تأملوا جملة(منتدى النداوي الأدبي والثقافي)
نسمع ونقرأ كثيرا لكلمة أدب أو ثقافة، ويقولون لبعض العلماء أديب، ويصفون من يرونه رزينا بقولهم فلان مؤدُّب، واذا رأوا شخصا محيط لكثير من المعارف قالوا له مثقّف0
والسؤال00مامعنى كلمة أدب وكلمة ثقافة، هل نستطيع تحديد معناهما على وجه دقيق، اعتقد بأن الكثير ممن يرددون هذه الكلمات لايعرفون ذلك، والشبيه لذلك من يؤدي خمس صلوات يوميا على الأقل ولايعرف واجبات او أركان او سنن الصلاة! بينما تجده يجادل في مسائل يقف دونها فحول العلماء!
نعود لموضوعنا الآنف الذكر وهو الأدب والثقافة00والسبب لكتابة موضوعي هذا هو عنوان هذا المنتدى حيث انني تأملته وخطر في بالي ان اكتب عنه وهاأنا ذا اكتب،ولايعني هذا انني تطرقت لجميع الجوانب،إذ ان كلامي لايتعدى كونه إشارة عابرة، وما لايدرك كله لايترك جله، ومهما قلت فلا يمكنني ان استغني عن تصويباتكم وتوجيهاتكم :
الأدب:
الأدب كلمة يتغير مفهومها ومعناها تبعا لتغيير الحياة الإجتماعية والعقلية،وكلمة أدب كانت تستعمل في عصر الجاهلية فيقولون لداعي الى الطعام آدب0
قال طرفة:
نحن في المشتاة ندعو الجفلى000لاترى الآدب فينا ينتقر
وسمي "بالأدب" توسعا بعد ذلك القول الذي "يأدب" أي يدعو الناس إلى المحامد أو التحلي بالخلق الفاضل أو القيام بأمر جلل. واتسع المعنى في ليشمل التعليم والتهذيب، فقد كان الأدب شديد الرحابة يضم أنواعا من المعرفة بالإضافة إلى صناعة الكلام البديع ، إذ اصبح يشمل الكلام المنثور والشعر والمثل السائر والموعظة والخطبة والرسالة، وكما يشمل عند آخرين أخبار العرب وأنسابهم
ويقال للطعام الذي يدعى اليه الناس مأدبة-واشتق من هذا المعنى قولهميأدب –أي صنع مأدبة أو دعا اليها، ولم تخرج الكلمة في الجاهلية عن هذا المعنى وفق ماهو متوافر من النصوص والأدلة المنقولة0
ونجد لهذه الكلمة وجودا في الأحاديث النبوية حيث يقول صلوات الله وسلامه عليه:{أدبني ربي فأحسن تأديبي} وهي تشير هنا الى المعنى التهذيبي الخلقي، وفي العصرين الأموي والعباسي نجدها تدل ايضا الى المعنى التهذيبي الخلقي وكذلك التعليمي، ومنذ القرن الثالث للهجرة أخذت تشير بالإضافة لما سبق الى السنن التي ينبغي ان تراعى عند طبقة خاصة من الناس ، وربما تطلق على جميع المعارف الدينية وغير دينية0
ويقول ابن خلدون رحمه الله( الأدب هو حفظ أشعار العرب واخبارهم والأخذ من كل علم بطرف)0
ثم أخذت الكلمة تدل على معنيين:
معنى عام يقابل كلمة ltteratu الفرنسية التي يطلقها الفرنسيون على كل ما يكتب في اللغة مهما يكن موضوعه ومهما يكن اسلوبه سواء أكان علما أم فلسفة أم أدبا خالصا، فكل ماينتجه العقل والشعور يسمى أدبا0
ومعنى خاص هو الأدب الخالص الذي لايراد به الا مجرد التعبير عن معنى من المعاني،بل يراد به ايضا ان يكون جميلا بحيث يؤثر على القارئ والسامع على نحو ماهو معروض في صناعتي الشعر وفنون النثر الأدبية مثل الخطابة والأمثال والقصص والمسرحيات والمقامات، ويقول البعض بتعريف الآداب: تطلق على العلوم والمعارف عموما أو على المستطرف منها فقط ، ويقولون علم الأدب: علم يُحترز به عن الخلل في كلام العرب لفظا وكتابة، ويقول صاحب القاموس في معنى : أدب – الظرف وحُسن التناول0
اما كلمة ثقافة: فقد كانت تستعمل عند العرب بمعنى قريب من مفهوما المستعمل اليوم وقد يكون مأخوذا عنه، فقد كانوا يقولون- ثقّف الرمح00أي قوّمه وسوّاه ويقال لآلة التقويم هذه –الثّقاف، ويقال اليوم للمتمكن من العلوم والفنون والآداب مثقف، وتقال للحاذق الخفيف الفطن ايضا0
الثَّقَافَةُ : الحذق والمهارة أو الفطنة وسرعة الإدْراك.
