........... ( الهجــرة المــعاكســة ) .............
يتضاعف شـقائي وتحيط بي الكآبة من كل جانب وأنا أرى حياتي
تتحول إلى التزامات مبرمجة خالية من السعادة الحقيقة حتى أنني
تحولت إلى آلة لا تتوقف عن الدوران الرتيب الباعث على السأم و
الملل مهما كانت قيمة المنجز من تسارع الدوران مما جعل كل
الاشياء التي كانت ترتدي حلة الجمال تنطفىء ويبهت لونها وتتحول
الى اللون الرمادي القاتم ..
لا أستطيع أن احدد بدقة هل هذه هي حقيقة حياتنا المادية
المعاصرة أم أنني مسكون بذكريات طفولتي الجميلة والتي قضيتها
في قرية حالمة على ضفاف وادي الرمة بمنطقة القصيم وانني اصبحت
غير قادر على الانفكاك من ذلك الماضي الذي دهسته السنين
وتوارى تحت رمال الأيام ولم يبقى منه سواء تلك الصور الأخاذة
التي مازالت معلقة على جدار الضوء في ذاكرتي حتى اصبح النظر
الدائم إليها مصدر وجع لا تنفك معاناته من اجتياح ساعات نهاري
وأطراف ليلي لان مجرد مقارنة بسيطة بين حياة المدنية التي
إضطهدتني وبين الحياة في قريتي المحاطة بالحقول كما يحيط عقد
من (الزبرجد) جيد فتاة فاتنة يصيبني بالاحباط واليأس والقنوط
وأنا أفتش عن فرحٍ تائه بين ضغوط الحياة وتسارعها يجعلني أتأكد
أنني أعيشها بدلا من أن تعيشني وقد توصلت إلى قناعة تامة
انني ابحث عن ( دبوس ) في صحراء لا اطراف لها تحت عتمة ليلة
بلا قمر ...
أنا لست جاحدا أفضال ربي أن وفقني إلى نجاحات متتالية ولكني
عندما أنظر بعمق إلى فلسفة الحياة أجد أنني غير قادرٍ على
العيش بأفضل حالٍ ممكن وهذا ( الافضل) فشلت في الوصول الى
حدوده بالرغم من حالة الترف التي تحيط بي بفضل التقدم
العلمي الذي أحدثته ثورة المعرفة فأنا أتحدث مع أصدقائي الذين
تفصل بيني وبينهم قفار وبحار.. أعيش في بؤرة الأحداث العالمية
وأقرأ صحف تصدر في بلدان متعددة قبل أن تجف أحبار حروفها حتى
أنني أتخيل أن كل إنسان في هذا العصر اصبح هو مركز العالم
ولكن رغم ذلك اشعر أنني جزءا من منظومة زيف أشبه بسبحة رديئة
الصنع تكرٌ خرزاتها الواحدة تلو الأخرى بين أصابع
رجلٍ بليد لا يمارس سوى التثاؤب وإعادة إسقاط حباتها من جديد
عند ما يستيقظ على صوت الخرزة الأخيرة وهذا الواقع
الزائف مللت من تصنع القناعة والرضا به لذا أصبحت أفكر
بالهجرة العاكسة ..
أريد أن أعود إلى الأرض بدلا من فرد أجنحة روحي في ســفرٍ دائم
نحو المجهول .. لقد تعبت من طول السفر أصبحت تراودني أمنيات
الهجرة المعاكسة عكس الأمكنة والزمن بحثا عن ريفٍ لم تلوثه
الحضارة الباهتة التي فرضت سياسة القلوب المواربة الأبواب في
العلاقات الإنسانية .. ريف يوقظني مدَ سناء الفجر الذي ينفرد على
أفق الشرق كسجادة فضية احتفاء بمقدم الشمس ..
أريد أن اسمع غناء المزارعين البسطاء وهيجنة الرعاة ..
أريد أن انتشي بأريج النعناع والحياة تمتد إلية عبر جذوره
المنغرسة بالتربة .. أريد أ، اسند ظهري إلى نخلة باسقة وعطر
حبوب اللقاح تطير بي نشوتها لأحلق في البعيد وأكتب قصيدتي
بتلقائية تعبر عن ذاتي بدلا من كتابتها بلغة أخرى لا تعرفني حق
المعرفة ..
ولكن هل هذه الهجرة .. ( الحلم ) .. ممكنة وأصفاد الالتزامات
الأسرية والعملية والاجتماعية والثقافية تحكم أقفالها على
أطرافي الأربعة ثم لنفترض أنني تحررت من كل هذه القيود .. هل
الريف بصفائه وعفويته وبراءته ما يزال موجود أم انه ذهب مع
الأيام وبقي مجرد ذكرى جميلة أستدعيها من أقبية الذاكرة كلما
راودني الحنين إلى السعادة الحقيقة ..
