تولّى اللّيل إلا نصفه، أو زد عليه قليلاً، وأوشك الفجر أنْ يطلّ بوجهه الوضّاء على الدّنيا، من مشرق الشّمس، ويكسو الكون بنور لا يضاهيه نور، وهي لا تزال ساهرة بانتظاره، وهو لا يأتي إلا بعد إشراقة الشمس بزمن...
(آآآآآآآه ما أقسى طلوع الشمس من غير حبيب!
ورجوعي كاسفًا لا شمس عينيك ولا سحر اللقاء)
يا لهذه الجميلة المعذّبة التي لا تزال عروسًا، وزينة العرائس، ومع كل ما تحمل في داخلها، وخارجها من جمال، إلا أنّ البؤس يكتنف روحها ليحيلها من جذوة لا تصدّق أنّها تنطفئ، إلى كومة من رماد..ساهرة هي وحدها، مشتاقة للرّجل الذي طالما حلمت أنّه يأخذها بين ذراعيْه في حبّ وحنان، فمنذ أنْ رأته أول مرّة بعد تخرّجه من الثانوية العامّة، وهي تحلم به زوجًا، وقد حصل لها ما تريد، فقد تزوّجته وكادت تطير فرحًا يوم زفافها إليه..
كان به عيبٌ واحدٌ، هكذا أسرّت أخته إليها بأسًى، ولكنّها قبلت به، وقالت: أرجوك لا يعلم أحدٌ من أهلي بعيوب خطيبي، كان العيب الوحيد به أنّه (يشرب الخمر)وهي راضية به، وبكل عيوبه، فلديها القدرة على تغييره، هذا ما قالته بكل ثقة لأخته..ليتها ما فعلت فهي الآن تعاني الضّياع والوحدة، والتهديد بأنْ تطلب الخلع منه، وتصبح مطلّقة، وتقلّ فرصتها بالزواج من شاب لم يسبق له الزواج
، أو تصبر على خطاياه وأخطائه المتكررة، وتنجب منه وتصبح أمّ أولاده، وتتحمّل ضياع أسرة بأكملها، في سبيل الصّبر على ما لا يصبر عليه، لعلّ أشدّ ما تخشاه كشابّة جميلة، أنْ تمرّ عليها لحظات ضعف بسبب الإهمال، والحاجة لرجل آخر تقيم علاقة معه خارج إطار العلاقة الزوجيّة، يا إلهي كم يسكنها البؤس الآن...
آآآآآآه يا أيّها الصّبر الجميل، هل لك أنْ تضرب لي موعدًا لانتهائك من حياتي، فقد ملِلْت وجودك، وأراني على شفا جرف هار قد ينهار بي في نار جهنم، وجحيم ألسنة أفراد المجتمع التي لا ترحم أحدًا..
سأصبر حتى يعلم الصّبرُ أنّني صبرْت على شيء أمرَّ من الصّبر
كم هو الألم طاغ وظالم عندما يُنشب مخالبه في قلبي، وينهش الوجدان!
كم أنا معذبة، وأنا محسوبة في( خانة) المتزوّجات بينما أُعاني الوحدة،
وخوف الفِراق، ومخالب الوحشة، التي قد تمتدّ إلى ما لا نهاية!
في كل ليلة هو موعود مع السّهر خارج المنزل، وإنْ مكث معها (تحت ضغطها ونواحها عليه) يمكث كالمقيّد، بقيد ثقيل، ويتذمّر منها، ولا يتحدّث إليها إلا بأوامر وطلبات، حتى لقد فاجأها أنّه من الأفضل لهما أنْ يعيشا في غرفتين منفصلتين، من أجل أنْ يأخذ كلّ واحد منهما راحته أثناء النّوم.كم آلمها هذا القرار! وآلمها أكثر أنّها تعرف لمَ ؟ لأنّها منعته من شرب المسكر في غرفة النوم، ومن المحادثات الطويلة في الهاتف أثناء وجودها بجانبه في أبهى حُلّة استعدادًا للنّوم، قالت في نفسها: لو أنّي اخترت من يخشى الله، لو أنّي حين علمت أنّه يتعاطى الخمر رفضت الزّواج منه، لما حدث لي الآن ما يحدث..لو أنّنا كمجتمع مسلم نطبّق الشريعة مع أنفسنا قبل أنْ نطلب تطبيقها من الغير، لما حدث ما حدث، لو أنّي وصلت حبالي مع الله قبل اعتمادي على معرفة بشر...
