ولو كن النساء كمن فقدنا
لفضلت النساء على الرجال
فما التأنيث لاسم الشمس عيب
ولا التذكير فخر للهلال
أبنت الدهر عندي كل بنت
فكيف وصلت أنت من الزحام
(بنت الدهر: المصيبة)
قد كنت أشفق من دمعي على بصري
فاليوم كل عزيز بعدكم هانا
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله
وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم
إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه
وصدق ما يعتاده من توهم
ورب عائب قولا صحيحا
وآفته من الفهم السقيم
قد شرف الله أرضا أنت ساكنها
وشرف الناس إذ سواك انسانا
وكل أناس يتبعون إمامهم
وأنت لأهل المكرمات إمام
ما كنت ممن يدخل العشق قلبه
ولكن من يبصر جفونك يعشق
إني وإن لمت حاسدي فما
أنكر أني عقوبة لهم
ولقد رأيت الضر أحسن منظرا
وأهون من مرأى صغير به كبر
وما الدهر إلا من رواة قصائدي
إذا قلت شعرا أصبح الدهر منشدا
تمر بك الأبطال كلمى جريحة
ووجهك وضاح وثغرك باسم
إن كان سركم ما قال حاسدنا
فما لجرح إذا أرضاكم ألم
فليت هوى الأحبة كان عدلا
فحمل كل قلب ما أطاقا
لولا مفارقة الأحباب ما وجدت
لها المنايا إلى أرواحنا سبلا
كفى بك داءا أن ترى الموت شافيا
وحسب المنايا أن يكن أمانيا
أما في هذه الدنيا كريم
تزول به عن النفس الهموم
ولم أر في عيوب الناس عيبا
كنقص القادرين على التمام
ولما صار ود الناس خبّا(كذبا)
جزيت على ابتسام بابتسام
وجاء في طلب المتروك تاركه
إنا لنغفل والأيام في الطلب
كلما أنبت الزمان قناة
ركب المرء في القناة سنانا
على غير اختيار قبلت برك لي
والجوع يرضي الاسود بالجيف
صغرت عن المديح فقلت أهجى
كأنك ما صغرت عن الهجاء
الجود عوفي إذ عوفيت والكرم
وزال منك إلى أعدائك الألم
على قدرأهل العزم تأتي العزائم
وتأتي على قدر الكرام المكارم
عيد بأي حال عدت يا عيد
بما مضى أم لأمر فيك تجديد
دعوتك عند انقطاع الرجاء
والموت مني كحبل الوريد
دعوتك لما براني البلاء
وأثقل رجلي قيد الحديد
أنا السابق الهادي إلى ما أقوله
إذا القول قبل القائلين مقول
خلقت ألوفا لو رجعت إلى الصبا
لفارقت شيبي موجع القلب باكيا
ولقد سألنا ونحن بنجد
أطويل طريقنا أم يطول
وكثير من السؤال اشتياق
وكثير من رده تعليل
أزورهم وسواد الليل يشفع لي
وأنثني وبياض الصبح يغري بي
ما لاح برق أو ترنم طائر
إلا انثنيت ولي فؤاد شيق
مازلت تدفع كل أمر فادح
حتى أتى الأمر الذي لا يدفع
لك يامنازل في القلوب منازل
أقفرت أنت وهن منك أواهل
يا أعدل الناس إلا في معاملتي
فيك الخصام وأنت الخصم والحكم
تعليق