المارد وابنة إبليس
إنها ابنة إبليس ذائعة الصيت وملكة الجمال يُقتل فيها كل يوم مارد إن حاول الاقتراب منها لجمالها الجذاب,إنها فتنة ولكنها المستحيل بعينه صارت مثلاً يُضرب في عالم الجن والشياطين وما على من أراد الانتحار سوى محاولة الاقتراب منها ,كان لها عينان كأنهما ياقوتتان وثغرٌ كخاتم سليمان كأنما اصطبغ بحمرة الشفق إنها حسنة ابليس الوحيدة إن كان له حسنات,كان لها عرش على الماء بجانب عرش ابيها لقد أرادها إبليس فتنة تكفيه عناء إغواء الخلق وكم تمنّى لو رآها البشر .
رآها أحد المردة ويدعى "عازر" فهام بها حباً وغراماً وقد كان هذا المارد موكّلاً بإغواء أحد علماء البشر , ولكن كيف الوصال ؟ وعتاة المردة قبله حاولوا الوصول إليها وكانت نهايتهم الموت.ولكنّ هذه الحقائق عن النهاية الحزينة لم تطرأ ببال هذا المارد فقد غطّى العشق على قلبه ولم يكن له تفكير إلاّ كيف يصل لهذه الفاتنة.استشار من يثق بهم من الشياطين والجن ولكن الجميع حذّروه من النهاية المأساويّة فزادت حالته سوءاً .
وفي المقابل وجد ذلك العالم راحة وسكينة في نفسه نتيجةً لإهمال المارد لعمله معه .
كان المارد يتحيّن الفرص ليراها عندما تقوم بجولتها الدورية ولكنّه لم يستطع الاقتراب منها حتى كانت إحدى جولاتها عندما نظر إليها من بعيد فلاحظت نظراته وعرفت ما ورائها فابتسمت ثمّ ذهبت , لكنّ هذه الابتسامة تعني في نفس العاشق الكثير ,لقد كانت بارقة أمل , فعاد حزيناً ولكنّ حزنه هذه المرة خالطه شيء من الأمل ولكن في ماذا؟
ظل يفكّر فيمن يستطيع أن يساعده في معاناته , فكّر وفكّر حتى خطرت له فكرةٌ غريبة لم تكن لتطرأ عليه , ولكنّ الغريق يتعلّق بالقشّة.لقد خطر بذهنه أن يستشير العالم الذي كان موكلاً بإغوائه . قصد العالم واقترب المارد من بيت العالم ثم طرق الباب فسمع العالم يصيح به من الداخل : قيلوا فإن الشياطين لا تقيل , فرجع المارد وعزم أن يأتيه في وقت آخر .
أتى المارد إلى العالم وقت الغروب فأذن له العالم وعندما جلس المارد بين يدي العالم تردد قبل أن يخبره بحقيقته وقصّته ولكنه تشجّع وفاتح العالم وقال : فلتعلم أني لست منكم معشر البشر ولكنّي أحد مردة الشياطين واسمي عازر وقد كنت موكلاً بإغوائك ومازلت وأرجو منك أن تسامحني وقد أتيتك بعد أن انقطعت بي السبل لأستشيرك في أمر عُرض لي , فضحك العالم وقال : ومتى كانت الشياطين تستشير البشر؟! قال المارد :عندما يعرض لها ما يعرض للبشر فقال العالم:وماذا عرض لك ؟ فقال المارد:لقد عشقت ابنة ابليس فقال العالم متعجّباً :ابنة ابليس؟! ألم تجد إلاّ ابنة ابليس التي يقتل فيها كل يوم مارد؟ قال المارد :هو ما سمعت , ولكنّي أحس أنك من يستطيع مساعدتي للوصول إليها.
