الجزء الثاني والاخير من قراءة المالكي لرائعة سمو الامير عبدالعزيز بن سعود (السامر)
كم واحدٍ يحيا من الوقت ملطوم
لطمٍ يشاف ولطم كيدٍ غليله
وكم واحدٍ من نعمة العقل محروم
وما له على ما قدر الله حيله
وكم واحدٍ يلقى به الكبر والزوم
مجدٍ على راسه يعود فشيله
وكم واحدٍ يمشي مع الناس منجوم
وهو من رجال الحسب والفضيله
ما دامت الدنيا لحد دايم الدوم
تجذي عن الغايات خيل الوسيله
اطلال دارٍ فوقها يلعي البوم
الله من يومٍ زهتبه وليله
هتان من الحكم هطلت من سحاب " السامر " بلل بها جفاف المفردة الشعبية في صياهد الوقت العصي .. استطاع من خلالها الإبحار في معالم المعاناة الحقيقية للإنسان .. ومعالم غرور الإنسان وتجبره ..
نظرة حكيمة تعالج تلك المفارقات بشكل غير مباشر .. ودعوة أصيلة للتمسك بالقيم الإسلامية والابتعاد عن ما يشوهها ..
كما تبين كلمة " تجذي " دقة شاعرنا على استخدام الألفاظ بعناية وموضوعية وسعة ثقافته اللغوية .. فهذه الكلمة لا تستخدم إلا لوصف كبوة الجواد ..
وظرفٍ على ما فيه بالختم مختوم
الله من عينٍ وعينٍ تخيله
متعلقٍ بين السموات ونجوم
سبع الاراضي كلها ما تشيله
ما يشرب إلا من جبا بير مسموم
تشوف ناره فوق راس الفتيله
يدري بها اللي عن سما الديد مفطوم
ويجهل به اللي عن للعرف خيله
ما هو بضربٍ من ضلالات ووهوم
وافٍ على ما قدر الله كيله
والهقوه اللي ما لها جنب وعزوم
تطيح دونه حيلةٍ مستحيله
وحرصٍ تحرّص به يفكك من الحوم
حولك من اللي يحسب البعد عيله
أضاف شاعرنا هنا عامل جديد على شعر الحكمة بشكلٍ عام وشعر السامر بشكلٍ خاص .. فمن المعتاد أن تكون القصيدة لدى الشاعر الشعبي بوجه عام تتناول موضوعاً ما ويغلب عليها جانب الملل عادة خصوصاً إن كانت طويلة .. ولكن السامر هنا استطاع أن يجمع جانب الحكمة والمفردة الشاعرية البسيطة والأسلوب السلس والجزالة بالإضافة إلى عامل التشويق المقنن الذي يفتقده شعرنا الشعبي في الوقت الراهن .. ففي الأبيات السابقة سطر لنا شاعرنا مجموعة من الأبيات فاجأنا بها ليستحثنا على مواصلة البحث في ردهات الإبداع عن جوهرة ثمينة لها وقعها الديني والأدبي والاجتماعي كما أعتقد من خلال قراءتي المستفيضة لأبيات اللغز التي كانت بمثابة الطعم الراقي للوصول إلى الجوهرة ..
وقد استوقفني في هذه الأبيات مفردات كثيرة كان لها وقعها اللغوي ومنها مفردة " جبا " التي تعني حوض .. ولكنها هنا اقترنت بكلمة بئر فأخذت صبغة الجب التي ذكرت في القرآن الكريم مرتين في قوله تعالى :
} قال قائل منهم لا تقتلوا يوسف وألقوه في غيابة الجب { ..( 10 ..سورة يوسف ) ..
وقوله تعالى :
} فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يجعلوه في غيابة الجب { ..( 15 .. سورة يوسف ) ..
ومن هنا يتضح مدى تأثر شاعرنا بألفاظ القرآن وحرصه على توظيفها بشكل موضوعي ومنطقي ..
