كثيرون عبر وسائل الإعلام بكافة أنواعها ,وفي أغلب المجالس أيضا,انتقدوا حكومة المملكة العربية السعودية بسبب موقفها العقلاني من الحرب الظالمة على لبنان,والعراق وغيرها من دول المنطقة,وكان كثيرا من الجهلاء يتمنون لو كان للحكومة السعودية موقفا سريعا للتدخل العسكري ومن ثم الدخول في معمعة حروب لها أول وربما ليس لها آخر,وينسى كثيرا من البشر وأشباههم أو يتناسون أن(للعقل لغة)وأن الدخول في مواجهة صريحة مع قوة عظمى كإسرائيل وراعيتها الرسمية أمريكا,إنما هو نوع من الجنون في الوقت الحالي,وأن ليس أسهل من إعلان حرب من دولة على دولة ما,ولكن هل فكر أحد بعقل بالنتائج,ودواهيها؟لاأظن أن ذلك حدث أبدا,وإنما مجرد حماس أهوج غير مدرك لمخاطر الدخول في حرب ونتائجها المدمرة للحرث والنسل,ويذكرني موقف حكومة المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين,الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله,من الحروب وعدم الزج بوطنه وشعبه في أهوالها بموقف الصحابي عبدالله بن حذافة السهمي رضي الله عنه,مع ملك الروم حيث حقنت الدماء ولاضير في التنازل قليلا من أجل هدف سامي الا وهو حقن مد الأبرياء الذين لاذنب لهم الا أنهم تحت قيادة حاكم أهوج,كما حدث في لبنان هذه الأيام,وقبلها العراق,فهل المنجزات والمكتسبات من خوض مثل هذه الحروب المعروفة نتائجها,تساوي الخسائر المتوقعة؟أم أن الأمر مجرد طلبا للشهرة ,وللمال ,ومن ثم يتبع الموقف الأهوج الغير عقلاني ,هزيمة نكراء لاقبل لأعتى الجيوش على نارها ولاالتصدي لوبالها,وما يمضغ حصرمها الا أفراد الشعب الأبرياء,الذين هم وقودها,والوطن بما حمل..وإليكم موقف عبدالله بن حذافة الذي يشبهه موقف عبدالله بن عبدالعزيز..
(نظر ملك الروم إلى عبد الله بن حذافة طويلا بادره قائلا: إني أعرض عليك أمرًا. قال: وما هو؟ فقال: أعرض عليك أن تتنصر,فإن فعلت؛ خليت سبيلك وأكرمت مثواك. فقال الأسير في أنفة وحزم: هيهات,إن الموت لأحب إلى ألف مرة مما تدعونني إليه. فقال قيصر: إني لأراك رجلا شهما,فإن أجبتني إلى ما أعرضه عليك أشركتك في أمري وقاسمتك سلطاني. فتبسم الأسير المكبل بقيوده قال: والله لو أعطيتني جميع ما تملك، وجميع ما ملكته العرب على أن أرجع عن دين محمد طرفة عين ما فعلت. قال: إذن أقتلك. قال: أنت وما تريد، ثم أمر به فصلب، وقال لقناصته – بالرومية -: ارموه قريبًا من يديه، وهو يعرض عليه التنصر فأبى. فقال: ارموه قريبًا من رجليه، وهو يعرض عليه مفارقة دينه فأبى. عند ذلك أمرهم أن يكفوا عنه، وطلب إليهم أن ينزلوه عن خشبة الصلب، ثم دعا بقدر عظيمة فصب فيها الزيت ورفعت على النار حتى غلت ثم دعا بأسيرين من اسارى المسلمين، فأمر بأحدهما أن يلقى فيها فألقى، فإذا لحمه يتفتت. وإذا عظامه تبدو عارية... ثم التفت إلى عبد الله بن حذافة ودعاه إلى النصرانية، فكان أشد إباء لها من قبل. فلما يئس منه؛ أمر به أن يلقى في القدر التي ألقي فيها صاحباه فلما ذهب به معت عيناه، فقال رجال قيصر لملكهم: إنه قد بكى... فظن أنه قد جزع وقال: ردوه إلي. فلما مثل بين يديه عرض عليه النصرانية فأباها. فقال: ويحك، فما الذي أبكاك إذن؟! قال: أبكاني أني قلت في نفسي: تلقى الآن في هذه القدر، فتذهب نفسك، وقد كنت أشتهي أن يكون لي بعدد ما في جسدي من شعر أنفس فتلقى كلها في هذا القدر في سبيل الله. فقال الطاغية: هل لك أن تقبل راسي وأخلى عنك؟ فقال له عبد الله: وعن جميع اسارى المسلمين أيضًا؟ قال: وعن جميع اسارى المسلمين ايضًا. قال عبد الله: فقلت في نفسي
: عدو من أعداء الله، أقبل رأسه فيخلى عني وعن أسارى المسلمين جميعًا، لا ضير في ذلك علي. ثم دنا منه وقبل رأسه، فأمر ملك الروم أن يجمعوا له أسارى المسلمين وأن يدفعوهم إليه، فدفعوا له. قدم عبد الله بن حذافة على عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وأخبره خبره؛ فسر به الفاروق أعظم السرور، ولما نظر إلى الأسرى قال: حق كل مسلم أن يقبل راس عبد الله بن حذافة .. وأنا أبدأ بذلك ... ثم قام وقبل راسه)
هكذا هم القادة ,كما يتحملون هم أيضا يحملون مسؤولية الأرواح التي في أعناقهم,وليس فقط مجرد نظر واحدهم في المرآة والتركيز على أهداف يشترك والعدو في تحقيقها من غير مبالاة بالشعوب ولابعواقب الأمور..
