكان ..؟
لم أستطيع النهوض إلا بعد كل جهد
أجر قدماي إلى المجهول جراً
.. أشعر بخدر في أطرافي
وضباب خفيف يحيطني بكل الجهات
وأنا أصطحبه وأجره بيده هروبا من البشر
حتى وصلت إلى منزلي
وغسلت وجهي بالماء ونظرت إلى المرآة
وبكل ثقل ارفع راسي
رأيته يقف خلفي
ورغبت بتحطيم زجاج الزمن ..
خرجت غاضبه ساخطة وعدت إلى حجرتي
كيف سأتخلص منه ..؟
كيف سأرمي به خلف الشمس..؟
أرتميت على فراشي الأثير
وتذكرته ..
تذكرت من أهداني هذا الطفل القبيح
وتركني أنوء في عالم من الأفاعي والفحيح
يعيش معي وأعيش معه
تذكرت من جعلني مغبونة وانا أعيش مع هذا الطفل الافعى
حتى بغيت طول أيامي تعيسة بائسة
لن أسامحه ماحييت ..
ولن أنسى وكيف أنسى ..؟
ذاك الطفل الذي أصبح شاب كبيرا يافعا قويا مفتول الزناد
رغم قبح وجهه يكبر أمام عيني ولا استطيع إيقاف ذاك النمو ..
دخل غرفتي وسألني بكل دهاء ومكر وخبث :
هيه يامعاني من انا.. ؟
هل أنا مجهول الهوية ؟
فقلت بأمتعاض وعنفوان :
.. لا يارفيقي القبيح..
أسمك هو :
الــهــم الذي لم يسلم منك احد
ضحك وبكيت
في الخفاء ...
عذراً على تلك المساحه
تقديري
/
\
\
في ليلة الحادي عشره من شهر آذار
أطل علينا ذاك الصغير خرج إلى الدنيا
كان يوما اسود هو يوم ولادته..
وأتعس الأيام على الإطلاق وفأل سيء
فالغراب ينعق بصوته المزعج
فوق نافذة غرفتي الكئيبة
أطل علينا ذاك الصغير
وكم كان قبيح المنظر والجوهر
يبستم لي بكل خبث
بكل دهاء ..
رغم انه لازال في المهد صغيرا
يمسك بيدي أحاول أن أبعده وأبتعد عنه
يتمسك بيدي ويتشبث بها
ياله من قبيح عنيد
يذكرني عناده بذاك الطائر العنيد داخلي
آآآآآآه يا طائري .. !!
يامن علمني الصرامة والكبرياء
يامن علمني القوة والإباء
يامن علمني حتى العناد ..
ليتك لم تطلق روحي الأسيرة
التي كانت تقبع في دهاليز العشيرة
وكان ينال منها كل تخلف مميت من عادت القبيلة
آآآآه ليتك لم تعلمني كل هذا ..
ولم اعرف أن له وجود ..
لان الحياة قاسيه تأبى إلا أن أعيش بائسة
ولكن سأعيش كما أريد ..!
وليس كما تريد دهاليز التخلف العاتية
وبيننا الأيام ..!!
أيقضني صوت فحيح ذاك الصغير في أرجاء روحي من غفوتي
ليخترق قلبي برماح مسمومة نفذت إلى أعماقي
ألفيته ينظر إلي بوجوم ..
تعانقت نظرتنا المغلفة بالتحدي والعناد
وصلتني رسالة عينيه المعبرة
( لن أتركك رغم عن وجهك الصارم )
تركته وحيدا لم التفت إليه وهو لايزال بالمهد صبيا
حتى أتى ذاك اليوم
وأخذ ذاك الصغير يكبر شيئاً فشيئاً
يحبو نحوي معلنا التحدي
أخذت ملامحه تتشكل
وياله من قبيح المنظر
كم يثير اشمئزازي
أنفه الكبير جدا وعينيه الصغيره مثل الخرز
وفمه الغليظ الكبير
برغم انه لايزال صغير
إلا أن ملامح القبح ظاهره فيه
كم اكره النظر إلى وجهه
لماذا هو ليس مثل الاطفال الباقين
أطفال البراءة والجمال الذي يسكنهم
مداعبتهم وشقاوتهم مختلفة
تدخل الفرح والسرور على القلب
هو ليس مثلهم أنه مختلف عنهم ..