لا والذي تسجد له الخلق وتصوم
ولرضاه بيته والمقام تعني له
إن الوفا له بالعرب حد ورسوم
عند الذي يظفر بكسب الجميله
وروضٍ ينوج بريح شيحٍ وقيصوم
له نظرةٍ تشف النفوس العليله
أكثر عيون الخلق ما تقبل النوم
يشكون هم دقاقها والجليله
وفيما أعتقد أن هذه الأبيات مفاتيح لبوابة اللغز للوصول إلى الجوهرة .. فالوفاء والصوم والسجود والمقام جميعها دلالات للوصول إليه ..
وأخيراً أشكر صاحب السمو الأمير عبد العزيز بن سعود بن محمد آل سعود على هذه الرائعة التي أعتبرها أجمل ما قرأت لهذا الموسم .. وآمل ممن يملك القدرة على الوصول إلى معالم النص ودرره أن يشركنا معه في قراءة هذا النص الرائع المتميز ..
عادات وسلوم
من يطلب العليا فلا يرخص السوم
المجد ما هو قسم نفسٍ بخيله
للناس عاداتٍ مع الناس وسلوم
يرقى بها الرجال راس الطويله
من قدم الحسنى والاحسان معلوم
ينال من مولاه كسب النفيله
ومن قدم الحسنى على اللوم والشوم
عدله سبق - عن ضيعة الراي - ميله
ومن مات مسلم قالوا الناس مرحوم
شفيعه محمد وربي كفيله
ولو يرحم الظالم من الناس مظلوم
الوادي الممحل جرى فيه سيله
ما نال من شاور على حقه رخوم
إلا مثل ما نال من هد فيله
المجد يبغى له شغاميم وقروم
يوفون بحقوق الزمان الثقيله
بادت حضارة قيصر الفرس والروم
ولا بكتها عين خلقٍ كحيله
بالمنتحي ما ينفع العذل واللوم
إطلب له الله واتركه في سبيله
لا بد ما يذكرك يومٍ بعد يوم
ويحتاج لك حاجة مصر فيض نيله
العز من بين المخاليق مقسوم
ويفوز به من طيب راسه دليله
كم واحدٍ وده بمجدٍ مع القوم
وعيت صواديف الدهر تستوي له
كم واحدٍ يحيا من الوقت ملطوم
لطمٍ يشاف ولطم كيدٍ غليله
وكم واحدٍ من نعمة العقل محروم
وما له على ما قدر الله حيله
وكم واحدٍ يلقى به الكبر والزوم
مجدٍ على راسه يعود فشيله
وكم واحدٍ يمشي مع الناس منجوم
وهو من رجال الحسب والفضيله
ما دامت الدنيا لحد دايم الدوم
تجذي عن الغايات خيل الوسيله
اطلال دارٍ فوقها يلعي البوم
الله من يومٍ زهتبه وليله
وظرفٍ على ما فيه بالختم مختوم
الله من عينٍ وعينٍ تخيله
متعلقٍ بين السموات ونجوم
سبع الاراضي كلها ما تشيله
ما يشرب إلا من جبا بير مسموم
تشوف ناره فوق راس الفتيله
يدري بها اللي عن سما الديد مفطوم
ويجهل به اللي عن للعرف خيله
ما هو بضربٍ من ضلالات ووهوم
وافٍ على ما قدر الله كيله
والهقوه اللي ما لها جنب وعزوم
تطيح دونه حيلةٍ مستحيله
وحرصٍ تحرّص به يفكك من الحوم
حولك من اللي يحسب البعد عيله
لا والذي تسجد له الخلق وتصوم
ولرضاه بيته والمقام تعني له
إن الوفا له بالعرب حد ورسوم
عند الذي يظفر بكسب الجميله
وروضٍ ينوج بريح شيحٍ وقيصوم
له نظرةٍ تشف النفوس العليله
أكثر عيون الخلق ما تقبل النوم
يشكون هم دقاقها والجليله
كم واحدٍ يحيا من الوقت ملطوم
لطمٍ يشاف ولطم كيدٍ غليله
وكم واحدٍ من نعمة العقل محروم
وما له على ما قدر الله حيله
وكم واحدٍ يلقى به الكبر والزوم
مجدٍ على راسه يعود فشيله
وكم واحدٍ يمشي مع الناس منجوم
وهو من رجال الحسب والفضيله
ما دامت الدنيا لحد دايم الدوم
تجذي عن الغايات خيل الوسيله
اطلال دارٍ فوقها يلعي البوم
الله من يومٍ زهتبه وليله
هتان من الحكم هطلت من سحاب " السامر " بلل بها جفاف المفردة الشعبية في صياهد الوقت العصي .. استطاع من خلالها الإبحار في معالم المعاناة الحقيقية للإنسان .. ومعالم غرور الإنسان وتجبره ..
