[align=justify][align=center]يهوذا مازال بيننا[/align]
الخيانة هي سبب مآسي الانهيارات في كل زمان مكان ، وأخطرها عندما تأتي الخيانة ممن أسندت إليه ظهرك ..!
عزيزي القاريء تلقيت دعوة من أحد الأصدقاء لحضور الفيلم الذي أثار أكبر ضجة في اعلاميه في العالم العربي وهو فيلم "آلام السيد المسيح" ، مع اعتراض الكثير من الطوائف اليهوديه لمنع عرضه وبعد أن انتهى عرض الفيلم جلست أفكر عن شيء ترسخ في بالي ألا وهو تجسيد المخرج ميل جبسون لمفهوم الخيانة وكيفية انتهاءها بعد ابداءها وقام بإسناد الدور على المسمى باليهوذا وهو أحد تلامذة السيد المسيح هذا الذي رضي على نفسه أن يسلم سيده ومعلمه إلى يد الكهنة اليهود مقابل (20) من الفضة وفي تجسيد عبقري من قبل المخرج جسد مدى قوة المهانة والإذلال التي تعرض لها يهوذا وهو يتسلم ثمن الصفقة التي قام بإبرامها مع أحد الكهنة بعد أن رمى له كيس النقود وأصبح يطير في الهواء ويسرع يهوذا الذي يفشل في التقاطه بيده فيقع الكيس على الأرض وتتبعثر العملات الفضية في وسط التراب وبين أقدام الجموع التي احنشدت من أجل أن ترى مايجري ، بينما يهوذا ينحني على الأرض كالكلب المسعور يحاول التقاط النقود وعيناه زائغتان ترقبان ردود الفعل على جريمته وعندها بدأ يحس بالعار والإنكسار والخجل من قبل الناس فيسرع بالهروب والملاذ إلى الجبال ويهذي ويلمح وبجواره جيفة حيوان قد تعفن والذباب يغطيه وانتهى مصيره بشنق نفسه على جذع شجرة ويتدلى جسده في الهواء ذليلاً مهملاً .
[align=center]رؤية خاصة[/align]
الثمن موجود والعذاب موجود أيضاً والمصير في مزبلة التاريخ ويصبح يهوذا رمزاً للخيانة ولكن مع تلاحق الأزمنة تبين لنا أن يهوذا لم يمت فهو موجود بيننا مهما تغيرت الظروف والأزمنة والأمكنة ومهما تبدلت المظاهر بالملابس الفاخرة والسيارات الفارهة والوجوه والضحكات اللامعة .. بل تظل رائحة الخسة والدناءة تفوح منهم مهما حاولوا أن يضمنوا كلماتهم بالعبارات التي تداعب المشاعر المريضة ومهما حاولوا أن يرسموا على وجوههم الإبتسامات الوديعة والحنونة .. سوف تتضح لنا أنها ابتسامات صفراء خادعة تفضحها عيونهم الزائفة وأيديهم تظل ممدودة لكي تقبض الثمن على خيانتهم . ومن أجل راحة ضميرهم فضميرهم أصبح ميتاً لايستطيع أن يفعل ولايتقبل الأمر الحسن بل أصبح يتقبل الأمر السيء .
إذن فبما أن يهوذا مازال موجوداً بيننا إذن فالخيانة موجودة ولم تمت بل زادت وحشية وطبعاً مع تضخم الثمن .
[align=center]تداعيات[/align]
عزيزي القاريء ..!!
لاجديد في ماذكرت ولكن تداعيات مشهد عبقري في فيلم آثار فكري وفتح أمامي نوافذ التأمل والحسرة لما يجري الآن وأمام مرآى من عيني ومن أعين الناس جميعاً وأتساءل ..؟؟!!
هل من ثمن آخر ومن *** وخائن جديد سيكون المحرك الأول لكي تحس بمكائد وخطط أصحاب الضمائر الميتة والقلوب المتحجرة ..؟؟
أم سيتم اعدام يهوذا كما فعل هو بنفسه وينتهي اليهوذا وينتهي زمن الخيانة ..؟
[align=center]نهاية[/align]
قال الله تعالى في محكم كتابة الكريم في سورة النساء :
(( وماقتلوه وماصلبوه ولكن شبه لهم))
صدق الله العظيم
[align=left]الكاتب/ محمد السعدي[/align]
نشر في ملحق قوافي بتاريخ 11/5/2004م واحببت أن أنشره لكم [/align]
الخيانة هي سبب مآسي الانهيارات في كل زمان مكان ، وأخطرها عندما تأتي الخيانة ممن أسندت إليه ظهرك ..!