نظر العالم إليه ملياً ثم قال :سأساعدك للوصول إليها بل إن أردت ستتزوجها فصاح المارد وكيف ذلك ؟ قال العالم:أليس ابليس هو ملك الشياطين منذ بدء الخليقة؟ قال المارد نعم فقال العالم:أما آن له أن يترك الكرسي لغيرة فقال المارد متعجّباً : ماذا ؟ العالم : أعني لو قمتم معشر المردة بإنقلاب على ملك ابليس واستوليتم على العرش ألن تصبح ابنته ملك لك؟ المارد : مستحيل فإبليس كما تعلم مخلّد . العالم : لم أقصد أن يموت ولكن أقصد أن ينحّى فقط عن العرش وتجلس أنت مكانه . وقف المارد متأملاً وشرد بذهنه , وهو في الحقيقة لم يفكر في العرش تماماً ولكن جلّ تفكيره كيف يصل إلى ابنة ابليس . وعاد المارد ليسأل العالم مرة أخرى:ولكن كيف السبيل إلى إمتلاك العرش ؟ فقال العالم:لديّ خطة إن طبقتموها معشر المردة فسوف تستولون على العرش.قال المارد:وماهي؟ قال العالم:أولاً اجمع أعتى المردة الذين ترى فيهم حقداً على ابليس وعندها سأعطيكم الخطة ذهب المارد وأخذ يؤلب المردة على ابليس وحكمه فاجتمع إليه كثير من المردة وعندها أعلمهم المارد أن أحد العلماء سيعطيهم الخطة للانقلاب على ابليس واتجه الجميع إلى العالم.وعندما اجتمع بهم العالم رأى أنهم جميعاً حاقدون على ابليس ويريدون تنحيته إلا أحدهم ويدعى "كعدر" فالظاهر أنه لا يهتم لأمر ابليس وإنما كان همه العرش,فطن العالم لذلك فقال للمارد-عآزر-يبدو أن صاحبك كعدر يريد العرش فقال المارد: لا يهم أنا لا أريد إلا ابنة ابليس.واتفق الجميع إن نجحت الخطّة أن يكون العرش لكعدر وابنة ابليس للمارد عآزر أما الباقون فكان همهم الفكاك من سلطة ابليس .قال العالم:استمعوا جميعاً:أنتم تعلمون أن ابليس لا يغادر عرشه إلا نادراً . وسوف يتم الانقلاب عليه عندما يترك عرشه وأحسن فرصة عندما تقوم حرب بين بني البشر فسوف يغادر ابليس عرشه ليحضر الحرب ويزيد في اشعالها عندها عليكم أن تنقسموا قسمين , قسم يتجه إلى ابليس ومن معه من حرسه في ساحة الحرب فعليكم بقتل جميع حرسه أما هو فلن تستطيعوا قتله لأنكم غير مسلّطين عليه ولكن صفّدوه في الأغلال ثم ضعوه في جزر البحر , وأما القسم الآخر فعليهم الإتجاه نحو العرش وقتل جميع الحرس والاستيلاء على العرش .
ذهب المردة وقد اتفقوا على خطة العالم , ولم يكن عليهم الانتظار طويلاً فقد نشبت الحرب بين بني البشر واحتدمت المعركة فقام ابليس في كوكبة من حرسه لحضورها وتأجيجها وهنا بدأت معركة أخرى لم يحسب لها ابليس حسابا أبداً,إذ هجم عليه المردة من كل ناحية وقتلوا جميع حرسه ثم أطاحوا به وصفّدوه في الأغلال ثم رموه في إحدى جزر المحيط التي لا يعلمها أحد.وفي نفس الوقت كان المارد عآزر وكعدر ومن معهما قد هجموا على العرش واستولوا عليه بعد أن قتلوا جميع الحرس.وانتصر المردة ونجحت ثورتهم وتُوّج كعدر ملكاً جديداً للشياطين.
أما المارد عآزر فقد اتجه إلى العرش الصغير وكان اللقاء المنتظر لم يكن يعلم المارد كيف سيقابل حبيبته وهو الثائر على أبيها...ولكن المفاجأة عندما رحّبت به ابنة ابليس واستقبلته استقبال الأحباب وقالت له:لم أكن أريد أن يحول بيننا أحد ولو كان أبي , فأنا أبادلك شعورك منذ أوّل مرة رأيتك وعلمت أنك ستصل إليّ ولو كان الثمن أبي.ثم قالت له:ألا نذهب إلى ملكنا الجديد كعدر ونبارك له ليبارك زواجنا؟ المارد: بالطبع...
