انشأت(البنوك),والمصارف من أجل حماية أموال الناس,وتيسيير معاملاتها المالية في كل مكان داخل الوطن وخارجه,فأصبح الفرد يسافر في أرض الله الواسعة وهو مطمئن على أمواله.خاصة من السرقة وبعض الكوارث كالحريق وغيره,لاننكر أن البنوك تشغلها,ولكنها وفي الوقت نفسه هي تحت تصرف صاحبها,لقاء مبلغ مالي زهيد,متى ماأرادها,واحتاجها في أي دولة من دول العالم..في السنوات الأخيرة ومنذ بداية التسعين الميلادية,أصبح التعامل مع البنوك إلزاميا من خلال تحويل الرواتب عليها كرها لاطوعا,حتى رواتب المتقاعدين والتأمينات,والضمان وهذه الثلاثة لايرجع فيها اختيار البنك للعميل نفسه وانما هو اختيارا اجباريا من خلال عقود مع الدوائر,والمؤسسات الحكومية الآنفة الذكر,وغيرها,مما يجعل العميل مضطرا للتعامل مع هذا البنك أو ذاك مهما كان تعامل موظفيه,وإذارته من السوء بمكان,وليس له الا الصبر,أو الدعاء بالويل والثبور على من جعله يتعامل مع موظفين بدرجة(أشباه بشر)أغلبهم ابناء بادية بالكاد يجيدون التعامل بالحد الأدنى من الانسانية والرحمة وفجأة وجدوا أمامهم مبالغ في نظرهم أنهم أولى بها من أصحابها.والخبر الذي نشرته الزميلة جريدة الوطن في مطلع هذا الأسبوع بتاريخ السبت 12/9/1426هـ الموافق 15/10/2005م ومفاده(عن قيام موظفي بنك كبير بعمليات سحب وإيداع وهمية واختلاس من ودائع العديد من العملاء في فرع البنك .وتدخلت الشرطة لإجبار المتلاعبين على رد حقوق المودعين،التي بلغت حتى الآن نحو 650 ألف ريال بينما قامت الإدارة العامة للبنك بوقف الموظفين المتلاعبين في أرصدة المواطنين عن العمل ووعدت برد أموال المودعين بعد فحص حساباتهم(.هذا الخبر الآنف السرد حرضني على الإسراع في كتابة الموضوع الذي بين أيديكم الآن,لكثرة ماأسمع وأعايش من مصائب بعض(موظفي البنوك)سواء في التعامل السيئ مع العميل,وكأنه يطلب من أموالهم شيئا,أو من خلال الإستهتار بأموال البشر المرغمين على إيداعها لدى البنوك المعروفة والمتوفرة فروعها في كل مكان.أقول قولي هذا من خلال ماسمعته وما جربته,وحدث معي شخصيا,من تعامل سيئ ومن إختلاسات حتى البسيطة منها,ومتى ماطالب العميل بأمواله من خلال شكوى للموظف,سارعوا الموظفين بالتستر على فضائحهم,مدججين بالإدارة ـ وهي لاتقل بشاعة عنهم ـ في رد الأموال,والإعتذار للعميل حتى لايفتضح أمرهم ــ أبو مزاح,إن شيف ولاراح ـ..مارأيكم أيها السادة الكرام ,بموظف(خدمة عملاء),في بنك ما,يوقف راتب تقاعد لمتوفى,ويحرم منه الورثة بدعوى تافهة ساذجة جدا.هات تعريف باسم فلان,ويأتي الوكيل بالتعريف ولايطلق سراح الراتب,ويراجع البنك,فيقول له الموظف نفسه هات تعريف لفلان,ياأخي جبت تعريف الشهر الماضي,رد بأنه ضاع,وهات تعريف للمرة الثالثة,ولمدة ثلاتة أشهر متتالية والراتب موقوف والوكيل والطالب لاهم لهم الا هات تعريف,وبعد تهديد بالتدخل من(جهة ما) رد الموظف الطيب الذكر بعذر أقبح من فعل,بأنه كان يقصد(توكيل),وليس(تعريف),وهل طلب التوكيل شهريا؟..هنا يقف الكلام على أوتار حنجرتي,وتخنقني العبرات,وتفيض بحار الحزن من نوافذ قلبي..ماذا لو أن الراتب لشيخ كبير بالسن,لاوكيل له الا الله؟أو أرملة لاتجيد التعبير عن ذاتها؟أو لأيتام لهم وكيل قاسي ليس متفرغ,لروح وتعال؟هل يعانون من الجوع والحاجة من أجل تعريف يطلب على مدى ثلاثة أشهر متتالية؟أي عقل أو دين أو انسانية تجيز مثل هذا الإستهتار بحقوق الناس ولايجد الموظف وإدارته المتآمرة,من يضرب على أيديهم بيد الحق,ويقتص منهم!!يختلسون,يوقفون الرواتب,يماطلون العميل البائس,ومن ثم تشغل الأموال في الأسهم وتؤخذ فؤائدها,وإذا أنتبه,أو اشتكى العميل,وقبل أن تصبح قضية ,(ترد الأموال) مع كلمة اعتذار من مدير الفرع ــ الشريك ـ وتبقى أموال من لم ينتبه,أو يشتكي الا لله,معلقة تحت رحمة قلوب لاتعرف سبيلا للرحمة,وأصحاب نفوس ضعيفة يغريها خطف مبلغ زهيد من أفواه(حواصل طير بلاماء ولاشجر),وحتى اشعار آخر,أترك القضية بين أيديكم أيها المسؤولين,وفي ذمتكم ,والأمر لله ثم لكم فأنظروا ماأنتم فاعلين تجاه آلآف قضايا الرواتب المعلقة,والمبالغ المنهوبة والتي حتى هذه اللحظة لم تجد من يرفع إلى المسؤولين الصوت نيابة عنها.. ولكم تحياتي..
http://www.alyaum.com/issue/page.php?IN=11815&P=4
http://www.alyaum.com/issue/page.php?IN=11815&P=4
تعليق