(ألا ليت ما بيني وبينـــك عامرٌ
وبيني وبين العــالمين خرابُ
وليتــك تحلو والحيــاة مريرةٌ
وليتـك ترضى والأنـام غِضابُ
إذا صحّ منــك الودّ فالكـل هيّنٌ
وكلّ الذي فــوق التّراب ترابُ)
أأأأأأه على زمن الأُمنيات قبل أنْ أقترن به، وقبل أنْ تظهر لي نواياه الشّريرة، وعفونة فكره التي ما إنْ يسكر إلا ويظهرها لي من غير حياء، يردّد بصوت عالٍ: أنا لم أتزوج منك إلا إرضاء لأهلي، وللمجتمع، الذي لا يحترم إلا المتزوج، وإنْ كان زنديقًا، ..يا إلهي إلى أيّ مدًى سأتحمل، ساعدني يا ربّ برحمتك أستغيث، يا حيّ يا قيّوم، في جوف الليل أدعوك يا ربّ، لا ربّ لي سواك أدعوه، ويعلم بحالي، ويرى حاجتي وضعفي.
كم أعشق زوجي، وأحبه وأتمنّى أنْ أنجب منه أطفالا لنكون أسرة سعيدة متفاهمة! ولكنّه لا يساعدني..والليل يمضي إلى فجر جديد، والشمس تسعى لمستقرّ لها، وأنا ساهرة أرتاد عوالم الوحشة، وأتجوّل في ردهات أزمنة أحلام قديمة كانت مرتعًا، خِصبًا للأُمنيات..
كم تراها تستطيع الصبر؟وكم ستتحمل الجلوس بمفردها ليال وليال؟
وهو يتسكع هناك تعيث الخمر في شرايينه، وأوردته، وتعبث في فكره، حتى ليصبح عقله كعِهن منفوش، لا جدوى من إصلاحه ولا فائدة تُرجى منه..
يخفق قلبها لزوجها البعيد، والذي تزيده الخمر بعدًاعنها، فقد كانت تظنّ أنّها ستستطيع إصلاحه، والتأثير عليه بأنوثتها، وجمالها، وما علمت أنّها تزوجت عبدًا مدمنًا على الخمر، وربّما على أشياء أخرى لا تعلم مدى خطرها عليه، و لا عليها، ولا على البؤساء أطفال المستقبل، جيل المعاناة القادمة.
آآآآه يا حبيبي، ليتك تسمع نداءات قلبي لك! وليتك تستجيب لصوت روحي بعد أنْ بُحّ صوتي من مناداتك بكل عاطفة. ما خُلِقْتُ إلا لك وحدك..
(آآآآآآآه ما أقسى طلوع الشمس من غير حبيب!
ورجوعي كاسفًا لا شمس عينيك ولا سحر اللقاء)
يا لهذه الجميلة المعذّبة التي لا تزال عروسًا، وزينة العرائس، ومع كل ما تحمل في داخلها، وخارجها من جمال، إلا أنّ البؤس يكتنف روحها ليحيلها من جذوة لا تصدّق أنّها تنطفئ، إلى كومة من رماد..ساهرة هي وحدها، مشتاقة للرّجل الذي طالما حلمت أنّه يأخذها بين ذراعيْه في حبّ وحنان، فمنذ أنْ رأته أول مرّة بعد تخرّجه من الثانوية العامّة، وهي تحلم به زوجًا، وقد حصل لها ما تريد، فقد تزوّجته وكادت تطير فرحًا يوم زفافها إليه..
كان به عيبٌ واحدٌ، هكذا أسرّت أخته إليها بأسًى، ولكنّها قبلت به، وقالت: أرجوك لا يعلم أحدٌ من أهلي بعيوب خطيبي، كان العيب الوحيد به أنّه (يشرب الخمر)وهي راضية به، وبكل عيوبه، فلديها القدرة على تغييره، هذا ما قالته بكل ثقة لأخته..ليتها ما فعلت فهي الآن تعاني الضّياع والوحدة، والتهديد بأنْ تطلب الخلع منه، وتصبح مطلّقة، وتقلّ فرصتها بالزواج من شاب لم يسبق له الزواج
، أو تصبر على خطاياه وأخطائه المتكررة، وتنجب منه وتصبح أمّ أولاده، وتتحمّل ضياع أسرة بأكملها، في سبيل الصّبر على ما لا يصبر عليه، لعلّ أشدّ ما تخشاه كشابّة جميلة، أنْ تمرّ عليها لحظات ضعف بسبب الإهمال، والحاجة لرجل آخر تقيم علاقة معه خارج إطار العلاقة الزوجيّة، يا إلهي كم يسكنها البؤس الآن...