وذهبا إلى الملك الجديد وعندما مثُلا أمامه انحنت ابنة ابليس لتحيّته , فلمّا رآها كعدر-وكان لم يرها من قبل- ذُهل من جمالها وظلّ ينظر إليها طويلاّ ثم رد تحيتها فباركت له بالملك ولمّا رأته ينظر إليها بلهفة ابتسمت ثم قطعت ابتسامتها بالتفاته نحو المارد عآزر,وكانت هذه رسالة عاجلة للملك الجديد أن هذا المارد سيحول بيننا.فقام الملك من فوره ونادى الحرس أن يأخذوا عآزر ويقطعوا رأسه فوراً.فصاح المارد وذكّر الملك باتفاقهم وأنه صاحب الفكرة أصلاً لكن الملك أبى وتوسّل إليه المارد فلم يجده ذلك , وأُخذ ليُقطع رأسه فنظر إلى حبيبته النظرة الأخيرة فرآها وقد ارتسمت على شفاهها نفس الابتسامة عند اللقاء الأول . ولقي المارد عآزر حتفه .
قرّب الملك كعدر ابنة ابليس منه وطلب منها الزواج فقالت:هذا لا خيار لي فيه فأنت الملك وأمرك مُطاع ولكن أريد أن أرى أبي قبل الزواج لأطمئن عليه وليُبارك زواجنا.وافق الملك واصطحبها إلى الجزيرة النائية حيث يقطن أبوها مصفداً بالأغلال وعندما رآها أبوها ابتسم فأخبرته بأمر زواجها فوافق على الفور وعادت مع الملك ليُقيما الأفراح احتفالاً بالزواج . لم تكن ابنة ابليس تقصد من هذه الزيارة سوى أن تعلم مكان أبيها .
وفي ليلة الزواج وبينما كان الملك كعدر جالساً بجانب عروسه وإذا بها تهمس بكلمات لم يفهما الملك فسألها عن ذلك فقالت:لا شيء , ثم عادت بنفس التمتمة فسألها مرة أخرى فقالت:لا أريد أن أكدر عليك صفوك وخاصة في ليلة كهذه,فصاح بها : بل ستخبريني فقالت:هل ترى كبير الجن الجالس هناك ؟ قال: نعم قالت : فإنه يحاول محادثتي خلسة عنك وأنا أرفض ذلك , فاستشاط الملك غضباً وصاح بالحرس ليهجموا على كبير الجن,فصاح كبير الجن بجنده فنشبت معركة كبيرة بين الشياطين والجن وانسلّت ابنة ابليس مع حرسها الخاص واتجهت نحو الجزيرة التي فيها أبوها ففكت الأصفاد عنه ليتّجه ابليس مع حرسه وأعوانه ليسترجع العرش مرة أخرى,فعاد واستولى على العرش,وأمر بأن يُقتل كعدر على الفور فقُتل ثم أمر بتصفية جميع المردة الذين قاموا بالانقلاب وحبسهم في جزائر البحور .
وكانت هذه النتيجة هي ما سعى إليه العالم وخطط له فقد كان يعلم أن ابليس سيعود للملك ولكنه أراد أن يرتاح البشر من هؤلاء المردة وأرد أن يزعزع حكم ابليس لينشغل ابليس قليلاً بتأمين ملكه.
ولكن هناك أمر لم يحسب له العالم فقد علم ابليس أن هذا العالم هو صاحب فكرة الانقلاب فلم يوكل به أحداً من الشياطين ليغويه بل تولى هو بنفسه هذه المهمة.
ويعود ابليس إلى عرشه وتعود ابنته الفاتنة إلى عرشها بابتسامتها المعروفة.
