إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قراءة قصيدة الشاعر علي الحسني ( يامطول الغيبات )

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قراءة قصيدة الشاعر علي الحسني ( يامطول الغيبات )

    يامطول الغيبات


    شعر / علي الحسني
    قراءة / صالح النعاشي

    النص


    يامطول الغيبات وش ذنب الاجفـان
    تشكي لجمر الهجر بعـد الموانـي
    تغيـرت بعـدك مقاييـس الازمـان
    حتى الثواني دهـر ماهـي ثوانـي
    في غيبتك كني للاحـزان سلطـان
    وكن السعاده شعبي اللـي عصانـي
    أحزان اودعهـا وتلفينـي احـزان
    لاراح وفد(ن) زارنـي وفـد ثانـي
    ويحيط بي من كل هاجوس يقظـان
    يمنع عن عيوني الكرى لو غزانـي
    وشلون اقول النوم سلطان اذا كـان
    النـوم متوطيـه هـم(ن) وطانـي
    ياصاحبي ماجاش في صدري اشجان
    ولا خفـق قلبـي وهـز المحانـي
    الا لخوفـي لاتكـون انـت نسيـان
    عهد(ن) مضى واحلامنا والأمانـي
    تدري بدونك شارد الفكـر حيـران
    مااغروا عيوني المترفات الغوانـي
    ياما تمنيتـك تجـي طيـف ندمـان
    وتمد لي كـف اعتـذار(ن) نسانـي
    ترى النـدم توبـه ويعقبـه غفـران
    إن خفت ربك فيّ تعـرف مكانـي





    القراءة

    أن تغني للفراق وتنادي المحب هو أمر أعتيادي وليس ذا أهمية تذكر , المهم هو كيفية غنائك وهل كان هذا الغناء في مستوى الحدث هل كان صادقاً هل كان الشاعر بعيداً عن برتوكولات الشعر وهيمنة اللغة الى التعمق في الموضوع مع بقاء اللغة السليمة تأكيداً على أن اللغة هي رداء الشعر وأن الموضوع هو جوهرة 0
    لم أعتقد أن مواضيع الحزن قد تستوقفني في هذا الوقت الملئ بالحزن وفي زمن الأنكسار العربي الواضح وفي زمن البكاء والعويل وبعض من الشجب واٍستنكار مغلف بحياء , لكنني وجدت نفسي أمام نص موغل في الحزن أقف مندهشاً بأعجاب مشدوداً اليه وجدتني أسترجع في ذاكرتي نصيَ (الأماكن) و ( واحشني موت ) لأنهما يستجديان الحبيب ويقذفان بالكرامة الزائفة وراء ظهر الحقيقة أنهما مع هذا النص يعلنان للحبيب الأحتياج الكامل مع تصوير ما فعل هذا الغياب وما يتمناه الشاعر أن يكون 0
    ( يامطول الغيبات وش ذنب الاجفـان)
    نداء وأستجداء وسؤال يستوقف المنادى ( وش ذنب الأجفان ) ليواصل الشاعر بلا توقف وببيت لايمكن قراءته الا كاملاً (تشكي لجمر الهجر بعـد الموانـي)
    (تغيـرت بعـدك مقاييـس الازمـان)
    هنا يبدأ الشاعر في نزع رداء الكبرياء الكاذب ليلبس رداء الصدق الواضح ويعبر عن حال الواقع بعد الغياب بتعبير يتلمس فيه الدقة المتناهية فبعد الفراق لم أيعد يرى الوقت يمشى بالمقاييس المتعارف عليها وتغير الوقت بمقدار (حتى الثواني دهـر ماهـي ثوانـي )وهنا أحب أن أشيد بهذا الشطر الرائع الذي احسن فيه الشاعر في وصف أختلال الزمن في وجدانه دون أن يسئ الى ثوابت لايمكن العبث فيها فأختار ببلاغة متناهية أقل مقاييس الزمن ( الثواني ) ليقفز بها الى أطول مقاييسه ( الدهر ) وبهذا كانت الفكرة وقواعد العقل متلازمتان ليتحقق بها بناء صادق من كل زواياه0

