عـــذابات مـحـمـد خــان
مع تلك الوجوه الآسيوية أتقاسم جحيم الانتظار .. والانتظار لم يعد طارئ نخشاه.. (السائقين ) يخوضون في كل شيء .. يغريهم ليل الخبر الرطب بأن تسيل الحكايات .. تخرج من وراء تلك الأسوار أسرار وهمهمات و وشايات عن الأباء والأبناء والزوجات .. ولا أحد يسأل عن صدقها .. وأنا استمع بنصف اهتمام .. وقلبي يمنعني من الكلام .. والخوض في ثرثرتهم… وطيفها يخلق لها قداسة تأمرني بالصمت . ولو طاوعت شجن قلبي لأغرقتهم بحكايتي .. وجعلتهم يخشعون لسري الذي أتوجع به ولا نية لي في البوح بهذا الطهر الذي أتلذذ بكتمانه .
من بين جموع السواد التي تخرج من ( فندق القصيبي ) اشتم رائحتها .. وامشي أمامها بجلال حتى مكان السيارة .. افتح لها الباب .. تلقي تحيتها الصارمة المحلاة بودٍ رقيق .. لا يتلمسه سواي . وفي كل مرة يشكل عطرها افتتاحية الشجن لقلبي ولهواجسي ولعذاباتي الصامتة . وفي كل مرة أقول : إن فتنتها سوف تنتهي الى هذا الحد .. ولكنها تزيد ويزيد بي الأسى وارتهن لفضاء أحلامي .. وهي القريبة مني جدا … ولا يجمعني بها سوى الحلم .
الطريق الى ( الحزام الذهبي ) يأخذ وقتا قصيرا .. ولكن طريقي معها طويل جدا .. وان تكون هي والليل والهدوء الذي يطغى على الشوارع .. فهذا يعني أن اشتعال حرائقي في مهابة حضورها سوف تجد لها فسحة للتألق ..
بصوت هامس : (محمد ارفع الصوت شوي )
وما أقدرها على إفشاء أوامرها.. دوما يأتي منها الأمر بصياغة الود .. ولا ادري هل هي كذلك .. أم أن استعذابي لكل شيء منها .. يجعلني اجمل هذا الأمر الرقيق .
كان صوت المطرب مملوء بالطراوة : احبك ليه أنا مدري … ليه أهواك أنا مدري
كان الإيقاع الهندي للحن الأغنية محرض على أن أتلهى بترديد تلك الكلمات بهمس منخفض .. بحيث لا يجعلني أتوه عن الطريق ولا ارتكب معصية الجهر بهذا الهمس التي يترقرق في داخلي ..وتمنيت أن المسافة تطول .. فهذا الليل يغري بأن تمنحني الامنيات التي تجول في قلبي بقرب اكثر دفئا .. ولا احلم بأكثر من ان تقول : اتجه الى طريق الكورنيش .. وعندما اسمع هذا الامر .. اعرف انها تتنزه باطيافها على تجليات نسيم البحر .. واتكدر وهي تتهامس ( بالجوال ) وتأخذني الظنون بعيدا .. ويتاكل داخلي .. وافيق من هذا التاكل الهالك بطلبها ان نعود للمنزل .
بخطواتها الواثقة تفتح الباب .. اشيعها بنظرة ترتد خجلا وهي تعانق سواد عبائتها . وقبل ان ادخل عرفتي الضيقة .. الشاسعة باحلامي .. اختلس نظرة الى غرفة نومها .. والمح نورا خافتا يضئ بخجل من وراء الستارة .. فـ اتنهد وتنكسر في داخلي امنية شامخة كنت ولا زلت ادرايها من الانكسار .
اتمدد على فراشي اتناول كتاب طاغور رفيقي الوحيد في هذه الوحشة التي لا تنتهي لأقرأ :
( حين ترفع مصباحك في السماء فانه يريق نوره على وجهي ويتطامن ظله فوقك .
وحين ارفع مصباح الحب في قلبي . فان نوره ينسكب فوقك . واقبع انا في الظل وحيدا )
التعب يهدني و في الصباح تنتظرني مشقة مشاوير الصباح .. فاستسلم للنوم و اتعلق بطيفها لأجد نفسي تسبح في فضائها .