-: العلوم والمعارف والفنون التي يدركها الفرد؛ يتطلََب التدريس من المدرّس أن يكون ذا ثقافة واسعة.
-: مجموع ما توصّلت إليه أمَّة أو بلاد في حقول الأدب والفكر والعلم والفن والصناعة ونحوها؛ الثفافة الصينية/ الثقافة اليونانية/ الثفاقة العربية.
-: الحضارة، أي مجموع العادات والأوضاع الاجتماعية والقيم الذائعة في مجتمع معيَّن ونحوها ممّا يتصل بطريقة حياة الناس
/ الثقافتان، هما الثقافة الأدبية والثقاقة العلمية
/ نشاط ثقافي أي فعّاليات تتصل بأوجه الثقافة المختلفة
/ ملحق أو مستشار ثقاقيّ، أي موظف في السفارة مسؤول عن الشؤون الثقافية
/ تبادل ثقافيّ، أي تبادل بين بلدين أو أكثر في المجال الثقافيّ على مستويات مختلفة من تبادل المعارض الفنية والكتب والأساتذة ونحوها
/ مركز ثقافيّ، أي مركز تجرى فيه أنواع النشاط الثقافي لنشر الثقافة بين أبناء الشعب.
والمتعارف عليه اليوم بين أكثر الأدباء والعلماء ان الأدب بمعناه الشمولي يعني الشعر وشروحه وما قذفت به أقلام العلماء من كتابات متنوعة الا ان تخصيصها بالشعر والموروث الفني أعم، والثقافة مشابهة لتعريف ابن خلدون للأدب، وهي تعني الإلمام بالخطوط العريضة من العلوم والمعارف قديمها وحديثها، ورغم اجتهادات البعض لحصر التعريف الا انه يصعب ذلك على وجه التخصيص لإتساع الرقعة على الراقع!
هذا ما يسره الله، وفوق كل ذي علم عليم0
والله أعلم
نسمع ونقرأ كثيرا لكلمة أدب أو ثقافة، ويقولون لبعض العلماء أديب، ويصفون من يرونه رزينا بقولهم فلان مؤدُّب، واذا رأوا شخصا محيط لكثير من المعارف قالوا له مثقّف0
والسؤال00مامعنى كلمة أدب وكلمة ثقافة، هل نستطيع تحديد معناهما على وجه دقيق، اعتقد بأن الكثير ممن يرددون هذه الكلمات لايعرفون ذلك، والشبيه لذلك من يؤدي خمس صلوات يوميا على الأقل ولايعرف واجبات او أركان او سنن الصلاة! بينما تجده يجادل في مسائل يقف دونها فحول العلماء!
نعود لموضوعنا الآنف الذكر وهو الأدب والثقافة00والسبب لكتابة موضوعي هذا هو عنوان هذا المنتدى حيث انني تأملته وخطر في بالي ان اكتب عنه وهاأنا ذا اكتب،ولايعني هذا انني تطرقت لجميع الجوانب،إذ ان كلامي لايتعدى كونه إشارة عابرة، وما لايدرك كله لايترك جله، ومهما قلت فلا يمكنني ان استغني عن تصويباتكم وتوجيهاتكم :
الأدب:
الأدب كلمة يتغير مفهومها ومعناها تبعا لتغيير الحياة الإجتماعية والعقلية،وكلمة أدب كانت تستعمل في عصر الجاهلية فيقولون لداعي الى الطعام آدب0
قال طرفة:
نحن في المشتاة ندعو الجفلى000لاترى الآدب فينا ينتقر
وسمي "بالأدب" توسعا بعد ذلك القول الذي "يأدب" أي يدعو الناس إلى المحامد أو التحلي بالخلق الفاضل أو القيام بأمر جلل. واتسع المعنى في ليشمل التعليم والتهذيب، فقد كان الأدب شديد الرحابة يضم أنواعا من المعرفة بالإضافة إلى صناعة الكلام البديع ، إذ اصبح يشمل الكلام المنثور والشعر والمثل السائر والموعظة والخطبة والرسالة، وكما يشمل عند آخرين أخبار العرب وأنسابهم
ويقال للطعام الذي يدعى اليه الناس مأدبة-واشتق من هذا المعنى قولهميأدب –أي صنع مأدبة أو دعا اليها، ولم تخرج الكلمة في الجاهلية عن هذا المعنى وفق ماهو متوافر من النصوص والأدلة المنقولة0
