عزيزي وأخي فهد التوم
شكرا على فصلك للموضوع الأول بموضوعك هذا أولا .
وعلى العكس فصلك للموضوع ليس به تقليل من شأن أحد بل على العكس تماما يا أخي .
أولا :
تعريف الشعر ؟
نعم لا يوجد تعريف محدد متفق عليه للشعر .. أو لمسمى الشعر .
وتستطيع أن تسأل أي شاعر عن مفهوم الشعر كل شاعر سوف يعطيك تعريف خاص وإن إلتقت الآراء ... آراء الشعراء في نقاط محددة ، ولكن الشعر لدى كل شاعر له مفهوم خاص جدا .
ودعني أورد لك آراء بعض من الشعرءا الذين التقيت بهم :
أبو بكر سالم ( طبعا أبو بكر سالم شاعر قبل أن يكون مطربا أو ملحنا وأولى قصائده في العامية اليمنية كانت " ياناسين الحبايب " والتي غناها الرويشد ) يقول أبو بكر : الشعر هو ترجمة الاحاسيس الداخلية للشخص عبر مخزونه المفرداتي التي يطلقه بموجة وزنية على أحد بحور الخليل أو غيرها .
وطلال السعيد يقول : الشعر هو لحظة الجنون التي يرتكبها العقل في لحظة غيابه عن الوعي (.. ) والوزن في الشعر هو التحدي للشاعر ( بالمناسبة طلال السعيد يكتب الشكل العمودي التقليدي في القصيدة العامية / النبطية ويكتب الحر " قصيدة التفعيلة " .)
هذين رأيين بالشعر ومن واقع العامية .
ورأيي : أعتقد أن الشعر حالة فردية فالشعر كما أراه حالة فردية لا يأتي بشكل جماعي الشعر كالبصمة الوراثية لا يوجد دي أن أيه في العالم يشبه للآخر ، الشعر تماما كبصمة الإبهام ، لا يوجد شخصين بذات الخطوط ، كذلك لا يوجد شاعرين بذات التوجه أو الاسلوب أو الرؤية للشعر أو الطريقة .
الشعر حالة خاصة جدا .
الوزن .. والموسيقى .. والبحور :
الوزن هو جزء من مكونات الشعر وليس هو الشعر كله ، الوزن قد يكون بوابة العبور الأولى ولكنه حتما ليس بالأخيرة ، وليس هو نهاية المطاف ولا أبلغ الهم بالشعر ، فكم من قصيدة موزونة لا تساوي ثمن الحبر التي كتبت به ولم يحصل صاحبها سوى على السهر والتعب ( كما أن كم من صائم لم ينل من صيامه سوى الجوع والعطش .. كما ورد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم ) .
الشعر أتفق معك يا فهد بأنه ليس هو الوزن ولا الوزن هو بالشعر .
في الأساطير اليونانية أن شاعرين التقيا صدفة وسأل الأول : ماذا كتبت من قصائد .. قال الثاني كتبت عشرة آلاف بيت في مدح الآلهة .
فأطرق الأول وقال : لقد كتبت عشرة أشطر ( لم يقل أبيات ) في صبي صغير يلعب في الحديقة .
وبعد آلاف السنين توجد هذه الأشطر الشعرية في الصبي الصغير على معابد أثينا منقوشة على جدرانها ولم تذكر تلك العشرة آلاف بيت سوى في هذه القصيدة والتي لا أحد يعرف ماذا كانت .
الشعر أنت تعرفه بطريقتك وانا أعرفه بطريقتي وكل يعرفه بطريقته .
موضوعي كان اسمه ( قصيدة النثر بين الفقر الوزني .. غنى المفردة )
وأعتقد أن أوضحت من خلال العنوان أن فقرها في جانب لا يعني أنها لا تملك جانبا جيدا .
قلت يا أخي فهد أن الجرس الموسيقي ( محسوس ) وليس ( ملموس ) .
وهو كلام مطاااااااااااااط جدا .
الشعر يحمل وجهين .
الوجه الأول هو العلمي ، والشعر لا بد وأن يخضع لقاعدة علمية 1+1=2 وإلا اختل القانون واصبح الكل شعراء ولضاعت ( الطاسة ) .