إنها ابنة إبليس ذائعة الصيت وملكة الجمال يُقتل فيها كل يوم مارد إن حاول الاقتراب منها لجمالها الجذاب,إنها فتنة ولكنها المستحيل بعينه صارت مثلاً يُضرب في عالم الجن والشياطين وما على من أراد الانتحار سوى محاولة الاقتراب منها ,كان لها عينان كأنهما ياقوتتان وثغرٌ كخاتم سليمان كأنما اصطبغ بحمرة الشفق إنها حسنة ابليس الوحيدة إن كان له حسنات,كان لها عرش على الماء بجانب عرش ابيها لقد أرادها إبليس فتنة تكفيه عناء إغواء الخلق وكم تمنّى لو رآها البشر .
رآها أحد المردة ويدعى "عازر" فهام بها حباً وغراماً وقد كان هذا المارد موكّلاً بإغواء أحد علماء البشر , ولكن كيف الوصال ؟ وعتاة المردة قبله حاولوا الوصول إليها وكانت نهايتهم الموت.ولكنّ هذه الحقائق عن النهاية الحزينة لم تطرأ ببال هذا المارد فقد غطّى العشق على قلبه ولم يكن له تفكير إلاّ كيف يصل لهذه الفاتنة.استشار من يثق بهم من الشياطين والجن ولكن الجميع حذّروه من النهاية المأساويّة فزادت حالته سوءاً .
وفي المقابل وجد ذلك العالم راحة وسكينة في نفسه نتيجةً لإهمال المارد لعمله معه .
كان المارد يتحيّن الفرص ليراها عندما تقوم بجولتها الدورية ولكنّه لم يستطع الاقتراب منها حتى كانت إحدى جولاتها عندما نظر إليها من بعيد فلاحظت نظراته وعرفت ما ورائها فابتسمت ثمّ ذهبت , لكنّ هذه الابتسامة تعني في نفس العاشق الكثير ,لقد كانت بارقة أمل , فعاد حزيناً ولكنّ حزنه هذه المرة خالطه شيء من الأمل ولكن في ماذا؟
ظل يفكّر فيمن يستطيع أن يساعده في معاناته , فكّر وفكّر حتى خطرت له فكرةٌ غريبة لم تكن لتطرأ عليه , ولكنّ الغريق يتعلّق بالقشّة.لقد خطر بذهنه أن يستشير العالم الذي كان موكلاً بإغوائه . قصد العالم واقترب المارد من بيت العالم ثم طرق الباب فسمع العالم يصيح به من الداخل : قيلوا فإن الشياطين لا تقيل , فرجع المارد وعزم أن يأتيه في وقت آخر .
أتى المارد إلى العالم وقت الغروب فأذن له العالم وعندما جلس المارد بين يدي العالم تردد قبل أن يخبره بحقيقته وقصّته ولكنه تشجّع وفاتح العالم وقال : فلتعلم أني لست منكم معشر البشر ولكنّي أحد مردة الشياطين واسمي عازر وقد كنت موكلاً بإغوائك ومازلت وأرجو منك أن تسامحني وقد أتيتك بعد أن انقطعت بي السبل لأستشيرك في أمر عُرض لي , فضحك العالم وقال : ومتى كانت الشياطين تستشير البشر؟! قال المارد :عندما يعرض لها ما يعرض للبشر فقال العالم:وماذا عرض لك ؟ فقال المارد:لقد عشقت ابنة ابليس فقال العالم متعجّباً :ابنة ابليس؟! ألم تجد إلاّ ابنة ابليس التي يقتل فيها كل يوم مارد؟ قال المارد :هو ما سمعت , ولكنّي أحس أنك من يستطيع مساعدتي للوصول إليها.
