[align=center]سعيد الحمالي:
دفعت ضريبة تواجدي بالساحة.. وندمت على بعض المواقف والآراء
هناك مجلات شعبية يديرها أنصاف المتعلمين
اليوم - الدمام
هو أحد الأسماء التي قدمت الكثير للشعر والشعراء، شاعر جميل وناقد مبهر، اختار الابتعاد بعد سنوات من العطاء واكتفى بالظهور في أوقات متباعدة، سعيد ناصر الحمالي المدير السابق لمنتديات النداوي الشعبية حل ضيفاً على «في وهجير» وتحدث عن أسباب هذا الابتعاد وعن رأيه في ما يدور بساحة الشعر الشعبي في الوقت الحالي.
نرحب بك عبر «في وهجير»..
حياكم الله وأشكر لكم هذه الاستضافة.
كان لـك حضور قوي في الساحة ولكنك غبت بشكل مفاجئ.. ما السبب في ذلك؟ وألم يعد هناك ما يغريك بالتواجد؟
ـ بشكل عام التواجد في الساحة يستوجب ضريبة لا بد من دفعها حسب نوعية وحجم التواجد ومسؤوليات ومكانة الشاعر الاجتماعية، هذه الضريبة قد تكون مادية أو معنوية. ومنها ما هو مالي أو صحي أو حتى أذى نفسي، ولقد قمت بدفع الكثير من هذه الضرائب على مدى سنوات عديدة حتى آثرت الابتعاد مضحياً بكل شيء في سبيل راحة البال.
حضورك السابق كان مركزاً على التواجد عبر منتديات النداوي.. أين أنت من المجلات الشعبية؟
ـ في فترة سابقة كان النشر في المنتديات القوية مثل النداوي أفضل وأكثر انتشاراً من المطبوعات الشعبية، فالمنتديات لها ميزات لا تتوافر للمطبوعات، كحرية الاختيار والتحكم في وقت النشر وإخراجه وفيها أيضاً مساواة وتكافؤ فرص بين الشعراء، أضف إلى ذلك ارتفاع سقف الحرية وانخفاض سلطة مقص الرقيب في المنتديات مقارنة بالمطبوعات. وعلى الرغم من ذلك فلقد نشر لي عدد لا بأس به من النصوص في المطبوعات التي أحترم القائمين عليها مثل ملحقكم «في وهجير». كما أن الشعر الجيد يجد طريقه دائماً الى الناس طال الزمان أو قصر، فإن كان في شعري ما يستحق الاحتفاء أو البقاء فسوف يتحقق ذلك بدون أي جهد مني وإن كان العكس فالأفضل لي ألا أشغل نفسي والآخرين بعناء نشره والتنغيص عليهم بالظهور المكثف بمناسبة وبدون مناسبة.
هل ترى أن الطريقة التي تدار بها المجلات لا تناسب توجهاتك؟
ـ لا ينكر أي منصف دور المجلات وخدمتها للشعر الشعبي والشعراء في الماضي، وباستثناء مطبوعتين أو ثلاث فإن الواقع بعيد كل البعد عن ذلك العصر الجميل فكثير من هذه المجلات تدار كما تدار البقالات أو حراج الخضار، فالمنابر والمؤسسات الإعلامية لا يجب أن يديرها أنصاف المتعلمين، كما أنه لا يليق بفاقدي الموهبة والملكة الأدبية والشعرية أن يتعرضوا لإدارة المطبوعات الشعرية.
بصراحه هل كان ابتعادك عن النداوي هو السبب الرئيسي لإغلاقه من قبل مالكه حمد السحيمي خصوصاً وأنك كنت المدير العام للمنتدى فترة طويلة؟
ـ سبق وأن تم سؤال حمد السحيمي عن أسباب إغلاقه للنداوي وذكر أسباب عدة لم يكن من ضمنها ابتعادي عن إدارة الموقع، ولا أعتقد بأن ابتعادي أو ابتعاد غيري يؤثر في صرح شامخ مثل النداوي.
هل تقبلت قرار الإغلاق؟
ـ بكل صراحة لم أتقبل قرار الإغلاق في حينه وطلبت منه التريث وعدم الاستعجال، فإن كان لا بد فعلاً فليقفل الموقع للصيانة أو الراحة لفترة حتى يعيد حساباته ويقيس ردود الأفعال ثم يقرر بهدوء لاحقاً أو أن يبيعه لمن يواصل المسيرة عنه، ولكنه أصر فاحترمت قراره ونصحته بالاستخارة ودعوت له بالتوفيق.