نظرة حكيمة تعالج تلك المفارقات بشكل غير مباشر .. ودعوة أصيلة للتمسك بالقيم الإسلامية والابتعاد عن ما يشوهها ..
كما تبين كلمة " تجذي " دقة شاعرنا على استخدام الألفاظ بعناية وموضوعية وسعة ثقافته اللغوية .. فهذه الكلمة لا تستخدم إلا لوصف كبوة الجواد ..
وظرفٍ على ما فيه بالختم مختوم
الله من عينٍ وعينٍ تخيله
متعلقٍ بين السموات ونجوم
سبع الاراضي كلها ما تشيله
ما يشرب إلا من جبا بير مسموم
تشوف ناره فوق راس الفتيله
يدري بها اللي عن سما الديد مفطوم
ويجهل به اللي عن للعرف خيله
ما هو بضربٍ من ضلالات ووهوم
وافٍ على ما قدر الله كيله
والهقوه اللي ما لها جنب وعزوم
تطيح دونه حيلةٍ مستحيله
وحرصٍ تحرّص به يفكك من الحوم
حولك من اللي يحسب البعد عيله
أضاف شاعرنا هنا عامل جديد على شعر الحكمة بشكلٍ عام وشعر السامر بشكلٍ خاص .. فمن المعتاد أن تكون القصيدة لدى الشاعر الشعبي بوجه عام تتناول موضوعاً ما ويغلب عليها جانب الملل عادة خصوصاً إن كانت طويلة .. ولكن السامر هنا استطاع أن يجمع جانب الحكمة والمفردة الشاعرية البسيطة والأسلوب السلس والجزالة بالإضافة إلى عامل التشويق المقنن الذي يفتقده شعرنا الشعبي في الوقت الراهن .. ففي الأبيات السابقة سطر لنا شاعرنا مجموعة من الأبيات فاجأنا بها ليستحثنا على مواصلة البحث في ردهات الإبداع عن جوهرة ثمينة لها وقعها الديني والأدبي والاجتماعي كما أعتقد من خلال قراءتي المستفيضة لأبيات اللغز التي كانت بمثابة الطعم الراقي للوصول إلى الجوهرة ..
وقد استوقفني في هذه الأبيات مفردات كثيرة كان لها وقعها اللغوي ومنها مفردة " جبا " التي تعني حوض .. ولكنها هنا اقترنت بكلمة بئر فأخذت صبغة الجب التي ذكرت في القرآن الكريم مرتين في قوله تعالى :
} قال قائل منهم لا تقتلوا يوسف وألقوه في غيابة الجب { ..( 10 ..سورة يوسف ) ..
وقوله تعالى :
} فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يجعلوه في غيابة الجب { ..( 15 .. سورة يوسف ) ..
ومن هنا يتضح مدى تأثر شاعرنا بألفاظ القرآن وحرصه على توظيفها بشكل موضوعي ومنطقي ..
