أسباب تراجع الساحة الشعبية الكويتية
الخميس 28 يناير 2010 - الأنباء
الدليهي: الجيل الحالي لا يبحث إلا عما هو أسرع بغض النظر عن الأفضلية
الجزلاني: لعدم وجود حركة شعرية و نقدية أو أدبية بشكل عام تتبناها وسيلة إعلامية
الهاجري: حالة التشبع الشعري أصابت الساحة الأعرق بالشلل
العسكر: ظهور الفضائيات والمسابقات الشعرية أهم أسباب التراجع
العايذي: العنصريات والشللية الواضحة أمام أعين الجميع هي السبب
الحمدان: في ظل التطور أصبح الشعر الآن كغسيل الأموال مع الأسف
التركي: عدم وجود برامج شعرية أدى إلى تراجع الساحة الشعبية الكويتية
سحايب: نصيحتي للمهتمين الضخ الدموي والمادي للمهرجانات
الشاعر الإعلامي ومدير مجلة حقائق السعودية حمد الدليهي أول المتحدثين فقال: ان الساحة الشعبية الكويتية هي صاحبة البدء والسبق في بروز عدة نجوم ولكن في وقت ليس هناك وسائل إعلامية مثلما هي الآن، وحاليا الساحة الخليجية في طفرة طوفانية ماعدا دولة عمان وتعــددت المنابر الإعلامية في غير الساحة الكويتية وسحبت البساط من الساحة الكويتية وأخـــذت الأضــواء مما جعل الجيل الحالي لا يبحث الا عما هو أسرع بغض النظر عن الأفضلية لبروزه وهذا السبب من وجهة نظري.
الريادة.. كويتية
من جهتها أكدت الشاعرة سحايب فيصل أن حقيقة من ينكر أسبقية الساحة الكويتية في تأسيس وتدعيم بنية الشعر الشعبي فهو مجحف، نعم كانت مطمعا لأنها كانت تبذل جهودا ديناميكية مدروسة من خلال برامج إذاعية في السابق وتلفزيونية ومن ثم تكثيف في الصحف والمطبوعات، ومازالت تصنع نجوما وتتبنى الإبداع، وتراجعها من بعد ما كانت في الصدارة أعيزه لأسباب مادية حيث ان دولة الإمارات بكل ثقلها دخلت في لفت الانتباه لاحتوائها للتراث ومن ثم سوف ترون ذلك في توجهات دولة قطر مستقبلا في تكثيف البرامج التراثية والاستقطاب ونصيحتي للمهتمين الضخ الدموي والمادي للمهرجانات والبرامج والأمسيات لتحفيز الشعراء حتى يتوقف التجول الشعري فأنا ضد خروج الشاعر من موطنه للتكسب وللمدح كما حدث من شعراء الكويت والسعودية واتمنى ان تكون اقليمية الشاعر وانتمائيته اصدق من مطامعه وحتى تكون الســـاحة الكويتــية مطـــمعا يجب ان تشبع مطمع شعرائها وكذلك النصح موجه لشعراء السعودية وعمان والبحرين واستثني قطر والإمارات لأنها بذلت، والعطاء يمثل الصدارة في هذه الأيام.
من جانبه قال الشاعر والإعلامي عبدالله الجزلاني: نعم عندما نبحث عن الأسباب الحقيقية لتراجع الساحة الكويتية سنجد أن الأسباب
لا تخرج عن عنصرين رئيسيين وهما الشاعر الكويتي أولا ووسائل الإعلام الكويتي ثانيا، فالشاعر الكويتي لم يعد يغريه الظهور والضوء الإعلامي ولم يعد يسعى لإبراز ما لديه من طرح أدبي كما كان في السابق، فقل تواجده مما انعكس سلبا على وسائل الإعلام سواء المقروءة أو المسموعة أو المرئية، كما أن هذه الوسائل لم تواكب تلك المتغيرات والتطورات التقنية التي استفادت منها مثيلاتها في بقية دول الخليج، فلم نشهد مؤخرا حركة شعرية أو نقدية أو أدبية بشكل عام تتبناها وسيلة إعلامية لتخلق التنافس في الوسط الكويتي وتكون مصدر جذب وإغراء للشعراء والأدباء الكويتيين أو غير الكويتيين، وربما هي مرحلة طبيعية تمر بها الآن لتعاود الانطلاقة من جديد وتستعيد وهجها وحضورها السابق بعقول شابة وفكر مختلف يستطيع قراءة الواقع بدقة ليؤسس مسارا جديدا أكثر حيوية.
أما الشاعر ذياب العسكر فكانت له وجهة نظر مغايرة قائلا: أولا يعود الأمر الى من أوكلت اليهم مهام هذه الساحة ومن ثم وجود حرية للنشر أكبر وذلك عبر المواقع الإلكترونية إضافة إلى الساحة الشعبية السعودية والإماراتية والتي أبدت اهتماما أكثر بالمادة الشعرية مما كانت عليه الساحة الشعبية الكويتية وكذلك أضف الى ذلك وبسبب ظهور القنوات الفضائية والمسابقات الشعرية ببرامجها المتنوعة والتي اهتمت بالموروث الشعبي وكل هذا من شأنه أن يجعل الساحة الشعبية الكويتية في تدن مستمر وما لم يتم إنقاذها ستتلاشى.