كما أني أيضاً لم أتقبل قرار عودة الموقع أيضاً لأسباب شرحتها لأخي حمد ولكنه قال لي إنه مضطر لإعادة الموقع بسبب بعض الضغوط كما صرح في عدة مناسبات ولقاءات وليس لنا إلا احترام رأيه.
عرف عنك آراؤك الصريحة بكل ما يتعلق بساحة الشعر الشعبي.. هل سبب لك هذا الأمر أي مشاكل؟
ـ لا بد من المعارضات والمصادمات لكل من يتخذ مواقف صريحة واضحة بعيدة عن رمادية الآراء وتمييع المواقف، ولكن لا ننسى أننا بشر نصيب ونخطئ وأعترف بأنه سبق لي أن ندمت على بعض الآراء والمواقف التي لم أوفق فيها.
ما رأيك بالمسابقات الشعرية؟
ـ كل المسابقات خدمت وأضافت للشعر والشعراء بنسب متفاوتة حسب ما توافر لها من إمكانات مادية وبشرية، ولكن يحسب عليها بعض المآخذ مثل التفرقة وترسيخ الإقليمية والقبلية وما يرافقها من مظاهر النفاق الاجتماعي والاستجداء الشعري وامتهان الشعر وأهله والعبث بالذائقة الشعرية ومحاولة توجيهها وإعادة رسم ملامحها حسب توجهات القائمين على المسابقة.
هل هذه الأسباب التي منعتك من المشاركة في المسابقات الشعرية؟
ـ أنا لا أشارك في المسابقات الشعرية لسببين رئيسين:
أولا: عدم وجود حكام أرضاهم ويقنعون غرور الشاعر في داخلي وداخل الكثير من الشعراء غيري كما كان النابغة مقنعاً ومرضيا لشعراءعصره، وليس لجنة حكام مفروضة من قبل راعي المسابقة أو الشركة المنتجة، وفي رأيي أن غرور الشاعر واعتداده بنفسه عندما يقتل فقد قتل الشاعر في داخله.
ثانيا: نظام التصويت الذي يحتم على الشاعر أن يصوت لنفسه حتى يفوز أو يستجدي التصويت من جماهيره وقبيلته على وجه الخصوص وهذه أنانية واستغلال لا تقبلها أخلاقياتي مهما عظمت الجائزة المادية والمعنوية.
اخترت للمشاركة في مهرجان دبي الدولي للشعر العام الماضي، حدثنا عن هذه المشاركة وماذا اضافت لك؟
ـ كانت مشاركة للتاريخ ومكسبا لي بجميع المقاييس أن أشارك ضمن أكثر من 100 شاعر يمثلون عشرات الدول وبلغات وثقافات متعددة في مهرجان فريد من نوعه تضم أمسيات شعرية، وندوات، وورش عمل، وملتقيات وفعاليات أخرى عديدة، ويكفيني فخراً تمثيل السعودية مع شعراء في حجم الأمير بدر بن عبدالمحسن والشيخ عايض القرني ود. عبدالرحمن العشماوي وخلف بن هذال وناصر القحطاني.
هل أنت راض عن ما قدمته من عطاء شعري؟
ـ مقياس الرضا والنجاح للشاعر يتفاوت من شخص الى آخر، ولكن المقياس الأهم من وجهة نظري هو خلود الشعر وحفظه كما قال الشاعر العربي:
يموت رديئ الشعر من قبل أهله
وجيده يبقى وإن مات صاحبه
فيكفي الشاعر نص واحد أو ربما بيت واحد فقط يتداوله الناس وتحفظه الأجيال والتاريخ له، فكم من الشعراء الأوائل العظام لم يصلنا من شعرهم سوى نص يتيم ما زال يردد منذ مئات السنين.
فإن كان هذا هو المقياس الحقيقي للرضا فإني راضٍ تمام الرضا، وما زال لدي الكثير الذي لم أنشره وما زال لدي القدرة على تطوير الذات وتجويد كتاباتي. والشاعر أشبه ما يكون بدهن العود كلما عتق زادت جودته، فالشاعر زهير بن أبي سلمى على سبيل المثال كتب معلقته في سن الثمانين، الله يعطينا وإياكم طول العمر على طاعته.
كلمة أخيرة؟
أكرر الشكر لجريدة اليوم وملحقها الشعبي «في وهجير» الأبرز والأكثر متابعة، وأتمنى لكم دوام التقدم والنجاح[/align]
.