    (في غيبتك كني للاحـزان سلطـان )
    لماذا لم يقل الشاعر في غيبتك كن الحزن علي سلطان ؟ هنا أحسن الشاعر فلو قال ذلك فأنه بذلك يكون قد تملكه الحزن فلا مناص له الا البقاء تحت أمرته ولكنه يقول أنه هو سلطان على الحزن وبهذا فهو يعيش عذاب أختياري مصدره رجاء عودة الحبيب وعدم القناعة في هذا الفراق الواقع الذي يعيشه بلا سبب منطقي فحقه أن لا يتنازل عن هذه الأحزان مادام حال الفراق قائم ومستمر 0
    (وكن السعاده شعبي اللـي عصانـي)
    أي أن هناك سعادة كانت من ضمن شعبة ولكنهم أعلنوا العصيان , متى كانوا ؟ حينما كان الحبيب موجود في حياته , ومتى عصوه ؟ حينما رحل هذا الحبيب فشعبه من السعادة مقترن وجودهم بوجود الحبيب ولكن يبقى الشاعر في الحالتين سلطان مصدر سلطنته أنه هو من أبقى أواصر الحب وحفظها ورعاها وأستجداها الآن 0
    (أحزان اودعهـا وتلفينـي احـزان)
    طبيعي أن يلتقي السلطان بشعبه وهكذا حاله معهم يسقبل وفد أحزان ويودع الآخر (لاراح وفد(ن) زارنـي وفـد ثانـي) دلالة الأستمرارية وعدم الأنقطاع 0
    (ويحيط بي من كل هاجوس يقظـان)
    لم يقل هنا يزورني لأن الزائر مهما كثرت زياراته أو طالت فأنها تبقى في المقياس مجرد زيارة ستنتهي ولكن مايحدث هنا هو أحاطة وهيمنة لا مفر منها نتيجتها تكون (يمنع عن عيوني الكرى لو غزانـي) وهنا جعل قدوم النوم غزواً وتلك الهواجيس مانع لهذا الغزو وفي هذا تصوير بليغ الى شدة المقاومة حتى لأقوى حالات النوم وليس مجرد الرغبة فيها فحتى غلبة النوم لايمكن أن تحدث له لأنها غزو هناك مايمنع حدوثه 0
    (وشلون اقول النوم سلطان اذا كـان)
    وهنا يقطع الشاعر الطريق على من أراد القول بأن النوم سلطان لا مفر منه ان هذا لن يحدث لأن (النـوم متوطيـه هـم(ن) وطانـي) فكيف تريد بهذا النوم أن ينهض أذا كان هذا الهم قد أحكم وطأته على الشاعر وعلى هذا النوم 0
    (ياصاحبي ماجاش في صدري اشجان)
    وهنا يبدأ الشاعر في تبيان أسباب هذا الشجن وأسباب اعلانه وأنه لم تكن أشجان فقط بل أنه (ولا خفـق قلبـي وهـز المحانـي ) خفقان في القلب ظاهر للعيان من خلال هز المحاني لتصوير الحالة التي وصل اليها الألم الداخلي الذي بلغت قوته أمكانية رؤيته ومعرفته ولكن لماذا كل هذا ؟ (الا لخوفـي لاتكـون انـت نسيـان) قد يتحمل الأنسان الفراق وقد يتحمل موت الحبيب ولكن لا يمكن أن يقبل أو يتصور أنه أصبح في طي النسيان ولهذا يبدأ في تذكيره بالأسباب التي تجعله لا يتصور هذا النسيان (عهد(ن) مضى واحلامنا والأمانـي) الماضي الجميل بكل ذكرياته ولحظاته وأفراحه وسعادته والأحلام التي يسطرها خيال كل واحد والأماني التي يتمناها كل منهم كل هذه أسباب تجعل من النسيان محال لا يقبله الشاعر ولا يتصوره 0
    (تدري بدونك شارد الفكـر حيـران)
    وهنا يبدأ في الأستعطاف وتبيان الحال القائم من الفكر الشارد والحيرة الطاغية ولكن وبرغم كل هذا الا انه (مااغروا عيوني المترفات الغوانـي) لأن الشاعر لا يريد أن يبحث عن حل لحيرته لأنه يعلم أن مصدرها غياب الحبيب ولا يبحث عن أستقرار لفكره الشارد لأنه يعلم فيمن يفكر ولماذا هو يفكر 0
    (ياما تمنيتـك تجـي طيـف ندمـان)
    لو لم يقل الشاعر الا هذا الشطر لكفاه فهو بحق بلغ في الأستجداء والصدق مبلغ قليل من الشعراء قد يصل اليه فلم يقل ياما تمنيتك تجي يوم ندمان ولو قاله لكان صادقاً لكنه أراد أن يكون أكثر صدقاً وأقرب الى الواقع حتى في التمني فيكفي أن يأتي طيف المحب نادماً ليكون بلسماً لجراح قد أشتد المها ولايريد من هذا الطيف الا الندم وكذلك (وتمد لي كـف اعتـذار(ن) نسانـي) هنا الشاعر يريد مد اليد ويريد الأعتذار لتبدد نسيان طاالما خاف منه وعاناه 0
    (ترى النـدم توبـه ويعقبـه غفـران)
    هنا أشارة بقبول الأعتذار قبل أن يحدث المهم هو أعلان التوبة والعودة واللقاء لأن هذا لو حدث فلن يكون الغفران بالأمر الصعب حالما تحدث التوبة فأن كل شئ ممكن 0
    وأخيراً ماذا بقي ليقوله الشاعر (إن خفت ربك فيّ تعـرف مكانـي) بعد كل ما قاله الشاعر كان لابد له أن يطلب منه مخافة الله لأن ما حدث له من الم وحزن وفكر شارد وحيرة كلها بأسباب الغياب وأن كان سبب عدم العودة خوف عدم الغفران فهذا أذن بعودة مغفور لصاحبها ولم يبق الا أن يعود المحب لمكان يعرفه تماماً لأن الشاعر باق فيه بأنتظار عودة الحبيب بشرط أن يخاف ربه ويتوب ليحدث الغفران

  • #2
    يعطيك الف عافية يا عبدالله على هذه القراءة الجميلة



    شكرا على هذا النقل الموفق











    وشكرا على هذا النقد المليء بالقدرات الكبيرة في سبر اغوار هذا النص الجميل للشاعر الجميل علي الحسني






    تحياتي
    برفقتي هذه الهدية لكم

    http://www.youtube.com/watch?v=7AqZaAjbLW8

    وايضا هذا الصدى لمن يعشق هكذا فكر
    كن طموحا تتقازم امامك العقبات واصنع من ذاتك دروعا متعاقبة تقف بحزم المقتدر لكل صدمات التكاسل ؛ لا تترك للهموم منفذا في قلبك واعلم انها لا تقوى على البقاء الا بإذن منك وترحيب دائم؛ إن النفس التي بين جنبيك في حاجة ماسة الى تشجيعك لا إلى ترويعك رقم122494

    تعليق


    • #3
      /

      \

      قرأة فائقه في الروعه

      وضحت جوانب جماليه في النص

      لاهنت على هذا الاختيار الطيب

      تقديري

      /

      \


      لمراسلتي إضغط هنا

      تعليق

      يعمل...
      X