إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قراءة في نص ( نبض القلب )

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قراءة في نص ( نبض القلب )

    أيها المبدعون المسكونون بالجمال والقابعون على مشارف الرؤى النقدية الثاقبة ، ليس من السهولة مصافحكتم بقراءة مرتبكة ركيكة وأحسب لنفسي حسابات كثيرة عندما أصافحكم بقراءة جديدة ليقيني أنكم أساتذتي في النقد والإبداع والتوهج وبالتالي فمنتدى جهات نخبوي صرف لابد أن يحسب له الشاعر والناقد كافة الحسابات ليقدم ما لديه من عطاء شعري ونقدي ، هذه قراءة متواضعة أزعم أنني تحررت فيها من انطباعاتي الذاتية فإن استحسنتها ذائقتكم فهذه شهادة شهادة أعبر بها إلى فضاءات أرحب وإن لم ترتق إلى ذائقتكم فهذا خطأي والشيطان .. دمتم جهويين وطيب الله أوقاتكم ..

    نص / عبدالله الطفيلي
    قراءة / عبدالله باشان


    نبض القلب



    [poem=font="Simplified Arabic,5,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,blue" type=3 line=0 align=center use=ex num="0,black"]

    آهلين يالوجه الصبـــــوح اللي ملا كل الجهـــــات=
    واستبشــــرت في طلتــه روحي وعافت ضيقهــــــا=
    يانبض قلب (ن) يعشقك ياجامع (ن) كل الصفـات=
    يا الحظة اللي طـــول عمـــــري انتظـــــر تحقيقهــا=
    يا فرحتي يا منيتي يا اجمل تباشيــــر وسمـــــات=
    يادرة (ن) كــل الحــــــلا مصبـــــوب فـــي تنسيقها=
    تعال عيش بخافقــــي عوضنــــي أيــــام الشتات=
    وارسم ملامـــح فرحتــك وأقــــدم علــــى توثيقهـــا=
    تعال نقضــــي وقتنـــــا نشـــــوه وتحقيق أمنيات=
    وكل المســــاعي اللـــــي تودي للفـــــراق نعيقهــا=
    نكتب مشاعر نبضنــــا اثنيـــن في هـــذي الحياة=
    روح المحبه بينهــــــم يطــــــرب نغــــــم تشويقهـا=
    ونعانق أطياف الهوى على طريقــة خذ وهـــــــات=
    نسقي غصون أشــــواقنا ونزيــــــد فــــي توريقهـا=
    يا زين نفحات الغلا ساعة تجـــي مــــن طيب ذات=
    ويا زين لمسات الغــــــرام العـــــذب فــــي تطبيقها=
    بين اليديــــن الحالمـــــه بين القلوب المرهفــــــات=
    اللـــي جســــور الحب نظــــــرتها علــــــى تعتيقها=
    ياصاحبي كلــــي انا فــدا العيـــــــون الناعســـــات=
    اللي ليــــا مــــن شفتني تحـــــرص علـــى تسويقها=
    من وين ما ارحل بالنظر القاك في كـــل الجهــــات=
    يعنــــــــي بدونـــــك دنيتــــــي ماطيقهـــا ماطيقهــا=[/poem]

    مدخل
    يرصد نص (نبض القلب ) للشاعر عبدالله الطفيلي إضاءات لا شعورية مسكونة بالفرح والاستبشار بعد رحلة طويله في التيه من خلال نصوصه السابقة وهو التيه الذي رسم ملامح حياته الشعرية في أدغال المجهول ، و ونص (نبض القلب ) هو أول نص له يتمرد عن سرب النصوص المشحونة بعاطفة الحزن التي عرفت عن الشاعر وهنا تتجلى النقاط النقدية الثرية في هذا النص الرمزي ومن ذلك تتبع الذات المشكلة في بؤرة النص في السرد والتكثيف في لغات وجودها المتلاحمة في رمزية الحوارات وتسلسل الأحداث في ولا أدل على ذلك من تكرار أداة النداء (يا) والتي احتضنها النص تسع مرات كدلالة مفرطة على فرائحية مشتعلة غيبته في إيقاع فوضى هستيريا تشكلت أنفاسها الثملة النهمة على النص وصبغته بهذه الصبغة المتفائلة وقد استهواني بسبب ما فيه من دفق الإحساس بالفرح العزف على وتر العاطفة ، ولأنني لمست الصدق الفني) متلقيًا وناقدًا ) فدعتني إلى التفكير والتأمل من خلال اكتشافي أنّ النص له موقف عاطفي صادق فضحته لغة الشاعر وأنا هنا لن انضبط بمنهج ثابت ، ولن افتعل مقاييس هندسية لكنني سأسلط الضوء على بعض من جمالياته الفنية وصوره التعبيرية
    .