ونظرا لشكوكي المتماسة مع اليقين بعدم وجود البيئة الجغرافية
والاجتماعية والسلوكية لتحقيق حلم .. ( الهجرة الماكسة ).. في
ضل المدنية الكئيبة التي أنزلقت إليها حياتنا ونحرنا السعادة
الحقة على طرقاتها المكسوة بالإسفلت الأسود فإنني اغتنم إجازتي
السنوية لأهرب من واقعنا المرير إلى إحدى الدول الشقيقة التي
ما تزال حياة الريف بها قائمة بكل جمالها لأختلط هناك بالأحياء
حتى اشعر أنني مازالت حيا ولتمدني الفترة التي أقضيها هناك
بإكسير حياة يجعلني أجابه أوجاع عام قادم وحتى لا ترجموني بعلب
الآحكام الجاهزة كالسوداوية والتشاؤم على كتابة مادة هذة
الزاوية تعالوا نثير بعض الاسئلة البسيطة :-
·
هل علاقاتنا الإجتماعية تحكمها الفطرة الانسانية ..؟
هل ما يزال الحب بكل روافده موجود بيننا وفق مقتضياته
الحقيقية ..؟
·
هل كتاباتنا المتعلقة بالهم الإنساني تبحث عن علاج ذلك الهم أم
أنها تبحث عن أشياء أخرى .؟
·
هل الكتاب والكاتبات في مختلف المطبوعات تم اختيارهم بناءا
على قدراتهم .. أم انهم مجرد أسماء لاتقدم للقارىْ سوى أمتار من
الكلمات ولكنها لا تقول شــيئا .؟
·هل ادابنا من شعر وقصة ورواية تشبهنا آم أنها هي الأخرى زيف
أخر ..؟
ضعوا أكثر من ( هــل ) وأتبعوها بفرضيات شــتى من مناح الحياة
ثم تمددوا تحت مظلة ( التأمل الإيجابي ) عسى أن تجدوا أجوبة
غير الـ.. ( لا ) . التي لم أجد غيرها كإجابة وحيدة على كل
الأسئلة المتعلقة في هذا الجانب .
يتضاعف شـقائي وتحيط بي الكآبة من كل جانب وأنا أرى حياتي
تتحول إلى التزامات مبرمجة خالية من السعادة الحقيقة حتى أنني
تحولت إلى آلة لا تتوقف عن الدوران الرتيب الباعث على السأم و
الملل مهما كانت قيمة المنجز من تسارع الدوران مما جعل كل
الاشياء التي كانت ترتدي حلة الجمال تنطفىء ويبهت لونها وتتحول
الى اللون الرمادي القاتم ..
لا أستطيع أن احدد بدقة هل هذه هي حقيقة حياتنا المادية
المعاصرة أم أنني مسكون بذكريات طفولتي الجميلة والتي قضيتها
في قرية حالمة على ضفاف وادي الرمة بمنطقة القصيم وانني اصبحت
غير قادر على الانفكاك من ذلك الماضي الذي دهسته السنين
وتوارى تحت رمال الأيام ولم يبقى منه سواء تلك الصور الأخاذة
التي مازالت معلقة على جدار الضوء في ذاكرتي حتى اصبح النظر
الدائم إليها مصدر وجع لا تنفك معاناته من اجتياح ساعات نهاري
وأطراف ليلي لان مجرد مقارنة بسيطة بين حياة المدنية التي
إضطهدتني وبين الحياة في قريتي المحاطة بالحقول كما يحيط عقد
من (الزبرجد) جيد فتاة فاتنة يصيبني بالاحباط واليأس والقنوط
وأنا أفتش عن فرحٍ تائه بين ضغوط الحياة وتسارعها يجعلني أتأكد
أنني أعيشها بدلا من أن تعيشني وقد توصلت إلى قناعة تامة
انني ابحث عن ( دبوس ) في صحراء لا اطراف لها تحت عتمة ليلة
بلا قمر ...
