إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

00( افق اخر)000

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • 00( افق اخر)000

    العربي القادم00
    قبل قرنين, كان الزمان غير الزمان, لهذا قال شاعر نافد الصبر, من لم يبن بيتا حتى الاربيعين من العمر فسوفيعيش بقية حياته في العراء0 وكان على الناس ان ينتظروا زمنا تسارع فيه الايقاع, واختصر العقد الواحد منه قرنا كي يكتب شاعر اخر, ان أجمل البيوت مالم يبنى بعد وأجمل الاغاني مالم تغنى بعد. وان المستقبل, لا الماضي هو الجال الحيوي لارادة الانسان0
    ويبدو أن متوسط عمر الانسان قد تغير الى الحدالذي اصبح معه ابن الخمسين في ذروة شبابه وابن السبعين على مشارف الحكمه,ومن شاهد د. نقولا زياده على الشاشه وهو يتذكر بطلاقه ويحلم باكمال مشروعه وقد تجاوز عمره القرن, لابد انهم تذكروا ايليا ابوماضي , الذي عاتب الانسان المتشأئم بقوه, وهو يسأله: كيف تغدو اذا غدوت عليلا؟
    ويقال ان العرب من اكثر شعوب العالم استخداما لأفعال التسويف , وكذلك المفاضله , وذلك ليس لقصور فيهم كما يزعم الستشرقون, بل لان فائض الخيال وفائض الحلم, حتى لو كان من نتاج الحرمان المزمن-هماالمولدان الرئيسيان لرهان الزمن, والاقبال على الحياه حتى لو بدا الخريف يدق البواب بعنف0
    واحيانا لانجدالتفسير الذي يفرضه واقع اجتماعي ذو بعدين, سياسي واقتصادي , والعربي الان تغير متوسط عمره ككل البشر, ولم تعد الامراض التقليديه تقتل الملايين وهم في المهد, فكم من الناس ماتوا بالحصبه او حتى بالحمى اذا اصابها السعار والبهت والسحايا0
    لكن مأساة العربي في هذا الزمن ان (العسكرتاريا) شكلت له مناخا يتنفس من رئاته التي يعلوها الصدى, بدأ من انكشارية العثمنه حتى انقلابات الجنرالات في النصف الثاني من القرن العشرين, وللعسكرتارا متوسط عمر اخر,من طراز فريد, فالشيخوخه تاتي مبكرا حسب تقاليد الجيوش, ولأن المجتمعات العربيه لم تتمدن بما يكفي لتحريرها من ثقافة العسكر , فابن الاربعين عليه ان يكون متجهما , ويشعر بأنه على تخوم القبر ,فأن ضحك فهو ارعن وان استخفه الطرب في لحظه يصبح هزأه لأن الوقار وفق الادبيات هو المعادل الموضوعي الكابه والادبار عن الحياه بدل الاقبال عليها0
    وكم شعرت بالاسى عندماقرأت ذات يوم ماكتبته امرأه برازيليه عن العربي الحزين , فقد قالت انها تعرف الياباني والصيني من عينيه ومن لون شعره وتعرف الافريقي ايضا من ملامحه...لكنها تحرز العربي من عينيه الشبيهتين بعيني حصانه! فالحصان يبدو دائما دامع العينين او على وشك البكاء, ربما لانه يتذكر البراري , او لانه يتذكر بكثير من الاسى الحروب التي حسمها0
    ولم تكن تلك السيده تعلم ما الذي تعرض له هذا العربي الجريح طوال قرون من تحالف الغزاه مع العلاقمه , وتحالف التخلف مع القهر, بحيث انحسرت من قلبه المساحه الخضرلء واصابه الهلع من المستقبل بذلك الفيروس اللعين الذي يحول الحياهكلها الى شيء مؤجل , لهذ فهو يفرط في استخدام السين والسوف , وتمتاز لغته بان فعل الماضي ناقص بها على الدوام0
    لايمكن لكل مامر بنا من عصور الظلام والانحطاط حتى ما وصفه ابن أياس في ( بدائع الزهور)قد مر من دون ان يترك بصمات على القلب, فالجوع لم يكن عابرا في صحارينا وعلى ققم جبالنا لاننا على الدوام مسروقون0
    والقهر لم يكن مجرد نوبه عابره ,بحيث ننساه لمجرد ان تزول اشباحه , ومامضى لم يمض تماما, فثمة ضلال واصداء منه تترسب في القلب واللاوعي لهذا تنقطع ضحكة العربي فجأة كما يحدث لحصانه عندما يلتفت على نحو مباغت نحو جهة ما, او حين يدق الارض بحافره لان غيمة ما اصابها مخاض المطر0
    وبالرغم من كل ماحل بنا , وحاولاا لاتيطان قلوبنا قبل ترابنا وجبالنا ومائنا , فلن نقول مع ذلك الشاعر الذي نفذ صبره مبكرا من لم يبني بيتا حتى الاربعين سيقضي ماتبقى من عمره في العراء, فالانبياء في تاريخنا بدأوا في الاربعين , والنخل والزيتون لاينعقد الثمار على اغصانهما بعد عام من غرس جذورهما في التراب0(عن خيري منصور)0

  • #2
    [foq]الاخوه والخوات النداويه والمتصفحين , حقيقهاعجبني هذا المقال للكاتب الكبير خيري منصور
    واححببت ان تطلعوا عليه-----تحياتي0
    [/foq]

    تعليق


    • #3
      [align=center]

      تسلم على النقل الجميل

      مقاله جميله وقراءه مستقبليه مبنيه على استنتاج منطقي ..

      يهم الشعر والشعراء ..

      ماقصرت ياعبد الله

      اجمل تحياتي لك
      [/align]

      تعليق

      يعمل...
      X