كان ياما كان في ماضي العصر والأوان وكنا لانعرف من/في مدينة الدمام الا ثلاثة شوارع رئيسية فقط، وهي شارع الملك عبدالعزيز، وشارع الملك سعود، وشارع ابن خلدون، وكانت هذا الأنهار الثلاثة كفيلة بأن توصلنا إلى غاياتنا، عن طريق طرق فرعية تشبه (القنوات)لأي مكان نرغب الوصول له في مدينة الدمام بكل سهولة ويسر، واستمرت مدينة الدمام في النمو والتطور ، وكبرنا نحن أيضا معها، وأصبحت محط أنظار العاشقين للجمال، حتى صار ترابها أغلى من الذهب، بكل ألوانه، وأنواعه، وكنا نظن أن المدن أجمل حظا من البشر، غير أن ظننا كذب، وكان الظن أكذب الحديث، وكانت المدن كالبشر، فيها الشقي وفيها السعيد وكانت الدمام من أسعد المدن حالا منذ أن نبع البترول قريبا منها حتى فاض بخيراته عليها وامتدت رقعتها..والآن بعد عشرات من السنين وقد أشرقت الدمام بنور ربها وأصبحت من كبرى مدن مناطق المملكة العربية السعودية، حيث أصبحت مسرحا نشيطا للسياحة الداخلية حتى ضاقت الفنادق ، وامتلأت الشقق المفروشة وتقاطر الناس عليها من كل مكان أفواجا أفواجا، والكل منهم همه البحث عن المتعة الحلال، والبحر الزاخر بالجمال، فما كان من(أمانة مدينة الدمام)الا أن أقامت مشكورة احتفالية(رالي الدمام العجيب)بدعوى تجميل الشوارع، وإقامة الجسور والأنفاق، مما جعلنا نزور حارات وشوارع لم نكن نعرفها أو نزورها من قبل، ونحن من سكان الدمام نخب أول، ونستمتع مجبورين بمداخلها ومخارجها، وملفاتها الصعبة، وطرقاتها الوعرة، ومرتفعاتها التي ماكنا نعرف أنها موجودة بتاتا، وأيضا نختبر مقدرة سياراتنا وقدرات شبابنا على الفوز الأكيد بالراليات العالمية فيما لو قدر لنا الاشتراك فيها، وخوض غمارها..إذ من كان يصدق أننا نحن النساء بالذات ندخل في منعرجات المنطقة الصناعية(الخضرية)، مجمع الورش؟هذا ما تراه وأنت متجه شمالا، وبفضل الرالي دخلناها، وأطلعنا على أشياء غريبة علينا، وأشكال بشر أغرب، فهذا يركض باتجاه مخرطة حاملا معه، قطعة غيار معطوبة يريد إصلاحها بسرعة، وذاك يطرق حديدة بقوة تكاد تصم الآذان، وهنالك(بوفيه)يتقاطر عليه العمال من كل حدب وصوب، لشرب الشاي..وأنت في سيارتك وكأنك في مدينة ألعاب وراكب في لعبة(قطار الموت)حيث الطريق يصعد بك ثم ينزل فجأة حتى تكاد تهوى أحشاؤك، ويستمر بك الطرق حتى بالكاد تصل مبتغاك، وأنت في مركبتك(من جرف إلى دحديرة)وحالتك يرثى لها من العناء، والشقاء، وكأنك ماشٍ على قدميك، لاراكبا سيارة فارهة، مما تعانيه من الهرولة..فشكرا لكل من فتح قنوات سياحية للراليات المشتركة، أو ماراثون السيارات في مدينتنا الحبيبة، فإنها ولاشك تعتبر عامل جذب سياحي لايوجد دائما في المدن العربية وعلى مستوى الشارع العربي، العادي! ومزيدا من النجاحات في إقامة الراليات الحرة، فكم نحن بحاجة لنسابق العالم ونكسب قصب السبق ولو في الخطأ!
بطاقة نثر:
الوطن الجميل سيظل جميلا مهما تقدم به العمر، ومهما شوهت التجاعيد وجهه الطفلي البريء، ومهما، ومهما فسنظل ننظر له بعين الحب لا بعين الحقيقة..
http://www.alyaum.com/issue/page.php?IN=12074&P=4
بطاقة نثر:
الوطن الجميل سيظل جميلا مهما تقدم به العمر، ومهما شوهت التجاعيد وجهه الطفلي البريء، ومهما، ومهما فسنظل ننظر له بعين الحب لا بعين الحقيقة..
http://www.alyaum.com/issue/page.php?IN=12074&P=4
تعليق