وقد صدمتنا عيون الحقيقة البشعة بنظراتها الحمقاء,تؤكد الرحيل,وتؤذن بالفراق, بعد أن راوغناها في الأيام الماضية,وحتى ظننا أن الهروب منها مستطاع,وتحت السيطرة,ولكنها الأقدار عندما تحكم قبضتها حول واقعنا,فلابد من الإستسلام لها,وإن كنا مكرهين,الا أن لامناص منها,وعلينا الإيمان بوجودها رغم تمردنا عليها..أصبحنا يوم الإثنين 26/6/1426هـ ,الموافق 1/8/2005م..مصدومون بالحزن..جاءت الحقيقة واقعة لامجال لتكذيبها,كالصاعقة عندما تربك زهرات الربيع,وتلوي أغصانها:توفي خادم الحريمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود!!!!!ننتظر تكذيب الخبر,ولكن النفي محال,خاصة وقد بثته صحيفة إلكترونية,وواقع وسائل الإعلام المحلية يؤكد الحقيقة,التي طارت معها أرواحنا في ملكوت الإتصال..الخبر الذي حسبته مجرد اشاعة مغرضة,ليبقي الله لنا نبض الوطن,أصبح اليوم صادقا,ألبسته الحقيقة لون الرماد,فصار كيئبا,مضرجا بدماء الحزن من كل الجهات,وسمائه ملبدة بالغيوم الممطرة بالملح,وحزن لايفنى,يلح على المجيئ..أتطلع في شاشة هاتفي (الجوال) عل خبرا يأتي,نافيا لحقيقة رتبت حزنها في إطارات نوافذ الروح,وصمت مسامعها عن نداء المشاعر,وعن دعاء لانمل منه.. أيان ترسي هذه الغيمات؟وعلى صدر من ستهل مياهها الجارحة؟بعد فقدك ياأبي!بهذه الكلمات المتسائلة,بدأت تلقي الخبر وقد أيقنت من صدقه,حتى أصبح حقيقة لامفر منها,جاء الخبر راجفا:مات الملك فهد) ياإلهي كم هو غال على أنفسي هذا الاسم,مجرد وجوده في عالمنا,كان يشكل لي حاجزا منيعا,وسورا يصد مواجعي,ويقيني من الاعتداءات بأنواعها,على كل ماهو جميل في حياتي..إلى رحمة الله ياأبا فيصل,فأعمال اهتمامك,وبرك بمملكتك,وشعبك تشهد لك بالرحمة والمغفرة من رب عظيم لايظلم مثقال ذرة,وإن تك حسنة يضاعفها,وأنت لاتعد حسناتك أيها الملك العظيم بفعلك,وقولك,فكم من سجين أطلقت سراحه,وكم من مهموم فرجت كربته,وكم من جاهل علمته,وكم من جائع أطعمته,وكم من أسير فككت قيده,وكم من مريض كنت السبب في عافيته,وكم بيت من بيوت الله عمرته,وكم من رحمة وخير جنتها يداك من غراس خيراتك,فلم يلهك الملك,ومسؤولياته الجسام التي تنوء بحملها كواهل العظماء,لم تلهك عن عمارة المسجدالأقصى, والمسجد الحرام,والمسجدالنبوي,وكم من حاج أعنته,وكم من ظامئ سقيته,فمبرة خادم الحرمين تشهد بذلك,وكم من كسير جبرته,وكم ضائع دللته,وكم من طريق عبدته,وكم من كتاب طبعته..كنت كبيرا حتى في حال تعبك,وحزنك على حال الأمة,وأنت بجلال قدرك وجميل صفاتك تحاول لملمة شعثها,ورأب صدع كرامتها المتناثرة على عتبات الحاقدين..كم تمنيت لو أحمل جزء من تعبك عن عينيك المثقلتين بهموم الأمة في حين كان البعض,يتسلى بالكلام ,والجهر بالسوء,والتلويح بالشعارات,كنت تبادر بالعمل,وكل مكان على كوكب الأرض يشهد بأن أياديك البيضاء مرت على بؤسه,حتى انتفض صحيحا بعد طول سقم..عظم الله أجر وطنك بكل ماعليه,وكل مافيه,بفقدك,وأعاننا على الصبر,وبارك للوطن بخليفتك,وولي عهده,وأعانهم على حمل المسؤولية العظيمة في وقت تتجاذب فيه,أمواج الأهواء,والفتن,سفن الحق,وتكاد تودي بها في أتون حرائق لا أنتهاء لها,الا بالحكمة,والموعضة الحسنة,ووقوف الشعب بصدق ,وحب,مع القيادة في وجه كل من تسول له ارتباكاته النفسية,وأعراضه الدنيئة النيل من شموخ الوطن..
دمت ياوطن الحب والسلام ,والخير,كما أنت,منذ البدء وحتى النهايات التي لابد وأن تكون بعون الله في ميزان العدل,ولصالح ماقدمت من مواقف سامية للانسانية على مر حقب التاريخ..
http://www.alyaum.com/issue/page.php?IN=11738&P=4
دمت ياوطن الحب والسلام ,والخير,كما أنت,منذ البدء وحتى النهايات التي لابد وأن تكون بعون الله في ميزان العدل,ولصالح ماقدمت من مواقف سامية للانسانية على مر حقب التاريخ..
http://www.alyaum.com/issue/page.php?IN=11738&P=4
تعليق