عزيزي القاريء تلقيت دعوة من أحد الأصدقاء لحضور الفيلم الذي أثار أكبر ضجة في اعلاميه في العالم العربي وهو فيلم "آلام السيد المسيح" ، مع اعتراض الكثير من الطوائف اليهوديه لمنع عرضه وبعد أن انتهى عرض الفيلم جلست أفكر عن شيء ترسخ في بالي ألا وهو تجسيد المخرج ميل جبسون لمفهوم الخيانة وكيفية انتهاءها بعد ابداءها وقام بإسناد الدور على المسمى باليهوذا وهو أحد تلامذة السيد المسيح هذا الذي رضي على نفسه أن يسلم سيده ومعلمه إلى يد الكهنة اليهود مقابل (20) من الفضة وفي تجسيد عبقري من قبل المخرج جسد مدى قوة المهانة والإذلال التي تعرض لها يهوذا وهو يتسلم ثمن الصفقة التي قام بإبرامها مع أحد الكهنة بعد أن رمى له كيس النقود وأصبح يطير في الهواء ويسرع يهوذا الذي يفشل في التقاطه بيده فيقع الكيس على الأرض وتتبعثر العملات الفضية في وسط التراب وبين أقدام الجموع التي احنشدت من أجل أن ترى مايجري ، بينما يهوذا ينحني على الأرض كالكلب المسعور يحاول التقاط النقود وعيناه زائغتان ترقبان ردود الفعل على جريمته وعندها بدأ يحس بالعار والإنكسار والخجل من قبل الناس فيسرع بالهروب والملاذ إلى الجبال ويهذي ويلمح وبجواره جيفة حيوان قد تعفن والذباب يغطيه وانتهى مصيره بشنق نفسه على جذع شجرة ويتدلى جسده في الهواء ذليلاً مهملاً .
[align=center]رؤية خاصة[/align]
الثمن موجود والعذاب موجود أيضاً والمصير في مزبلة التاريخ ويصبح يهوذا رمزاً للخيانة ولكن مع تلاحق الأزمنة تبين لنا أن يهوذا لم يمت فهو موجود بيننا مهما تغيرت الظروف والأزمنة والأمكنة ومهما تبدلت المظاهر بالملابس الفاخرة والسيارات الفارهة والوجوه والضحكات اللامعة .. بل تظل رائحة الخسة والدناءة تفوح منهم مهما حاولوا أن يضمنوا كلماتهم بالعبارات التي تداعب المشاعر المريضة ومهما حاولوا أن يرسموا على وجوههم الإبتسامات الوديعة والحنونة .. سوف تتضح لنا أنها ابتسامات صفراء خادعة تفضحها عيونهم الزائفة وأيديهم تظل ممدودة لكي تقبض الثمن على خيانتهم . ومن أجل راحة ضميرهم فضميرهم أصبح ميتاً لايستطيع أن يفعل ولايتقبل الأمر الحسن بل أصبح يتقبل الأمر السيء .
إذن فبما أن يهوذا مازال موجوداً بيننا إذن فالخيانة موجودة ولم تمت بل زادت وحشية وطبعاً مع تضخم الثمن .
[align=center]تداعيات[/align]
عزيزي القاريء ..!!
لاجديد في ماذكرت ولكن تداعيات مشهد عبقري في فيلم آثار فكري وفتح أمامي نوافذ التأمل والحسرة لما يجري الآن وأمام مرآى من عيني ومن أعين الناس جميعاً وأتساءل ..؟؟!!
هل من ثمن آخر ومن *** وخائن جديد سيكون المحرك الأول لكي تحس بمكائد وخطط أصحاب الضمائر الميتة والقلوب المتحجرة ..؟؟
أم سيتم اعدام يهوذا كما فعل هو بنفسه وينتهي اليهوذا وينتهي زمن الخيانة ..؟
[align=center]نهاية[/align]
قال الله تعالى في محكم كتابة الكريم في سورة النساء :
(( وماقتلوه وماصلبوه ولكن شبه لهم))
صدق الله العظيم
[align=left]الكاتب/ محمد السعدي[/align]
نشر في ملحق قوافي بتاريخ 11/5/2004م واحببت أن أنشره لكم [/align]
تعليق