نظر العالم إليه ملياً ثم قال :سأساعدك للوصول إليها بل إن أردت ستتزوجها فصاح المارد وكيف ذلك ؟ قال العالم:أليس ابليس هو ملك الشياطين منذ بدء الخليقة؟ قال المارد نعم فقال العالم:أما آن له أن يترك الكرسي لغيرة فقال المارد متعجّباً : ماذا ؟ العالم : أعني لو قمتم معشر المردة بإنقلاب على ملك ابليس واستوليتم على العرش ألن تصبح ابنته ملك لك؟ المارد : مستحيل فإبليس كما تعلم مخلّد . العالم : لم أقصد أن يموت ولكن أقصد أن ينحّى فقط عن العرش وتجلس أنت مكانه . وقف المارد متأملاً وشرد بذهنه , وهو في الحقيقة لم يفكر في العرش تماماً ولكن جلّ تفكيره كيف يصل إلى ابنة ابليس . وعاد المارد ليسأل العالم مرة أخرى:ولكن كيف السبيل إلى إمتلاك العرش ؟ فقال العالم:لديّ خطة إن طبقتموها معشر المردة فسوف تستولون على العرش.قال المارد:وماهي؟ قال العالم:أولاً اجمع أعتى المردة الذين ترى فيهم حقداً على ابليس وعندها سأعطيكم الخطة ذهب المارد وأخذ يؤلب المردة على ابليس وحكمه فاجتمع إليه كثير من المردة وعندها أعلمهم المارد أن أحد العلماء سيعطيهم الخطة للانقلاب على ابليس واتجه الجميع إلى العالم.وعندما اجتمع بهم العالم رأى أنهم جميعاً حاقدون على ابليس ويريدون تنحيته إلا أحدهم ويدعى "كعدر" فالظاهر أنه لا يهتم لأمر ابليس وإنما كان همه العرش,فطن العالم لذلك فقال للمارد-عآزر-يبدو أن صاحبك كعدر يريد العرش فقال المارد: لا يهم أنا لا أريد إلا ابنة ابليس.واتفق الجميع إن نجحت الخطّة أن يكون العرش لكعدر وابنة ابليس للمارد عآزر أما الباقون فكان همهم الفكاك من سلطة ابليس .قال العالم:استمعوا جميعاً:أنتم تعلمون أن ابليس لا يغادر عرشه إلا نادراً . وسوف يتم الانقلاب عليه عندما يترك عرشه وأحسن فرصة عندما تقوم حرب بين بني البشر فسوف يغادر ابليس عرشه ليحضر الحرب ويزيد في اشعالها عندها عليكم أن تنقسموا قسمين , قسم يتجه إلى ابليس ومن معه من حرسه في ساحة الحرب فعليكم بقتل جميع حرسه أما هو فلن تستطيعوا قتله لأنكم غير مسلّطين عليه ولكن صفّدوه في الأغلال ثم ضعوه في جزر البحر , وأما القسم الآخر فعليهم الإتجاه نحو العرش وقتل جميع الحرس والاستيلاء على العرش .
ذهب المردة وقد اتفقوا على خطة العالم , ولم يكن عليهم الانتظار طويلاً فقد نشبت الحرب بين بني البشر واحتدمت المعركة فقام ابليس في كوكبة من حرسه لحضورها وتأجيجها وهنا بدأت معركة أخرى لم يحسب لها ابليس حسابا أبداً,إذ هجم عليه المردة من كل ناحية وقتلوا جميع حرسه ثم أطاحوا به وصفّدوه في الأغلال ثم رموه في إحدى جزر المحيط التي لا يعلمها أحد.وفي نفس الوقت كان المارد عآزر وكعدر ومن معهما قد هجموا على العرش واستولوا عليه بعد أن قتلوا جميع الحرس.وانتصر المردة ونجحت ثورتهم وتُوّج كعدر ملكاً جديداً للشياطين.
أما المارد عآزر فقد اتجه إلى العرش الصغير وكان اللقاء المنتظر لم يكن يعلم المارد كيف سيقابل حبيبته وهو الثائر على أبيها...ولكن المفاجأة عندما رحّبت به ابنة ابليس واستقبلته استقبال الأحباب وقالت له:لم أكن أريد أن يحول بيننا أحد ولو كان أبي , فأنا أبادلك شعورك منذ أوّل مرة رأيتك وعلمت أنك ستصل إليّ ولو كان الثمن أبي.ثم قالت له:ألا نذهب إلى ملكنا الجديد كعدر ونبارك له ليبارك زواجنا؟ المارد: بالطبع...