وهذا رابط اللقاء في ملحق في وهجير في جريده اليوم
http://www.alyaum.com/issue/article....3&I=730142&G=1
دفعت ضريبة تواجدي بالساحة.. وندمت على بعض المواقف والآراء
هناك مجلات شعبية يديرها أنصاف المتعلمين
اليوم - الدمام
هو أحد الأسماء التي قدمت الكثير للشعر والشعراء، شاعر جميل وناقد مبهر، اختار الابتعاد بعد سنوات من العطاء واكتفى بالظهور في أوقات متباعدة، سعيد ناصر الحمالي المدير السابق لمنتديات النداوي الشعبية حل ضيفاً على «في وهجير» وتحدث عن أسباب هذا الابتعاد وعن رأيه في ما يدور بساحة الشعر الشعبي في الوقت الحالي.
نرحب بك عبر «في وهجير»..
حياكم الله وأشكر لكم هذه الاستضافة.
كان لـك حضور قوي في الساحة ولكنك غبت بشكل مفاجئ.. ما السبب في ذلك؟ وألم يعد هناك ما يغريك بالتواجد؟
ـ بشكل عام التواجد في الساحة يستوجب ضريبة لا بد من دفعها حسب نوعية وحجم التواجد ومسؤوليات ومكانة الشاعر الاجتماعية، هذه الضريبة قد تكون مادية أو معنوية. ومنها ما هو مالي أو صحي أو حتى أذى نفسي، ولقد قمت بدفع الكثير من هذه الضرائب على مدى سنوات عديدة حتى آثرت الابتعاد مضحياً بكل شيء في سبيل راحة البال.
حضورك السابق كان مركزاً على التواجد عبر منتديات النداوي.. أين أنت من المجلات الشعبية؟
ـ في فترة سابقة كان النشر في المنتديات القوية مثل النداوي أفضل وأكثر انتشاراً من المطبوعات الشعبية، فالمنتديات لها ميزات لا تتوافر للمطبوعات، كحرية الاختيار والتحكم في وقت النشر وإخراجه وفيها أيضاً مساواة وتكافؤ فرص بين الشعراء، أضف إلى ذلك ارتفاع سقف الحرية وانخفاض سلطة مقص الرقيب في المنتديات مقارنة بالمطبوعات. وعلى الرغم من ذلك فلقد نشر لي عدد لا بأس به من النصوص في المطبوعات التي أحترم القائمين عليها مثل ملحقكم «في وهجير». كما أن الشعر الجيد يجد طريقه دائماً الى الناس طال الزمان أو قصر، فإن كان في شعري ما يستحق الاحتفاء أو البقاء فسوف يتحقق ذلك بدون أي جهد مني وإن كان العكس فالأفضل لي ألا أشغل نفسي والآخرين بعناء نشره والتنغيص عليهم بالظهور المكثف بمناسبة وبدون مناسبة.
هل ترى أن الطريقة التي تدار بها المجلات لا تناسب توجهاتك؟
ـ لا ينكر أي منصف دور المجلات وخدمتها للشعر الشعبي والشعراء في الماضي، وباستثناء مطبوعتين أو ثلاث فإن الواقع بعيد كل البعد عن ذلك العصر الجميل فكثير من هذه المجلات تدار كما تدار البقالات أو حراج الخضار، فالمنابر والمؤسسات الإعلامية لا يجب أن يديرها أنصاف المتعلمين، كما أنه لا يليق بفاقدي الموهبة والملكة الأدبية والشعرية أن يتعرضوا لإدارة المطبوعات الشعرية.
بصراحه هل كان ابتعادك عن النداوي هو السبب الرئيسي لإغلاقه من قبل مالكه حمد السحيمي خصوصاً وأنك كنت المدير العام للمنتدى فترة طويلة؟
ـ سبق وأن تم سؤال حمد السحيمي عن أسباب إغلاقه للنداوي وذكر أسباب عدة لم يكن من ضمنها ابتعادي عن إدارة الموقع، ولا أعتقد بأن ابتعادي أو ابتعاد غيري يؤثر في صرح شامخ مثل النداوي.
هل تقبلت قرار الإغلاق؟
ـ بكل صراحة لم أتقبل قرار الإغلاق في حينه وطلبت منه التريث وعدم الاستعجال، فإن كان لا بد فعلاً فليقفل الموقع للصيانة أو الراحة لفترة حتى يعيد حساباته ويقيس ردود الأفعال ثم يقرر بهدوء لاحقاً أو أن يبيعه لمن يواصل المسيرة عنه، ولكنه أصر فاحترمت قراره ونصحته بالاستخارة ودعوت له بالتوفيق.
