اهفو دائما في اعماقي واحلامي وتخيلاتي الى الصحراء ... والنخيل ... ومياه البئر ...وطعم اللبن المخضوض ...ولقافلة الابل وحداء حاديها ...ولرائحة القهوة العربية .. ولرؤية عجوز تغزل بمغزل ولا يكاد يفارق كفيها ...والى تلك المرأة ذات اللثام التي تغزل السدو ... والى الرجل الواقف هناك يتابع خطواتي بعينين كعيني الصقر ...وبه سمرة عربية وصمته بها اشعة الشمس ....وقوة جبارة في شخصيته مع ما يتحلى به من مكارم الاخلاق .... دمغته بها حياة الصحراء ....يراقبني ... يتمنى وصلي ...يضحك من بدوية لها ضفيرتان وملابس موشاة بخيوط الذهب الاصفر ... حافية القدمين ... مبتسمة بلا تكلف او زيف ... حرة العقل والقلب والتفكير ....صوت خلخالها الفضي يثير جنون فارسها ......فبالرغم من حضارتي وبياض وجهي وحمرة وجنتي .... ولبسي لاحدث الماركات ...واستخدامي لاحدث الالات ... الا ان بداخلي تلك البدوية العنيدة السمراء .... متمردة على كل صور الحضارة ... على الكمبيوتر والسيارة ...واحدث صيحات الموضة من لانكستر وشانيل وجيفنشي ...وساخطة على البرمودا والجينز والاسكوتر والترمبلين ....يشدني الحنين ويقطع كل صلة لي بي الحاضر في لحظات خلوتي بنفسي .
اهرب دائما من نفسي الحاضرة ...من دنية مصبوغة بالكلمات الملونة ...والمصطلحات الكثيرة اغلبها مستورد ودخيل علينا .
اهرب من غرفتي المبطنة بستائرها الزاهية الالوان ... فهذه الستائركم اكرهها حجبت عني ضوء الشمس فلا اعلم اانا في ليل ام نهار.... ولا اشعر بتلك الرياح التي كم اتمنى ان تداعب شعري وتلفه حول عنقي بعناد .
اهرب في اللا شعور الى تلك الشمس الذهبية ... والى ظلال النخيل .... لاجد هناك ذاك العاشقين ليلى وقيسها المجنون .
فانا دائما ارنو الى البعيد البعيد ليس للحاضر او المستقبل انما الى الماضي المجيد .
تعليق