آآآآآآه يا أيّها الصّبر الجميل، هل لك أنْ تضرب لي موعدًا لانتهائك من حياتي، فقد ملِلْت وجودك، وأراني على شفا جرف هار قد ينهار بي في نار جهنم، وجحيم ألسنة أفراد المجتمع التي لا ترحم أحدًا..
سأصبر حتى يعلم الصّبرُ أنّني صبرْت على شيء أمرَّ من الصّبر
كم هو الألم طاغ وظالم عندما يُنشب مخالبه في قلبي، وينهش الوجدان!
كم أنا معذبة، وأنا محسوبة في( خانة) المتزوّجات بينما أُعاني الوحدة،
وخوف الفِراق، ومخالب الوحشة، التي قد تمتدّ إلى ما لا نهاية!
في كل ليلة هو موعود مع السّهر خارج المنزل، وإنْ مكث معها (تحت ضغطها ونواحها عليه) يمكث كالمقيّد، بقيد ثقيل، ويتذمّر منها، ولا يتحدّث إليها إلا بأوامر وطلبات، حتى لقد فاجأها أنّه من الأفضل لهما أنْ يعيشا في غرفتين منفصلتين، من أجل أنْ يأخذ كلّ واحد منهما راحته أثناء النّوم.كم آلمها هذا القرار! وآلمها أكثر أنّها تعرف لمَ ؟ لأنّها منعته من شرب المسكر في غرفة النوم، ومن المحادثات الطويلة في الهاتف أثناء وجودها بجانبه في أبهى حُلّة استعدادًا للنّوم، قالت في نفسها: لو أنّي اخترت من يخشى الله، لو أنّي حين علمت أنّه يتعاطى الخمر رفضت الزّواج منه، لما حدث لي الآن ما يحدث..لو أنّنا كمجتمع مسلم نطبّق الشريعة مع أنفسنا قبل أنْ نطلب تطبيقها من الغير، لما حدث ما حدث، لو أنّي وصلت حبالي مع الله قبل اعتمادي على معرفة بشر...
(ألا ليت ما بيني وبينـــك عامرٌ
وبيني وبين العــالمين خرابُ
وليتــك تحلو والحيــاة مريرةٌ
وليتـك ترضى والأنـام غِضابُ
إذا صحّ منــك الودّ فالكـل هيّنٌ
وكلّ الذي فــوق التّراب ترابُ)
أأأأأأه على زمن الأُمنيات قبل أنْ أقترن به، وقبل أنْ تظهر لي نواياه الشّريرة، وعفونة فكره التي ما إنْ يسكر إلا ويظهرها لي من غير حياء، يردّد بصوت عالٍ: أنا لم أتزوج منك إلا إرضاء لأهلي، وللمجتمع، الذي لا يحترم إلا المتزوج، وإنْ كان زنديقًا، ..يا إلهي إلى أيّ مدًى سأتحمل، ساعدني يا ربّ برحمتك أستغيث، يا حيّ يا قيّوم، في جوف الليل أدعوك يا ربّ، لا ربّ لي سواك أدعوه، ويعلم بحالي، ويرى حاجتي وضعفي.
كم أعشق زوجي، وأحبه وأتمنّى أنْ أنجب منه أطفالا لنكون أسرة سعيدة متفاهمة! ولكنّه لا يساعدني..والليل يمضي إلى فجر جديد، والشمس تسعى لمستقرّ لها، وأنا ساهرة أرتاد عوالم الوحشة، وأتجوّل في ردهات أزمنة أحلام قديمة كانت مرتعًا، خِصبًا للأُمنيات..
كم تراها تستطيع الصبر؟وكم ستتحمل الجلوس بمفردها ليال وليال؟
وهو يتسكع هناك تعيث الخمر في شرايينه، وأوردته، وتعبث في فكره، حتى ليصبح عقله كعِهن منفوش، لا جدوى من إصلاحه ولا فائدة تُرجى منه..
يخفق قلبها لزوجها البعيد، والذي تزيده الخمر بعدًاعنها، فقد كانت تظنّ أنّها ستستطيع إصلاحه، والتأثير عليه بأنوثتها، وجمالها، وما علمت أنّها تزوجت عبدًا مدمنًا على الخمر، وربّما على أشياء أخرى لا تعلم مدى خطرها عليه، و لا عليها، ولا على البؤساء أطفال المستقبل، جيل المعاناة القادمة.
آآآآه يا حبيبي، ليتك تسمع نداءات قلبي لك! وليتك تستجيب لصوت روحي بعد أنْ بُحّ صوتي من مناداتك بكل عاطفة. ما خُلِقْتُ إلا لك وحدك..
تعليق