وذهبا إلى الملك الجديد وعندما مثُلا أمامه انحنت ابنة ابليس لتحيّته , فلمّا رآها كعدر-وكان لم يرها من قبل- ذُهل من جمالها وظلّ ينظر إليها طويلاّ ثم رد تحيتها فباركت له بالملك ولمّا رأته ينظر إليها بلهفة ابتسمت ثم قطعت ابتسامتها بالتفاته نحو المارد عآزر,وكانت هذه رسالة عاجلة للملك الجديد أن هذا المارد سيحول بيننا.فقام الملك من فوره ونادى الحرس أن يأخذوا عآزر ويقطعوا رأسه فوراً.فصاح المارد وذكّر الملك باتفاقهم وأنه صاحب الفكرة أصلاً لكن الملك أبى وتوسّل إليه المارد فلم يجده ذلك , وأُخذ ليُقطع رأسه فنظر إلى حبيبته النظرة الأخيرة فرآها وقد ارتسمت على شفاهها نفس الابتسامة عند اللقاء الأول . ولقي المارد عآزر حتفه .
قرّب الملك كعدر ابنة ابليس منه وطلب منها الزواج فقالت:هذا لا خيار لي فيه فأنت الملك وأمرك مُطاع ولكن أريد أن أرى أبي قبل الزواج لأطمئن عليه وليُبارك زواجنا.وافق الملك واصطحبها إلى الجزيرة النائية حيث يقطن أبوها مصفداً بالأغلال وعندما رآها أبوها ابتسم فأخبرته بأمر زواجها فوافق على الفور وعادت مع الملك ليُقيما الأفراح احتفالاً بالزواج . لم تكن ابنة ابليس تقصد من هذه الزيارة سوى أن تعلم مكان أبيها .
وفي ليلة الزواج وبينما كان الملك كعدر جالساً بجانب عروسه وإذا بها تهمس بكلمات لم يفهما الملك فسألها عن ذلك فقالت:لا شيء , ثم عادت بنفس التمتمة فسألها مرة أخرى فقالت:لا أريد أن أكدر عليك صفوك وخاصة في ليلة كهذه,فصاح بها : بل ستخبريني فقالت:هل ترى كبير الجن الجالس هناك ؟ قال: نعم قالت : فإنه يحاول محادثتي خلسة عنك وأنا أرفض ذلك , فاستشاط الملك غضباً وصاح بالحرس ليهجموا على كبير الجن,فصاح كبير الجن بجنده فنشبت معركة كبيرة بين الشياطين والجن وانسلّت ابنة ابليس مع حرسها الخاص واتجهت نحو الجزيرة التي فيها أبوها ففكت الأصفاد عنه ليتّجه ابليس مع حرسه وأعوانه ليسترجع العرش مرة أخرى,فعاد واستولى على العرش,وأمر بأن يُقتل كعدر على الفور فقُتل ثم أمر بتصفية جميع المردة الذين قاموا بالانقلاب وحبسهم في جزائر البحور .
وكانت هذه النتيجة هي ما سعى إليه العالم وخطط له فقد كان يعلم أن ابليس سيعود للملك ولكنه أراد أن يرتاح البشر من هؤلاء المردة وأرد أن يزعزع حكم ابليس لينشغل ابليس قليلاً بتأمين ملكه.
ولكن هناك أمر لم يحسب له العالم فقد علم ابليس أن هذا العالم هو صاحب فكرة الانقلاب فلم يوكل به أحداً من الشياطين ليغويه بل تولى هو بنفسه هذه المهمة.
ويعود ابليس إلى عرشه وتعود ابنته الفاتنة إلى عرشها بابتسامتها المعروفة.
تعليق