كما أني أيضاً لم أتقبل قرار عودة الموقع أيضاً لأسباب شرحتها لأخي حمد ولكنه قال لي إنه مضطر لإعادة الموقع بسبب بعض الضغوط كما صرح في عدة مناسبات ولقاءات وليس لنا إلا احترام رأيه.
عرف عنك آراؤك الصريحة بكل ما يتعلق بساحة الشعر الشعبي.. هل سبب لك هذا الأمر أي مشاكل؟
ـ لا بد من المعارضات والمصادمات لكل من يتخذ مواقف صريحة واضحة بعيدة عن رمادية الآراء وتمييع المواقف، ولكن لا ننسى أننا بشر نصيب ونخطئ وأعترف بأنه سبق لي أن ندمت على بعض الآراء والمواقف التي لم أوفق فيها.
ما رأيك بالمسابقات الشعرية؟
ـ كل المسابقات خدمت وأضافت للشعر والشعراء بنسب متفاوتة حسب ما توافر لها من إمكانات مادية وبشرية، ولكن يحسب عليها بعض المآخذ مثل التفرقة وترسيخ الإقليمية والقبلية وما يرافقها من مظاهر النفاق الاجتماعي والاستجداء الشعري وامتهان الشعر وأهله والعبث بالذائقة الشعرية ومحاولة توجيهها وإعادة رسم ملامحها حسب توجهات القائمين على المسابقة.
هل هذه الأسباب التي منعتك من المشاركة في المسابقات الشعرية؟
ـ أنا لا أشارك في المسابقات الشعرية لسببين رئيسين:
أولا: عدم وجود حكام أرضاهم ويقنعون غرور الشاعر في داخلي وداخل الكثير من الشعراء غيري كما كان النابغة مقنعاً ومرضيا لشعراءعصره، وليس لجنة حكام مفروضة من قبل راعي المسابقة أو الشركة المنتجة، وفي رأيي أن غرور الشاعر واعتداده بنفسه عندما يقتل فقد قتل الشاعر في داخله.
ثانيا: نظام التصويت الذي يحتم على الشاعر أن يصوت لنفسه حتى يفوز أو يستجدي التصويت من جماهيره وقبيلته على وجه الخصوص وهذه أنانية واستغلال لا تقبلها أخلاقياتي مهما عظمت الجائزة المادية والمعنوية.
اخترت للمشاركة في مهرجان دبي الدولي للشعر العام الماضي، حدثنا عن هذه المشاركة وماذا اضافت لك؟
ـ كانت مشاركة للتاريخ ومكسبا لي بجميع المقاييس أن أشارك ضمن أكثر من 100 شاعر يمثلون عشرات الدول وبلغات وثقافات متعددة في مهرجان فريد من نوعه تضم أمسيات شعرية، وندوات، وورش عمل، وملتقيات وفعاليات أخرى عديدة، ويكفيني فخراً تمثيل السعودية مع شعراء في حجم الأمير بدر بن عبدالمحسن والشيخ عايض القرني ود. عبدالرحمن العشماوي وخلف بن هذال وناصر القحطاني.
هل أنت راض عن ما قدمته من عطاء شعري؟
ـ مقياس الرضا والنجاح للشاعر يتفاوت من شخص الى آخر، ولكن المقياس الأهم من وجهة نظري هو خلود الشعر وحفظه كما قال الشاعر العربي:
يموت رديئ الشعر من قبل أهله
وجيده يبقى وإن مات صاحبه
فيكفي الشاعر نص واحد أو ربما بيت واحد فقط يتداوله الناس وتحفظه الأجيال والتاريخ له، فكم من الشعراء الأوائل العظام لم يصلنا من شعرهم سوى نص يتيم ما زال يردد منذ مئات السنين.
فإن كان هذا هو المقياس الحقيقي للرضا فإني راضٍ تمام الرضا، وما زال لدي الكثير الذي لم أنشره وما زال لدي القدرة على تطوير الذات وتجويد كتاباتي. والشاعر أشبه ما يكون بدهن العود كلما عتق زادت جودته، فالشاعر زهير بن أبي سلمى على سبيل المثال كتب معلقته في سن الثمانين، الله يعطينا وإياكم طول العمر على طاعته.
كلمة أخيرة؟
أكرر الشكر لجريدة اليوم وملحقها الشعبي «في وهجير» الأبرز والأكثر متابعة، وأتمنى لكم دوام التقدم والنجاح[/align]
.
وهذا رابط اللقاء في ملحق في وهجير في جريده اليوم
http://www.alyaum.com/issue/article....3&I=730142&G=1
تعليق