لا بد وأن يخضع الشعر لقاعدة علمية ثابتة لا إلى الذائقة فقط رغم أهمية وجود الذائقة بوجود القانون الوزني واللغوي والنحوي والصرفي .
وإذا آمنا بضرورة إلغاء الملموس واستبداله بالمحسوس كما أوردت يا أخي فذلك يعني أن نلغي جميع الكتب العلمية والنقدية من خارطتنا ونتبع الاحساس .
والاحساس يا أخي ينتهي به المطاف إلى دائرة الذائقة التي تدخل الشعر في أمر البقالات والعرض والطلب .
باختصار أنا طلبت أن نلغي قصيدة النثر من المسمى الشعري حتى نمنحها استقلاليتها .
فالروائي .. يكتب الرواية .. ولا يعيبه أبدا أنه ليس بشاعر .
والقاص كذلك .. لا يعيبه أنه لا يجيد الشعر .
والشاعر هو من يكتب القصيدة .
للرواية أسسها وقوانينها والتي تفصل الروائي عن غيره .
كذلك القصة القصيرة .. لها أساسياتها وقوانينها وهي التي تفصل القاص عن غيره .
وكذلك .. النثر .. لا بد وان يستقل بعيدا عن الشعر .
فالنثر الشعري أو الشعر النثري استقل وامتلك حكمه الذاتي في أرض الشعر بخروجه عن الوزن وهو أحد أهم قوانين مملكة الشعر ، فبما انه امتلك حق تقرير مصيره فلماذا لا يستقل إذا .
أنا أطالبه بالاستقلال ولا أطالب بإعدام قصيدة النثر .
هل تظن لو أنني ظهرت في عام 1937( عام استشهاد المختار عمر ) وطالبت باستقلال ليبيا عن إيطاليا هل كنت تتوقع أن يشكرني الليبيون أم يعترضون علي .
أنا لا أطالب سوى بفصل النثر الشعر عن الشعر نفسه .
فلا اعتقد انه امتداد له ولكنه خارج من تحت عباءته وهناك فرق كبير بين أن تكون امتدادا لشيء وأن تخرج من تحت عباءة شيء .
عزيزي فهد ( آسف على الإطالة ) .. ولكن ولكن .. ولكن .. ..
من ناحية تعريف الشعر ليس الشعر وحده هو ما يلامس الآخرين بل الخطبة قد تلامس مشاعر الآخرين .. وفن الخطابة فن مستقل بذاته ، القصة القصيدة قد تؤثر بالآخرين ، الحديث العادي قد يؤثر بالآخرين إذا عرفنا كيف ننتقي كلماتنا .. .. ولكن ذلك كله ليس بشعر .. قد يحتمل الشعر أو قد تحتمل جزئية به الشعر ولكنه ليس بشعر .
الشعر أمر آخر تماما .
مختلف الشعر ليس هو الكلام الذي يلامس مشاعر الآخرين فقط .
علميا ( وعبر دراسة نفسية موثقة قامت بها الدكتورة فوزية الدريع أن للصوت نفسه تأثير على الآخرين )
تقول الدكتورة فوزية الدريع : كلمة أحبك سواء قيلت للرجل أو لإمرأة تساعد أو تحفز على إفراز هرمون مخدر في الجسم .
عزيزي هذه الكلمة ليست شعرا ولكن لها تأثيرها بالطبع ، قد تثيرك صورة معينة ولكنها ليست شعرا قد يثيرك مشهدا تلفزيونيا ولكنه ليس بشعر أيضا قد يثير احاسيسك رؤية وجه طفل بكل ما يحمل من براءة ولكنه ليس شعرا يثيرنا المشهد .. الموقف الانساني .. .. المنظر الجميل .
لقد استثارنا جميعا محمد الدرة واستشهاده واستثار العالم اجمع ولم يكن شعرا .
ولقد استثار مشاعرنا موت علم الأمة الشيخ ابن باز رحمه الله ولم يكن ذلك شعرا .
الشعر مملكة خاصة لها موازينها وأساليبها وقوانينها تتأثر مثلنا وتؤثر في الوقت نفسه .
أما المستشرقين فلهم موضوع آخر مفصل إنشاء الرحمن .
.
وآسف على الإطالة .
آسف جدا
إن كنت قد أغفلت أمرا .
ولكنني حاولت أن أجمع وأستجمع ذاكرتي للرد على استفسار زميل بمقامك
شكرا على فصلك للموضوع الأول بموضوعك هذا أولا .