مع تلك الوجوه الآسيوية أتقاسم جحيم الانتظار .. والانتظار لم يعد طارئ نخشاه.. (السائقين ) يخوضون في كل شيء .. يغريهم ليل الخبر الرطب بأن تسيل الحكايات .. تخرج من وراء تلك الأسوار أسرار وهمهمات و وشايات عن الأباء والأبناء والزوجات .. ولا أحد يسأل عن صدقها .. وأنا استمع بنصف اهتمام .. وقلبي يمنعني من الكلام .. والخوض في ثرثرتهم… وطيفها يخلق لها قداسة تأمرني بالصمت . ولو طاوعت شجن قلبي لأغرقتهم بحكايتي .. وجعلتهم يخشعون لسري الذي أتوجع به ولا نية لي في البوح بهذا الطهر الذي أتلذذ بكتمانه .
من بين جموع السواد التي تخرج من ( فندق القصيبي ) اشتم رائحتها .. وامشي أمامها بجلال حتى مكان السيارة .. افتح لها الباب .. تلقي تحيتها الصارمة المحلاة بودٍ رقيق .. لا يتلمسه سواي . وفي كل مرة يشكل عطرها افتتاحية الشجن لقلبي ولهواجسي ولعذاباتي الصامتة . وفي كل مرة أقول : إن فتنتها سوف تنتهي الى هذا الحد .. ولكنها تزيد ويزيد بي الأسى وارتهن لفضاء أحلامي .. وهي القريبة مني جدا … ولا يجمعني بها سوى الحلم .
الطريق الى ( الحزام الذهبي ) يأخذ وقتا قصيرا .. ولكن طريقي معها طويل جدا .. وان تكون هي والليل والهدوء الذي يطغى على الشوارع .. فهذا يعني أن اشتعال حرائقي في مهابة حضورها سوف تجد لها فسحة للتألق ..
بصوت هامس : (محمد ارفع الصوت شوي )
وما أقدرها على إفشاء أوامرها.. دوما يأتي منها الأمر بصياغة الود .. ولا ادري هل هي كذلك .. أم أن استعذابي لكل شيء منها .. يجعلني اجمل هذا الأمر الرقيق .
كان صوت المطرب مملوء بالطراوة : احبك ليه أنا مدري … ليه أهواك أنا مدري
كان الإيقاع الهندي للحن الأغنية محرض على أن أتلهى بترديد تلك الكلمات بهمس منخفض .. بحيث لا يجعلني أتوه عن الطريق ولا ارتكب معصية الجهر بهذا الهمس التي يترقرق في داخلي ..وتمنيت أن المسافة تطول .. فهذا الليل يغري بأن تمنحني الامنيات التي تجول في قلبي بقرب اكثر دفئا .. ولا احلم بأكثر من ان تقول : اتجه الى طريق الكورنيش .. وعندما اسمع هذا الامر .. اعرف انها تتنزه باطيافها على تجليات نسيم البحر .. واتكدر وهي تتهامس ( بالجوال ) وتأخذني الظنون بعيدا .. ويتاكل داخلي .. وافيق من هذا التاكل الهالك بطلبها ان نعود للمنزل .
بخطواتها الواثقة تفتح الباب .. اشيعها بنظرة ترتد خجلا وهي تعانق سواد عبائتها . وقبل ان ادخل عرفتي الضيقة .. الشاسعة باحلامي .. اختلس نظرة الى غرفة نومها .. والمح نورا خافتا يضئ بخجل من وراء الستارة .. فـ اتنهد وتنكسر في داخلي امنية شامخة كنت ولا زلت ادرايها من الانكسار .
اتمدد على فراشي اتناول كتاب طاغور رفيقي الوحيد في هذه الوحشة التي لا تنتهي لأقرأ :
( حين ترفع مصباحك في السماء فانه يريق نوره على وجهي ويتطامن ظله فوقك .
وحين ارفع مصباح الحب في قلبي . فان نوره ينسكب فوقك . واقبع انا في الظل وحيدا )
التعب يهدني و في الصباح تنتظرني مشقة مشاوير الصباح .. فاستسلم للنوم و اتعلق بطيفها لأجد نفسي تسبح في فضائها .
تعليق