ونجد لهذه الكلمة وجودا في الأحاديث النبوية حيث يقول صلوات الله وسلامه عليه:{أدبني ربي فأحسن تأديبي} وهي تشير هنا الى المعنى التهذيبي الخلقي، وفي العصرين الأموي والعباسي نجدها تدل ايضا الى المعنى التهذيبي الخلقي وكذلك التعليمي، ومنذ القرن الثالث للهجرة أخذت تشير بالإضافة لما سبق الى السنن التي ينبغي ان تراعى عند طبقة خاصة من الناس ، وربما تطلق على جميع المعارف الدينية وغير دينية0
ويقول ابن خلدون رحمه الله( الأدب هو حفظ أشعار العرب واخبارهم والأخذ من كل علم بطرف)0
ثم أخذت الكلمة تدل على معنيين:
معنى عام يقابل كلمة ltteratu الفرنسية التي يطلقها الفرنسيون على كل ما يكتب في اللغة مهما يكن موضوعه ومهما يكن اسلوبه سواء أكان علما أم فلسفة أم أدبا خالصا، فكل ماينتجه العقل والشعور يسمى أدبا0
ومعنى خاص هو الأدب الخالص الذي لايراد به الا مجرد التعبير عن معنى من المعاني،بل يراد به ايضا ان يكون جميلا بحيث يؤثر على القارئ والسامع على نحو ماهو معروض في صناعتي الشعر وفنون النثر الأدبية مثل الخطابة والأمثال والقصص والمسرحيات والمقامات، ويقول البعض بتعريف الآداب: تطلق على العلوم والمعارف عموما أو على المستطرف منها فقط ، ويقولون علم الأدب: علم يُحترز به عن الخلل في كلام العرب لفظا وكتابة، ويقول صاحب القاموس في معنى : أدب – الظرف وحُسن التناول0
اما كلمة ثقافة: فقد كانت تستعمل عند العرب بمعنى قريب من مفهوما المستعمل اليوم وقد يكون مأخوذا عنه، فقد كانوا يقولون- ثقّف الرمح00أي قوّمه وسوّاه ويقال لآلة التقويم هذه –الثّقاف، ويقال اليوم للمتمكن من العلوم والفنون والآداب مثقف، وتقال للحاذق الخفيف الفطن ايضا0
الثَّقَافَةُ : الحذق والمهارة أو الفطنة وسرعة الإدْراك.
-: العلوم والمعارف والفنون التي يدركها الفرد؛ يتطلََب التدريس من المدرّس أن يكون ذا ثقافة واسعة.
-: مجموع ما توصّلت إليه أمَّة أو بلاد في حقول الأدب والفكر والعلم والفن والصناعة ونحوها؛ الثفافة الصينية/ الثقافة اليونانية/ الثفاقة العربية.
-: الحضارة، أي مجموع العادات والأوضاع الاجتماعية والقيم الذائعة في مجتمع معيَّن ونحوها ممّا يتصل بطريقة حياة الناس
/ الثقافتان، هما الثقافة الأدبية والثقاقة العلمية
/ نشاط ثقافي أي فعّاليات تتصل بأوجه الثقافة المختلفة
/ ملحق أو مستشار ثقاقيّ، أي موظف في السفارة مسؤول عن الشؤون الثقافية
/ تبادل ثقافيّ، أي تبادل بين بلدين أو أكثر في المجال الثقافيّ على مستويات مختلفة من تبادل المعارض الفنية والكتب والأساتذة ونحوها
/ مركز ثقافيّ، أي مركز تجرى فيه أنواع النشاط الثقافي لنشر الثقافة بين أبناء الشعب.
والمتعارف عليه اليوم بين أكثر الأدباء والعلماء ان الأدب بمعناه الشمولي يعني الشعر وشروحه وما قذفت به أقلام العلماء من كتابات متنوعة الا ان تخصيصها بالشعر والموروث الفني أعم، والثقافة مشابهة لتعريف ابن خلدون للأدب، وهي تعني الإلمام بالخطوط العريضة من العلوم والمعارف قديمها وحديثها، ورغم اجتهادات البعض لحصر التعريف الا انه يصعب ذلك على وجه التخصيص لإتساع الرقعة على الراقع!
هذا ما يسره الله، وفوق كل ذي علم عليم0
والله أعلم
تعليق