الكسب المادي
بدوره قال الشاعر والإعلامي راضي الهاجري مشرف ملحق مزون الشرق بصحيفة الشرق القطرية: أرى فيما يراه الكثيرون التراجع الذي ذكرتموه في مقدمة التحقيق من التوجه إلى الساحة الكويتية كقبلة لراغبي الظهور إعلاميا للعديد من الأسباب والعوامل التي قد يأتي في مقدمتها تقدم الساحات الأخرى بعوامل جذب مختلفة لترضي جوانب عديدة من تطلعات هذه الأمواج المتلاطمة من الشعراء سابقا. كانت الشهرة هي الهدف الأساسي لأولئك نظرا لتركز الثقل الإعلامي في الساحة الكويتية ووجود البرامج الإعلامية ذات المتابعة والمطبوعات الرائدة مما كان يعطي لراغبي الشهرة ذلك الشعور بالزهو لمجرد معرفة العامة بهم وتقديمهم كشعراء مميزين، هذه الشهرة التي تساوى فيها العديدون وحظي بها، ولايزال، الرعيل الأول من الشعراء والذين لم يتركوا للقادمين الجدد متنفسا فتوجهوا إلى مغريات أخرى كالكسب المادي والظهور المكثف الذي لم تستوعبه الساحة الكويتية بمهرجاناتها فبدأ الانحسار سعيا وراء القنوات الفضائية والأمسيات المدفوعة والمسابقات الشعرية التي لم تنتبه الساحة الكويتية إلى خطرها (في مسألة الصدارة بعوامل الجذب) فانسابت المياه من بين الأصابع، الأمر الآخر مسألة المجاملات التي أصبحت سمة واضحة لتلك الساحة تحديدا وعدم السعي وراء تقصي مستجدات وتطورات الوضع الأدبي والإعلامي لدول المنطقة حتى أصبح من الشائع أن نسمع عن توجيه الدعوات لجهات متوقفة عن المشاركة في النتاج الإعلامي والحرص على دعوة شعراء راحلين حرفيا أو من حيث المعنى عوامل عديدة منعت استمرار التواصل بين تلك الساحات والساحة الكويتية، والأمر الأخير هو ما نلمسه من حالة تشبع شعري أصابت المنطـقة، ومن المنطقي أن تصاب به الساحة الأعرق بالدرجة الأكبر.
شعر رأسمالي
من جانبه جاءت إجابة الشاعر ثامر الحمدان حادة بعض الشيئ وعدم رضاه عن سؤالنا قال: ان الشعر قبل 7 سنوات في الساحة الكويتية هو شعر رأسمالي يتلقى الدعم من خارج الكويت ويعاد تصريفة في الساحة الكويتية وكان مركزا في مكان واحد ومحدد ويدعون أنهم يصنعون النجوم. ولكنهم أخطأوا لأن النجم يصنع ولا يمرر ويظنون انهم صنعوهم ولكنهم كانوا يمررون في كل فترة شاعرا وان انتهوا منه مرروا الشاعر الثاني. فالشاعر لا يمرر كجملة ملغومة في مقال سيئ، لو انهم يصنعون النجوم فلماذا توقفوا؟! سأقول لك السبب، لقد تم سحب البساط من تحتهم في هذه الفترة واتجهت رؤوس الأموال الى دولة أخرى استطاعت ان تصنع الكثير من النجوم في ظل هذا التطور التكنولوجي أصبح الشعر الآن كعملية غسيل أموال مع الأسف.
شعراء البالونات
أما الكاتبة ريم التركي فقالت: من وجهة نظري ان البرامج الشعرية والمسابقات هي السبب الرئيسي وراء كل التغيرات التي ظهرت والحاصلة في الساحة الشعرية ككل، في السابق كانت الساحة الشعبية الكويتية هي المتصدرة لعدم وجود برامج شعرية، وهذا بحد ذاته أدى الى كشف شعراء البالونات الإعلامية، وعن طريقه ظهر الشعر الحقيقي وتلاشى المستشعرون والدليل على ذلك ظهور أسماء شعرية جديدة على الساحة لم نسمع بها من قبل.
ونتأمل عودة التألق لساحتنا الشعبية كما كانت في سابق عهدها صانعة للنجوم.
وختاما قال الشاعر باسم العايذي: الساحة الشعبية الكويتية نعم مطمع لكل شاعر ولكن سبب ابتعاد الكثير عنها هو العنصريات والشللية الواضحة أمام أعين الجميع والكثير يحاول الابتعاد عن هذه العنصريات لكي يبتعد عن الأحقاد والمشاحنات التي لا تسمن ولا تغني من جوع ولكن الشيء الواقعي دائما يتواجد بصورة جميلة والشيء السيئ دائما يظهر بصورته السيئة أما بخصوص انخفات الضوء فهناك عدة أسباب وأهمها البرامج الشعرية والمسابقات بالفضائيات التي اختصرت للشعراء المسافات والوقت معا إلا أن الساحة الشعبية الكويتية هي الأولى بشهادة كل شاعر، وأعي تماما أنها الأفضل وسوف تعود لسابق عهدها وقريبا إن شاء الله بهمة الشعراء الذين يحملون الفكر الجديد والثقافة، ومرور سنوات كفيل بهذا التغيير الذي سيعيد المجد لساحتنا الشعبية التي تصدرت وستتصدر قريبا.هيثم السويط
من منا لا يعرف أن الساحة الشعبية الكويتية هي مطمع الكثير من الشعراء في الخليج العربي منذ فترة ليست بالقريبة وكذلك كانت صانعة النجوم قبل سنوات مضت والكل كان يسعى وراءها ولو بجزء من مساحة للنشر في الصحف والمجلات الكويتية تحديدا دون سواها وهذا ما أثار التساؤلات أمام مجموعة كبيرة من الإعلاميين والشعراء ومتذوقي الشعر لنبين ما السبب وراء انخفات الضوء في الساحة الكويتية والانعكاسة الحقيقية التي أدت الى ذلك بعكس ما كانت بالسابق.
رابط التحقيق في جريدة الأنباء
http://www.alanba.com.kw/AbsoluteNMN.../?a=90640&z=76
تعليق