وعلى العكس فصلك للموضوع ليس به تقليل من شأن أحد بل على العكس تماما يا أخي .
أولا :
تعريف الشعر ؟
نعم لا يوجد تعريف محدد متفق عليه للشعر .. أو لمسمى الشعر .
وتستطيع أن تسأل أي شاعر عن مفهوم الشعر كل شاعر سوف يعطيك تعريف خاص وإن إلتقت الآراء ... آراء الشعراء في نقاط محددة ، ولكن الشعر لدى كل شاعر له مفهوم خاص جدا .
ودعني أورد لك آراء بعض من الشعرءا الذين التقيت بهم :
أبو بكر سالم ( طبعا أبو بكر سالم شاعر قبل أن يكون مطربا أو ملحنا وأولى قصائده في العامية اليمنية كانت " ياناسين الحبايب " والتي غناها الرويشد ) يقول أبو بكر : الشعر هو ترجمة الاحاسيس الداخلية للشخص عبر مخزونه المفرداتي التي يطلقه بموجة وزنية على أحد بحور الخليل أو غيرها .
وطلال السعيد يقول : الشعر هو لحظة الجنون التي يرتكبها العقل في لحظة غيابه عن الوعي (.. ) والوزن في الشعر هو التحدي للشاعر ( بالمناسبة طلال السعيد يكتب الشكل العمودي التقليدي في القصيدة العامية / النبطية ويكتب الحر " قصيدة التفعيلة " .)
هذين رأيين بالشعر ومن واقع العامية .
ورأيي : أعتقد أن الشعر حالة فردية فالشعر كما أراه حالة فردية لا يأتي بشكل جماعي الشعر كالبصمة الوراثية لا يوجد دي أن أيه في العالم يشبه للآخر ، الشعر تماما كبصمة الإبهام ، لا يوجد شخصين بذات الخطوط ، كذلك لا يوجد شاعرين بذات التوجه أو الاسلوب أو الرؤية للشعر أو الطريقة .
الشعر حالة خاصة جدا .
الوزن .. والموسيقى .. والبحور :
الوزن هو جزء من مكونات الشعر وليس هو الشعر كله ، الوزن قد يكون بوابة العبور الأولى ولكنه حتما ليس بالأخيرة ، وليس هو نهاية المطاف ولا أبلغ الهم بالشعر ، فكم من قصيدة موزونة لا تساوي ثمن الحبر التي كتبت به ولم يحصل صاحبها سوى على السهر والتعب ( كما أن كم من صائم لم ينل من صيامه سوى الجوع والعطش .. كما ورد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم ) .
الشعر أتفق معك يا فهد بأنه ليس هو الوزن ولا الوزن هو بالشعر .
في الأساطير اليونانية أن شاعرين التقيا صدفة وسأل الأول : ماذا كتبت من قصائد .. قال الثاني كتبت عشرة آلاف بيت في مدح الآلهة .
فأطرق الأول وقال : لقد كتبت عشرة أشطر ( لم يقل أبيات ) في صبي صغير يلعب في الحديقة .
وبعد آلاف السنين توجد هذه الأشطر الشعرية في الصبي الصغير على معابد أثينا منقوشة على جدرانها ولم تذكر تلك العشرة آلاف بيت سوى في هذه القصيدة والتي لا أحد يعرف ماذا كانت .
الشعر أنت تعرفه بطريقتك وانا أعرفه بطريقتي وكل يعرفه بطريقته .
موضوعي كان اسمه ( قصيدة النثر بين الفقر الوزني .. غنى المفردة )
وأعتقد أن أوضحت من خلال العنوان أن فقرها في جانب لا يعني أنها لا تملك جانبا جيدا .
قلت يا أخي فهد أن الجرس الموسيقي ( محسوس ) وليس ( ملموس ) .
وهو كلام مطاااااااااااااط جدا .
الشعر يحمل وجهين .
الوجه الأول هو العلمي ، والشعر لا بد وأن يخضع لقاعدة علمية 1+1=2 وإلا اختل القانون واصبح الكل شعراء ولضاعت ( الطاسة ) .
لا بد وأن يخضع الشعر لقاعدة علمية ثابتة لا إلى الذائقة فقط رغم أهمية وجود الذائقة بوجود القانون الوزني واللغوي والنحوي والصرفي .