أنا لست جاحدا أفضال ربي أن وفقني إلى نجاحات متتالية ولكني
عندما أنظر بعمق إلى فلسفة الحياة أجد أنني غير قادرٍ على
العيش بأفضل حالٍ ممكن وهذا ( الافضل) فشلت في الوصول الى
حدوده بالرغم من حالة الترف التي تحيط بي بفضل التقدم
العلمي الذي أحدثته ثورة المعرفة فأنا أتحدث مع أصدقائي الذين
تفصل بيني وبينهم قفار وبحار.. أعيش في بؤرة الأحداث العالمية
وأقرأ صحف تصدر في بلدان متعددة قبل أن تجف أحبار حروفها حتى
أنني أتخيل أن كل إنسان في هذا العصر اصبح هو مركز العالم
ولكن رغم ذلك اشعر أنني جزءا من منظومة زيف أشبه بسبحة رديئة
الصنع تكرٌ خرزاتها الواحدة تلو الأخرى بين أصابع
رجلٍ بليد لا يمارس سوى التثاؤب وإعادة إسقاط حباتها من جديد
عند ما يستيقظ على صوت الخرزة الأخيرة وهذا الواقع
الزائف مللت من تصنع القناعة والرضا به لذا أصبحت أفكر
بالهجرة العاكسة ..
أريد أن أعود إلى الأرض بدلا من فرد أجنحة روحي في ســفرٍ دائم
نحو المجهول .. لقد تعبت من طول السفر أصبحت تراودني أمنيات
الهجرة المعاكسة عكس الأمكنة والزمن بحثا عن ريفٍ لم تلوثه
الحضارة الباهتة التي فرضت سياسة القلوب المواربة الأبواب في
العلاقات الإنسانية .. ريف يوقظني مدَ سناء الفجر الذي ينفرد على
أفق الشرق كسجادة فضية احتفاء بمقدم الشمس ..
أريد أن اسمع غناء المزارعين البسطاء وهيجنة الرعاة ..
أريد أن انتشي بأريج النعناع والحياة تمتد إلية عبر جذوره
المنغرسة بالتربة .. أريد أ، اسند ظهري إلى نخلة باسقة وعطر
حبوب اللقاح تطير بي نشوتها لأحلق في البعيد وأكتب قصيدتي
بتلقائية تعبر عن ذاتي بدلا من كتابتها بلغة أخرى لا تعرفني حق
المعرفة ..
ولكن هل هذه الهجرة .. ( الحلم ) .. ممكنة وأصفاد الالتزامات
الأسرية والعملية والاجتماعية والثقافية تحكم أقفالها على
أطرافي الأربعة ثم لنفترض أنني تحررت من كل هذه القيود .. هل
الريف بصفائه وعفويته وبراءته ما يزال موجود أم انه ذهب مع
الأيام وبقي مجرد ذكرى جميلة أستدعيها من أقبية الذاكرة كلما
راودني الحنين إلى السعادة الحقيقة ..
ونظرا لشكوكي المتماسة مع اليقين بعدم وجود البيئة الجغرافية
والاجتماعية والسلوكية لتحقيق حلم .. ( الهجرة الماكسة ).. في
ضل المدنية الكئيبة التي أنزلقت إليها حياتنا ونحرنا السعادة
الحقة على طرقاتها المكسوة بالإسفلت الأسود فإنني اغتنم إجازتي
السنوية لأهرب من واقعنا المرير إلى إحدى الدول الشقيقة التي
ما تزال حياة الريف بها قائمة بكل جمالها لأختلط هناك بالأحياء
حتى اشعر أنني مازالت حيا ولتمدني الفترة التي أقضيها هناك
بإكسير حياة يجعلني أجابه أوجاع عام قادم وحتى لا ترجموني بعلب
الآحكام الجاهزة كالسوداوية والتشاؤم على كتابة مادة هذة
الزاوية تعالوا نثير بعض الاسئلة البسيطة :-
·
هل علاقاتنا الإجتماعية تحكمها الفطرة الانسانية ..؟
هل ما يزال الحب بكل روافده موجود بيننا وفق مقتضياته
الحقيقية ..؟
·
هل كتاباتنا المتعلقة بالهم الإنساني تبحث عن علاج ذلك الهم أم
أنها تبحث عن أشياء أخرى .؟
·
هل الكتاب والكاتبات في مختلف المطبوعات تم اختيارهم بناءا
على قدراتهم .. أم انهم مجرد أسماء لاتقدم للقارىْ سوى أمتار من
الكلمات ولكنها لا تقول شــيئا .؟
·هل ادابنا من شعر وقصة ورواية تشبهنا آم أنها هي الأخرى زيف
أخر ..؟
ضعوا أكثر من ( هــل ) وأتبعوها بفرضيات شــتى من مناح الحياة
ثم تمددوا تحت مظلة ( التأمل الإيجابي ) عسى أن تجدوا أجوبة
غير الـ.. ( لا ) . التي لم أجد غيرها كإجابة وحيدة على كل
الأسئلة المتعلقة في هذا الجانب .
تعليق