وشتان بين فحيح الافاعي وتغريد الطيور
لا ألتفت له إطلاقاً
كان نذير شؤم لي أذا أصبحت وأنا في وجهه
تتعكر جميع الأمور
ويصبح يومي كله كدر وغضب وبكاء
وأيضا هو نذير شؤم لي اذا غفوت وكان آخر
وجه أشاهده هو ذاك القبيح الصغير
أنام ولا أنام
أرى الكوابيس المزعجة التي توقظني كل ساعة أغفو بها
كم اكرهه واكره النظر إليه ..
حاولت جاهده أن اتقبله في حياتي
أن اجعله جزء من نفسي
فهو مني وأنا منه
لكن محاولاتي كانت عبثاً
فالنفس لاترغب به
والقلب ومايهوى ..!!
حاولت مراراً أن أقتله
أن أقضي عليه
أن اخنقه من عنقه بيدي حتى يفارق الحياة
أن انسف به أرضا فتتحطم عظامه ويموت
وأشنقه في مشنقة صدام
أن ألغي صوت العقل.. وأكتم صوت الإحساس ..
واقتله أشر القتل ..
كم كنت أرغب بذاك ..
ليتني كنت مجرمه بالسليقه
لاإحساس ولاشعور ولاضمير
ولكني لم استطيع ..
ولن أستطيع الاقتراب منه حتى أني لا ألمس جلده الجاف
جلده المتشقق الأسمر الخشن
ياله من قبيح ..
كيف أبتليت به .. ؟
كبر ذاك الرضيع
بعد ان امتص مني كل شي
ضحكتي وسعادتي حتى
.. صحتي ..
سلبها مني
اخذ يستطيع السير على قدميه ..
وسيلازمني وسينفذ ماأقسم به
( لن أتركك رغم عن وجهك الصارم )
سيلاحقني إلى أخر العالم
في صحوي ومنامي
في غدوي ورواحي
في غفوتي ويقظتي
وحتى في أحلامي يلاحقني ..!
لن استطيع الفكاك من بين أنيابه
التي احكم غرزها في قلبي
كأفعى الكوبرى التي تنقض على فريستها
تعبت منه
تعبت حتى الثمالة
هو يلازمني ملازمة الظل
لايتركني لحظه ولايغفو عني برهة
وأمام الناس كنت أخاف أن أنفجر بالبكاء
احمله بين يدي وهم يحدقون فيني كالبلهاء
بعضهم ينظر إلينا بذهول وآخرون ينظرون لي بوجوم
والبعض علت وجوههم سيماء الخوف الشديد ..
وبيدي المرتجفة أمسك راسي وشعرت بالدوار
وعيني متسمرة بالنظر إليه
ماذا يريد مني ولماذا أنا آخذه معي إلى كل مكان ..؟
لم أستطيع النهوض إلا بعد كل جهد
أجر قدماي إلى المجهول جراً
.. أشعر بخدر في أطرافي
وضباب خفيف يحيطني بكل الجهات
وأنا أصطحبه وأجره بيده هروبا من البشر
حتى وصلت إلى منزلي
وغسلت وجهي بالماء ونظرت إلى المرآة
وبكل ثقل ارفع راسي
رأيته يقف خلفي
ورغبت بتحطيم زجاج الزمن ..
خرجت غاضبه ساخطة وعدت إلى حجرتي
كيف سأتخلص منه ..؟
كيف سأرمي به خلف الشمس..؟
أرتميت على فراشي الأثير
وتذكرته ..
تذكرت من أهداني هذا الطفل القبيح
وتركني أنوء في عالم من الأفاعي والفحيح
يعيش معي وأعيش معه
تذكرت من جعلني مغبونة وانا أعيش مع هذا الطفل الافعى
حتى بغيت طول أيامي تعيسة بائسة
لن أسامحه ماحييت ..
ولن أنسى وكيف أنسى ..؟
ذاك الطفل الذي أصبح شاب كبيرا يافعا قويا مفتول الزناد
رغم قبح وجهه يكبر أمام عيني ولا استطيع إيقاف ذاك النمو ..
دخل غرفتي وسألني بكل دهاء ومكر وخبث :
هيه يامعاني من انا.. ؟
هل أنا مجهول الهوية ؟
فقلت بأمتعاض وعنفوان :
.. لا يارفيقي القبيح..
أسمك هو :
الــهــم الذي لم يسلم منك احد
ضحك وبكيت
في الخفاء ...
عذراً على تلك المساحه
تقديري
/
\
تعليق