وإذا آمنا بضرورة إلغاء الملموس واستبداله بالمحسوس كما أوردت يا أخي فذلك يعني أن نلغي جميع الكتب العلمية والنقدية من خارطتنا ونتبع الاحساس .
والاحساس يا أخي ينتهي به المطاف إلى دائرة الذائقة التي تدخل الشعر في أمر البقالات والعرض والطلب .
باختصار أنا طلبت أن نلغي قصيدة النثر من المسمى الشعري حتى نمنحها استقلاليتها .
فالروائي .. يكتب الرواية .. ولا يعيبه أبدا أنه ليس بشاعر .
والقاص كذلك .. لا يعيبه أنه لا يجيد الشعر .
والشاعر هو من يكتب القصيدة .
للرواية أسسها وقوانينها والتي تفصل الروائي عن غيره .
كذلك القصة القصيرة .. لها أساسياتها وقوانينها وهي التي تفصل القاص عن غيره .
وكذلك .. النثر .. لا بد وان يستقل بعيدا عن الشعر .
فالنثر الشعري أو الشعر النثري استقل وامتلك حكمه الذاتي في أرض الشعر بخروجه عن الوزن وهو أحد أهم قوانين مملكة الشعر ، فبما انه امتلك حق تقرير مصيره فلماذا لا يستقل إذا .
أنا أطالبه بالاستقلال ولا أطالب بإعدام قصيدة النثر .
هل تظن لو أنني ظهرت في عام 1937( عام استشهاد المختار عمر ) وطالبت باستقلال ليبيا عن إيطاليا هل كنت تتوقع أن يشكرني الليبيون أم يعترضون علي .
أنا لا أطالب سوى بفصل النثر الشعر عن الشعر نفسه .
فلا اعتقد انه امتداد له ولكنه خارج من تحت عباءته وهناك فرق كبير بين أن تكون امتدادا لشيء وأن تخرج من تحت عباءة شيء .
عزيزي فهد ( آسف على الإطالة ) .. ولكن ولكن .. ولكن .. ..
من ناحية تعريف الشعر ليس الشعر وحده هو ما يلامس الآخرين بل الخطبة قد تلامس مشاعر الآخرين .. وفن الخطابة فن مستقل بذاته ، القصة القصيدة قد تؤثر بالآخرين ، الحديث العادي قد يؤثر بالآخرين إذا عرفنا كيف ننتقي كلماتنا .. .. ولكن ذلك كله ليس بشعر .. قد يحتمل الشعر أو قد تحتمل جزئية به الشعر ولكنه ليس بشعر .
الشعر أمر آخر تماما .
مختلف الشعر ليس هو الكلام الذي يلامس مشاعر الآخرين فقط .
علميا ( وعبر دراسة نفسية موثقة قامت بها الدكتورة فوزية الدريع أن للصوت نفسه تأثير على الآخرين )
تقول الدكتورة فوزية الدريع : كلمة أحبك سواء قيلت للرجل أو لإمرأة تساعد أو تحفز على إفراز هرمون مخدر في الجسم .
عزيزي هذه الكلمة ليست شعرا ولكن لها تأثيرها بالطبع ، قد تثيرك صورة معينة ولكنها ليست شعرا قد يثيرك مشهدا تلفزيونيا ولكنه ليس بشعر أيضا قد يثير احاسيسك رؤية وجه طفل بكل ما يحمل من براءة ولكنه ليس شعرا يثيرنا المشهد .. الموقف الانساني .. .. المنظر الجميل .
لقد استثارنا جميعا محمد الدرة واستشهاده واستثار العالم اجمع ولم يكن شعرا .
ولقد استثار مشاعرنا موت علم الأمة الشيخ ابن باز رحمه الله ولم يكن ذلك شعرا .
الشعر مملكة خاصة لها موازينها وأساليبها وقوانينها تتأثر مثلنا وتؤثر في الوقت نفسه .
أما المستشرقين فلهم موضوع آخر مفصل إنشاء الرحمن .
.
وآسف على الإطالة .
آسف جدا
إن كنت قد أغفلت أمرا .
ولكنني حاولت أن أجمع وأستجمع ذاكرتي للرد على استفسار زميل بمقامك
تعليق