للتاريخ فلسفتان .نقدية وتأملية.وتتناول النقدية عملية الرصد التاريخي .بينما تحاول التأملية أستخلاص نوع من المعنى أو المغزى للتاريخ متجاوز مجرد رصد الاحداث ولعل الأدب هو الفن الوحيد الذي يمكن أن نبحث فيه عن المعنى .......؟؟ وعموما فان القيم التي يمكن أن يقدمها لنا العمل الفني تتنوع. فقد ينصرف المشاهد للعمل الفني الى قيمه الحسيه فيشغله نسيجه وما فيه من الألوان أو ظلال أو أنغام كالزرقة العميقه في السماء ونعومة العاج ولمعة الرخام ورنين الكمان . بمعنى أنه لا تدخله البهجة من الموضوع الطبيعي في حد ذاته بل من صورته الحسيه . ولكن الاعجاب بالقيم الحسيه وبالألوان والظلال والأنغام قد يؤدي به الى ملاحظة العلاقات بينها وتقدير مافي العمل من قيم صوريه . ولكلمة صوره بالنسبه للأعمال الفنيه معنى يختلف عن معناها في السياقات غير الجماليه . وليست الصورة هي الشكل حتى في الفنون المرئيه . فالصورة هي جماع العلاقات المتداخله بين الأجزاء وانتظامها في بنية عضويه واحدة . ولكن الشكل حتى في الفنون المرئيه ناحيه واحدة من نواحي الصورة . ((فاذا كان البعض يخلط بين الصورة والشكل)) في التصوير فيعرف صورة اللوحه بأنها شكلها أومجموعة الأشكال التي فيها فانه يتناسى الألوان التي يقوم الشكل على تخومها والحدود التي بينها . والواقع أن بعض الأعمال الفنيه تشترك في صفات تركيبيه معينه فيما بينها . الأمر الذي يسلكها معا في شكل واحد يجعلنا نعطيها اسما واحدا . فنقول مثلا شكل السوناتا . ولكننا عندما نتحدث عن الشكل الذي ينفرد به أحد الأعمال الفنيه فاننا نقصد صورته المفرده وتنظيمه الخاص وليس شكله الذي شارك به غيره من الأعمال . ومن ثم يكون من المفيد أن نميز بين الشكل في عموميته أو الشكل ككل أي البنيه . والشكل في جزئياته أو تفاصيله أي النسيج . وعندما نتحدث عن بنية العمل الفني فانما نعني البناء العضوي ككل الناتج من العلاقات المتداخله للعناصر الأساسيه التي يتكون منها . ولذلك فان اللحن جزء من بناء السيمفونيه مع أن اللحن نفسه يتكون من أجزاء مترابطه . ويكون هو نفسه شكلا مصغرا فما نعتبره عنصرا في البنيه هو كل في النسيج . ويمكن بدوره أن يجزأ ويحلل الى عناصر ((( وتدور فلسفة الفن في نطاق أضيق من النطاق الذي تدور فيه فلسفة الجمال ))). طالما أنها تقصر نفسها على المفاهيم والمسائل التي ترتبط بالأعمال الفنيه
وحدها وتستبعد ما عداها كالتجربه الجمالية للطبيعةومن المتعة ان يقف المرء يرقب اعمال الناس.وما في بعضها من قوة ويكاد كل عمل ياتي به الانسان ان يحتوي على قوة او ضعف.فالصدق قوة والكذب ضعف والسؤال يسأل فيكون قويا، ويغلبه حسن الجواب . وينبغي التمييز بين ما يسمى بالنقد الفني الذي مناطه التحليل النقدي وتقويم الأعمال الفنيه نفسها . فالناقد الفني مثلا يمكن أن يصف عملا فنيا معينا بأنه عمل معبر أو جميل . بينما يتساءل الفيلسوف في مجال الفن عما يمكن أن يعنيه عندما يقول ان عملا معينا يتسم بالجمال او أنه عمل معبر . وعما اذا كان من الممكن أن ندلل على ما نزعمه وكيف يتسنى لنا ذلك . ولا شك أن الناقد الفني عندما يتحدث أو يكتب عن الفن فانه يلجأ الى استخدام ما وضعه الفيلسوف في مجال الفن من مصطلحات . ومن ثم فالناقد الذي يعوزه العلم بهذه المصطلحات سيعوز كتاباته الوضوح بالتالي . ولا شك أن من عمل الفيلسوف أن يتساءل عما اذا كانت هناك طريقه جماليه في النظر الى الأشياء . وما الذي يميزها عن غيرها من طرق تجربة تلك الأشياء . ومن المعروف أن المنهج الجمالي أو الطريقه الجماليه في النظر الى العالم تتناقض مع المنهج العملي الذي يقوم الأشياء بمقدار ما تقدمه من منافع . فسمسار الأراضي الذي يطالع الطبيعه بمقدار ما يمكن أن يدره عليه ثمنها من عائد مالي لا يفعل ذلك من وجهة نظر جماليه .