http://www.alyaum.com/issue/page.php?IN=12109&P=4
(نظر ملك الروم إلى عبد الله بن حذافة طويلا بادره قائلا: إني أعرض عليك أمرًا. قال: وما هو؟ فقال: أعرض عليك أن تتنصر,فإن فعلت؛ خليت سبيلك وأكرمت مثواك. فقال الأسير في أنفة وحزم: هيهات,إن الموت لأحب إلى ألف مرة مما تدعونني إليه. فقال قيصر: إني لأراك رجلا شهما,فإن أجبتني إلى ما أعرضه عليك أشركتك في أمري وقاسمتك سلطاني. فتبسم الأسير المكبل بقيوده قال: والله لو أعطيتني جميع ما تملك، وجميع ما ملكته العرب على أن أرجع عن دين محمد طرفة عين ما فعلت. قال: إذن أقتلك. قال: أنت وما تريد، ثم أمر به فصلب، وقال لقناصته – بالرومية -: ارموه قريبًا من يديه، وهو يعرض عليه التنصر فأبى. فقال: ارموه قريبًا من رجليه، وهو يعرض عليه مفارقة دينه فأبى. عند ذلك أمرهم أن يكفوا عنه، وطلب إليهم أن ينزلوه عن خشبة الصلب، ثم دعا بقدر عظيمة فصب فيها الزيت ورفعت على النار حتى غلت ثم دعا بأسيرين من اسارى المسلمين، فأمر بأحدهما أن يلقى فيها فألقى، فإذا لحمه يتفتت. وإذا عظامه تبدو عارية... ثم التفت إلى عبد الله بن حذافة ودعاه إلى النصرانية، فكان أشد إباء لها من قبل. فلما يئس منه؛ أمر به أن يلقى في القدر التي ألقي فيها صاحباه فلما ذهب به معت عيناه، فقال رجال قيصر لملكهم: إنه قد بكى... فظن أنه قد جزع وقال: ردوه إلي. فلما مثل بين يديه عرض عليه النصرانية فأباها. فقال: ويحك، فما الذي أبكاك إذن؟! قال: أبكاني أني قلت في نفسي: تلقى الآن في هذه القدر، فتذهب نفسك، وقد كنت أشتهي أن يكون لي بعدد ما في جسدي من شعر أنفس فتلقى كلها في هذا القدر في سبيل الله. فقال الطاغية: هل لك أن تقبل راسي وأخلى عنك؟ فقال له عبد الله: وعن جميع اسارى المسلمين أيضًا؟ قال: وعن جميع اسارى المسلمين ايضًا. قال عبد الله: فقلت في نفسي
: عدو من أعداء الله، أقبل رأسه فيخلى عني وعن أسارى المسلمين جميعًا، لا ضير في ذلك علي. ثم دنا منه وقبل رأسه، فأمر ملك الروم أن يجمعوا له أسارى المسلمين وأن يدفعوهم إليه، فدفعوا له. قدم عبد الله بن حذافة على عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وأخبره خبره؛ فسر به الفاروق أعظم السرور، ولما نظر إلى الأسرى قال: حق كل مسلم أن يقبل راس عبد الله بن حذافة .. وأنا أبدأ بذلك ... ثم قام وقبل راسه)
هكذا هم القادة ,كما يتحملون هم أيضا يحملون مسؤولية الأرواح التي في أعناقهم,وليس فقط مجرد نظر واحدهم في المرآة والتركيز على أهداف يشترك والعدو في تحقيقها من غير مبالاة بالشعوب ولابعواقب الأمور..
http://www.alyaum.com/issue/page.php?IN=12109&P=4
تعليق