العزيز والغالي\ نواف الدبل:
نعم يانواف,ماأجمل أن يكتب الشاعر نفسه, وماأجمل أن يرسم له نهجا مميزا عن سواه,في هذا الزمن الذي تشابهت فيه القصائد كوجوه ابناء شرق اسيا,لدرجة لم نعد نفرّق معها,لمن من الشعراء هذه القصيدة أو تلك, انّه زمن الاستنساخ الشعري يانواف, هناك الآف النسخ المزوره والمغشوشه,لقصيدة رائعة هي الاصل, ولطالما كنت أسأل نفسي, لماذا نحتاج الى قصائد الكربون,طالما لدينا النسخة الاصليه..!؟
انظر .يانواف, الى سيل القصائد في المجلات الشعبيه والصحف التي يمطرنا بها الاعلام المقروء, هي تتجاوز الالف قصيده أو أكثر.!!, ودعنا نتسأل سويا: كم من هذه القصائد نسخة اصليه,وكم منها نسخ مزوره.!؟ وأعتقد أن الاجابه لن تخفى عن رجل متابع وخبير مثلك.
مشكلة الشعر الشعبي لدينا ,يانواف أيها الاخ الكريم, هي أن الشعراء لايريدون القرءاة, ولا الثقافه,ولاتطوير مواهبهم, الشعر لديهم لايحتاج سوى الى موهبة بدائيه,تجيد الوزن والقافية فقط, ولذلك ليس اسهل بالنسبة اليهم من امتطاء قافية ونهج شاعر مبدع والنظم على اثره, ليكتب قصيدته المهجنه,التي تحمل كل شيء,كل شيء, الاّ روحه هو, بصمته هو, وجهه هو. اصابعه هو..!
وأتذكّر في هذا السياق,أنني سبق وأن اقّترحت على أخي وصديقي ناصر السبيعي, ذات حوار حاد,أن يقوم في احد اعداد مجلة المختلف, بنشر كل قصائد العدد, من دون ذكر اسماء الشعراء, ويطلب من القرّاء الكرام معرفة وتحديد كل قصيده لمن من الشعراء,وذلك على شكل مسابقه شهريه,ولو لمرة واحده,ويتم الاعلان عن الفائزين في العدد القادم, مع وضع جدول لكل قصيده أمام اسم شاعرها الحقيقي, ويتم اعلان اسماء القرّاء الفائزين الذين تمكنوا من معرفة القصيده من خلال بصمة شاعرها,
هل تدري ,يانواف,ماذا قال لي..!؟
قال:بهذه الطريقه,سنفقد كل الشعراء, لان الشاعر يطلب منّا نشر صورته مع القصيده,وأنت تريدنا أن ننشرها بدون اسماء, !!
ذهبت جميع محاولاتي ادراج الرياح ,في سبيل اقناعه, كانت تلك الطريقة في وجهة نظري هي الوسيلة الوحيده , لكشف شعراء النسخ المزوره.
أما عن ( الكسر) يانواف, فلاأذيع سرا اذا ماقلت, أن أوزان الشعر الشعبي, هي من أهم الاسباب التي ادت الى هذا التناسخ الشعري العجيب,هل تصدق ان بحر( المسحوب) مثلا,اصبح هو(حمار)الشعراء,لكثرة ماينظم عليه من قصائد, بل أن ثلاثة ارباع شعرنا الشعبي نظم على هذا البحر..!!
اليس هذا هو سبب التناسخ..!!؟
يانواف الدبل\ أيها الاخ الكريم:
الف شكر لمرورك من هنا, والف شكر على كلماتك وحروفك المضيئة.
تعليق