فلكي نطالع المنظر الطبيعي جماليا ينبغي أن تكون هذه المطالعة لغاية المطالعة ذاتها وليس لأي غرض آخر أبعد من ذلك .. وبوسع طلبة الهندسه الملمين بالتاريخ المعماري أن يميزوا بسرعة بين طراز المباني أو الآثار وتواريخها والحضارات التي تنتسب اليها من مجرد مطالعة أسلوبها .وهم اذ يتكبدون المشاق ويعبرون المسافات للفرجة على هذه المباني القديمه يفعلون ذلك للأستزاده من المعلومات وليس بقصد اثراء خبراتهم الجماليه . وقد تكون قدرتهم على التمييز بين مختلف الطرز المعماريه مهمه ومساعده لهم في اجتياز اختباراتهم ولكنها بالتأكيد لا ترتبط بالضروره بالقدره على الأستمتاع بتجربة المطالعة لهذه المباني .كذلك الامر بالنسبة لمن يتكبدون المشاق لحضور حفلة محاورة فهم يستمتعون بالمشاهدة للشاعر وتعابير وجهه وما قد يصدر عنه من حركات انفعاليه من الممكن ان لايراها في شريط التسجيل. وقد تمكن القدرة التحليليه صاحبها على زيادة خبرته الجماليه والنقديه ولكنها يمكن أيضا أن تعوقها . فالناس الذين يبدون اهتماما بالفن من نواحيه الحرفيه أو التقنيه قد يصرفهم هذا الأهتمام عن الطريقة الجماليه في النظر الىالأشياء الى الطريقه المعرفيه التي غايتها تحصيل العلم بهذه الأشياء بمعنى ان الاهتمام بمتابعة تحركات الشاعر يصرف المشاهد عن البحث في عمــق المعنى .
وليــس من الطريقة الجمالية في شيء أن يجتر المتأمل للجمال تجارب حياته الشخصيه أثناء عملية استمتاعه بالعمل الفني كهذا الرجل الذي يتكلف لمشاهدة مسرحية ما . ولكنه لا يصرف انتباهه الى الروايه بقدر ما يندمج في شخصية الرواية ويرى نفسه فيه وفي موقفه من الأندماج دون الأستجابة الجماليه للروايه وهو ما يحذرنا منه النقاد عندما يقولون قولتهم المشهوره (( لا تتورطوا شخصيا )) . ولا يعني ذلك طبعا أن نباعد بين انفسنا كلية وبين ما نشاهد أو نسمع . وانما ينبغي أن تكون هذه المباعدة بقدر ما نعي أن ما نشاهده ليس مصيرنا وانما هوتمثيل. وأنه لايعدو أن يكون دراما وليس الحياه . وكان يجب أن يكون انفعالنا بها بطريقه تختلف عن انفعالنا باحداث الحياه . وهذا هو معنى المباعده المطلوبه . في الأنفعال الجمالي . وقد يقال أن المطلوب هو الحياد أو عدم الانحياز ويعني ذلك أنه لاينبغي أن يؤثر ما نكرهه وما نحبه وميولنا الشخصيه فيما نصدره من أحكام جماليه وقد يكون من المفهوم أن نطلب أن نكون محايدين أو غير منحازين في أحكامنا الجماليه لكننا قد نعجب لأمر من يطالبنا بأن نستمع الى محاورة بحياد وعدم انحياز وربما كان المقصود من الحياد في هذه الحاله أن ننصرف الى الموضوع الجمالي فتبين علاقاته الداخليه وما يتحلى به من صفات . ولا ننشغل بعلاقاته الخارجيه التي تتصل بنا او بالشاعر الذي ابدعة او الثقافة التي نبت فيها .ونحن عندما نتوجة بانتباهنا الي التكوينات اللونية في الصورة فأننا نراها كموضوع ظاهري .وعندما نركّز على الطريقة التي مزجت بها الالوان نراها كموضوع داخلي . الخلاصة….من كل ما سبق ان الجمهور قد يحكم على نتاج الشاعر بسطحية مفرطة دون ان يكلف نفسه عناء البحث والتقصي للمعني المقصود من قبل المبدع (الشاعر)
وحدها وتستبعد ما عداها كالتجربه الجمالية للطبيعةومن المتعة ان يقف المرء يرقب اعمال الناس.وما في بعضها من قوة ويكاد كل عمل ياتي به الانسان ان يحتوي على قوة او ضعف.