لا والذي تسجد له الخلق وتصوم
ولرضاه بيته والمقام تعني له
إن الوفا له بالعرب حد ورسوم
عند الذي يظفر بكسب الجميله
وروضٍ ينوج بريح شيحٍ وقيصوم
له نظرةٍ تشف النفوس العليله
أكثر عيون الخلق ما تقبل النوم
يشكون هم دقاقها والجليله
وفيما أعتقد أن هذه الأبيات مفاتيح لبوابة اللغز للوصول إلى الجوهرة .. فالوفاء والصوم والسجود والمقام جميعها دلالات للوصول إليه ..
وأخيراً أشكر صاحب السمو الأمير عبد العزيز بن سعود بن محمد آل سعود على هذه الرائعة التي أعتبرها أجمل ما قرأت لهذا الموسم .. وآمل ممن يملك القدرة على الوصول إلى معالم النص ودرره أن يشركنا معه في قراءة هذا النص الرائع المتميز ..
عادات وسلوم
من يطلب العليا فلا يرخص السوم
المجد ما هو قسم نفسٍ بخيله
للناس عاداتٍ مع الناس وسلوم
يرقى بها الرجال راس الطويله
من قدم الحسنى والاحسان معلوم
ينال من مولاه كسب النفيله
ومن قدم الحسنى على اللوم والشوم
عدله سبق - عن ضيعة الراي - ميله
ومن مات مسلم قالوا الناس مرحوم
شفيعه محمد وربي كفيله
ولو يرحم الظالم من الناس مظلوم
الوادي الممحل جرى فيه سيله
ما نال من شاور على حقه رخوم
إلا مثل ما نال من هد فيله
المجد يبغى له شغاميم وقروم
يوفون بحقوق الزمان الثقيله
بادت حضارة قيصر الفرس والروم
ولا بكتها عين خلقٍ كحيله
بالمنتحي ما ينفع العذل واللوم
إطلب له الله واتركه في سبيله
لا بد ما يذكرك يومٍ بعد يوم
ويحتاج لك حاجة مصر فيض نيله
العز من بين المخاليق مقسوم
ويفوز به من طيب راسه دليله
كم واحدٍ وده بمجدٍ مع القوم
وعيت صواديف الدهر تستوي له
كم واحدٍ يحيا من الوقت ملطوم
لطمٍ يشاف ولطم كيدٍ غليله
وكم واحدٍ من نعمة العقل محروم
وما له على ما قدر الله حيله
وكم واحدٍ يلقى به الكبر والزوم
مجدٍ على راسه يعود فشيله
وكم واحدٍ يمشي مع الناس منجوم
وهو من رجال الحسب والفضيله
ما دامت الدنيا لحد دايم الدوم
تجذي عن الغايات خيل الوسيله
اطلال دارٍ فوقها يلعي البوم
الله من يومٍ زهتبه وليله
وظرفٍ على ما فيه بالختم مختوم
الله من عينٍ وعينٍ تخيله
متعلقٍ بين السموات ونجوم
سبع الاراضي كلها ما تشيله
ما يشرب إلا من جبا بير مسموم
تشوف ناره فوق راس الفتيله
يدري بها اللي عن سما الديد مفطوم
ويجهل به اللي عن للعرف خيله
ما هو بضربٍ من ضلالات ووهوم
وافٍ على ما قدر الله كيله
والهقوه اللي ما لها جنب وعزوم
تطيح دونه حيلةٍ مستحيله
وحرصٍ تحرّص به يفكك من الحوم
حولك من اللي يحسب البعد عيله
لا والذي تسجد له الخلق وتصوم
ولرضاه بيته والمقام تعني له
إن الوفا له بالعرب حد ورسوم
عند الذي يظفر بكسب الجميله
وروضٍ ينوج بريح شيحٍ وقيصوم
له نظرةٍ تشف النفوس العليله
أكثر عيون الخلق ما تقبل النوم
يشكون هم دقاقها والجليله
تعليق