    ولوج للنص

    يبدأ النص باستهلالية مشرئبة بالمفاجأة حملها الملفوظ ( أهلين ) حتى أفقدت الشاعر انضباطه الإنفعالي فغدا يمطر المحبوب بجملة من الصفات المدائحية التي حملها ( ياء ) النداء لملفوظات غارقة في العطافة فهو في وسط دوامة التصديق والا تصديق لفدوم بطل نصه وهنا جاءت ياء النداء بالإضافة إلى تقديمها الإيقاع الصوتي الموسيقي المتعاقب - من خلال التكرار - فإنها أيضا جاءت تباشر الحبيب بالخطاب الترحيبي . بعد هذا الكشف الأولي لانفعالاته يتوجه الشاعر إلى حبيبه متسلحا بأداة النداء : (يا نبض قلب يعشقك /يا جامع كل الصفات / ياللحظة / يا فرحتي / يا منيتي /يا اجمل تباشير / يا درة )
    والنداء ياأتي هكذا مباشرة ، ويطلب تلو الآخر من غير أن نرى أو نلمس أي ردة فعل منه ، لقد انشغل بنفسه فقط ، وما عاد يحفل إلا بتوتره وتواتر أمله الذي تحقق . إنه يتلطف إليه، بل يباشره حالاً بالنداء وقد جمعتها ثلاثة الأبيات الأولى
    [poem=font="Simplified Arabic,5,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,blue" type=3 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
    آهلين يالوجه الصبـــــوح اللي ملا كل الجهـــــات=
    واستبشــــرت في طلتــه روحي وعافت ضيقهــــــا=
    يانبض قلب (ن) يعشقك ياجامع (ن) كل الصفـات=
    يا الحظة اللي طـــول عمـــــري انتظـــــر تحقيقهــا=
    يا فرحتي يا منيتي يا اجمل تباشيــــر وسمـــــات=
    يادرة (ن) كــل الحــــــلا مصبـــــوب فـــي تنسيقها=[/poem]

    وتزداد وتيرة حالة العاطفة عند الطفيلي عندما يتلطف إلى الطرف الآخر بل يباشره من خلال فعل الأمر (تعال) التي عادة ما يوظفها العاشقون المحرومون من دفء المشاعر في نسق لغوي وبلاغي ساحر وقد جاءت موازية للفعلين (أرسم / نقضي )لمحاولة التقليل من حدة البعد وتخفف جذوة الحرمان التي يبدو أن الشاعر عانى منها طويلا ، ولكنها – عمليًا - أكدت رسوخ الحياة الجديدة في نفسه ، فها هو يطلب ويمنّي نفسه بقبول الآخر له ومع أننا لم نجد للطرف الآخر أية ردود فعل محكية في النص إلا أن إمعان الخطاب العاطفي الفرائحي يدل دلالة واضحة على أن الطرف الآخر يسير في وتيرة الاتجاه نفسه ويكفي أن الشاعر هنا يقدم عرضا عاطفيا مغريا يبحث فيه عمّن يُعنى به و يجيبه أو على الأقل ينتبه الى وجوده ويلم شتات غربته العاطفية وقد حملت الملفوظات (عوضنــــي أيــــام الشتات) دعوة للخروج من العتمة ،إنه يرى أملا وضوءا قد حل لينير عتمة الزمان والمكان ، وذلك بعد أن عزّ القرب واستعصى في تنكر مَن حوله وجفائهم وهنا يرسم الطفيلي حياته الجديدة مع الطرف الآخر بطريقته حملت دلالاتها المحمولات (نقضي وقت / نكتب مشاعر / نعانق أطياف / نسقي غصون/ نزيد توريقا)
    [poem=font="Simplified Arabic,5,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,blue" type=3 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
    تعال عيش بخافقــــي عوضنــــي أيــــام الشتات=
    وارسم ملامـــح فرحتــك وأقــــدم علــــى توثيقهـــا=
    تعال نقضــــي وقتنـــــا نشـــــوه وتحقيق أمنيات=
    وكل المســــاعي اللـــــي تودي للفـــــراق نعيقهــا=
    نكتب مشاعر نبضنــــا اثنيـــن في هـــذي الحياة=
    روح المحبه بينهــــــم يطــــــرب نغــــــم تشويقهـا=
    ونعانق أطياف الهوى على طريقــة خذ وهـــــــات=
    نسقي غصون أشــــواقنا ونزيــــــد فــــي توريقهـا=[/poem]
    بعد تحقيق أمله في هذا الرسم الجديد لحياة دافئة المشاعر واستقرار حالته النفسية يتفرغ الشاعر لوصف ثمرة هذا التقارب العاطفي موظفا ملفوظاته ذات الدلالات (المباشرة) على استقرار حياة جديدة مشحونة بالدفق الوجداني التوصيفي (نفحات الغلا / لمسات الغرام / العيون الناعسات )


    [poem=font="Simplified Arabic,5,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,blue" type=3 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
    يا زين نفحات الغلا ساعة تجـــي مــــن طيب ذات=
    ويا زين لمسات الغــــــرام العـــــذب فــــي تطبيقها=
    بين اليديــــن الحالمـــــه بين القلوب المرهفــــــات=
    اللـــي جســــور الحب نظــــــرتها علــــــى تعتيقها=
    ياصاحبي كلــــي انا فــدا العيـــــــون الناعســـــات=
    اللي ليــــا مــــن شفتني تحـــــرص علـــى تسويقها=
    من وين ما ارحل بالنظر القاك في كـــل الجهــــات=
    يعنــــــــي بدونـــــك دنيتــــــي ماطيقهـــا ماطيقهــا=[/poem]
    لغة النص
    النص في دراميته المعتمدة على التفاؤل في الموقف والصورة وفي خيالها المبني على الواقع وفي استغراقها الشجني كان مثيرًا بقدر ما كان متجددًا وهو يبني الجمل بقدر ما يفككها ليبقي المتلقي مقيدًا في أسره
    فيما طغت (المباشرة ) على اللغة الشعرية للنص إلى الدرجة التي صعب معها على الشاعر تغليف مشاعره بغلاف رمزي وربما كان لتجربته العاطفية من خلال نصوصه السابقة المتشائمة دور في لجوئه لهذه المدرسة
يعمل...
X