فالصدق قوة والكذب ضعف والسؤال يسأل فيكون قويا، ويغلبه حسن الجواب . وينبغي التمييز بين ما يسمى بالنقد الفني الذي مناطه التحليل النقدي وتقويم الأعمال الفنيه نفسها . فالناقد الفني مثلا يمكن أن يصف عملا فنيا معينا بأنه عمل معبر أو جميل . بينما يتساءل الفيلسوف في مجال الفن عما يمكن أن يعنيه عندما يقول ان عملا معينا يتسم بالجمال او أنه عمل معبر . وعما اذا كان من الممكن أن ندلل على ما نزعمه وكيف يتسنى لنا ذلك . ولا شك أن الناقد الفني عندما يتحدث أو يكتب عن الفن فانه يلجأ الى استخدام ما وضعه الفيلسوف في مجال الفن من مصطلحات . ومن ثم فالناقد الذي يعوزه العلم بهذه المصطلحات سيعوز كتاباته الوضوح بالتالي . ولا شك أن من عمل الفيلسوف أن يتساءل عما اذا كانت هناك طريقه جماليه في النظر الى الأشياء . وما الذي يميزها عن غيرها من طرق تجربة تلك الأشياء . ومن المعروف أن المنهج الجمالي أو الطريقه الجماليه في النظر الى العالم تتناقض مع المنهج العملي الذي يقوم الأشياء بمقدار ما تقدمه من منافع . فسمسار الأراضي الذي يطالع الطبيعه بمقدار ما يمكن أن يدره عليه ثمنها من عائد مالي لا يفعل ذلك من وجهة نظر جماليه .فلكي نطالع المنظر الطبيعي جماليا ينبغي أن تكون هذه المطالعة لغاية المطالعة ذاتها وليس لأي غرض آخر أبعد من ذلك .. وبوسع طلبة الهندسه الملمين بالتاريخ المعماري أن يميزوا بسرعة بين طراز المباني أو الآثار وتواريخها والحضارات التي تنتسب اليها من مجرد مطالعة أسلوبها .وهم اذ يتكبدون المشاق ويعبرون المسافات للفرجة على هذه المباني القديمه يفعلون ذلك للأستزاده من المعلومات وليس بقصد اثراء خبراتهم الجماليه . وقد تكون قدرتهم على التمييز بين مختلف الطرز المعماريه مهمه ومساعده لهم في اجتياز اختباراتهم ولكنها بالتأكيد لا ترتبط بالضروره بالقدره على الأستمتاع بتجربة المطالعة لهذه المباني .كذلك الامر بالنسبة لمن يتكبدون المشاق لحضور حفلة محاورة فهم يستمتعون بالمشاهدة للشاعر وتعابير وجهه وما قد يصدر عنه من حركات انفعاليه من الممكن ان لايراها في شريط التسجيل. وقد تمكن القدرة التحليليه صاحبها على زيادة خبرته الجماليه والنقديه ولكنها يمكن أيضا أن تعوقها . فالناس الذين يبدون اهتماما بالفن من نواحيه الحرفيه أو التقنيه قد يصرفهم هذا الأهتمام عن الطريقة الجماليه في النظر الىالأشياء الى الطريقه المعرفيه التي غايتها تحصيل العلم بهذه الأشياء بمعنى ان الاهتمام بمتابعة تحركات الشاعر يصرف المشاهد عن البحث في عمــق المعنى .
وليــس من الطريقة الجمالية في شيء أن يجتر المتأمل للجمال تجارب حياته الشخصيه أثناء عملية استمتاعه بالعمل الفني كهذا الرجل الذي يتكلف لمشاهدة مسرحية ما . ولكنه لا يصرف انتباهه الى الروايه بقدر ما يندمج في شخصية الرواية ويرى نفسه فيه وفي موقفه من الأندماج دون الأستجابة الجماليه للروايه وهو ما يحذرنا منه النقاد عندما يقولون قولتهم المشهوره (( لا تتورطوا شخصيا )) . ولا يعني ذلك طبعا أن نباعد بين انفسنا كلية وبين ما نشاهد أو نسمع . وانما ينبغي أن تكون هذه المباعدة بقدر ما نعي أن ما نشاهده ليس مصيرنا وانما هوتمثيل. وأنه لايعدو أن يكون دراما وليس الحياه . وكان يجب أن يكون انفعالنا بها بطريقه تختلف عن انفعالنا باحداث الحياه . وهذا هو معنى المباعده المطلوبه . في الأنفعال الجمالي . وقد يقال أن المطلوب هو الحياد أو عدم الانحياز ويعني ذلك أنه لاينبغي أن يؤثر ما نكرهه وما نحبه وميولنا الشخصيه فيما نصدره من أحكام جماليه وقد يكون من المفهوم أن نطلب أن نكون محايدين أو غير منحازين في أحكامنا الجماليه لكننا قد نعجب لأمر من يطالبنا بأن نستمع الى محاورة بحياد وعدم انحياز وربما كان المقصود من الحياد في هذه الحاله أن ننصرف الى الموضوع الجمالي فتبين علاقاته الداخليه وما يتحلى به من صفات . ولا ننشغل بعلاقاته الخارجيه التي تتصل بنا او بالشاعر الذي ابدعة او الثقافة التي نبت فيها .ونحن عندما نتوجة بانتباهنا الي التكوينات اللونية في الصورة فأننا نراها كموضوع ظاهري .وعندما نركّز على الطريقة التي مزجت بها الالوان نراها كموضوع داخلي . الخلاصة….من كل ما سبق ان الجمهور قد يحكم على نتاج الشاعر بسطحية مفرطة دون ان يكلف نفسه عناء البحث والتقصي للمعني المقصود من قبل المبدع (الشاعر)
تعليق